Marriage with a Suspiciously Demure Husband - 72
“….”
توجه كايروس نحو غرفة النوم بخطوات ثقيلة.
كانت هايزل بين ذراعيه. هايزل التي كانت نائمة بعمق لدرجة أنها لم تتحرك حتى، التفت بجسدها نحو حضنه، وكأنها اعتادت على ذلك.
“…همم.”
عندما لامس خدها صدره، توقف كايروس عن المشي للحظة قبل أن يستأنف خطواته مرة أخرى نحو غرفة النوم.
تجمدت الخادمة التي كانت تمر بالقرب من غرفة النوم عند رؤية الاثنين. وعندما أشار إلى الباب، أومأت الخادمة برأسها وفتحته بعناية.
أغلق الباب، وأصبحت غرفة النوم مظلمة حيث تم حجب الضوء القادم من الرواق. لم تستيقظ هايزل حتى عندما وضعها كايروس على السرير.
كان ينظر إلى وجهها وهي نائمة و يداعب خدها الأبيض بعناية بظهر يده.
كانت هايزل، التي نامت من التعب هادئة.
لم تكن هايزل النائمة وعيناها مغمضتان، مختلفة عن ذي قبل. تمنى لو تخبره بالإجابة بتلك الشفاه الجميلة. كيف يمكن أن تحبه مرة أخرى؟
لقد نظر إليها بهذه الطريقة لفترة طويلة قبل أن يغادر غرفة النوم بعد ساعات.
* * *
الشخص الذي كان كايروس يبحث عنه هو آني.
لقد حقق في البداية مع جينجر، لكنه استسلم بعد أن بدأت ترتجف و أغمي عليها، لذا كانت آني هي الخيار الأفضل التالي. كانت هي المرأة التي جاءت إلى فيراريوم كصديقة.
لقد جعل سِـد يكتشف بعض الأشياء، لكنها لم تكن مفيدة جدًا.
وكما توقع كايروس، ساعدت هذه المرأة هايزل التي هربت من العاصمة إلى بيرونتي، ومن بيرونتي إلى كاستالت. كانت تعرف كل شيء، حتى أنها بقيت في قرية ديفوش وقضت شهرًا في مابل.
وعلاوة على ذلك، كانت قد استخدمت الاسم المستعار ليفيان نيشتار.
كانت أيامًا عادية جدًا. لم يستطع أن يجد السبب وراء ذلك. لذا لم يكن أمامه خيار سوى أن يسألها مباشرة.
“أخبريني بكل ما حدث في مابل خلال شهر، دون تفويت أي شيء.”
حاولت آني قدر استطاعتها أن تظل هادئة. ولكن مع وجود كايروس أمامها، كانت أسنانها تصطك، ولم تكن تعرف ماذا تفعل بأطراف أصابعها. وفوق كل هذا، كان من الصعب عليها أن تقاوم الهالة القاتلة التي بدت وكأنها تخنقها.
أين كانت شخصية نواه إيديث التي ذكرتها هايزل قبل هروبها؟ يبدو أنه من المستحيل العثور عليه حتى لو قشرت كل الطبقات.
وبالإضافة إلى ذلك، تلك العيون لم تكن عيون شخص عادي على الإطلاق.
هل صحيح أن الرجل الذي أمامها قدم لها الهدايا وأخبرها أنه يحبها؟
كانت تعتقد أنها عاشت الكثير من الأشياء المخيفة والقذرة في حياتها، لكن يبدو أنها عاجزة أمام الشيء الحقيقي.
لم يبدو الأمر وكأنه سيقتلها لأن هايزل كانت هناك، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بالرعب.
“لقد أخبرت مرؤوسك بكل شيء.”
“كانت تلك أشياء بإمكان أي شخص أن يكتشفها.”
“… إذن ماذا؟”
“ما كانت هايزل تحاول فعله.”
“لقد اخبرتك بالفعل؟”
“هل بحثت عن منزل وزينته وذهبت إلى الشاطئ؟”
“نعم.”
شعرت آني وكأن قلبها سيخرج من صدرها، رغم أنها حاولت قدر استطاعتها ألا تتجنب نظرات كايروس.
لم تذكر له أنها كانت ستذهب إلى مكان آخر. بغض النظر عن مدى براعة كايروس، فلن يتمكن من العثور على أي أثر لاستعدادات الهجرة التي لم تبدأ بعد.
