رجال الحريم - 44
ماذا يفعل المحظيين في وقت فراغهم
كان جسد عظيم الكهنة أكثر إثارة بكثير وهو مكشوف مقارنة عندما كان مغطى بالملابس، عند ظهور عضلاته بشكل كامل، ابتلعت لاتيل ريقها تلقائيًا.
تلك الأصابع الطويلة، وذراعيه المشدودين بلا أي دهون تتخللها، لو لم يكن عظيم الكهنة يضع تعبيرًا جادًا كأنه ذاهب لمعركة، لربما سقطت في شباكه
ومع ذلك، بسبب تعبيره الذي لم يحمل أي لمسة من الإثارة، نظرت لاتيل إليه بوجه يشبه وجه ثعلب.
“أنا لست جاهزة للانحراف”
سارت لاتيل نحو عظيم الكهنة وقامت بتغطية جسده بالبطانية التي دفعها جانبًا.
“فرصة الحصول على جسد مقدس مثل هذا لا تأتي كثيرًا، جلالتكِ، فكرِي في الأمر مرة أخرى.”
ضربت لاتيل جبهة عظيم الكهنة بلطف باستخدام الكتاب الذي جلبته.
“جلالتكِ!”
“البس ملابسك”
“هل عاملتِ باقي المحظيين هكذا…؟”
“اجل لست الوحيد، هذا لن يجدي نفعًا، البس ملابسك”
حاول عظيم الكهنة أن يعترض أكثر، لكن عندما بدأت لاتيل بجمع الأوراق التي سقطت، اضطر إلى لف نفسه في البطانية.
عندما انتهت لاتيل من جمع الأوراق والتفت، انفجرت ضاحكة، بما أن البطانية كانت بيضاء، بدا وكأن وجه عظيم الكهنة يظهر بمفرده فوق المثلجات.
“إذا لم تكونِ تنوين استخدام جسدي المقدس، لماذا جئت هنا؟”
“هل لم اشرح؟”
“كنت عازم على شيء، لكن جلالتكِ أحبطتني.”
“أنت لست حقًا احد رجالي، ليس عليك أن تكون بهذه الجدية”
عندما قالت لاتيل ذلك بحزم، تمتم عظيم الكهنة بوجه مذهول.
“تحدثين وكأنكِ قديسة”
‘إذاً لماذا أنا من يقول هذا!، كان يجب أن تقوله أنت!’
أرادت لاتيل أن تسحب شفتي عظيم الكهنة مرة واحدة من الاستغراب، لكن بما أنه في النهاية هو يكون عظيم الكهنة، لم تستطع أن تفعل ذلك.
بدلاً من ذلك، فتحت الكتاب وبدأت بقراءة الأسئلة التي أعدتها مسبقًا.
“جئت هنا لأستفسر عن شيء، أولاً، هل لديك أي تابع يمكن أن يتصرف بسرية؟”
“سرية؟”
“نع، تابع يمكنه تنفيذ الأوامر غير الجيدة بصمت، وإذا تم اكتشافه، يكون مستعدًا للانتحار قبل التحقيق”
أظهر عظيم الكهنة لأول مرة تعبيرًا مندهشًا بسبب وصف لاتيل البارد، على الرغم من أنه كان يعيش مدفونًا في العالم المادي، إلا أن لديه بعض الجوانب التي تميز الكهنة.
“حتى إذا كانوا تابعي، فهم جميعًا إخوة وأخوات في نفس الدين، كيف يمكنني إعطائهم أوامر من هذا النوع؟”
“إذن، لا يوجد لديك أحد؟”
“هناك مجموعة تُسمى النبيذ الابيض وهي تتكون من فرسان مقدسين”
“النبيذ الابيض؟” فكرت لاتيل أنه اسم سمعته بشكل عابر وسألت.
“هل يعني هذا أن هناك أحدًا؟”
لكن نوعية المجموعة لم تكن واضحة بالنسبة لها على الفور، لم تكن تاريوم دولة ذات طابع ديني سائد، ولاتيل نفسها لم تكن متدينة جدًا.
بالتأكيد، على الرغم من عدم كون الدين سائدًا، كان معظم المواطنين متدينين، ولاتيل أيضًا كانت تؤمن بالرب بشكل غريزي على الرغم من عدم عمق إيمانها.
