رجال الحريم - 2
“الوفد؟”
لقد كانت من هيسينت، من الواضح انها رسالة من هيسينت.
قلب لاتيل خفق بترقب ولكن سرعان ما غمرها القلق
ماذا لو كانت هذه رسالة للانفصال؟
لاتيل حبست انفاسها وفتحت المظروف حيث شعرت وكأن دهرا قد مر اثناء فتح الرسالة
هي خشيت ان تهرب الكلمات والحروف في غضون ذلك وبالتالي عضت شفتها اثنا قراءة الرسالة
“مالذي يقوله؟”
صمت لاتيل استمر لوقت طويل والمربية لم تستطع كبح فضولها حيث سالت بقلق
“هل هو تبرير؟”
“لا”
“لا؟”
المربية حدقت بغضب ولكن لاتيل بقت بتعبير فارغ، لقد كانت مجرد رسالة ولكنها حدقت بها ثم تنهدت ومزقتها لاشلاء
“سموك؟”
“انه يطلب مني الذهاب لكارسين”
“المعذرة؟”
“هو لم يستطع التحدث عن التفاصيل في الرسالة”
“اي نوع من الهراء هذا؟ هل ذراعه مصابه؟ لدرجة انه لم يستطع سوى كتابة بضعه كلمات؟ انا اعني حتى لو كانت ذراعه تؤلمه فالامر ليس وكأنه لا يمتلك اي شخص اخر ليكتب بدلا عنه”
اعتلت تعابير الانزعاج وجه المربية ولكن لاتيل ببساطة هزت رأسها بحزن.
“لا اعلم مربيتي، مالذي ينبغي علي فعله؟”
“ما الذي ستفعلينه؟ انتِ يجب ان تكتبي رسالة ايضا”
“مالذي يجب ان اكتبه فيها؟”
“اكتبي، ايها الوغد عديم القيمة، انا اشعر بالاسف ع شعب بلدك لان شخصا مثلك سيصبح امبراطورا لهم”
لاتيل انفجرت ضاحكة بعد سماعها للهجة المربية القاسية ولكن سرعان ما تلاشى ضحكها تدريجيا ووجها اصبح خاليا من التعابير تماما حينها حدقت بها مربيتها بقلق اكبر.
“الن تقومي بكتابة رسالة؟”
“لا اعلم، مازلت افكر في الامر، من الصعب اتخاذ قرار بهذا الشأن”
لاتيل لم تتخذ قراراها الا بعد مرور ثلاث ساعات
*
*
*
اثناء وقت العشاء.
“والدي، انا ساذهب الى كاريسين”
الامبراطور فتح عينيه علي مصراعيها عندما سمع الكلمات المفاجئة التي نبست بها لاتيل اثناء تناول الطعام.
“الى اين؟”
“انا سأذهب الى كاريسين”
كلمات ابنته كانت اشبه بتنبيه انها ستغادر، الامبراطور كان متفاجئا للغاية حيث توجهت انظاره نحو كبير الخدم، في فزع ومع ذلك لمجرد كونه كبير الخدم فهذا لا يعني انه يعرف ما يوجد في قلب لاتيل ايضا وبالتالي اعاد الامبراطور انظاره نحو لاتيل مجددا.
“لماذا ستذهبين الى كاريسين فجأة؟”
“………”
لاتيل ترددت، لم يكن من السهل القول انها ستذهب الى هناك بسبب رجل، هي يمكنها ان تقول هذا السبب لو كان هيسينت عازبا ولكن وفد زفافه وصل ظهر اليوم.
“هل انتِ ذاهبة لمقابلة هيسينت؟”
يبدو ان الامبراطور استطاع قراءة افكارها حيث سألها بصوت كئيب
‘هل يعرف والدي العلاقة بيني وبين هيسينت؟’
لاتيل حدقت بوالدها في دهشة وعندما تلاقت عينيهما، ابتسم الامبراطور بمرارة
“هيسينت رجل جيد ولكنه ليس الشخص المناسب لكِ”
لابد انه علم بالامر بالفعل.
