رجال الحريم - 4
ايني نظرت حولها حيث يبدو انها لم تتوقع ان تطلب منها لاتيل المصافحة بالايدي ولكن هي سرعان ما ابتسمت وصافحتها بينما كانت تخفض عينيها.
يدها كانت ناعمة عكس لاتيل التي كانت خشنة ومليئة بالخدوش، بسبب استخدامها للسيف منذ طفولتها حتى ابتسامتها كانت جميلة، لاتيل كانت تجهل نيتها ولكن الانطباع الاول عنها كان جيدا بصورة مدهشة.
لاتيل حدقت بيد ايني بصورة لا ارادية وفكرت ‘هيسينت هل حقا انت ستكون قادر ع تجنب الوقوع في حب مثل هذه الفتاة لمدة خمس سنوات؟” ومن ثم زفرت
“لقد كنت متفاجئة قليلا عندما طلبت سموكِ المصافحة، آيني تور داغا تحيي سمو الاميرة”
بعد ان تركت يدها، هي رحبت بها مرة اخرى بطريقة رسمية مما جعل لاتيل تشعر بالسوء، كلتاهما حدقتا ببعضهما بصمت وغمرهما جو محرج وبعد دقيقتين ايني التي كانت تنظر الى لاتيل تحدثت اولا
“سمو الاميرة، في الواقع انا انتهزت الفرصة للمجيئ الى هنا للتحدث حول ما ناقشتيه انت وجلالته قبل ساعتين”
قبل ساعتين، كان ذلك عندما التقت لاتيل بهيسينت.
لاتيل كادت ان ترد بـ لابأس دون اي تفكير ولكن هي لاحظت شيئا غريبا وعبست.
في ذلك الوقت كانا هما الوحيدان في الغرفة فكيف علمت بذلك؟ هل اخبرها هيسينت بذلك؟ولكن هو لا يستطيع قول ذلك صحيح؟
‘هاه، اعتقد انه لم يكن يكذب حينما قال ان الدوق داغا كان يراقبه’
“انا ساكون صادقة معكِ يا سمو الاميرة لانك تبدين مختلفة عن صاحب الجلالة”
لاتيل فكرت في هيسينت وقوة الدوق داغا بينما ابتسمت ابتسامة ودية
“من فضلكِ تفضلي وتكلمي”
“انا ارفض الطلاق من جلالته حتى بعد خمس سنوات”
لاتيل رفعت احدى حاجبيها ونظرت الى ايني التي كانت اقصر منها بـ20 سم ع الاقل بينما الاخرى كانت تنظر اليها بثقة.
“لستِ مضطرة الى اخباري بمخططك”
ايني هزت رأسها بسرعه بينما لاتيل كانت تمتم.
“الامر ليس لاني احبه بل لاني قطعا لن انفذ ما يريده!”
“!”
“عندما سمعت تلك المحادثة، قلبي كان يحترق من الداخل فلا يوجد احد يرغب بالزواج من رجل ومن ثم يتم التخلي عنه، اذن لماذا لا اقوم بأفساد زفافي بيدي من اجل ارضاء ذاتي؟ انا فكرت بالامر عدة مرات”
اهتزت اعين ايني التي كانت واثقة للحظات بينما لاتيل ظلت تفكر، ‘كيف سمعت محادثتنا؟’ حيث نسيت استياءها لبعض الوقت، لابد ان الامر كان مريعا من وجهة نظر ايني.
“…ومع ذلك انا قررت الا اقوم بهذا الامر، فأنا قررت الا اتساهل معه من خلال التنحي بطواعية”
“حسنا….انا اسفة”
“لا بل الشكر لكِ، في البداية، لقد جرح كبريائي ولكن عند التفكير بالامر، لابد انكِ ايضا غاضبة كثيرا بما قاله جلالته”
“…….”
“وايضا انا اعتقد انكِ بحاجة لهذا، انه صديقي المعتاد في مثل هذه الاوقات”
بعد الايماءة لها، ايني مررت لها صندوقا ثم انحنت مجددا وغادرت.