“هم يتبعون إرادتي، لكن ربما لا يكونون من النوع الذي تريديه جلالتكِ، هم أقرب إلى مجموعة تحترم وتقدم المساعدة لي فقط لأنني عظيم الكهنة”
“ما أريده هو الولاء المطلق، وليس الاحترام”
“إذاً، ليس كذلك، هم يعبدون الرب فقط”
تنهدت لاتيل ووضعت ذراعيها على ركبتيها، حصلت على معلومات قد تكون تشير إلى بقاء تالا حي، لذا أرادت التحقيق بحذر حول هذا الموضوع.
مع ذلك، يبدو أنه سيكون من الصعب الحصول على مساعدة عظيم الكهنة ربما سيكون من الأفضل اختيار وإصدار الأوامر من بين القوى الحالية…
“هل جئتِ لتسألي هذا؟”
“آه، شيء آخر، هل سمعت يومًا عن ظاهرة تتعلق بقدرات غريبة تظهر وتختفي فجأة؟”
“السحر؟”
“لا.”
فكر عظيم الكهنة مليًا، ثم أجاب بأنه لم يسمع عن مثل هذا الأمر.
“أفهم”
‘أنت لست مفيدًا على الإطلاق’ قالت لاتيل في نفسها.
‘مع ذلك، لست عديم الفائدة تمامًا، على الأقل، بوجوده هنا، لن أتمكن من الوصول إلى الأمور المتعلقة بالسحر الأسود’
خرجت لاتيل من غرفة عظيم الكهنة وفكرت في قدرتها، متسائلة عن كيفية ظهورها وفي أي مواقف تظهر، توقفت عند مخرج الحريم وهي تفكر :
“لا يمكنني تركها فحسب، إذا لم أستطع معرفة ذلك بالنظر إلى النظريات، فيمكنني أن أجربها بنفسي وأكتشف”
لاتيل لم تكن من النوع الذي يشعر بالإحباط أو ينهار عندما تسوء الأمور، كما حولت مشاعرها من خيانة هيسينت إلى غضب وطموح، فإنها كانت تستغل أي مشاعر سلبية صغيرة لتدفع نفسها للأمام.
“سألتقي بعدد كبير من الناس، أولئك الذين قد يفكرون فيّ كثيرًا، ربما سأحصل على تلميحات.”
عندما عرفت لاتيل الاتجاه الذي يجب أن تسلكه، استدارت بسرعة ودخلت إلى الحريم مجددًا.
أول شخص ذهبت إليه كان جيستا.
“غير موجود؟”
“نعم، لقد ذهب إلى المكتبة لقراءة الكتب”
بما أن جيستا كان غائبًا، توجهت لاتيل إلى رانامون، لحسن الحظ، كان رانامون يقيم بهدوء في غرفته.
“لماذا جئتِ إلى هنا في هذا الوقت، جلالتكِ؟”
كان رانامون هو الشخص المناسب لقراءة المشاعر الحقيقية، وجهه الجليدي وكلماته الباردة وصمته كان مثاليًا لذلك.
“هل يجب علينا أن نلتقي دائمًا في الليل فقط؟”
“!”
تحدثت لاتيل بمهارة وتقدمت نحو نافذة رانامون وجلست بجانبه، لم يدفعها رانامون بعيدًا، ولكنه لم يتحدث أيضًا، مما جعل الصمت الغريب يتخلل بينهما.
على الرغم من أن لاتيل عادةً ما تكون هي من تبدأ الحديث، إلا أنها قررت هذه المرة أن تظل صامتة للاستماع إلى أفكار رانامون، حتى لو كان ذلك غير مريح.
مكثا هكذا لبعض الوقت، وجلسا دون أن ينطق أي منهما بكلمة.
‘هل لا تفكر في شيء، أم أنني لا أستطيع سماع أفكارك؟’
بعد حوالي 30 دقيقة، اعترفت لاتيل أنه لا فائدة من الاستمرار هنا، وأن أفكار رانامون لن تأتي إليها.
قررت لاتيل في النهاية أن تذهب إلى زوج آخر، وبدأت في التحرك.
“هل ستذهبين بالفعل؟”
على الرغم من أن رانامون بقي ساكنًا كقطعة جليد طوال الوقت، إلا أنه أظهر قليلاً من الأسف وقام ليقف.