“والدي”
“لا تتمسكي بعلاقة وصلت لنهايتها”
“انا…”
“الاب يعتقد ان هذا هو الافضل”
وضع الامبراطور فنجان الشاي جانبا ونهض من مقعده واقترب من لاتيل ثم امسكها بين ذراعيه وعانقها بشدة
(دي اللقطه من المانهو حطيتها عشان عجباني)
“اذا تزوجته فسيتعين عليكِ الذهاب الى بلد اخر بعيد وهذا الاب يريد من ابنته ان تبقى بجواره لفترة طويلة واريدك ان تحبي وتعيشي تحت نطاق سلطتي لاتمكن من رؤيتك”
“انا….”
“لا تقولي ع الاطلاق بأنك تريدين الزواج من هيسينت حتى لو اصبحتِ محظيته”
لاتيل هزت راسها عند سماع كلماته
“انا لم افكر في ذلك على الاطلاق”
“حسنا”
“ولكني مازلت اريد الذهاب الى كاريسين”
الامبراطور عبس قليلا وحدق بتعابير ابنته العنيدة، لاتيل قدمت طلبا حازما كما لو كانت عازمة على الذهاب.
“لاتيل، ابنتي، لماذا تريدين رؤية الرجل الذي ترككِ وتزوج من شخص اخر؟ انا سأدعك تذهبين لو كنت ستقومين بشتمه”
“انا اريد ان اسأله عن سبب فعله هذا”
“وهل للامر معنى؟”
“سيجلعني ذلك اشعر بالتحسن اكثر مما انا عليه الان”
شفاه لاتيل كانت تبرز عنادها حينها طق الامبراطور بلسانه لان لا احد يستطيع ان يغير رأيها عندما تظهر ابنته هذا التعبير.
“ممن ورثتي عنادكِ هذا….؟”
الامبراطور ربت ع شعر لاتيل ثم عاد الى كرسيه ومع ذلك كلماته التالية جهرها بصوت حازم.
“انتِ لا يمكنكِ الذهاب”
هي اعتقدت انه كان ع وشك منحها الاذن ولكنه حطم امالها تماما
لماذا؟
تعابير لاتيل انهارت وصرخت في وجهه
“والدي!”
ولكن بعد ذلك مباشرة حدث تغيير في كلماته
“ولكن انا سأدعك تذهبين اذا استوفيت كلا الشرطين”
“من فضلك اخبرني وانا سأنفذهما”
هي نظرت الى والدها بعيون جادة حيث كانت عازمة ع الذهاب الى كاريسين مهما كلف الامر وهي كانت واثقه بنفسها من انها تستطيع تلبية جميع الشروط التي سيضعها والدها.
ابتسامة خبيثة ارتسمت ع وجه الامبراطور بصورة غير متوقعة.
“اولا عندما تقابلين هيسينت قومي بالدعس ع قدمه، واذا سالك عن سبب فعلكِ لهذا قولي له اني من امرتكِ بفعل هذا”
لاتيل فتحت عينيها ع مصارعيها ولكنها سرعان ما ابتسمت وهتفت : “حاضر”
“والشرط الثاني؟”
“ستذهبين الى حفل الزفاف كممثلة الوفد”
“ها!”
“انا لا يمكنني ان اسمح لكِ بالذهاب بمفردكِ، وتصبح ابنتي مصدرا للسخرية، لذلك اذهبي الى حفل زفافه كمبعوثة لنا واجعليه يبدو سيئا، انت يجبِ ان تذهبِ وتظهري شيئا مثل “انا لا اهتم حتى برجل مثلك”
الامبراطور زفر, لو كان يعلم ان الحال سينتهي هكذا لما سمح لهيسينت بالدراسة بتاريوم، ومن ثم التفت الى كبير الخدم.
“اليس كذلك؟”
“نعم، انا اتفق مع جلالتك”
رد كبير الخدم حوى معنى ضمني بينما وقفت لاتيل ساكنه تنظر بالتناوب بين والدها وكبير الخدم ثم تنهدت
“حسنا,انا سأفعل ذلك”
*
*
*
بعد 3 اسابيع
لاتيل اصدرت مجموعه من الأوامر كممثله لوفد الزفاف.