لقد تم القبض عليها وكانت في ورطة، وربما كانت حياتها في خطر، لكن الروح المهنية لآني كانت الحفاظ على أسرار عملائها مهما كان الأمر.
في الواقع، لقد ندمت على ذلك قليلاً.
كان ينبغي لها أن تنتهي من مهمة مساعدة هايزل على الهروب، وأن تغادر عندما تحصل على أجرها. كان من الممكن أن تتولى الاستعدادات للهجرة لاحقًا عندما تكون هايزل آمنة ومستعدة. حينها، لم يكن ليحدث أي خطأ.
أعربت عن ندمها على التدخل في شؤون دوق هاديد في المقام الأول.
على الرغم من أنها كانت تنجز مهامها بنجاح دائمًا، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعًا هذه المرة. كانت آني تشعر بالضياع بشأن عملها مؤخرًا، وكانت هايزل هي التي أعطتها المهمة المزعجة.
كان قبول وظيفة من الممكن أن يرفضها أي شخص عملاً اندفاعياً مدفوعاً بالاضطرابات التي كانت تعيشها. وفوق ذلك، فقد بدأت تفكر في هايزل باعتبارها صديقة دون وعي، على الرغم من أن قطع كل الاتصالات والعلاقات مع العملاء بمجرد الانتهاء من المهمة كان من الممارسات الشائعة.
وبطبيعة الحال، تم قطع كل الاتصالات مع العالم الخارجي.
ربما لم يكن دوق هاديد، الذي كان معروفًا بمعاملته القاسية ولكن مكافآته السخية، متساهلًا دائمًا مع هؤلاء. فقد كانت الشائعات تقول انه يكره الخداع أكثر من أي شيء آخر وأنه لم يرحم أبدًا أي شخص خدعه أو خانه
لهذا السبب كان من الغريب أن هايزل لا تزال على قيد الحياة، بل والأكثر إثارة للدهشة أنه أنقذها. لقد فوجئت وذهلت. ولكن ما نوع الإجابة التي يريدها منها؟
لكي نكون صادقين، لم تكن هناك أسرار لإخفائها عن حياة هايزل.
وبينما لم يكن النصل قد سقط على رقبتها بعد، كانت عازمة على إبقاء تفاصيل خطة هروبها سرية، لم يكن لديها ما تخفيه.
فقد أجابت على كل أسئلته حول خططها للهروب في المقام الأول وحياتها في منزل مابل.
لقد احتفل الأربعة، واهتموا بحديقتهم الصغيرة، وذهبوا إلى السوق الليلي، وزينوا المنزل.
هذا كان كل شئ!
ما الذي فعلته هايزل حتى أصبحت غير عادية إلى هذا الحد؟
كان بإمكانها أن تعلن بثقة أن ما فعلته لم يكن شيئًا من هذا القبيل.
كانت ذراعا كايروس مطويتين على صدره، وكان وجهه مضطربًا وكأنه يكافح لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيطرح سؤالاً أم لا.
لماذا استغرق وقتًا طويلاً قبل طرح سؤاله؟ ما الذي قد يكون ضخمًا إلى هذا الحد حتى يتطلب مثل هذا التأمل؟
كان دوق هاديد متردداً. كان هذا أمراً غير مسبوق. هل هو يخطط لخطة لإيذائها في نهاية المطاف؟
ولكن من المؤكد أنه كان ليعلم بالفعل ما إذا كان هناك أي شيء من هذا القبيل، الآن بعد أن عرف كل شيء آخر.
ثم مرة أخرى…
على أي حال، كانت آني تشهد ظاهرة غير مسبوقة تتكشف.
“هل جاء أحد ما يبحث عن هايزل سرًا؟”
“لم يأت أحد للبحث عنها، وإلى جانب ذلك، ألا تعرف كل شيء بالفعل؟”
“أنا أسأل ما إذا كانت هايزل قد طلبت من أي شخص أن يبقي مكان وجودها سراً أو العثور عليها.”
“لم تفعل شيئا كهذا.”
انتظر لحظة. لماذا يسألها مثل هذا السؤال؟ أضافت آني بسرعة خشية أن تثير غضب كايروس.
“ليس على حد علمي. لا، ليس على الإطلاق.”
في تلك اللحظة رأت آني بوضوح شعورًا بالارتياح يملأ وجه كايروس.