“أنتِ تخبرني بالاستمرار في الذهاب؟… في داخلك”
“متى فعلت ذلك؟”
“آه. لم تفعل ذلك، في الواقع، كنت هادئ”
“؟”
“لا شيء، فقط كنت أقول، على أي حال، سأذهب”
عندما ربتت لاتيل على كتف رانامون، ارتفعت يد رانامون قليلاً، وعندما فتحت لاتيل الباب لتخرج، ارتفعت يده أكثر في الهواء.
كما لو كان يريد الإمساك بشيء، كانت يد رانامون تتحرك في الهواء بلا جدوى، بعد إغلاق الباب، تردد قليلاً ثم خفض يده.
“…….”
كان الباب المغلق يشبه تمامًا قلب لاتيل، ووقف رانامون وهو يقبض على يده لفترة طويلة، ولكن ذلك الباب يمكن فتحه بتدويره، مهما حاولت وطرقت، لا يمكن مقارنة ذلك بباب قلب لاتيل الصامت.
أثناء حديث رانامون مع لاتيل، كان مساعده كاردون قد ابتعد قليلاً عن المشهد، وعندما رأى رانامون على هذا الحال، غطى وجهه بيديه وبدأت عيناه تلمعان بالدموع.
“سيدي… إنك تقف هنا بشكل يبعث على الشفقة، هل هذا بسبب فتي ملهي القمار؟”
“لا.”
رد رانامون ببرود ثم عاد إلى مكانه، لكن كاردون كان واثقًا من أن ما يشعر به رانامون هو بسبب قضاء الإمبراطورة الليلة مع موزع الأوراق، وبدأ يمسح أنفه.
“لا تحبط كثيرًا، لا يمكنك أن تعرف أن ذوق الإمبراطورة كان في وجوه ملائكية وأجسام قوية.”
“وجه ملائكي؟، هل تعني أنه أكثر وسامة مني؟”
عندما تحدث رانامون ببرود، تملق كاردون بسرعة.
“لا يمكن أن يكون ذلك، وجهك يا سيدي لا يمكن لأي شخص أن يطابقه!، وجهك هو من الادلة علي عظمة وإبداع الرب!”
كان ذلك صحيحًا، جماله كان يضاهي مثل هذه الإطراءات، ولكن لماذا؟، لماذا لم يسحر الإمبراطورة لاتيل؟.
عندما لم يتغير تعبير رانامون، تردد كاردون قليلاً ثم اقترح بحذر.
“سيدي، يبدو أن ذوق الإمبراطورة في العضلات الكبيرة، ربما عليك أن تجرب زيادة كتلتك العضلية.”
“!”
***
الشخص التالي الذي ذهبت إليه لاتيل كان تيسير، لم يكن تيسير موجوداً في الغرفة، لكنه كان بالقرب من المكان، لذا اكتشفت لاتيل وجوده أولاً، فتقدم نحوها بهدوء وبأسلوب مريح.
“من هذه؟، ألا تكون جلالتها؟”
تقدم تيسير نحو لاتيل كما لو كانا صديقين قديمين منذ عشرين عاماً، وهو يقول بمرح “سوف أتصرف بشكل لطيف” ثم احتضنها بفرح وضحك بسعادة.
رأى خادم تيسير، هيرلان، هذا المنظر وعلق في نفسه معبراً عن إعجابه : “حقاً، سيدنا يتسم بالذكاء!” حتى أنه ذرف الدموع في داخله.
لاتيل، التي كانت تتكئ على صدر تيسير بشكل غير متوقع، اغلقت عينيها ثم ضحكت وسرعان ما خرجت من حضنه.
“أنت سريع في التصرف”
“أفتقدت الحب”
في تلك اللحظة، بينما كانت لاتيل على وشك أن تقول شيئاً، فجأة تمزق ثوب تيسير، وكُشف جزء من صدره.
عندما فتحت لاتيل عينيها مندهشة، تنهد تيسير قائلاً “أوه، لا” ثم لم يحاول تغطية صدره بل وضع يده على جبهته.
“يبدو أن الثوب قديم وتمزق، من المحرج أن أظهر بهذا الشكل أمام جلالتكِ”
‘إذا كان الأمر محرجاً، لماذا لا تغطيه؟’ عندما رفعت لاتيل نظرها نحو الثوب الذي انزلق أكثر إلى الأسفل، قالت.
