❄️marry or die❄️ - 4
الزواج أو الموت _الفصل 4
هذه المرة ، كان رد فعل كال مشهدًا يستحق المشاهدة .
ضحكت بشدة على ردة فعله بينما كنتٌ واقفة أمام كال .
صديقي الذي كان على شكل فتى صغير إنه الوحيد في قلبي .
كنت أدرك جيدًا إن هذا الجسد لم يكبر ابدًا .
أنه لم يكبر بينما كنتٌ أنا أكبر .
وأنا أعلم أنه سيكون هو نفسه بعد عشر سنوات من الآن .
لم يخبرني كال أبدًا لماذا لم يكن ينمو ، حتى يوم وفاتي .
في حياتي السابقة ، غالبًا ما كنت أفكر في كاليوس .
في اليوم الذي تزوجت فيه من فيكونت بيرسون في القصر الإمبراطوري ، رأيته من بعيد .
شعرت بالدهشة بينما كنتُ في فستان الزفاف ،
عندما نظرت إلي عيناه الذهبيتان اللتان بدا أنهما تحتويان على
ضوء الشمس بأكمله .
‘للحظة ظننت أنه كال .’
رجل يشبه إلى حد كبير كال .
إذا كبر كال ، ألن يبدو مثل ذلك الشخص ؟
لقد لفت انتباهي على الفور بسبب تشابهه مع أعز أصدقائي كال ، وظل عالقًا في ذهني بسبب ذلك .
كان هذا أول وآخر يوم رأيته فيه .
بعد ذلك ، كلما قابلت كال الذي كان يظهر بجانبي بطريقة ما دون أن يلاحظه أحد ، سوف أتذكره .
اعتقدت أنه إذا كان بإمكاني العودة بالزمن إلى
الماضي ، فأنا أرغب في رؤية كاليوس عن قرب .
الشيء الغريب هو أنه كلما أصبح كال ثمينًا بالنسبة لي ، زاد فضولي تجاه كاليوس .
لكنني حقًا عدت إلى الماضي ، وبمجرد أن أدركت أن أول فكرة خطرت ببالي ، بشكل مضحك بما فيه الكفاية ، كانت أنني سأرى كاليوس مرة أخرى .
بالإضافة إلى الفكرة الرائعة التي تتمثل في أنه يمكنني إنشاء مواقف يكرهها أندريه أكثر من غيرها مع كاليوس .
“بفتت…”
انفتحت عينا كال على مصراعيهما وهو ينظر إلي ، بينما كان يضحك بوجه شرير .
“ماذا ؟”
“ماذا ؟”
“تلك الضحكة هل هي شيء مختلف عن المعتاد ؟”
كان وجهًا بدا غير مألوف بالنسبة لي .
هزّت كتفي .
“هذا غريب ، تبدين وكأنكِ شخص مختلف عما كان
عليه الحال قبل أيام قليلة .”
“إذن ، هل أنتِ لا تحب ذلك ؟”
أبتسم كال .
“لا ، أنا أحب ذلك كثيرًا حقًا .”
أبتسمت على كلمات كال .
“شكرًا لك .”
في ذلك الوقت ، سمعت صوت حركة من مكان ما .
التفت إلى كال ، لأرغب في إخباره بالذهاب قبل أن يجده الناس .
لحسن الحظ ، أخفى كال نفسه وذهب كالشبح
قبل أن أقول أي شيء .
‘أنه سريع جدًا .’
توجهت إلى قصري ، معتقدة أن كال سيعود للظهور
في مكان آمن ، كما كان دائمًا .
عندما اقتربت من قصري المليء بحراس أندريه
، أصبحت خطواتي أثقل .
مشيت على طول الممر بهدوء .
كان الممر يتألف فقط من سقف وحاجز مزخرف للغاية ، لذلك كان بإمكانه فقط تجنب المطر وأشعة الشمس ، لكن الرياح التي لم يستطع تجنبها كانت قوية .
