رجال الحريم - 36
مهما حضر تيسير حفلات النبلاء واحتك بهم، إلا أنه يظل عامي وليس نبيلًا، وكانت هذه الكلمات تُقال بشكل موارب للالتفاف على الحقيقة، بل، لو كانت بهذا الوضوح، لكان من المضحك وصفها بأنها مواربة.
نظر تيسير إلى جيستا لفترة وجيزة، ثم بدلاً من أن يغضب، رفع زاوية فمه بابتسامة ساخرة وأسند ذقنه على يده.
“سيدنا الشاب الوديع، كنت أعتقد أن لديه بعض الشخصية، لكن لم أكن أظن أنه سيظهرها لي”
“……”
“لكن، هذا لطيف، إظهار شخصية تافهة وهادئة يجعلها محببة”
“!”
بمجرد أن أنهى تيسير حديثه، مد يده فجأة ونقر على خد جيستا بلطف، في تلك اللحظة، أمسك جيستا بمعصم تيسير بسرعة البرق ودفعه بقوة إلى الطاولة مما أحدث صوتًا قويًا.
“ما الذي تفعله؟”
جاء صوته بلا أي تردد، العضلات في ذراعه، التي لطالما وجدت لاتيل أمرها غريبًا، أظهرت قوتها وسرعتها بشكل صحيح.
“عندما رأيتك تظهر شخصيتك في غياب الناس، ظننت أنه بإمكاني فعل الشيء ذاته”
لكن تيسير استمر في الضحك، وكأنه لا يشعر بأي تهديد من الطرف الآخر.
كانت الأجواء، التي لم تكن جيدة في الأساس، تزداد توترًا، كان بإمكان أي شخص يدخل الغرفة الآن أن يغلق الباب ويخرج فورًا بعد رؤية التوتر بينهما.
لكن بدلاً من أن يغضب أكثر، ضيق جيستا عينيه كأنه يفكر للحظة، ثم أطلق معصم تيسير بهدوء.
“آه، كم يؤلم”
قام تيسير بتمثيل دور المتألم بشكل مبالغ فيه وهو ينظر إلى معصمه الذي أطلقه جيستا، كانت الآلام محتملة، لكنه لم يكن مجرد تمثيل ؛ فقد بدأت كدمة زرقاء تظهر على معصمه.
عندما رأى جيستا ذلك، ابتسم بلطف مرة أخرى، ووضع يده على فمه وسأل بصوت خجول.
“حسنًا، سيد تيسير، إلى أي مدى ترغب أن تكون هذه الحفلة فاخرة؟”
***
“ماذا؟ ما زالا يتشاوران حتى الآن؟”
بعد يومين، بعد انتهاء الاجتماع الحكومي، سألت لاتيل كبير الخدم عن مدى تقدم جيستا وتيسير في تحضيرات الحفل، فشعرت بالدهشة، لم يكن هناك أي تقدم على الإطلاق.
“يقال إنهما يلتقيان باستمرار، إلا وقت الطعام والنوم، أليس كذلك؟”
“نعم…”
“وماذا عن لاورا؟، ماذا تفعل لاورا؟”
“لاورا” كانت السكرتيرة التي أوكلتها لاتيل لمساعدة جيستا وتيسير في تحضيرات الحفل، لقد كلفتها بمساعدتهما لأن كلاهما لا يعرف الكثير عن عملية التحضير، ولكن بعد يومين لم يحدث أي تقدم…
“في اليوم الأول، أُعطيا الحرية لمناقشة آرائهما، وتركت لهما المجال”
تنهد كبير الخدم.
“لكن، مهما انتظرنا، لم يتفقا على أي شيء، لذا، منذ اليوم التالي بدأت في التواجد شخصيًا أثناء مناقشتهما”
“إذن؟، لماذا لا توجد نتائج؟”
تنهد كبير الخدم مرة أخرى.