“كل شيء مكشوف”
“إن رؤية كل شيء وملاحظته يجعلني أشعر بالخجل، إذن، ما رأيكِ؟”
“ليس ما في الداخل!”
وحتى إن كان الوجه هادئاً تماماً!، عندما لاحظت لاتيل أن تيسير لا ينوي رفع ثوبه، قررت أخيراً أن ترفع حافة ثوبه بنفسها.
عندما لمست أصابعها الجلد، اهتز كتفيها بشكل غير متوقع، لكن لاتيل تجاهلت ذلك وأخذت تصدر تحذيراً.
“لا تفعل أشياء غير لائقة”
“إنه مجرد ثوب قديم”
“أين يوجد ثوب قديم يبدو ناعماً بينما الخيوط فقط هي التي تمزقت؟”
“إنكِ تراقبني بتفاصيل دقيقة، وهذا يثير قلبي، جلالتكِ”
عندما نظرت لاتيل إليه بنظرة حادة، ابتسم تيسير بعيون ضاحكة ثم أمسك بحافة ثوبه بيده ليثبتها.
تنهدت لاتيل وهزت رأسها. ‘إنه حقاً شخص غريب’
ومع ذلك، لم تستطع لاتيل أن تعرف ما في داخل تيسير.
‘يبدو أنه يتحدث كما لو كان يفكر في كل شيء، لكن…’
“جلالتكِ؟، لكن، لماذا جئتِ حقاً؟، هل لديكِ أمر محدد تودين توجيهه إليّ؟”
سأل تيسير بجدية بعد تأخره، فأشارت لاتيل بيدها ورحلت لتبحث عن زوجها التالية.
لكن عندما ذهبت إلى كارلين، وجدت الغرفة خالية أيضاً.
“أين ذهب؟”
عندما سألت لاتيل، أجاب الخادم الذي أحضره كالاين من فرقة المرتزقة بوجه شاحب يشبه وجه سيده.
“قال إنه يريد أن يدرب عضلاته بعد فترة طويلة، فذهب إلى صالة التدريبات”
“أفهم”
“هل يجب أن أخبره أنكِ هنا؟”
“لا، لا داعي، الأمر ليس عاجلاً”
على أي حال، قابلت كارلين أمس، ولم تلاحظ أي شيء من داخله، تمنّت لو أنها تستطيع سماع شيء.
في النهاية، ذهبت لاتيل إلى كلاين كآخر خيار.
“جلالتكِ!”
كان كلاين، الذي كان يعمل بجد في الغرفة، قد غطى العرق عن رقبته وجبهته، بينما كان خادمه الذي أحضره من موطنه يعزف على الكمان، بينما كان أكسيان يحمل طبلًا.
“ماذا كنت تفعل؟”
هل كانوا يحتفلون؟، عندما سألت لاتيل بدهشة، احمر وجه كلاين وهو يتحدث بشكل غير متماسك، مبرراً أنه كان يعلّم خدامه كيفية استخدام الآلات الموسيقية.
كم علمت بشغف حتى يتصبب عرقك هكذا؟’ تساءلت لاتيل بجدية، ولكن عندما بدا وجه كلاين وكأنه سينفجر، ابتلعت كلماتها.
“حسناً، استمر في… تعليم العزف”
وبما أن لاتيل لم تستطع قراءة ما يدور في ذهن كلاين، ربتت علي كتفه وخرجت بسرعة من الغرفة.
‘لم أحقق شيئاً في النهاية’
لكن، بينما كانت تتوجه نحو مخرج الحريم، سمعت فجأة صوت كلاين ينادي من خلفها.
“جلالتكِ!”
توقفت لاتيل فجأة وسألت بفضول: “ماذا هناك؟” عندما التفتت، رأت كلاين يركض نحوها بملابس مبللة بالعرق ويضع منشفة على عنقه.
“ما الأمر؟”
توقف كلاين بجانبها، وكان يبدو مضطرباً لكنه لم يتكلم، فقط ظل يحدق في لاتيل بعينيه الواسعتين.
في تلك اللحظة، جاء صوت كلاين في ذهن لاتيل بوضوح.
“قولي لي أن نذهب معاً، قولي لي أن نخرج في نزهة، قولي لي أنكِ سعيدة لرؤيتي، قولي لي أنكِ ترغبين في الرقص معي في الحفل، لا تذهبي فقط، أنت هنا من أجلي، قول نعم.”