LV. 99 The Princess of Dark Flare - 21
كانت دائمآ تفكر في ذلك الوقت.
1997
هل كان بإمكانها ان تعرض على والدتها خطاب قبولها في الكلية؟
-أمي، هل كانت حقآ سعيدة؟
كان الأمر اشبه بالتواجد في مستنقع لا نهاية له.
عندما استيقظ، كانت إيونها تعبث بمعصمها الأيسر كما كانت تفعل دائمآ.
“لا بد انك كنت خائفة جدآ لوحدك”
توقفت يدها التي كانت تمسك بسوار امنيتها.
وبينما كانت ترفع رأسها ببطء، رأت ظهر موبيوس الذي كان يهدئ الطفلة الصغيرة.
“هل تحبين الحلوى؟”
اخذ حلوى بنكهة الفراولة من جيبه وسلمها للطفلة.
تذمرت الطفلة لكنها أمسكت الحلوى بأحكام في يدها.
” لا تقلقي، سنجد والدتك بالتأكيد”
“حقآ؟..”
“بالطبع”
ابتسم موبيوس بلطف ومسح عيون الطفلة الرطبة.
قام بتنظيف الأوساخ من يدها.
“ما اسمك؟”
” ييري..”
” هذا اسم لطيف، ما نوع الملابس التي ترتديها والدة ييري؟”
“فستان احمر”
“اوه، أنت ترتدين زيآ مطابقآ مع والدتك”
” نعم”
كما لو انه مر بهذا الأمر عدة مرات من قبل، فقد تعامل مع الطفلة بشكل طبيعي ومهاري للغاية.
عندما صبغ وجه الطفلة، الذي كان غارقآ بالقلق بالراحة تدريجيآ، عهد موبيوس بالطفلة الي صياد بجانبه.
” خذ الفتاة الصغيرة وعد إلى حيث وجدناها، ارسل مجموعة بحث إلى هنا، شخصان… لا ثلاثة أشخاص سيكونون جيدين”
“نعم، ايها القائد”
لوحت الفتاة التي وضعت بسرعة بين ذراعي الصياد.
“اشاجي، شكرآ لك”
لوح موبيوس بيده حتى اختفت الطفلة عبر الحائط.
“…”
انحنت ايونها على الحائط الداخلي، وهي تحدق فيه بهدوء.
كانت ابتسامة الطفلة المشرقة، المليئة بالراحة عالقة في ذهنها ولم تغادر لفترة طويلة.
***
شباط/فبراير 1998
لقد مر حوالي شهر منذ أن تم تجنيدها ودخلت معكسر التدريب
لقد كان وقتآ لم يتم فيه انشاء نظام الصياد بالكامل بعد.
غالبآ ما هربت الوحوش من البوابات حيث تأخر التطهير، لذلك تم قبض الضعفاء واستخدامهم كوحوش تدريبية في كثير من الحالات.
“واو… هذا مذهل”
هتف أحدهم بصوت مندهش.
“كم عدد الوحوش التي قتلوها بمفردهم؟…”
من ألسنة اللهب الشرسة، خرجت إيونها.
ما حملته في يدها هو رأس وحش مقطوع.
تقيأ المتدربون الذين يعانون من ضعف في المعدة كل ما أكلوه لحظه رؤيته.
كان لدم الوحش رائحة غريبة وكريهة
وقفت ايونها، التي ظهرت بالدم السيئ في جميع أنحاء جسدها، في منتصف معلب التدريب.
“يجب أن تكون مجنونة”
“من الواضح حقآ انتي لست مجنونة”
ركلت إيونها رأس الوحش مثل الكرة.
شاهدت رأسه وهو يتدحرج
دوس.
دوس، دوس.
لقد داست بلا رحمة على الراس المقطع بالفعل وسحقته.
خرجت عينيه، وتدفق سائل مجهول مثل النافورة من رأسه المكسور.
دوس! دوس! دوس!.
إيونها لم تتوقف
لم يستطع المتدربون اللذين كانوا يشاهدون المشهد الغريب تحمله في النهاية وتسللوا ببطء بعيدآ عن إيونها.
في النهاية، بقت إيونها بمفردها.
“توقفي”
وقائد معكسر التدريب.
أمسك برقبة الوحش الذي كانت ايونها تدهسه بيديه العاريتين.
“اعطني اياه”
القى قائد معكسر التدريب رأس الوحش بعيدآ عن إيونها.
“هذا يكفي”
“لا، ليس بعد”
كما لو كانت ممسوسة بشئ ما، اتخذت إيونها خطوة نحو رأس الوحش الذي طار بعيدآ.
“مدونة سلوك الصياد”
قال قائد معكسر التدريب بشكل خطير.
توقفت إيونها عن المشي وعادت ببطء.
“… اولآ أدرك ان قوتك المتأصلة هي سيف ذو حدين والتزم بالقوانين. ثانيآ، احموا الناس بشرف وإيمان”
تلا الصوت الجاف ميكانيكيآ رمز الصيادين.
