رجال الحريم - 3
هيسينت اظهر تعابير حزينة حينما تحدث بصوت لطيف ومثير للشفقة.
“لاتيل انا اعلم انكِ غاضبة كثيرا ولكن من فضلكِ لا تكوني قاسية، فاذا اصبحتِ غاضبة في لحظة لقاءنا فأنا…”
“بقيت اربع دقائق”
لاتيل قاطعته بينما كان يتحدث.
صوته كان لطيفا مثلما كان في الماضي والاصغاء اليه كان ممتعا وكأنك تستمع الى موسيقى ممتعة ومع ذلك حتى لو قام هيسينت بغناء اغنية جميلة، فستكون مزعجة.
“ثلاث دقائق و30 ثانية”
“……..”
هيسينت تنهد بتعبير ينم عن الانهزام حينما اعلنت لاتيل عن الوقت المتبقي.
“حسنا، انا ساخبركِ بكل شيئ، التمرد الذي قاده اخي كان اقوى مما توقعته والدوق داغا كان يدعمه”
“الدوق داغا؟”
اين سمعت هذا الاسم المألوف من قبل؟ لقد رأيت اسم العائلة على دعوة الزفاف اليس كذلك؟
“آيني تور داغا” نعم انا اتذكر بالفعل رؤية هذا الاسم على دعوة الزفاف
انه اسم المراة التي سيتزوجها هيسينت عائلة العروس هي عائلة داغا التي كانت تدعم الامير هيوم؟
“انا كنت بحاجة الى قوة الدوق لقمع الامير هيوم لذلك حاولت ان احصل ع تأييده وبالتالي طلب مني ان اجعل ابنته الوحيدة، ايني تور داغا الامبراطورة”
“…..”
لاتيل ظلت صامته بينما كانت تعابير هيسينت مزرية، تعابيره الجميلة الدافئة التي لطالما اعجبت بها كانت الان مغمورة بالحزن
“لاتيل”
هيسينت تقدم الى الامام وقام بأحتضانها، دفئه لم يكن مختلفا عن السابق فقط كان حزينا.
“انا اطلب مغفرتكِ، انا اسف”
“….لا تهتم ولا تتأسف، فمن الطبيعي ان تختار نفسك علي، انا دائما ما اعتقدت ان فخرك يحتل الاولوية الاولى لديك على حبنا لذلك انا لن الومك ع هذا الامر، في النهاية اي شخص سيفضل نفسه اولا على الاخرين”
هيسينت حدق بلاتيل باعين مرتعدة ويبدو ان حديثها الصريح للغاية قد أثر به وبالتالي هي داست ع قدمه بقوة بينما كان مشتتا.
“اوتش”
هيسينت صرخ بالم وسرعان ما ازاح قدمه بعيدا.
لاتيل القت نظرة عليه وشعرت ببعض الاسف، في هذه الاوقات المرء بحاجة الى ارتداء الكعب ومن المؤسف انها كانت ترتدي حذائا مريحا ومسطح لاجل الرحلة، كان ينبغي عليها تغييره عند الباب (كنت مفكرتها اشفقت عليه😭😭)
“لا تتأثر بالامر فبمجرد اني لن القي اللوم عليك فهذا لا يعني اني لستُ غاضبة، انه شانك ولذلك الامر لا يخصني”
هيسينت نظر اليها بحزن.
“لاتيل، من فضلكِ لا تتحدثي هكذا”
هو تحدث بصورة يائسة ولكن تعابير وصوت لاتيل ظلا باردين وبالتالي آلمه الامر كثيرا.
“لا اتحدث بهذه الطريقة؟ لا تجرء على قول هذا لي، ما الشيئ الذي يفترض بي فعله في هذا الموقف؟ انت لم تكتب رسالة واحدة حتى لي، لأنك كنت في الحرب؟ لا تقم بخلق الاعذار فقد كان بامكانك اخباري بالامر بعد انتهاء الحرب اليس كذلك؟، لماذا علي ان اتلقى خبر زواجك من الوفد؟”
“لاتيل، نحن لم نكن نعلم من يقف ايضا بجانب الامير هيوم وربما نكون قد انتصرنا في الحرب ولكن لازلنا في وضع غير مستقر”
“!”