شدَّ ياقتي مرة أخرى ، بينما كنتٌ أتذمر في داخلي .
‘إذا أصبت بنزلة برد ونحن في أواخر الصيف فقط ، فماذا سيحدث لي في الشتاء حقًا ؟’
في الواقع ، كان المكان الذي يقع فيه القصر الإمبراطوري دافئًا لأنه كان في الطرف الجنوبي للإمبراطورية ، كل ما في الأمر أنني أصبت بالبرد بسهولة شديدة .
‘هذا بسبب أن جسدي ضعيف جدًا .’
أخرجت تنهيدة صغيرة ، بينما وفركت ذراعي
النحيفتين تحت ثوب النوم .
كان جسدي تحت ثوب النوم عظميًا و نحيلًا ، لدرجة أن سماكة معصمي وساعديَّ لم تكن مختلفة كثيرًا .
‘هل يستطيع جسدي حتى تحمل البرد في هذه الحالة ؟’
في سن السابعة ، بعد وفاة والدتي ، تلاعب أندريه بيَّ كما عانيت من الشعور المستمر بالنقص و الخزي ، و الشعور بالعجز الذي كان يتعمق أكثر يومًا لعد يوم .
لم يكن لدي الطاقة الكافية للاعتناء بصحتي ، ولم
يكن هناك من يعتني بي حقًا .
‘اعتقدت أن أندريا كان يعتني بي بصدق ، لكنه لم يكن كذلك .’
بعد وفاة والدتي ، قامت كابالا التي كانت الإمبراطورة ووالدة أندريه ، بطرد جميع رجال الحاشية الذين كانوا تحت سلطة والدتي .
كان من بينهم مربيتي والخادمات اللواتي أعتنوا بيَّ منذ الصغر .
كانت حجتها هو أن تلك الحاشية أثروا على والدتي
وأنهم قد يكون لهم تأثير سيء عليَّ أيضًا .
قامت كابالا على الفور بنشر دعوة للمتطوعين من خادمات جدد للاعتناء بي ، وكذلك الآنسات من الطبقة النبيلة اللواتي في نفس سني الذين يمكنني التواصل معهم ، لكن بالطبع لم يكن هناك أي متقدمين من أجل مساعدتي .
برؤية كابالا ، التي أصبحت العشيقة ذات السلطة المطلقة في القصر الإمبراطوري ، من الذي سيتقدم لمساعدتي كوني ابنة الإمبراطورة السابقة ؟
كنت مجرد فتاة صغيرة ضعيفة و عاجزة .
‘ربما حتى لو كان هناك متطوعون ، لكان كافالا وأندريا قد وجدا خطأ فيهم أو عيبًا بهم وطردوهم .’
لقد خططوا لإرسال أتباعهم إلى قصري لمراقبي .
‘لابد أنهم كانوا يأملون في أن أصبح أضعف وأموت بمفردي .’
بالتفكير في الأمر الآن ، شعرت حينها كم كنتٌ غبيةً حقًا .
لماذا لم أدرك ذلك في حياتي السابقة ؟ أنا فقط دمرت نفسي تحت تلاعبهم كما أرادوا و جعلتهم يسيطرون عليَّ .
“صاحبة السمو الأميرة !”
بينما كنت أسير ، مستاءة من الظروف المحيطة بي ، أستطاعت خادمة من قصري رؤيتي ، بدت وكأنها تعلم أنني مفقودة و قد كانت تبحث عني .
“أين كنتِ ؟ كنا نبحث عنكِ !”
“لماذا ؟”
“لأنكِ أختفيتِ فجأة ، هل تعلم سموكِ عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالذعر عند اختفائكِ .”
ثم رأت معطف كاليوس ملفوفًا على كتفيّ وأمالة رأسها .
“ما هذه الملابس ؟ لحظة ، لماذا ترتدي معطفًا ؟”
من النظرة على وجهها كان واضحا أن الخادمة
ما زالت تجهل الوضع .