“يبدو أن كلاهما عنيدان بشكل لا يُصدق، ولن يتراجع أي منهما عن رأيه”
نقرت لاتيل بلسانها مندهشة، في الواقع، رغم أنها جمعت بين الشخصين، إلا أنها كانت تعتقد أن جيستا سيتبع تيسير بشكل أحادي الجانب.
كانت لاتيل في الأساس تأمل أن يقوم جيستا بدور الدرع الذي يمنع الناس من التحدث قائلين : “هناك ابن الأمير وابن تابعها المخلص، فلماذا كلفت شخصًا من عامة الناس بتحضير الحفل؟” لكن الأمر لم يسر كما توقعت، فـجيستا لم يتراجع عن موقفه مما أبطأ سير الأمور.
“يبدو أن جيستا عنيد بشكل غير متوقع”
“كلاهما عنيدان، في الواقع”
“نعم، هذا صحيح، لكن بالنسبة لـتيسير، فإن صورته من البداية…”
يبدو أن كل من يراه يتوقع أنه عنيد للغاية، ولديه انطباع بأنه إذا لم يستمع أحد إلى كلامه، فسوف يفرض رأيه حتى لو كان عليه أن يستخدم التهديد.
***
في النهاية، لم تتلق لاتيل تقريرًا يشير إلى أن التحضيرات قد بدأت بالفعل إلا بعد ثلاثة أيام إضافية.
“هذا جيد”
نظرت لاتيل إلى التقرير الذي أعده السكرتير وأومأت برأسها.
“لقد كان تفكيرًا جيدًا”
لم تكن لاتيل تعلم كم من النقاشات الحادة وقعت بين تيسير وجيستا من أجل الحصول على هاتين الكلمتين من المديح.
“سيدي الشاب، لا بأس أن تكون غير متعاون، لكن يجب أن تتذكر هذا : سواء كانت النتائج جيدة أم سيئة، فنحن في نفس القارب، إذا قمت بتحضير الحفل بشكل سيء، فسنكون أنا وأنت في مرمى سخط جلالتها”
في النهاية، عندما بدا أن الأمور لن تنجح أبدًا، اضطر تيسير إلى محاولة تهدئة جيستا بينما يضغط على صدغه.
“لنلتقِ في منتصف الطريق”
جيستا، الذي لم يتراجع عن موقفه طوال الوقت، لم يتراجع إلا عندما أظهر تيسير بادرة من التراجع أولاً.
“حسنًا، لكن عليك أن تتذكر أن هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي أمد فيها يدي للمصالحة”
“أنت حقًا شخص غير محبوب، أليس كذلك؟”
“سيد تيسير، حتى بدون أخذ المشاعر الشخصية في الاعتبار، فإن رأيك غير منطقي”
وهكذا، نتيجة لهذه النقاشات الحادة، تقرر أن يتم التحضير للحفل بين الفخامة التي يقترحها تيسير والبساطة التي يدافع عنها جيستا.
كان السكرتير متفاجئًا بعض الشيء عندما سمع في البداية أن المحظيين الاثنين يخططان لمزج أجواء متناقضة تمامًا، لكن بعد رؤية النتيجة التي تقضي بتزيين الحفل بشكل فاخر مع توحيد اللون ليكون أسود لإعطاء انطباع بسيط، أومأ برأسه موافقًا.
وبينما كان تقرير السكرتير يتشكل تدريجيًا، وصل “هيترا”، الكاهن الكبير، من مقاطعة “سوساتا”.
***
“سمعت أنك طلبتني، جلالتكِ”
بعد أن علمت لاتيل أن الشخص الذي اعترف بأنه قتل الإمبراطور كان مسحورًا، نصحتها الكاهنة التي أكدت لها هذا الأمر بأن “هيترا”، الكاهن الكبير، لديه معرفة جيدة بهذا المجال، لذا تم إرسالها لإحضاره.
لكن الشخص الذي جاء لمقابلة “لاتيل” في قاعة الاستقبال بالقصر كان فقط الكاهن الكبير، بينما لم تظهر الكاهنة التي قدّمته.
