Marriage with a Suspiciously Demure Husband - 85
كانت سيدة نبيلة تبدو في منتصف العمر ، تحدق بي باهتمام، بينما تجلس على طاولة في الحديقة مع سيدات أخريات.
من الغريب أنها بدت مألوفة، رغم أننا لم نلتق قط.
لقد سبق لي أن رأيت السيدات الأصغر سناً والنساء غير المتزوجات، عندما كنت احرس قاعة الولائم أثناء خدمتي كفارسة ، لهذا كانوا مألوفين بطبيعة الحال بسبب تحركاتي النشطة. لكن ، الأمر يختلف مع تلك المرأة.
أين رأيتها…؟
كان الأمر الأكثر إثارة للمشاكل هو أن قلبي بدأ ينبض بسرعة غير مريحة. وفي اللحظة التي التقت فيها أعيننا، شعرت بضيق في التنفس و رغبة في الاختباء في مكان ما، و كأنني ارتكبت خطأً فادحًا.
لماذا أنا أشعر بهذه المشاعر هنا رغم أنني لم أشعر بهذه الطريقة حتى مع كايروس؟
لم أستطع فهم ذلك، و وجدت الأمر مزعجًا للغاية لأنني عادةً ما أتذكر الأشياء بسرعة. لكن من كانت هذه المرأة…؟
لقد رأيتها بالتأكيد في مكان ما، لذلك بدت مألوفة.
بينما كنت أفكر، وقفت تلك السيدة النبيلة و اقتربت مني. اعتقدت أنها ستقترب مني وتحييني، لكنها حدقت فيّ فقط، وفمها مغطى بمروحة. تساءلت عما إذا كان ذلك بسبب أنني من عامة الناس.
نظرًا لأنني لم أحب بشكل خاص تلقي التحيات من الأشخاص الذين لا أريدهم، فقد حدقت فيها فقط.
ولكن لا بد أن الأمر كان أكثر من اللازم، لأن يدها التي كانت تمسك بالمروحة لمست فستانها سريعًا. ثم تراجعت خطوة إلى الوراء وحيتني بأدب. حينها فقط رددت التحية، و انحنيت بجسدي.
اقتربت مني السيدة النبيلة، و ألقت نظرة على السيدات اللاتي كن يراقبننا بعيون فضولية، وهن جالسات على الطاولة، ثم قالت لي:
“لقد مر وقت طويل.”
…وقت طويل؟ وقت طويل؟
تسارعت دقات قلبي حين سمعت صوتها، وفجأة، عادت ذكريات إلى ذهني.
“آه.”
هذه المرأة.
ينبغي لي أن أرد.
“مرحبا… كيف حالك؟”
كانت هذه المرأة بالتأكيد شخصًا له دور كبير في ذكريات طفولة هايزل.
على وجه التحديد، الكونت و الكونتيسة جاديل.
“سمعت أنكِ انضممتِ إلى الفرسان، لكنني فوجئت قليلاً بهذا الخبر.”
“آه…نعم.”
“كان ينبغي لي أن أهتم بك أكثر في ذلك الوقت. لم أتخيل أبدًا أنك ستصبحين بهذا الشكل.”
تصلب تعبيري لا إراديًا عند سماع تلك النبرة التي بدت وكأنها تقول انها آسفة وكأنها كانت تعلم ذلك منذ البداية.
وقعت نظراتي على يد الكونتيسة جاديل، التي كانت لا تزال تغطي بشرتها بقفاز من الدانتيل.
كان جسدي لا يزال يرفضها ، و كنت خائفة، لكنني ابتسمت.
لم أكن أنا الخائفة، بل كان جسد هايزل لوف الأصلي هو الذي كان خائفًا .
“لا تقلقي، أنا سعيدة جدًا الآن، الكونتيسة جاديل.”
عندها اتسعت عينا السيدة من المفاجأة.
“… أوه، حقًا؟ أود أن أتناول الشاي معك في المرة القادمة… إذا كان ذلك مناسبًا، دوقة.”
لحسن الحظ، لم تسألني سوى بضعة أسئلة أخرى ثم عادت إلى مقعدها وهي تودعني بتوتر، وسألتني إن كنت أرغب في تناول كوب من الشاي. كانت الأسئلة تدور حول ما إذا كنت ما زلت أذهب إلى المعبد و ما إذا كنت لا أشعر بالندم حقًا.
