رجال الحريم - 27
عندما دخلت لاتيل المطعم مع كلاين، تبادل الموظفون الذين كانوا ينتظرون هناك نظرات دهشة، كانت تلك النظرات تشير إلى أنهم أخيرًا أتوا معًا بعد أن ظل كلاين يلاحقها.
بغض النظر عما كانوا يفكرون فيه، جلست لاتيل بهدوء في المقعد الأكثر أهمية على الطاولة، وعلى الرغم من أنها لم تأمر بذلك مسبقًا، فقد جلب الخدم وجبة لشخصين.
كانت الوجبة بسيطة كالعادة، تتألف من سلطة، خبز محمص، مربى، زبدة، حليب، وحساء، ربما لأن كلاين كان قد جاء من قبل، فقد جلس بجانب لاتيل بشكل طبيعي.
بعد أن وضع الخدم الطعام وانسحبوا، نظرت لاتيل إلى كلاين وهي تمسك بالشوكة.
تساءلت عن المدة التي انتظر فيها أمام غرفتها، يبدو أنه كان جائعًا جدًا، فقد بدأ بشرب الحساء على الفور، ومع أنه كان يأكل بسرعة، إلا أن مظهره كان لائقًا كونه أميرًا.
عندما بدأت لاتيل تناول الطعام، ساد المطعم صمت تام، وكان الصوت الوحيد هو صوت الأكل بهدوء، لكن، لأنهما كانا يأكلان بصمت تقريبًا، كان الجو هادئًا للغاية.
بعد أن شبعت لاتيل قليلاً، قطعت قطعة من الخبز ونادت كلاين.
“كلاين.”
“نعم، جلالتكِ”
“أود أن أسألك عن شيء ما”
“اسألي ما شئتِ”
“هل لديك أي فكرة عن من ألقى الحجر؟”
“لا أهتم بما يفعله الآخرون”
انفجرت لاتيل بالضحك، لم تكن تسأل لأن لديها شكوك حول كلاين كما كان يعتقد كبير الخدم، كان مجرد فضول.
لكن، عندما جاء الرد الصريح والفوري، لم تستطع إلا أن تضحك، لم يكن قلقًا، ولم يكن جاهلاً أو يتوقع أن يكون شخصًا معينًا، بل ببساطة لم يهتم.
‘إنه غريب أطوار، لكنه ممتع’
على الرغم من أن كبير الخدم كان يشير بأصابعه إلى كلاين باعتباره الجاني بسبب مشاعره الشخصية، إلا أن لاتيل شعرت أن كلاين ليس هو المذنب.
على الرغم من أنهما لم يتعارفا لفترة طويلة… إلا أن الأمير كلاين لم يكن من النوع الذي يرمي الحجر سرًا عندما يكون غاضبًا، ربما كان سيرميه أمامها.
“ألا تشعر بالقلق من أن الجاني قد يرمي الحجر عليك هذه المرة؟”
سألته بلطف لأنها وجدت رده ممتعًا، فأجاب الأمير كلاين مباشرةً: “لا”
“لست من النوع الذي يسقط بسهولة، إذا هاجمني أحد، يمكنني الدفاع عن نفسي”
‘لست سهلاً، انت تبدو مثل اللوبيا المجففة…’
تذكرت لاتيل كيف انتقل بين الكراسي بصمت في الماضي وهزت رأسها، بالفعل، كان يبدو مختلفًا في حركاته.
“أشكركِ على اهتمامكِ، جلالتكِ”
“في الحقيقة، لم أكن قلقة”
أمسكت لاتيل ضحكتها وقطعت قطعة أخرى من الخبز، ولكن بينما كانت تغمس الخبز في الحساء، لاحظت أن الأمير كلاين كان يراقبها.
لم يكن قد أنهى طعامه بعد، لماذا ينظر إليها بهذه الطريقة؟.
“ما الأمر؟”
سألت بفضول، فجاء سؤال غير متوقع من الأمير كلاين.