“وكذلك الامر ينطبق ع الدوق، انا الا اعلم اي شيئ اخر ولكنه لن يسمح لي بخيانة ابنته، انا لازلت اجهل من هو جاسوسه، لهذا انا لم استطع كتابة رسالة مفصله”
“نحن سننفصل على اي حال فلماذا انت مهتم باخباري؟، لو اكتشف الجاسوس الامر فهل سيعود ذلك بالنفع ع انصار الامير هيوم؟”
“…….”
“ماذا بشأن الدوق؟، لو رأى تلك الرسالة فهو بالتأكيد سيكرهها اليس كذلك؟”
هيسينت نظر الى لاتيل بأعين حزينة.
“بغض النظر عما تقولينه، انا احبك”
لاتيل دفعت هيسينت بعيدا، لقد احببت رائحته المألوفة وجلده الناعم ولكن هذه هي النهاية والان هو اصبح من هذا النوع من الاشخاص، شخص يزيح الاخرين جانبًا.
لحسن الحظ لم يبدو عليها بانها كانت تبكي وبالتالي احكمت لاتيل شد قبضتها مرار وتكرارا.
“حسنا، انا علمت جيدا ان ماستقوله هو مجرد مجموعة من الاعذار …. انا راحلة ولا تصدق حتى لو قلت لك اني اتمني ان تعيش حياة جيدة وانا ممثلة للوفد، لان هذه الكلمات ستكون فارغة وليس لها اي معنى”
لاتيل استدارت ولكن قبل ان تخطو لخطوات قليلة هيسينت امسكها من معصمها.
“لاتيل من فضلكِ…. لا تنطقي بمثل هذه الكلمات المؤلمة، فأنا لم اناديك لاجل الانفصال”
“حسنا اذن, هل ستعتذر؟”
“انا احبك”
مالذي يقوله هذا الرجل الان!، اعين لاتيل فتحت ع مصراعيها حينما سمعت اعتراف هيسينت اليائس.
“حب؟”
“لاتيل انتِ الشخص الوحيد الذي احبه لذلك فقط لخمس سنوات، انتظريني لمدة خمس سنوات”
“ماذا؟!”
لاتيل نظرت له باتبسامة زائفة
“هل ستتغير الامور لو انتظرت لخمس سنوات؟”
سالته بصورة ساخره ولكن هيسينت وافق بحزم.
“في غضون خمس سنوات نحن يمكننا هزيمة الدوق والتخلص من بقية مناصري هيوم ومن ثم ساتمكن من تمهيد طريق قوي يمكنني فيه ارساء سلطتي بالكامل واحقق هدفي في اقامة نظام ملكي كامل”
ولكن هذا الوعد الحازم لايزال غير كافي لتغير رأي لاتيل وبالتالي هي ردت عليه بطريقة ساخرة.
“ثم ماذا؟، مالذي سأجنيه بالضبط بعد الانتظار لخمس سنوات؟، الان في خضم الصراع المستمر لأجل استقرار العرش انت سيتوجب عليك أختيار المحظيات بصورة استراتيجية من اجل وضع الاساس وبالتالي كيف سانتفع من هذا الامر؟”
“انا لن انام مع اي محظية على الاطلاق وذلك سينطبق ع آيني ايضا، اذا اردتي انا يمكنني ان اقسم بهذا الامر في المعبد، انا لن انام معهن ولن المس اطراف اصابعهن ومن ثم بعد خمس سنوات ساتخلص منهم جميعا”
هذه المرة لاتيل اهتزت قليلا ولم تستطع الاجابة فورا وفقط نظرت اليه، ببساطة القسم في المعبد هو شيئ لا يمكن المزاح بشأنه بما ان المرء يمكن ان يعاقب ع قسمه الكاذب، فالرب لا يحب الكاذبين.