“أين الكاهنة غنوسيس؟”
“الأخت الفاضلة بقت في مقاطعة سوساتا لتتولى المهام التي كنت أقوم بها”
“هل تم إطلاعك على التفاصيل؟”
“نعم، تم إطلاعي عليها”
لاتيل أومأت برأسها ثم قادت الكاهن العجوز إلى مكتبها الخاص، المكتب الخاص كان مكانًا لا يمكن لأحد، حتى في حالات الطوارئ، أن يدخله من دون إذن، سواء كان ذلك سكرتيرًا أو خادمًا، نظراً لأن قلة من الناس يعرفون عن السحر الأسود أو اللعنات، قامت لاتيل بدعوته إلى هناك عمداً.
“كما قد تكون سمعت بالفعل، لقد ظهر شخص اعترف بقتل الإمبراطور السابق، ولكن عندما حاول التحدث، حدثت أشياء غريبة”
أمرت لاتيل أحد الخدم بإحضار كرسي للكاهن العجوز، بينما جلست بنفسها على حافة مكتبها.
“المجرم الملعون كان يحتضر، وكان يقول كلامًا غريبًا، مثل ‘اللورد’، أو شيئًا من هذا القبيل.”
جلس الكاهن العجوز على الكرسي المستدير المريح الذي جلبه الخدم، وقد بدا عليه بعض الحرج.
“أيها الكاهن، هناك سؤالان أريدك أن تجيب عليهما”
“حتى لو كان لديكِ العشرات، سأجيب بما أعرف، يا جلالتكِ”
“لا، سؤالان فقط يكفيان، أولاً، ما معنى ‘اللورد؟”
“…وما هو السؤال الآخر؟”
“يُقال إن الجثة الملعونة يمكن أن تسبب ظهور الزومبي، إذا ظهر مثل هذا الشيء مرة أخرى، فما الطريقة للتعامل معه؟، الكاهن غنوسيس قالت إن معظم معلوماتكم حول طرد الأرواح الشريرة قد اختفت، ولا يعرف شيئًا”
ورغم أن الكاهن العجوز قد ادعى أنه سيجيب على العشرات من الأسئلة، إلا أنه لم يستطع فتح فمه بسهولة عندما طرحت لاتيل أسئلتها، وبعينين مجعدتين، وضعت لاتيل يدها على ذقنها وعبرت عن انزعاجها.
“هل كنت تقول إنك تستطيع الإجابة عن العشرات من الأسئلة لأنك تعتقد أنك تعرف إجابة واحد منها فقط؟”
“لا، بالطبع لا”
“إذاً، أجب بما تعرفه، حتى لو بدأت بالتلعثم، سأفهم ما تقصده”
كانت كلمات لاتيل حاسمة وواضحة، مما جعلها تبدو باردة وحازمة، لكنها كانت، من ناحية أخرى، سهلة الفهم، إذا كان الإمبراطور يتحدث بشكل غامض وغير مباشر، فإن المسؤولين سيجدون صعوبة في تفسير وتحليل تلك الكلمات.
بدأ الكاهن العجوز يتحدث، متذكرًا الشائعات التي كانت تتداول عن الإمبراطورة الجديدة.
“القصة حول إبادة السحرة السود قبل 500 عام…”
“أعرف ذلك”
“إذن، هل تعرفين أن هناك حادثة إبادة للسحرة السود قبل 1000 عام أيضًا؟”
نظرت لاتيل بلا مبالاة إلى لحية الكاهن العجوز، ثم رفعت حاجبيها في دهشة.
“هل تمت إبادة السحرة مرتين؟، هل يمكن اعتبار ذلك إبادة حقًا؟، هل أنت متأكد؟”
“قصص السحرة السود تُروى عادة تحت عنوان ‘منذ زمن بعيد’، وتُعتبر مثل الأساطير، ولهذا يعتقد معظم الناس أن هذه القصة تتعلق بحادثة قبل 500 عام، ولكن، في الواقع، ‘منذ زمن بعيد’ تشير إلى حادثة وقعت قبل 1000 عام.”