“سمعت أن هناك علامة للغابة السوداء على قبر الإمبراطور الراحل، هل هناك أي تقدم في التحقيق؟”
“التحقيق ما زال جاريًا، لماذا تسأل؟”
بدت لاتيل مستغربة من سؤال كلاين، على الرغم من جماله، إلا أنه لم يكن يبدو ذكيًا، حسبما علمت، لم يكن جيدًا في دراسته أيضا.
ولكن، في حين كان يجب عليه أن يتحدث بكلمات منمقة، كان يطرح سؤالًا جادًا للغاية… علاوة على ذلك، كان يعرف عن الغابة السوداء، وهي مجموعة سرية.
“لا أعتقد أن الغابة السوداء هي الجاني”
حتى رده كان جادًا.
“لماذا تعتقد ذلك؟”
عندما سألت لاتيل، عبس كلاين قليلاً.
“في السابق، حاول أخي، الإمبراطور هيسينت، تقديم طلب إلى الغابة السوداء، ولكنهم رفضوا”
‘لذلك تعرف عن الغابة السوداء، ولكن، في الحقيقة…’
“مَن أراد أن يقتل؟”
رفع كلاين حاجبيه وكأنها تسأل عن شيء بديهي وأجاب.
“الأمير هيوم”
‘آه، بالطبع، لأنه أثار تمردًا’
“لماذا رفضوا الطلب؟”
“قالوا إنهم لا يريدون أن يتورطوا مع العائلة الإمبراطورية بأي شكل من الأشكال”
“واو”
“ماذا تقصدين بـ ‘واو’؟”
“لا شيء. فقط تفاجأت أنك أجبت بشكل صحيح”
“…..”
“لا، لم أقصد أنك غبي، لقد كان ردك مفيدًا حقًا”
كانت لاتيل تشعر بالفعل بأن الغابة السوداء ليست الجاني وراء اغتيال الإمبراطور الراحل، كانت هناك أمور مشبوهة، مثل الرسالة التي تناقضت مع علامة الغابة السوداء، والعلامة التي تركت بعد أشهر.
ومع قول الأمير كلاين، أصبحت شبه متأكدة من ذلك. يبدو أن الغابة السوداء ليست الفاعل.
لكن، لماذا خاطر الجاني وألقى باللوم على الغابة السوداء؟
***
لم تكن المعلومات التي حصلت عليها لاتيل من كلاين هي الفائدة الوحيدة التي قدمها لها، على الرغم من أن الأمر لم يكن مقصودًا، إلا أنه فتح لها بابًا جديدًا للتحقيق.
“أحضِر كارلين وتيسير إلى هنا”
ليس من الضروري أن يظل المحظيين في حضنها طوال الوقت.
ربما يكون أبناء النبلاء مثل رانامون وجيستا كزهور في دفيئة لا يعرفون الكثير عن هذه الأمور، لكن ملك المرتزقة أو وريث التجار الذين نشأوا واكتسبوا خبرة في العالم الخارجي قد يكون لديهم معرفة مختلفة عن الغابة السوداء.
بعد قليل، دخل كارلين وتيسير إلى مكتبها، على الرغم من أنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها المكتب، إلا أن كارلين دخل بدون تردد.
على النقيض، كان تيسير يتقدم بخطى حذرة وهو يراقب كل ما حوله.
‘يمكن للشخصية أن تظهر حتى في مثل هذه المواقف’
أخيرًا، عندما وقف الاثنان أمام مكتب لاتيل، نظرا إليها، رغم اختلاف تصرفاتهما أثناء الوصول، إلا أنهما لم يكونا على علم بسبب استدعائهما.
لم يكن هناك حاجة للالتفاف حول الموضوع، مباشرةً، طرحت لاتيل عليهما السؤال.