كان من الطبيعي بالنسبة لها أن تقرأ تعبيرات الناس، نظرًا لمهنتها. وفي الوقت نفسه، أصبحت مقتنعة بأن الشخص الذي سأل عنه كان رجلاً، حتى لو لم تكن تعرف عنه شيئًا آخر.
‘اذن فهو يسأل إذا كان هناك رجل آخر !’
لو أعطت إجابة أكثر غموضًا الآن، لربما كان رأسها يتدحرج على الأرض، شعرت آني بالإغماء. في تلك اللحظة، أرادت أن تهنئ نفسها على التحدث بمثل هذا اليقين على الرغم من عدم تاكدها في تلك اللحظة.
“ثم مرة أخرى…”
مرر كايروس أصابعه بين شعره بإحباط وعبس.
“لا ينبغي أن يكون هناك كذبة واحدة في ما قلته.”
بعد ذلك غادر، و كان تهديده أكثر رعبًا من أي تهديد آخر. تركت آني وحدها في الغرفة، وهي ترتجف.
* * *
“أوه، هيا.”
لقد أصابها الذهول. لقد كانت قلقة للغاية بشأن آني وإدموند وجينجر لدرجة أنها أغلقت عينيها لتستريح للحظة واحدة بعد إعادتها إلى القصر، لانها لم تسترح منذ ذلك الحين.
لقد كان ذلك مجرد لحظة، ولكن عندما فتحت عينيها مرة أخرى، كانت في السرير.
هل كانت تمشي أثناء نومها؟ أم أنها ذهبت إلى غرفتها كعادتها وهي نصف نائمة؟ على أية حال، لم يكن هذا بالتأكيد علامة جيدة بالنسبة لها، لذا ارتدت رداءها بسرعة و توجهت إلى المكتب.
ولكن في اللحظة التي رأت فيها مقبض الباب المكسور معلقًا بلا فائدة من الباب نصف المفتوح، أدركت أنها لم تتحرك من تلقاء نفسها. بالتأكيد، لقد أخبرت الخادمة أنها لن تذهب إلى غرفة نومها!
لم تكن تلك سوى البداية. لم ينتهي طغيان كايروس عند هذا الحد. فقد استمر في الصباح التالي، وفي الغداء والعشاء!
في كل مرة كانت تبدأ فيها إضراباً عن الطعام، كان كايروس يستغل الأشخاص المحيطين بها بحقد.
في كل مرة، كان الخدم ينظرون إليها بتعبيرات حزينة وكأن حياتهم تعتمد على ذلك. في كل مرة، كان عليها أن تبتلع غضبها المغلي وتملأ معدتها.
كيف كان من المفترض أن تتغلب على هذا المأزق؟
أكثر من أي شيء آخر، كانت تشعر بأنها يجب أن ترى آني، وجنجر، وإدموند بأم عينيها.
لم تسمع من الخادمات سوى “إنهم في أمان” و”انهم يستريحون في غرفهم”، وكلما سمعت ذلك، زاد شكها. و كان ذلك بسبب تصرفاته، التي أظهرت أنه لم يستمع إلى كلمة واحدة تقولها.
بهذه الوتيرة، لن يجعلها ترى أولئك الثلاثة أبدًا. بدا الأمر وكأن الأمور ستستمر على هذا النحو لمدة شهر أو عام.
حسنًا، إذا لم تنجح الإضرابات عن الطعام، فسوف يتعين عليها تغيير نهجها.
ولكن لماذا تأخر اليوم؟
لقد تزامن دخولها مع وصول كايروس، بعد أن ارتدت ملابسها و تزينت. كان كايروس يدخل الغرفة. لقد رأت ظهور الخدم تتصلب من الخوف.
لماذا لم تلاحظ ذلك من قبل؟
“نواه!”
رفع كايروس رأسه لينظر إليها في أعلى الدرج.
“….”
كانت عيناه أوسع من المعتاد، وكان تعبيره يعكس تفاجأه.
“لا بد و أنك مررت بيوم صعب اليوم.”
لقد أجبرت نفسها على استخدام نبرة لطيفة في صوتها وبدأت في النزول على الدرج. ارتعشت شفتاها. توقف كايروس، الذي كان على وشك أن يحييها بابتسامة لطيفة و أمال رأسه.
تصلب تعبيره على الفور.
“…هذا لن يجدي.”
وعند هذه الكلمات، توقفت في طريقها، على بعد خطوة واحدة من أسفل الدرج.
“…لم أقل أي شيء بعد.”
“لن يكون هناك طلاق.”