“هل أنت متأكد؟”
“نعم، هناك عدد قليل من السجلات، ولكن معظمها تم العثور عليه في دول بعيدة، لم يكن الأمر متعلقًا بدولة واحدة أو دولتين”
“….”
“لو كانت هناك سجلات من 1500 عام، لكانت الأمور أوضح بكثير… ربما يكون هناك نوع من دورات النهضة للسحرة السود كل 500 عام”
“ايها الكاهن، لست مهتمة بمعرفة دورة ظهورهم”
عقدت لاتيل ساقيها وأخذت تقطب جبينها.
“أحتاج إلى طريقة للتخلص منهم”
“إذا تمكنا من العثور على سجلات الماضي، يمكننا معرفة الطريقة”
“وأين هي هذه السجلات؟”
“لقد فُقدت هذه السجلات…”.
لو لم يكن الكاهن العجوز رجلاً ذو شعر أبيض كالحليب، لكانت لاتيل بلا شك قد سألته ببرود : “هل تمزح معي يا لعين؟”
لكن الكاهن العجوز كان أكبر سناً من أي شخص آخر قابلته لاتيل، لذا كان من الصعب التحدث معه بشكل غير لائق، ضغطت “لاتيل” بإبهامها على جانب عينها محاولة لتهدئة نفسها، على الرغم من أنه كان يتحدث بشكل غامض ومراوغ، إلا أن ذلك يعني ببساطة أن الكاهن العجوز لا يعرف شيئًا عن كيفية طرد الأرواح الشريرة.
بالنظر إلى أنه لم يجب على السؤال الأول على الإطلاق، بدا أنه لا يعرف الإجابة عليه أيضًا، تنهدت لاتيل ووقفت من على مكتبها.
“إذا كنت لا تعرف، فهذا يكفي، آسفة لإجبارك على القدوم من مسافة بعيدة، استرح قليلاً قبل العودة”
“هناك شخص ينفعك”
لكن الكلمات التي أضافها الكاهن العجوز أبقتها في مكانها، استدارت لاتيل ببطء وهي تتجه نحو الباب.
“من هو هذا الشخص؟”
“الكاهن الأعظم”
“الكاهن الأعظم؟، هل يعرف طريقة الطرد؟”
“ليس بالضبط، وجود الكاهن الأعظم نفسه يتعارض مع من هم في الظلام”
ابتسمت لاتيل ابتسامة عريضة واقتربت من الكاهن العجوز.
“إذن يجب علينا العثور على الكاهن الأعظم”
في الواقع، شعرت لاتيل ببعض الضيق عندما فكرت في البحث عن الكاهن الأعظم بعد الكاهن العجوز، لكن من الأفضل على الأقل أن يكون هناك شخص للبحث عنه بدلاً من عدم وجود أي إجابة على الإطلاق.
لكن الكلمات التالية من الكاهن العجوز أحبطت لاتيل مرة أخرى.
“الكهنة لا يعرفون من هو الكاهن الأعظم أو أين يوجد، فهو يخفي هويته”
عبست لاتيل.
“إذاً، لا فائدة من ذلك، أليس كذلك؟”
لماذا قلت ذلك إذًا؟
“لحسن الحظ، لدي اتصال بالكاهن الأعظم، وأعرف موقعه”
“جيد، إذاً، أخبرني بالمكان”
“لكن إذا ذهب شخص آخر، فلن يوافق على مقابلته بأي حال من الأحوال”
فكرت لاتيل فجأة أن الكاهن العجوز ربما كان يتلاعب بها، فرفعت حاجبيها، لماذا يغير كلامه بشكل متكرر هكذ.ا؟، لماذا لا يخبرني بكل شيء دفعة واحدة؟
عندما رأى الكاهن العجوز تعابير لاتيل الغاضبة، تحدث بنبرة مليئة بالاعتذار.
“اكتبِ له رسالة، وسأنقل كلمات جلالتكِ إلى الكاهن الأعظم مباشرة”
* * *
في تلك الليلة.