تنهد قائد معكسر التدريب، الذي كان ينظر إلى الدم المتشبت بشفاه إيونها، بشدة.
“هل تعرفين لماذا لا يوجد شئ يذكر إبادة الوحوش في مدونة السلوك؟ “
“… “
هزت إيونها رأسها بهدوء.
ظلت نضرتها السوداء ثابتة على رأس الوحش.
“لأن هذين الأمرين اهم بكثير من اصطياد الوحوش وقتلها”
“…”
“تشا إيونها، لقد فقد الجميع احد افراد أسرته. كما فقدت ابنتي”
تحركت نضرة إيونها ببطء من الوحش اليه.
رأت عينيه الفارغة.
“هذا لن يعيد والدتك إلى الحياة”
لم تكن تريده ان يقول هذه الكلمات.
لقد سمعت ما يكفي منهم بالفعل، وقد شعرت بذلك بالفعل إيضآ.
شبك كتفيها بإحكام بكلتا يديه.
التقت عيون الشخصين.
” سيكون هناك عدد اكبر بكثير من الأشخاص الذين سننقذهم في المستقبل اكثر بكثير من الذين لم نستطع انقاذهم”
في خضم الرياح القوية المليئة بالرمال والتي جعلت عينيها متيبسة، ربت على كتفها.
“آمل أن يريحك ذلك”
اغمضت إيونها عينيها ببطء.
***
“هل اتصلت بي أيها القائد؟ “
ظهر ثلاثة صيادين اقوياء.
بدا انهم أعضاء في فريق البحث، حيث احضروا بدقة المعدات اللازمة مثل المصابيح الكهربائية والاسلحة والحبال.
“اه، جئت بوقت أبكر مما توقعت، هل سمعت القصة؟ “
” نعم والدة طفلة مفقودة”
“حسنآ، دعونا نعود”
“نعم إيها القائد،… ماذا؟!”
وقف الصيادون الثلاثة بنفس المكان.
موبيوس، الذي كان أمامهم، نظر لهم.
“ماذا؟”
“ماذا عن…عملية البحث؟..”
“اه، عملية البحث”
موبيوس، الذي نقر على خده برفق كما لو كان يفكر بعمق، ابتسم بهدوء.
” ذهبنا الو وسط البوابة، ولم نستطع العبور للداخل بسبب ظهور وحوش اكثر مما كان متوقع، ولم يكن هناك ناجون او ملابس تطابق وصف الشخص المفقود.”
هز موبيوس راسه بلطف.
رسمت شفتيه قوسآ خافت.
“صحيح؟”
في مواجهة تلك الابتسامة، نظر الصيادون إلى عيون بعضهم البعض بتعبيرات حامضة.
تردد صدى صوت سقوط قطرات الماء من السقف بهدوء عبر المنطقة الثابتة.
” سواء انقذنا عشر أشخاص او شخص واحد، فإن الأجر الذي نتلقاه هو نفسه،لماذا نفعل اي شئ يمكن أن يعرض حياتنا للخطر اكثر؟ ”
نعم، إذا فكرت بالأمر، فقد أكانت قصة واقعية للغاية.
اذا تم العثور على أشخاص عاديين داخل البوابة، فسيطلب القائد تعزيزات عبر المحطة.
بعبارة أخرى اذا جلسوا وواسوا المواطنين، فيمكنهم الانتهاء بشكل مريح من تنظيف البوابة واخذ نصيبهم.
حتى لو تم الكشف عن القصة الداخلية لاحقًا،فلا يهم. لأن خطيئتهم الوحيدة كانت تتبع اوامر قائدهم.
في النهاية، وقف اكبر صياد بينهم أمام موبيوس.
“حسنآ”
سيكون من المريح اكثر الان وفي المستقبل اتباع اوامره بصمت.
“هيا، دعونا نعود”
“نعم، ايها القائد”
كان ذلك في ألوقت الحالي تحرك موبيوس نحو الممر، واستدار الصيادون الثلاثة لملاحقته.
“اه، اللع*ة، لقد اخافتني”
قفز احد الصيادين يلعن.
تمسك بصدره واتسعت عيناه.
كانت أمرأة ترتدي فستان اسود، مخبأة في الظلام ينبعث من عينيها وهجآ حزينآ.
منذ متى كانت واقفه هناك؟ لم يلاحظوها على الإطلاق.
كان شعرها داكنآ بما يكفي للاندماج في الظل الذي غطى داخل البوابة.
كانت ترتدي فستان اسود وتمسك بمظلتها المدببة مثل الساطور.
لقد كان مشهدآ رائع لدرجة انه لايسك سوى ملاحظته.
كانت صائدة مفهوم فئة-F, أميرة التوهج المظلم.
“ماذا ؟لقد كدت ان تجعليني اصاب بنوبة قلبية! ”
كانت العيون السوداء عميقة بما يكفي لأصابتك بالقشعريرة بمجرد مقابلتها تحدق فيه باهتمام.
“ماذا تفعلين هنا؟ ألن تذهبي؟”
أشار إلى الممر المؤدي.