‘حبيبي السابق سيتزوج من امراة اخرى فلماذا انا احضر هذه الاشياء بيدي؟’
هي لم تستطع البقاء هادئة وبالطبع نوبات غضبها غالبا ما ترتفع اثناء عملها وفي كل مرة تلوح انظارها الي الهدية التي حضرتها لاجل هيسينت، هي تقوم بقمع رغبتها في القيام برميها ع الارض وسحقها تحت كعبها
الهدية كانت شجرة ترمز الى الزوجين المتناغمين، تبا لذلك التناغم.
‘فقط اهدئي، انا لم أنظم الوفد من اجل هيسينت، اذا فكرت علي هذا النحو فهذا فقط سيجعلني اشعر بشعور جيد لثانية واحدة فقط، والامر سيتطلب مني الكثير من الجهد لأصلاحها، هذه مجرد مهمة لبلد اخر‘
لاتيل حافظت على صورة مثالية نحو الواجب المفروض، بينما كان الامبراطور ينظر اليها من مسافة بعيدة
“انا لا اريد ان تذهب لاتيل بعيدا عني حتى لو تزوجت” (يسطا اتخمد ما مضيع البنت غيرك)
“نعم,انا امل ان تتعلم الكثير من جلالتك وان تصبح احد اعمدة امبراطورية تاريوم”
ولكن لم ينظر الجميع الى لاتيل علي انها مؤهلة لهاذا.
“هذا قاس للغاية ياابي، كيف طاوعك قلبك ع ارسالها الى زفاف
حبيبها السابق؟”
ولي العهد، ريان كان ايضا ع علم بالعلاقة التي كانت بين لاتيل وهيسينت وقد عارض والده فهو لم يصدق انه سيرسل لاتيل كممثلة ومع ذلك هذا التمرد الصغير من ولي العهد لم يدم طويلا.
“اذا لم تنجح علاقتهما على اي حال فهي يجب ان ترى الامر بام عينيها، هي تفتقد هذا الرجل كثيرا وقد قضت سنتين تذهب الى المعبد من اجل ان تدعو لسلامته لذلك يجب ان نسمح لها بالحصول ع نهاية حاسمة”
اخيرا جاء يوم مغادرة الوفد الى كاريسين لاتيل امتطت حصانها الابيض واحكمت امساك لجامه.
هي كانت مولعة بالرياضة والفنون القتالية منذ ان كانت طفلة كما انها كانت معتادة ع ركوب الخيل.
المبعوثين نظروا بفخر الى اميرتهم على الحصان الكبير

《الصورة من المانهوا_طبعا هذا رسم الملامح الجديد》
“سأعود قريبا”
بعد توديع عائلتها، لاتيل امرة الوفد بالمغادرة.
الرحلة استغرقت 15 يوما ولحسن الحظ كانت خالية من المخاطر نظرا لكبر حجم الموكب حيث لم يهاجمهم اي لصوص او قطاع طرق وايضا لم يكن هناك اي تخييم بسبب المسؤولين المختصين بحساب المسافة وبالتالي انتقلوا الى كاريسين بسرعه وامان
*
*
*
عند وصول لاتيل اخير الى عاصمة كاريسين، اجتاحها حزن كبير فهي كانت تعلم انها ستأتي الى هنا يوم ما ولكنها لم تتوقع ان تأتي تحت هذه الظروف.
هي ظنت انها ستأتي الى العاصمة لتتزوج هيسينت وفكرت انها ستركب عربة ذهبية مع وفد هائل وتستمع الى هتافات اهل كاريسين
‘هيسينت…’
ولكن الحال تغير تماما، صحيح انها قدمت الان مع وفد زفاف ولكن لم يكن من اجل زفافها بل لمباركة زفاف شخص اخر وجميع الهدايا في العربة لم تكن من اعداد والدها لها بل هدايا اختارتها لاتيل لعروس هيسينت.
لاتيل شعرت بأن قلبها يصبح واهنا حيث احكمت امساك اللجام وقبضت فكها.
“سمو الاميرة,هل انتِ بخير؟”
قائد الفرسان الذي كان يرافق الموكب نظر اليها في قلق ولكنها ابقت فمها مغلقا لانه لو تحدثت الان فقط الشتائم ستتدفق من فمها والامر سيكون محرجا امام قائد الفرسان والذي كان بدوره يفكر فيها كزهرة كبرت في دفيئة
بعد الوقوف لفترة من الزمن، لاتيل اخذت نفسا عميقا وصفعت خديها بكلتا يديها.