لاتيل وضعت الصندوق ع الطاولة وفتحته
لقد كان مشروبا كحوليا مشهورا.
بمزاج عابث لاتيل ضحكت وهزت رأسها.
*
*
*
في تلك الليلة لاتيل قامت بشرب الكحول الذي اعطته اياه آيني.
لقد قالت انه صديقها المعتاد وبلا شك لقد كان مشروبا جيدا.
لقد كان مر في الرشفة الاولى وفي الثانية هي شعرت بحرارة بوسط معدتها وفي الثالثة كل شيئ حول هيسينت بدا بالتلاشي وفي لحظة ما هي بدأت في امالة مشروبها.
“حسنا، هل هو الرجل الوحيد الموجود؟، لا بل هناك الكثير من الرجال، الكثير”
لاتيل تمتمت وهي بحالة سكر اثناء ارتشاف المشروب مرة اخرى.
“انا بحاجة الى رجل وسيم، وسيم، وسيم للغاية لأتمكن من نسيانه”
لاحقا الذكريات التي تشاركها تلاشت في المنتصف وبدا الامر وكأنها تمر بحلم من هذا القبيل وبينما كانت تمتم برجل وسيم لاحت انظارها رجلا وسيما حقا امام عينيها، لابد انه حلم بما انه من المستحيل ان يتواجد وجه وسيم غير واقعي كهذا في الواقع وبما ان هذا حلم فليس هناك ضرر من محاولة امساكه
لاتيل امسكت الرجل وانفجرت ضاحكة حيث كانت بالكاد واعية، ولم تستطع سماع ما كان يقوله.
ذلك كان اخر ما تتذكره لاتيل حيث تلاشت ذاكرتها تماما وعندما فتحت عينيها هي وجدت نفسها مستلقية في الحديقة في احضان رجل اخر لم تره من قبل على الاطلاق، تجمدت لاتيل في مكانها.
الرجل الذي كان تحتضنه كان وسيما للغاية بملامح متوازنة وكأنها مرسومة، حيث كان خط انفه وذقنه جذابين للغاية وشعره الفضي حتى رموشه كانت فضيه والتي تناقضت مع لون جلده الداكن قليلا.
لقد بدا وكأنه قزم فاتن للغاية ولكن المشكلة لم تكن وجه الرجل الوسيم.
‘اللعنة! الى اي مدى ثملت الليلة الماضية؟’
لاتيل تلعنت في داخلها ولحسن الحظ الاثنان كانا يرتديان طبقات من الملابس ولا يبدو انهما وقعا في فضيحة كبيرة ولكنه كانت فضيحه كبيرة لممثلة الوفد التي جاءت لتمثيل امبراطورية تاريوم والتي نامت وهي في حالة سكر مع رجل مجهول.
‘هل شربنا معا؟’
لاتيل قامت بشم الرجل حيث كانت تنبعث منه رائحة قوية ايضا.
ومن ثم بدات جفون الرجل في الاهتزاز حيث شعرت انه ع وشك فتح عينيه حينها هربت بسرعه من بين ذراعيه
*
*
*
بعد عودتها لغرفتها، اصبحت افكار لاتيل معقدة
هل من الممكن ان هذا الرجل علم انها اميرة امبراطورية تاريوم؟، كيف انتهى بها المطاف بين ذراعيه؟، هل كان مخمورا للغاية؟، ربما هو ايضا لا يتذكر الامر.
علاوة على ذلك، خلافا لــلاتيل ربما هو بالكاد سيستيقظ وعندما لا يراها ربما هو لن يتذكر وجودها.