“هل لديكما أي معرفة بالغابة السوداء؟”
رفع تيسير حاجبيه، بينما ظل كارلين ينظر إليها بهدوء دون تغيير في تعابيره، نظرت لاتيل إلى ردود فعلهما بعناية وقالت :
“أعتقد أنكما سمعتما عما حدث مؤخرًا، أليس كذلك؟”
على الرغم من أن القليلين فقط يعرفون تفاصيل الرسالة، إلا أن الكتابة على القبر كانت واضحة بما يكفي ليعرفها الجميع، كلاهما اعترفا بصراحة.
“إذا كنتِ تشيرين إلى ما حدث في قبر الإمبراطور الراحل، نعم، سمعت بذلك”
“نعم، سمعت بذلك أيضًا”
“لهذا السبب، كون أحدكما مرتزق مشهور والآخر تاجرًا، فمن المحتمل أن تكونا قد تورطتما مع مثل هذه الجماعات، سواء بشكل جيد أو سيء”
نظر كارلين وتيسير إلى بعضهما البعض بنظرة خاطفة، انتظرت لاتيل ردهما. كان كارلين هو من تحدث أولاً.
“كان هناك شخص مستهدف من قِبل الغابة السوداء، واستأجرني لحمايته”
‘كما توقعت، لقد تورط معهم’
“إذن، لقد قابلتهم شخصيًا، أليس كذلك؟”
“نعم”
“كيف كانوا؟”
“……”
عبس كارلين قليلاً بعد أن كانت ملامحه مريحة.
‘أوه، هل فشل في المهمة؟، هل خسر أمام الغابة السوداء؟’
شعرت لاتيل بأنها قد تكون سألت بطريقة مباشرة جدًا، لذا راقبت تعبيرات كارلين بحذر، لكن الإجابة جاءت هادئة بشكل غير متوقع.
“أنقذت نصفه، لكنني لم أتمكن من إنقاذ النصف الآخر”
“هل تقصد أنك نجحت في نصف المهمة فقط؟”
“نعم، من الصعب أن أخبركِ بالتفاصيل المحددة للمهمة”
كانت لاتيل على وشك أن تسأله عن السبب، لكن تيسير تدخل فجأة وسأل :
“ولكن من المدهش أنك لا تزال على قيد الحياة، أليس كذلك؟”
‘ماذا يقول؟’ نظرت لاتيل إليه بتعجب، فواصل تيسير بصوت هامس:
“الغابة السوداء مشهورة بأنه إذا قُتل أحدهم، يأتون بالمئات للانتقام”
“حقًا؟”
فتحت لاتيل عينيها على مصراعيها ونظرت إلى كارلين، لكن كارلين لم يرد، بل قام بتجعيد حاجبيه وهو ينظر إلى تيسير بنظرة حادة.
“هل هذا كذب؟”
سألت لاتيل مرة أخرى، لكن كارلين بدا وكأنه غير راغب في الرد، حيث كانت تعابير وجهه تشير إلى أنه يشعر بشيء يزعجه.
‘أين ذهب ذلك الذئب الذي كان يهاجم بلا تردد؟، وكأن فمه قد التصق معًا’
“أنا أسألك إذا كان هذا حقيقيًا، كارلين، ألا ترى الإمبراطورة؟”
ضربت لاتيل الطاولة بخفة، ولوحت بيدها أمام عيني كارلين، كم ترى من هذه الأصابع؟.
أخيرًا، استدار كارلين نحو لاتيل، لكن ملامحه كانت لا تزال متجمدة، وكان رده على هذا السؤال الجدي بسيطًا.
“لا أعلم”
“آه… لا تعلم”
أومأت لاتيل برأسها.
‘هل أخذ كل هذا الوقت ليجيب بهذه الإجابة؟’
لكنها سرعان ما فهمت لماذا نظر كارلين إلى تيسير بتلك النظرة الغريبة.
‘أوه، صحيح، كيف يعرف تيسير شيئًا لا يعرفه كارلين الذي قاتل الغابة السوداء من قبل؟’ نظرت لاتيل بسرعة نحو تيسير.
كان تيسير لا يزال يبتسم بطريقة غامضة وهو يتمتم لنفسه.