‘لا يبدو وكانه يكذب’
ولكن مازال هناك الكثير من الثغرات في كلامه وبالتالي تنهدت لاتيل وهي تشير الى هذه الثغرات الواحدة تلو الاخرى
“فالنقل انك تخلصت من المحظيات، ماذا عن طلاق الامبراطورة؟، يقال ان الدوق داغا يتمتع بقوة كبيرة لذلك اذا اصبحت عائلة امبراطورة، فهذا النوع من العائلات بالاضافة الى الامبراطورة التي نشأت في هكذا عائلة، هل ستكون ع استعداد للمغادرة من دون اي عقبات في غضون خمس سنوات؟، هل ستكون ضعيفة للغاية في ذلك الوقت حيث ستترك بسهولة مقعد الامبراطورة؟”
ومع ذلك هيسينت اجاب بحزم هذه المرة
“يكفي”
“هل هذه ثقة ام غرور!”
“لاتيل من فضلكِ، انتِ الوحيدة في قلبي والوحيدة التي اريد ان اكون معها في المستقبل، انا اريد لكلانا ان ننشئ عائلة معا كما تعلمين”
بغباء، لاتيل لم تستطع الاجابة ع الفور حيث كان من الصعب مقاومة صرخات الرجل الذي وقعت في حبه.
منذ متى وانا اصلي لهذا الرجل؟ هذا الرجل يحب نفسه فقط.
“….لا”
ببساطة هي لم تستطع تقبل كلمات هيسينت.
“لاتيل”
هيسينت نظر الى لاتيل بتعابير غير متوقعة حيث كانت عيناه مليئة بالصدمة.
“لو كان الامر متعلق بعدم ثقتك بي فأنا اتفهم الامر لذلك انا ساقوم بالقسم في المعبد، انا اترجاكِ, من فضلكِ …..”
“هل يجب ان اكون صريحة؟، انا لا ازال احبك ولكن بعد خمس سنوات انت ستكون رجل امراة اخرى والان بما ان أيني تور داغا قد دخلت بيننا فنحن الان غرباء عن بعضنا”
“انا لن احبها على الاطلاق”
“حتى وان لم تفعل ولكنها ستكون زوجتك وانا فقط ساكون اميرة البلد المجاور، اذا اردت الانفصال عنها فأفعل الامر الان قبل ان تتزوج، هل ستتخلى حقا عن خمس سنوات من حياتك الزوجية لاجلي؟، هل تعتقد اني سعيدة بسماع ذلك؟”
لاتيل تحدثت بحزم واستدارت كما لو كانت تعلم ان هذا هو التصرف الصحيح فبينما هي كانت تكره عروسه، هي كرهت وضعها وليس الشخص ذاته وبالرغم من انها اخذت الرجل الذي احبته بسهولة ولكن آيني لم تأخذه بنوايا سيئة وهي لن توافق على ان يتم خلعها في غضون خمس سنوات كذلك.
هيسينت وافق ع الزواج منها ليصبح الامبراطور ولو لم يفعل هذا الامر لكان قد مات.
“لاتيل من فضلكِ”
الدموع تدفقت من وجه هيسينت الجميل بينما كان يجثو ع ركبتيه، لاتيل عندما رأته تحطم قلبها
“لاتيل انتِ تعلمين تماما حتى لو رفضتيني فانا لا يمكنني ان احب اي شخص اخر غيركِ، من فضلك…….”
لاتيل هزت رأسها وغادرت.
*
*
*
“ايتها الاميرة! هل انتِ بخير؟”
عندما عادت لاتيل الى مسكنها وحدقت بهدوء من النافذة، قائد الحرس طرح سؤاله بحذر.
“لا……”
هي اجابت بلا حول او قوة بينما كانت تسند رأسها على اطار النافذة مثل كتكوت مريض.