لا بد أنها اعتقدت أنني كنت أسير أو أتنزه بمفردي في الليل ، ولم تتخيل أبدًا أنني ذهبتٌ إلى قاعة المأدبة بهذه الملابس .
خطر ليَّ عذرًا جيد .
“لقد سكبتٌ الشراب على ملابسي ، كما أن هذا المعطف أخذته عندما وجدته على الأرض .”
ظهر على ملامح الخادمة نوع من العبوس ، بدت في حيرة من حقيقة أنني قد التقطت وارتديت الملابس التي وجدتها .
“إذا خرجتِ بهذه الطريقة دون أن تقول أي شيء ، فسنكون في مأزق ، لماذا ملابسك متسخة بشدة كما أنكِ ترتدين ملابس مهملة ؟ هذا فوضوي و قذر جدًا .”
كان الازعاج واضحًا على وطه الخادمة التي جرت معصم يدي بعنف ، ثم قامت بوضع خنجرًا في قلبي بسبب كلامها .
“يجب أن نعود بسرعة ، ماذا سيحدث لو رآكِ أحد ؟ شخصًا مثلكِ عقله ليس سليمًا ، يجب أن تخجلي من ذلك وألا تخرجِ .”
لو كنتٌ أنا في حياتي السابقة ، لكنت سأعتذر لكوني مصدر إزعاج للخادمات .
لكنني مختلفة الآن .
“أتركيني .”
شعرت الخادمة بالحيرة من صوتي الحازم ، ونظرت إلى الوراء ، لكن هذا كان كل شيء .
هزت رأسها و سخرت ، ثم قد تمتمت بهدوء .
“ماذا تقول هذه ؟”
كان من الواضح أنها كانت تتحدث إلى نفسها
لكنها كانت تريدني أن أسمع ذلك .
لا بد أنها كانت تفكر في أنني ، التي كان لم يكن لديها عقل سليم ، سوف تصاب بالخوف ، كما أنها سوف تتظاهر بعدم أستماعها لكلام الخادمة ، وتوقعت أن أتبعها بخجل من نفسي .
ياله من موقف فظ و متعالي توقعت أن اتنازل فيه لها .
الخادمات تحت سلطة أندريه لم يتعرضوا لي جسديًا أبدًا .
‘كل ما في الأمر أنهم سوف يضايقونني بطريقة خفية لا يلاحظها أحد سوى الشخص المعني .’
بالطبع هذا لا يعني أنها كانت أقل فظاعة ، كانت هناك أوقات كان فيها خنجر الكلمات يؤلم أكثر .
كان هنالك شعور بالغيض في داخلي .
ناديت الخادمة عمدًا بتعبير قلق على وجهي ، و شدّت معصمها .
“أنتِ .”
“ماذا حدثَ مرة أخرى ؟”
نظرت إليَّ الخادمة بتعبير منزعج للغاية .
كان أحد خديها منتفخًا قليلاً .
“لقد أخذت يوم إجازة ذلك اليوم بسبب
وجع في الأسنان ، أليس كذلك ؟”
غالبًا ما عاملتني الخادمات كشخص غير مرئي
أثناء حديثهن ، لذلك كنت أميل إلى معرفة كل شيء عنهن
حتى لو لم أرغب في ذلك .
“وماذا في ذلك ؟”
“هل سار العلاج بشكل جيد ؟ هل اقتلعوا السن ؟”
“لماذا تسألين ؟”
همست كما لو كنت قلقة عليها .
“سمعت في مكان ما أنه لا ينبغي عليك تناول المأكولات البحرية غير المطهية جيدًا قبل أن تلتئم لثتك بعد خلع السن .”
الخادمة التي كانت تنظر إلي بغرابة فركت خدها وأبدت اهتمامًا .
“لماذا ؟”
“شخص ما أكل المأكولات البحرية غير المطهية جيدًا وشعر بالألم الشديد ، فعندما قاموا بفحصها ، كانت اللثة حينها…”
أخبرت الخادمة بالتفصيل عن القصص
المرعبة والمخيفة التي سمعتها .