‘اتمنى ذلك، اللعنة من هو هذا الرجل بحق الجحيم؟’
اذا كان يعمل في القصر اذن هو سيبقي فمه مغلقا حتى لو تذكر لاتيل وهناك احتمالية ان يكون جاهلا لهويتها ولكن لو كان نبيلا ……
‘ربما قد نلتقي ببعضنا اثناء حفل زفاف هيسينت’
لاتيل حاولت تذكر هيئته، سيكون من الصعب تحديد هوية المرء بناء ع ملابسه، ولكن لماذا؟
بغض النظر عن مدى اجهاد عقلها فهي لم تستطيع تذكر الملابس التي رأتها منذ بضع دقائق.
مظهر وجهه كان قويا للغاية لدرجة انه غطى على ملابسه.
‘هو بالتأكيد كان يرتدي شيئا ما ولكن….’
بعد التفكير لفترة من الوقت، لاتيل قررت ببساطة التظاهر بانها لا تعرفه حتى لو قامت بمواجهة هذا الرجل.
عندما يتعلق الامر بمواجهة العار فأنها لن تكون الوحيدة التي ستعاني منه لذلك لو كان لديه ماء وجه، فمن الافضل ان نتظاهر كلانا باننا لا نعرف بعضنا.
‘حسنا’
بعد ان اتخذت لاتيل قرارا حازما هي خلعت ملابسها وتوجهت نحو الحمام.
*
*
*
ومع ذلك لم الشمل مع الرجل حدث في وقت ابكر وموقف اسوء مما توقعته
‘اللعنة، سأجن’
انا لم اجبر نفسي فقط على حضور حفل زفاف هيسينت، بل الرجل الذي من المفترض ان اتجنبه كان الان يجلس في احدى المقاعد العلوية، وبرؤية موقع المقاعد العلوية انا تمكنت من معرفة ان الاشخاص الذين يجلسون هناك هم افراد العائلة الامبراطروية لكاريسين، اذن ذلك الرجل هو احد اقارب هيسينت وبالنظر الى مكانه المخصص فهذا يعني ان هذا الرجل ليس بالقريب البعيد عن هيسينت، هل هو وهم؟، لقد بدا الامر وكأن هذا الرجل كان ينظر لهذا الاتجاه.
“سمو الاميرة، هل تعرفينه؟، هو يستمر بالنظر اليكِ”
اعتقد ان الامر ليس وهما
“لا اعرفه”
لاتيل قالت بحزم وكذبت، من الواضح انها تستطيع الرؤية بشكل جيد، لحسن الحظ الرجل ادار رأسه وتظاهر بأنه لا يعرفني كذلك.
“سموكِ، انتِ محظوظة فانا كنت الأفضل حتي لو قمتِ بادارة رأسك”
لاتيل القت نظرة على قائد الحرس ثم استدارت واغلقت عينيها.
‘ يجب ان استرخي، هو يتظاهر بانه لا يعرفني، وانا فقط متوترة، انا لا اعرفه، تظاهري بانك لا تعرفينه’
*
*
*
“انها لاتراسيل فلارتين دي تاريوم، اميرة امبراطورية تاريوم”
عندما ابلغه تابعيه عن هويتها ارتفعت زوايا فم كلاين.
“انا لم اسألها ولكنها تمتلك الشجاعة”
كانت هناك بعض الطقطات التي تخرج من بين اسنان كلاين.
تلك المرأة، الاميرة… انا واثق من انها كانت تنظر الي ولكنها استمرت بتجنب نظراتي والتظاهر بانها لا تعرفني.
برأسك المتصلب ذاك، الستِ تقومين بأرسال اشارة “انا اتجاهلك” بصورة صريحة؟، في الأمس حينما كان كلاين يسير، هو وجد فارسة ثملة وتبكي وحينما اقترب هو وجدها ترتدي زي الفرسان وتبكي بحزن بينما تمسك بيدها زجاجة نبيذ.
انا اعترف باني لم آتي بنوايا حسنة، حيث كنت ساقوم بطردها بسبب الضجة التي كانت تختلقها ومع ذلك مهما حاولت طردها فتلك المراة لم تتزحزح على الاطلاق وبالتالي قررت ان اجعلها تثمل بصورة اكبر عن طريق شرب المزيد حيث ستغفو بهدوء بعد ذلك بالاضافة لذلك انا كنت اشعر بالفضول حول تمتمها المستمرة بشأن الرجل الوسيم.