نبرتها التي كانت تبدو و كأنها تحادث شخصا أدنى منها ، تغيرت إلى حد ما.
غادرت المكان بخطوات أسرع قليلاً. كان ذلك لأن الشعور بعدم الارتياح كان ينتشر في جميع أنحاء جسدي وكان انزعاجي يتزايد. لم أشعر بهذه الطريقة من قبل، لكنني شعرت بالتناغم التام مع هايزل لوف.
سبب كوابيسي.
كان أبطال كوابيسي دائمًا بلا وجوه. كان هناك دائمًا من يغرس فيّ معتقدات، ويكبت قوتي، ويعذبني، ويصفها بأنها قوة لا ينبغي لي أن أمتلكها. كانوا يقولون انني لا أستطيع أن أتلقى بركة الحاكم إلا إذا أزلت السحر الأسود الملعون من جسدي.
لم يكن لإمبراطورية إلكيوم ديانة رسمية، لكن كان من الضروري اتباع وممارسة عقيدة معينة. لدي أيضًا أحلام غريبة مستمدة من قوة الظلام، لكن معظم الكوابيس التي تراودني تتعلق بقمعي و التلاعب بي من قبل شخص ما.
لم يكن هذا شيئًا موجودًا في القصة الأصلية.
حسنا ، بالطبع لم يكن من الممكن أن يُكتب عن ماضي شخصية إضافية قصيرة العمر.
على أية حال، عاشت هايزل في دار الأيتام منذ سن مبكرة للغاية، لكنها حظيت بحماية مؤقتة من عائلة نبيلة لمدة خمس سنوات بالضبط.
لقد كانا الكونت والكونتيسة جاديل. يبدو أن الزوجين الذين لم ينجبا أطفالاً كانا يستعدان للتبني أثناء وجودهما في دار الأيتام.
لم أشعر بالجوع أبدًا أثناء إقامتي معهما، وكنت أرتدي دائمًا ملابس جديدة، كما حصلت على دعم غير محدود.
لم تكن هايزل لوف شخصًا وقحًا، لذا فقد بذلت قصارى جهدها لاتباع كلمات الكونت والكونتيسة جاديل. أرادت أن تثبت أنهما لم يرتكبا خطأً في اختيارها، وأرادت أن تكبر كطفلة مثالية، الطفلة التي يريدانها.
ولكن بغض النظر عن مدى جهودهما، كان هناك شيء لا يمكنهم تحقيقه أبدًا.
“…آه، أنا منزعجة جدًا.”
في النهاية، لم أستطع إلا أن أتوقف عن المشي، كان جسدي يرتجف.
كانت يداي مشدودتين بقوة، لكن الارتعاش لم يتوقف. كان الأمر وكأنني كنت أعيش تلك اللحظات بنفسي.
لم أكن أعلم أن هذه الذكرى ستعود إليّ. كنت بالفعل خائفة من فكرة أن الوجوه في كوابيسي المستقبلية ستكون واضحة.
التوافق.
نعم، كان التوافق هو المشكلة. كان الكونت والكونتيسة جادييل مؤمنين متدينين للغاية في المعبد. علاوة على ذلك، لم يكونا من الكهنة أو الفرسان المقدسين، بل كانا من أولئك الذين يمارسون السلطة المقدسة بشكل ضعيف.
من ناحية أخرى، ولدت هايزل مع السحر الأسود، لذلك لم يكونوا متوافقين منذ البداية.
حاول الكونت و الكونتيسة جاديل تغيير هايزل بإيمانهما القوي. استدعيا الكهنة، وبحثا عن كل أنواع الأساليب، وحاولا قمع قوة هايزل، على أمل أن يختفي السحر الأسود من جسدها.
لقد ظنوا أنهم ينقذون هايزل لوف، ولكن كان هذا إساءة في حد ذاته. كيف لا يكون الأمر إساءة عندما يستمرون في إلحاق الألم غير المرغوب فيه بها؟
لقد امتد الألم لمدة خمس سنوات شاقة، وفي النهاية، فشل الكونت والكونتيسة جاديل.
بسبب عدم تمكنهم من تحقيق رغباتهم، غادرت هايزل منزلهم في النهاية و هي في الخامسة عشرة من عمرها.