اطار النافذة كان باردا ولكن ذهنها كان في حالة فوضى، لقد كان الوضع افضل عندما كانت تستشيط غضبا والان الامر اصبح اكثر صعوبة مع كل تلك الافكار والمشاعر المعقدة بالاضافة الى ذلك، كلمات هيسينت استمرت في التردد بذهنها مرارا وتكرارا وفي كل مرة تحاول فيها قول لماذا يحدث ذلك؟ كانت تدرك ان آيني لم تأخذه منها بنوايا سيئة.
لو لم يدعم الدوق تمرد الامير هيوم لما توجب على هيسينت الدخول في مثل هذه الصفقة.
“لا، ولكن في غضون خمس سنوات…..”
“المعذرة؟”
“لن يكون هناك شيئ من هذا القبيل”
لاتيل رفعت رأسها وهي تئن ثم خلعت قفازاتها التي كانت ترتديها واتضح بأنها لم تخلع حذائها او عبائتها حتى.
بعد لقاءها مع هيسينت هي شردت ونست ان تخلع ملابس السفر.
“هل استدعي شخص ما ليساعدكِ بتغيير ملابسكِ؟”
“نعم من فضلك”
قائد الحرس خرج بعد ان قال “انتظري قليلا” وفي اقل من دقيقة هو عاد ونادى لاتيل
“هذا كان سريع للغاية! مالخطب؟ هل هناك شخص بالخارج؟”
حينما سالت لاتيل، تعابير محرجة ظهرت على وجه قائد الفرسان حيث لم يبدو الامر بسيطا مثل انه لم يجد اي خادمة، فماذا حدث؟، قتمت تعابير لاتيل.
“ماذا؟”
“الانسة ايني متواجدة عند الباب وقالت انها راغبة بمقابلة سمو الاميرة، مالذي ينبغي علي فعله؟”
آيني تور داغا، زوجة حبيبي السابق المرتقبة؟لماذا تريد رؤيتي ياترى؟.
عبست لاتيل، كانت بالفعل مستاءة للغاية بسبب هيسينت فهل عليها حقا رؤيتها؟ ليس لديه الرغبة لفعل ذلك
قائد الفرسان الذي الذي لاحظ تعبير لاتيل قدم اقتراحا
“لو ارادت الاميرة فأنا سأقوم بمقابلتها عوضا عنكِ”
كان عرضا مغريا ولكن لاتيل رفضت
“لا بأس، بما اني هنا كممثلة للوفد فلن اتمكن من تجنب هذا الامر ع اي حال، دعها تدخل”
بالرغم من تردد قائد الحرس قليلا ولكنه اجاب بطاعة بـنعم ثم خرج وبعد وهلة امراة يافعة بشعر احمر رائع دخلت الى الغرفة.
لاتيل شعرت بالانزعاج قليلا من حقيقة ان العروس المترقبة لحبيبها السابق تبدو جذابة اكثر مما كانت تتوقع. (يسطا انتي مزة، ف حاول تبصي بالمراية يمكن تعرفي😭)
ايني سارت نحوها بفستانها، برشاقة وبالرغم من كونها قصيرة قليلا الا ان وضعية جسدها كانت انيقة وتعابيرها كانت صارمة حيث اظهرت انها انسة يافعة ذات تعليم جيد للغاية
‘اللعنة’
لاتيل طقت بلسانها داخليا وشتمت.
“انا اعتذر، لم اغير ملابسي بعد”
لاتيل كانت ترتدي زيا ملونا حيث كان مشابها لزي الفرسان بدلا من الفستان حيث تم تطريزه بحرير ذهبي فاخر مع عباءة ذهبية وبالتالي لقد كانت ملابسها رائعة، لكن كل الشكر لهيسينت، ملابسها الان اصبحت مجعده وكانت هناك اوساخ ع حافة بنطالها.
ندمت لاتيل على هذا، حيث كان عليها ان تخبرها ان تأتي لاحقا ولكن فات الاوان وبالتالي هي اخفت هذه الافكار ومدت يدها نحوها.
“تشرفت بلقاءك، آنسة ايني”