استلقت لاتيل على السرير وتقلّبت في فراشها، وعند الساعة الواحدة صباحًا، خرجت أخيرًا من تحت اللحاف.
تسببت الأحداث المعقدة المتراكمة في ارتباكها، شعرت أنه من الأفضل أن تكون وحدها لترتب أفكارها، لكن عندما استلقت على السرير، زادت همومها عمقًا.
لذا، اعتقدت أنه من الأفضل أن تكون برفقة شخص يمكن أن يساعدها في التخلص من الهواجس.
‘سأذهب إلى كلاين، عندما أتحدث معه، يشعر عقلي بالوضوح’
“جلالتكِ؟، هل تودين الخروج للتنزه؟”
قال الحارس الذي اقترب بدهشة، فردت لاتيل ببرود وهي تسير في ممر الليل الهادئ حيث كان يقتصر الصوت على ازيز الحشرات.
“إلى الحريم، سأذهب إلى كلاين”
“ج، جلالتكِ!”
فوجئ كلاين بزيارة مفاجئة في هذا الوقت دون أي إشعار مسبق، كان مستلقيًا بارتياح على السرير وقد وضع على وجهه قناع تجميل، فقفز فجأة مدهوشًا.
“ما هذا؟، هل هذا طين؟”
عندما رأت لاتيل قناع التجميل الأخضر على وجه كلاين، سخرت منه، فأصبح كلاين مرتبكًا وركض بسرعة إلى الحمام.
“جلالتكِ، سأغسل وجهي بسرعة، ابقي هنا من فضلك!، لحظة واحدة!”
واصل كلاين صرخاته من خلف باب الحمام.
“فهمت”
أجابت لاتيل وهي تضحك دون أن تدرك، واستشعرت مشاعر متناقضة، إحداها كانت “لقد كان من الجيد أني أتيت إلى كلاين”، والأخرى “لم يتم التحقق من احتمال أن يكون كلاين جاسوسًا، لا تتساهلي”
استلقت لاتيل على الوسادة التي كان كلاين يستند إليها، وضغطت على جفنيها.
“على الرغم من أنه يبدو غبيًا، إلا أنه أخو هيسينث، ربما يكون هذا التصرف أيضًا جزءًا من التمثيل”
ثم بدأت تضحك تلقائيًا عندما فكرت في مدى خجل كلاين عندما يظهر بعد غسل وجهه، وما الأكاذيب التي قد يقولها لمحاولة إخفاء ذلك.
في تلك اللحظة، لاحظت لاتيل دمية دبدوب ذات عيون مضحكة بجانب وسادة كلاين، ومدت يدها نحوها.
“ما هذا الدبدوب القبيح؟”
كان الدبدوب صغير الحجم، أكبر قليلاً من راحة اليد، لكن الصغير كان يرتدي قلادة.
عندما رفعت الدبدوب بيد واحدة، اكتشفت لاتيل أن الشيء الذي كانت تعتقد أنه قلادة كان في الواقع بطاقة اسم، كانت البطاقة مخفية خلف الدبدوب بحيث لا تُرى.
“حتى انه اعطاها اسم؟”
شعرت بالدهشة عندما قلبت الدبدوب لتجد مكتوبًا على الزجاج الصغير بأحرف ذهبية “جلالتها 2″، مما جعل لاتيل تنفجر بالضحك.
“غريب الأطوار”
في تلك اللحظة.
“جلالتكِ، هل يمكنني الدخول لفترة قصيرة؟”
ناداها السير سونوت بصوت هادئ من خلف الباب. بما أن السير سونوت نادرًا ما يستدعيها في أوقات غير عادية، وافقت لاتيل على الفور.
“ادخل”
فتح الباب بهدوء، واقترب السير سونوت دون إحداث أي صوت، وأبلغها بصوت منخفض قدر الإمكان.
“هناك مسألة خطيرة، يبدو أنه يجب عليكِ المغادرة بسرعة.”