كان من الواضح أن حياة صعبة تنتظرها حتى تصل إلى سن الرشد.
و عندما أدرك كل منهما أن أفعالهما تشكل إساءة، سمح الكونت و الكونتيسة جاديل أخيرًا لهايزل بالذهاب الأكاديمية، بشرط صمتها.
بعد ذلك، عملت هايزل بلا هوادة حتى أصبحت المجندة الأولى في فرقة الفرسان. ولتحقيق هذا الهدف، كان عليها التغلب على مخاوفها، بما في ذلك الرعب الذي كانت تحمله تجاه الكهنة و المعابد.
كانت هايزل تحرص على زيارة المعبد مرة واحدة في الأسبوع، بغض النظر عن موقعه، لمواجهة خوفها والتغلب عليه.
لهذا، عندما زرت المعبد ، لم أشعر بقدر كبير من الانزعاج.
“آه.”
وبينما عادت الذكريات المدفونة في أعماق نفسي إلى الظهور، شعرت وكأنني أحمل على عاتقي ثقل كل المصاعب التي واجهتها في الماضي. شعرت وكأنني على وشك الانهيار في تلك اللحظة.
“أوه، حقا، لماذا يحدث هذا؟”
كانت يداي لا تزالان ترتعشان. لم يحدث هذا من قبل، فلماذا يحدث الآن بالذات؟
لم يكن التوقيت أسوأ من ذلك. ربما كانت هايزل تخشى الكونت و الكونتيسة جاديل في الأصل أكثر مما كنت أتصور.
سيتعين علي تأجيل اللقاء مع ديلان إلى الغد.
“كان ينبغي لي أن أهتم بك أكثر في ذلك الوقت. لم أتخيل أبدًا أنك ستصبحين بهذا الشكل.”
تركي لأكبر كساحرة ، حتى انها فشلت في منعي من أن أصبح دوقة هاديد الشهيرة.
كانت نظراتها المليئة بالشفقة، كما لو كانت تنظر إلى شخص سقط في أعماق الجحيم، تخطر ببالي باستمرار.
لولا الرجل الذي كان يقترب على عجل ، لربما انهرت.
“هايزل.”
كان الرجل الذي ناداني و أغلق المسافة بيننا هو كايروس. استعاد جسدي، الذي كان يرتجف إلى حد مضحك، رباطة جأشه ببطء.
“ماذا… لماذا أنت هنا؟”
تفحصتني عيون الرجل القرمزية بسرعة من الرأس إلى أخمص القدمين.
“من الذي قام بازعاجكِ؟”
ظهوره فجأة من العدم و اقترابه مني، فقط ليسألني هذا السؤال جعلني أضحك بشكل لا إرادي.
“من يزعجني؟ حقًا، لماذا أنت هنا، وكيف؟”
“لقد اعتقدت أن محادثتك قد انتهت ، لهذا أتيت لأخذكِ.”
“ماذا لو تأخرت؟”
“عندها كنت سأنتظرك.”
“هل أتيتَ إلى هنا لهذا السبب فقط؟”
في هذه اللحظة، حدق في كايروس قليلا.
“سأحاول أن أخبركِ مسبقًا في المرة القادمة.”
“….”
اتسعت عيناي قليلاً عند سماع كلماته. بدا الأمر وكأنه فسر سؤالي ليس على أنه استفسار بسيط بل على أنه استجواب عن سبب مجيئه.
شعرت و كأن الرعب الذي استهلك طفولتي سيقتلني، لكن الآن، مع وجود شيء أكثر ترويعًا يتلوى أمامي، بدت أحداث اللحظات الماضية تافهة.
حقا، ما الذي حدث لي؟ ما الذي حدث لهذا الرجل؟
“يبدو أن شيئاً ما قد حدث…”
وجدت نفسي أفرك عيني دون وعي، والتقيت بنظراته.
“لا، أنا بخير. حقًا، لم يحدث شيء. أنا فقط متعبة”
أجبت عليه.
كان ذلك لأنني مازلت أشعر بالنظرات التي تراقبني من الخلف.
“إن تناول شيء تحبينه في العربة قد يجعلك تشعرين بتحسن.”
“شيء حلو؟”
“أو هل ترغبين في الذهاب للتنزه في مكان قد تستمتعين به؟”
“… لا تضايقني.”
أظهر كايروس وجهًا محبطًا إلى حد ما.