ومع ذلك، نظرت اليه إيونها دون أن تتحرك، ثم ابتعدت بسرعة
نقر، نقر.
وبدأت تمشي في الإتجاه المعاكس.
” إليس هاذا هو الإتجاه الخاطئ؟ إلى أين أنتي تذهبين؟”
أمسك الصياد بمعصمها.
لا، لقد حاول الإمساك بها، تجنبت إيونها يده برفق ونظرت اليه.
“علينا أن نقوم بالبحث”
“ماذا ؟الم تستمعي للقائد؟”
“سمعت. بحثوا في وسط البوابة فقط، سأذهب للبحث أعمق قليلآ”
في تلك اللحظة لاحظ الصيادون الأربعة بمن فيهم موبيوس.
تلك المرأة، كان من الواضح انها تريد الذهاب بمفردها.
“انت حقآ مجنونة”
كما بدا لهم، لم تكن تلك امرأة عديمة الخبرة ولا مبتدئة.
كانت مجرد امرأة مجنونة.
” انه شئ من الماضي ان الصيادين لديهم عدد مرتفع من الوفيات، لكن…”
اطلق موبيوس تنهيدة معقدة ونثر دويه.
“انا أخبرك لانه لا بيدوا انك تعرفين، ولكن هناك حالتان فقط قتل فيهما صياد او اصيب بجروح خطيرة في البوابة. اولآ في حالة حدوث حادث غير متوقع. ثانيآ اذا دخلت بلا خوف بوابة لا تتوافق مع فئتك”
كان هناك العديد من الصيادين الاخرين إلى جانبها ارادوا لعب دور البطل.
كان موبيوس يراقب بعناية.
” اذن؟”.
ردت إيونها بإدراة رأسها وإلقاء نظرة عليه.
كان جسدها لايزال يواجه الاتجاه المعاكس.
كانت خائفة جدآ لدرجة انه انفجر ضاحكآ.
قرر موبيوس الإشارة إلى المشاكل واحدة تلوى الاخرى للصيادة المبتدئة التي بدت له انها خائفة.
“يدوا انك متأكدة ان والدة الطفلة داخل البوابة،ولكن إذا لم تكن كذلك فستتم محاسبتك”
“…”
“يجب أن تكون جريمة عصيان أوامر الشخص المسؤول كبيرة جدآ. لايمكن تجاهل الضرر الذي يلحق بالنقابة أيضآ، هل يمكنك تحمله؟”
“…”
تقدمت إيونها إلى الآمام دون النظر الى الوراء.
في ذلك الوقت لم يستطع احد الصيادين الذين يشاهدون المشهد في النهاية تحمله ومنع إيونها.
” انظري إليك، هل تتجاهلين كلمات القائد الان؟ لا تفتقرين إلى الخبرة في البوابات فقط، بل تجهلين ايضآ التسلل الهرمي للصيادين”
اتكئ على قدم واحدة ونظر إلى إيونها كما لو كان الأمر لا يعجبه.
كانت هذه المشكلة.
في العصر الحديث، حيث زاد عدد المستيقظين بشكل ملحوظ، كانت هناك أعمال شغب صدقت فقط ما روأه في وسائل الاعلام، وأراد كل كلب وبقرة ان يصبحوا صيادين
( 😭)
كان الأمر مثيرآ للاشمئزاز لدرجة انه لم يستطع تحمله.
على وجه الخصوص، فأن مفهوم دخول صياد إلى بوابة يرتدي فستان اساء اليه كثيرآ.
“من أي جيل انت؟”
سأل بصوت مرتفع.
كان أول خريج من الجيل 23 من مدرسة تدريب في أكتوبر 2028.
لقد مرت بالفعل ثلاثة سنوات.
تحركت العيون السوداء التي واجهت موبيوس ببطء.
اختفى نظام تجنيد الصيادين الإجباري، وحتى إيونها كانت الان تدرك جيدآ ان هذا العالم لا يجبر فيه المستيقظين على التجنيد.
في مركز تدريب الصيادين الحديث، بقيت فقط صدفة من نفسها السابقة.
بالنسبة للصيادين المعاصرين، كان مركز التدريب يشبه الذهاب إلى جامعة مدتها أربعة سنوات للحصول على وظيفة افضل.
كان من الجيد ان ذهبت، ولا بأس أذ لم تفعل.
ومع ذلك، كان من المدهش انه لايزال هنالك صيادين يتحدثون عن التسللات الهرمية وأشياء أخرى.
“الا يمكنك سماعي؟ اي جيل؟”
ارتفعت زاوية شفاه إيونها قليلآ عند سؤاله.
في اللحظه التي التقى فيها بعينيها السوداوين، شعر بالبرد في عموده الفقري.
تحركت شفتيها، الحمراء الزاهية كما لو كانت تقطر بالدم بشكل طفيف لدرجة انه لا يمكن اكتشاف حركتها.
“انا؟”
الصوت الذي ذاب في الظلام.
بالكاد وصل لأذنه
“الجيل الأول”.