ثم تحول وجه الخادمة إلى اللون الأبيض الشاحب .
“ه-هذا…!”
واصلت الحديث بتجاهل ، كما لو كنت قلقةً عليها حقًا .
“هنالك قصة أخرى ، الكثير من الناس يعانون من ألم في الأسنان و يذهبون لرؤية الطبيب ، لذلك لا أعرف حقًا…”
“م-ما هي تلك القصة ؟”
“من سقف الفم إلى الأضراس نزولاً إلى الحلق كانت ممتلئة…”
بينما واصلت قصتي المخيفة ، أدارت الخادمة رأسها بعيدًا ، وابتلعت لعابها الذي كان جافًا من شدة خوفها بوجه شاحب .
“توقفِ عن ذلك ! توقفِ عن ذلك واذهبِ إلى الفراش الآن .”
“آسفة ، لكن المعرفة احتياط أفضل
من عدم المعرفة ، كما سمعت شيئًا آخر…”
لم تستطع الخادمة أن تغلق فمي .
على الرغم من أنها أعطتني تلميحًا وعاملتني
بوقاحة ، لم تستطع منعِ من التحدث .
“كلا ! توقفِ عن ذلك ! هذا مقرف !”
تركت معصمي في النهاية وغطت أذنيها كي لا تستمع .
“سوف يكون لديها كابوسًا الليلة .”
تشبثت بجانبها ، وسردت كل أنواع القصص
المثيرة للاشمئزاز دون توقف .
وعندما وصلنا إلى مسكني ، أخبرت الخادمات الأخريات القصص عن أمراض الفم المؤلمة و كذلك الكثير من الأمراض المختلفة و المعدية .
كانت مسألة وقت فقط قبل أن تصبح الخادمة التي خلعت سنها ، هدفًا لتجنّب الخادمات الأخريات .
بالنسبة لعامة الناس ، فإن ألم الأسنان هو مرض مخيف للغاية ، لا يمكنهم حتى الحصول على العلاج المناسب لأنه مكلف للغاية .
سمعت أنه من بين عامة الناس ، كان من الصعب علاج تسوس الأسنان البسيط ، ومات الكثير من الناس بسبب عدم قدرتهم على تناول الطعام .
“يجب أن ينتبه الجميع ، يمكن أن
ينتقل عن طريق التنفس فقط .”
“يا إلهي…”
بإلقاء نظرة خاطفة على الخادمة التي تم خلع سنها ، فإنهم قد وسعوا المسافة بينهم و بينها عند سماع كلماتِ .
صرخت الخادمة المذكورة بإحباط .
“كلا ! لدي فقط تجويف بسيط في سني…!”
“هاي ، هل يمكنكِ تغطية فمك والتحدث ؟”
“حسنًا ، لا حرج في أن نكون حذرين من بعضنا البعض .”
أومأت برأسي بتعبير حزين على وجهي .
“ماذا يمكنني أن أفعل…لكن هذا صحيح ، لا حرج في توخي الحذر ، نحن لا نعرف أبدًا ما قد يحدث .”
“هاي…!”
هزّت كتفي وأنا أنظر إلى وجوه الخادمات الخائفة .
كانت الخادمة التي تم خلع سنها تحدق في وجهي بكراهية شديدة .
كان هذا مختلفًا جدًا عن حياتي السابقة .
لماذا لم أستطع فعل هذا من قبل ؟
ما الذي كنت أخاف منه لدرجة أنني أوقفت نفسي ، وأنا أنظر إلى عيون الجميع خوفًا منهم بدون سبب ؟
كنت أتلقى فقط نظرات الاستياء و الكره ، فلماذا عشت في خوف منها و دائمًا ما كنتٌ أتنازل ؟
‘من الممتع حقًا ، فعل ما أريد دون
الخوف أو القلق بشأن الكراهية…’
يتبع…..