“إنه حقًا مذهل، مذهل جدًا، أنتَ الذي فعلتها”
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك جملة مزعجة للغاية : “أنت الذي فعلتها” نظرت لاتيل إلى تيسير بتردد وسألته.
“تيسير، يبدو أنك تعرف الكثير عن الغابة السوداء، هل لديك أي صلة بهم؟”
“صلة، هل تقولين هذا؟”
أخيرًا، التفت تيسير بعيدًا عن كارلين ونظر إلى لاتيل، عندما التقت أعينهما، ظهرت ابتسامة عريضة تشبه ابتسامة المجرمين على وجهه.
بتلك الابتسامة التي كانت قد أرعبتها في البداية، أجاب تيسير بخفة.
“الغابة السوداء هي إحدى المنظمات التي أديرها، جلالتكِ”
بعد لحظة من الصمت، سحبت لاتيل سيفها بسرعة ووضعته أمام عنق تيسير، لم يحاول تيسير سحب سيفه بالمقابل، بل رفع يديه في إشارة للاستسلام وقال بسرعة.
“رجاءً، استمعي إليّ أولًا، جلالتكِ”
“ألم تقل أنك تاجر؟، منذ متى أصبح القتل تجارة؟، عرفت ذلك بمجرد رؤيتك، أنت تاجر مخدرات، أليس كذلك؟”
“تاجر مخدرات…؟”
تمتم تيسير بحزن، وكأنه يشعر بالظلم، وأجاب بسرعة.
“حصلنا على إذن من الإمبراطور الراحل”
“ماذا؟”
تجعد جبين لاتيل، اقترب السيف من عنقه، لكن تيسير لم يتخذ وضعية دفاعية، بل استمر في النظر إليها بعينيه السوداويتين.
“الغابة السوداء هي منظمة حصلت على إذن من الإمبراطور الراحل، ومن الإمبراطور الذي سبقه، وحتى من الإمبراطور الأول نفسه”
“ماذا تعني بذلك؟”
“أعني أنهم ليسوا المذنبين أبدًا”
“لم أسمع بذلك من قبل”
“عادةً، عند التنازل عن العرش أو ترك وصية، يستدعي الإمبراطور زعيم الغابة السوداء ليلتقي بالشخص الذي سيخلفه على العرش، إنه أمر سري للغاية”
عندما قال تيسير كلمة “سري للغاية”، نظر بسرعة إلى كارلين، وكان كارلين لا يزال ينظر إلى تيسير بنظرة غامضة.
حاول تيسير خفض يديه ببطء، لكن عندما ضغطت لاتيل طرف السيف أكثر على عنقه، أعاد يديه بسرعة إلى مكانهما وشرح بسرعة :
“عندما تدير شؤون الدولة، هناك أمور تحتاج إلى مثل هذه الخدمة، أعمال خطيرة يجب القيام بها، لكنها غير ممكنة ضمن النطاق القانوني”
“مثل ماذا؟”
“مثل وجود مجرم يُشكل تهديدًا للدولة، لكن يُفقد الدليل عليه قبل المحاكمة، لذا يصبح من المستحيل إدانته…”
“بمعنى آخر، الغابة السوداء ليست مجموعة اغتيالات بل مجموعة تتولى مثل هذه المهام”
“لكن لماذا يُعرفون على أنهم مجموعة اغتيالات؟”
“لصرف انتباه الناس”
“كمجموعة اغتيالات؟”
“نعم، لذا عندما كلما نفذت عملية اغتيال، تركوا علامة ليعتقد الناس أن مهمتهم تقتصر فقط على الاغتيالات، أما المهام الأخرى، فيعتقد الجميع أننا لم نقم بها”
“……”
كان ما قاله منطقيًا إلى حد ما، لكن لاتيل لم تتمكن من تصديق ذلك على الفور، الإمبراطور الراحل، الذي يمكن أن يؤكد صحة هذا الكلام، كان في سابع نومة في قبره، يبدو أن تيسير كان يفكر بنفس الشيء، حيث أطلق تنهيدة صغيرة وتحدث.