“انا بخير,لنذهب الان”
لم تكن بخير ع الاطلاق، عندما وصلت الى القصر الامبراطوري هي قامت بتحية مسؤول كاريسين ولكن ذهنها كان في مكان اخر.
“لم اتوقع ان تأتي صاحبة السمو شخصيا”
بالرغم من ان المسؤول تحدث معها بابتسامة ودية ولكن صوته بدا وكأنه انتقاد
هي بالكاد كبحت نفسها من امساك الرجل من ياقته، هل هذا الرجل مرتبك من ان الحبيبة السابقة للعريس قد قدمت كجزء من وفد الزفاف؟
‘لا يمكنني التصرف هكذا فهم لا يعلمون اني كنت اواعد هيسينت’
لاتيل نجحت في التحكم بقبضتها.
“لقد كان بيني وبين الامبراطور هيسينت صداقة منذ تواجده في امبراطورية تاريوم وهو سيكون سعيدا برؤيتي شخصيا”
“بالطبع، جلالته سيكون سعيدا للغاية لمعرفة ان صاحبة السمو موجودة هنا كممثلة للوفد”
‘سخيف‘
مسؤول كاريسين اقتاد لاتيل لمقابلة هيسينت وبقية المجموعة ذهبوا في اتجاهات مختلفة من اجل تفريغ الامتعة
“نحن مشغولين بأستقبال المبعوثين من جميع انحاء العالم ولكن سيكون من الجيد لو بقيت الوفود الاجنبية، قصر الضيافة عادة ما يكون فارغا بشكل مخيف ولكن هو الان مليئ بالضيوف”
طوال الطريق عبر الممر الاصفر، المسؤول روى العديد من القصص المختلفة اثناء سيرهم ولكن لاتيل فقط استمعت لنصفها وابتلعت لعابها حيث كانت خطاها تتثاقل في كل خطوة تخطوها وفجأة هي ندمت ع المجيئ الى هنا وذهنها اصبح فارغا حول ما يجب ان تقوله لهيسينت عندما تقابله.
تهانينا؟ ولكن لماذا غيرت رايك؟ واذا كنت ستغير رأيك فلماذا لم تفعل الامر قبل ان تجعلني انتظر طويلا؟ هل كانت الايام التي قضيتها معك مجرد مضيعة لوقت؟
في البداية هي ستقوم بالدعس ع قدمه كما قال لها والدها.
لاتيل رسخت هذا الامر في ذهنها بينما كانت تنظر الي ظهر المسؤول.
المسؤول اخيرا وقف امام الباب حيث فتح الباب دون طرقه كما لو انه تم ترتيب الامر مسبقا.
“شكرا لك”
لاتيل عدلت كتفيها ودخلت
لقد بدت وكأنها غرفت العرش حيث كان العرش موضوعا في اعلى الغرفة مع وجود طاولات كبيرة رُتبت في الاسفل ولكن خلافا لبقية غرف العرش فهذا المكان كان اكثر حميمية
بالنظر الى ارجاء القاعة، علمت لاتيل انها لا تستطيع قضاء المزيد من الوقت هنا لان هيسينت كان يقف هناك ويحدق بها بفراغ
هي كادت ان تهرع نحوه وتقفز بين يديه كعادتها ولكنها صلبت كتفيها فهي لم ترغب في اظهار اي مودة باقية للرجل الذي تخلى عنها
“لاتيل….انتِ هنا”
ولكن بمجرد اغلاق الباب، كان هيسينت الشخص الذي اندفع الى الامام وحضنها وبالتالي تجمدت لاتيل في مكانها بينما دُفنت بالكامل بحضنه الكبير والمألوف رغما عنها حينها انبثق شعاع صغير من الامل ولكن لاتيل رفعت يدها ودفعته بعيدا، هيسينت حاول ان يمساك وجهها بيديه ولكنها اوقفته.
“لديك خمس دقائق لتفسر الامر.لماذا طلبت مني القدوم؟”