“من هو الرجل الوسيم الذي تتحدثين عنه بحق الجحيم؟، ولماذا تنحبين بهذا الصخب؟”
“انه انت”
ومع ذلك المراة بصورة غير متوقعة قالت انها تبكي بسبب كلاين.
المراة بكت بصورة مثيرة للشفقة بينما تمسك كلاين المرعوب من ياقته
“هئ…. ايها السيد الوسيم، انا احبك كثيرا ولكن انت …. من تكون؟، هل ارسلتك السماء الي لتداوي جراحي؟ هئئ…..”
كلاين لم يكن بشخص مكروه، بالرغم من كونه لايزال ابنا غير شرعيا الا انه يظل اميرا وهو كان مشهورا بجماله حيث كان يلقب بـ”نجم البلاد”.
ومع ذلك خلافا لجماله الساحر فهو يتمتع، بشخصية مزاجية ولهذا السبب لم تتودد اليه اي امراة علانية.
وبالتالي ان تقوم امراة بالتشبث به بتلك الطريقة، فتلك كانت المرة الاولى، المراة كانت تشهق وكلاين عانقها بحرج
كانت هناك رائحة للترب والعشب مختلطة مع رائحة الكحول.
شعرها الناعم دغدغ مؤخرة عنقه.
كانت هناك امراة تتألم لانها كانت تحبه!، شعور غريب من الرضى اجتاحه بينما كان يربت عليها
لسوء الحظ بما انه كان اميرا فهو لا يستطيع الزواج من امراة بسهولة. (الاخ نط للزواج من الاول💀)
“مجنونة، هل تحبيني بهذا القدر؟”
“هل ستذهب؟ هل ستتركني انت ايضا؟”
“على ما اعتقد”
“هااه؟، انا ساربطك وازج بك في السجن واجعل خروجك مستحيلا”
“هــي ياامراة، هذه جريمة”
بينما طق بلسانه امامها هو اخذ منها زجاجة النبيذ وشرب منها، تلك كانت طريقته في التعاطف معها.
هو تعاطف لانه لم يكن قادرا ع الرد ع مشاعر هذه المراة الباكية حيث كان متأسفا نحوها، هو احتضنها بين ذارعيه وشرب عوضا عنها بينما يربت ع ظهرها ولكن في صباح اليوم التالي عندما فتح عينيه، لم يكن هناك اي اثر لها على الاطلاق.
هو قام بالسؤال هنا وهناك ولكن لم يعلم اي احد بهوية المراة ذات الشعر الاسود وبالتالي كلاين كان مستاء.
لقد قالت انها تحبني وكانت تبكي لانها تحبني فكيف يمكنها مغادرة الحديقة هكذا؟، لكن انا حاولت تفهم موقفها.
ربما هي كانت محرجة من ان تنظر بعيني بعد ان اعترفت بمشاعرها الخفية، بالتالي انا اعتقدت ان الامر ظريف قليلا عندما فسرته بهذا المعنى.
هو شعر بالفضول قليلا عن كيفية استيقاظها
في نهاية المطاف هو نسي اسفه وعاد الى مكانه، بالرغم من انه كان راغبا في معرفة المزيد عنها ولكن كان عليه الاستعداد بسرعه لانه كان مضطرا الى حضور حفل زفاف اخيه اللعين، ولكن بشكل غير متوقع هو التقى بالامراة الباكية، والان كانت تحاول الا تتواصل معه بالاعين حتي.
“……”
بعد التحقق من الوقت، كلاين نهض من مكانه واقترب من المراة المتصلبة ونقر على ظهر الكرسي الذي كان امامها.
“توقفِ عن تجنب النظر الي ودعينا نلقي التحية”