“لدينا وثائق مختومة بأختام الأباطرة السابقين. يمكنني أن أريها لكِ، إذا أردتِ ذلك، جلالتكِ”
كان من المستحيل تزوير ختم الإمبراطور، لأنه كان يصنع باستخدام القوة المقدسة من قبل رئيس الكهنة، وكان هناك طرق مؤكدة للتحقق منه.
خفضت لاتيل السيف ببطء لكنها لاتزال متيقظة.
“لماذا لم تأتِ إليَّ مباشرة في مراسم التتويج بدلاً من أن تأتي بهذه الطريقة، تيسير؟”
بدأ تيسير يحرك عينيه بتوتر، وعندما رأت لاتيل ذلك، أمسكت بمقبض السيف مرة أخرى، مما جعله يفتح فمه ببطء.
“بصراحة، أعتقد أنكِ ستنزعجين إذا أخبرتكِ بالسبب… لكن…”
“قل”
“بصراحة، كنا في وضع يصعب علينا فيه الوثوق بجلالتكِ، لاتراسيل”
ارتعشت حواجب لاتيل.
“يصعب عليكم الثقة بي؟”
“كنتِ واحدة من المشتبه بهم في اغتيال الإمبراطور الراحل… أُوه، من فضلكِ، لا تضربي”
تراجع تيسير بسرعة عندما لاحظ أن لاتيل بدأت تتحرك بغضب، فتحت لاتيل قبضتها.
“لن أضربك”
لم تكن تنوي ضربه، بل كانت تفكر في الرسالة التي وُجدت عند قبر الإمبراطور الراحل، والتي ذكرت أن لاتيل هي من قتلت الإمبراطور.
لو قال شخص واحد ذلك، لكان من السهل تجاهله، لكن أن يكون هناك شخص آخر يعتقد نفس الشيء، وخاصة من داخل المنظمة السرية لوالدها، جعلها تشعر بالريبة.
‘من الواضح أنني كنت الطرف الخاسر بسبب وفاة الإمبراطور الراحل، لماذا يظن أحدهم ذلك؟، أم ربما كان تيسير هو من كتب تلك الرسالة؟’
“ما السبب؟ لماذا ظننتم أنني واحدة من المشتبه بهم؟”
سألت لاتيل دون أن تذكر أمر الرسالة، لكن تيسير لم يجب، بل نظر بخفة نحو كارلين، مما أوحى لها بأنه يجد صعوبة في الكلام بوجوده.
“غادر، يا كارلين”
أمرت لاتيل، لأنها أرادت سماع ما سيقوله تيسير، لكن كارلين لم يغادر، بل وقف قائلاً : “هذا خطر، مالكتي، لم يتم التحقق من شيء بعد، وما يقوله هذا الشخص عن ‘المنظمة السرية للأباطرة’ مجرد ادعاء”
بدلاً من أن يغضب، ابتسم تيسير بهدوء وأشار بإصبعه إلى كارلين قائلاً:
“إذا كان هناك خطر بسببي، يا صاحبة الجلالة، أليس كارلين أخطر مني؟”
ماذا يعني بذلك؟، ارتفعت حواجب لاتيل تعبيرًا عن دهشتها، فتابع تيسير بسخرية:
“مجموعة الموت الأسود معروفة بأنها تقوم بأي شيء مقابل المال، أليس كذلك، يا ملك المرتزقة؟، أنتم لا تقبلون طلبات اغتيال الأفراد، لكنكم لا تترددون في رفع سيوفكم مقابل المال وقتل العشرات أو المئات، أنتم قد تقتلون العميل الذي استأجركم في اليوم التالي، ومع ذلك تزعمون أننا أكثر خطراً منكم، نحن الذين نكرس ولاءنا لشخص واحد فقط…؟”
“…”
“ألا يبدو كأن الكلب القذر ينبح على الكلب الوفي؟”