Lord Baby Runs A Romance Fantasy With Cash - 2
“لماذا أنتِ هنا، تير؟”
سأل الماركيز بنبرة مختلفة تماماً عن تلك التي تحدث بها معي.
دخلت كلاتير القاعة، ووضعت كلتا يديها على جانبيها ورفعت حاجبيها.
“أبي، لا ينبغي لك أن تدوس على طفلة بهذه الطريقة.”
أبعد الماركيز قدمه عن كتفي وضحك بمرح.
“إن تير طيبة للغاية، وتقلق بشأن شخص كهذا.”
“هم.”
عبست كلاتير. واحمر خديها بخجل.
“عيد ميلادي قادم قريباً.”
“نعم، لهذا السبب أمرتها أن تنظف القاعة.”
“لسنا بحاجة إلى إقامة حفلة في مثل هذه القاعة الكبيرة.”
على الرغم من كلماتها، لمعت عينا كلاتير بفرح، وهي تتوقع حفل عيد ميلاد كبير.
“كيف يمكنني أن أكون مهملاً مع عيد ميلاد ابنتي؟”
“أبي، حقاً رائع.”
توقفت الأحذية الوردية الناعمة أمامي.
“هل أنتِ بخير؟”
سمعت صوتها الذي بدا لطيفاً مثل بتلات الزهور.
أومأت وأنا أنهض.
“إذن استمري في العمل بجد.”
ابتسمت كلاتير وعانقت ذراع الماركيز.
ربت الماركيز على رأسها بحب.
بدآ الأب وابنته المحبان في السير نحو الباب.
“يا إلهي، أبي حذائي مبلل بالماء والصابون القذر.”
“لا تقلقي، سأشتري لكِ زوجاً جديداً.”
“واو، أبي، أنت الأفضل!”
تُركت وحدي، أحدق فيهما.
غمر الماء والصابون جسدي بالكامل.
أغلق الباب.
حدقت في الباب المغلق ثم أخفضت رأسي.
‘…… يجب أن أنتهي من التنظيف بسرعة.’
لا أعرف نوع العقوبة التي سأواجهها إذا لم أكمل.
**********
هدير!
كانت معدتي تئن.
بغض النظر عن مدى ضغطي على معدتي بيدي، كان ذلك بلا فائدة.
كانت معدتي لا تزال تصرخ من أجل الطعام.
بعد فشلي في تنظيف القاعة، عاقبني الماركيز.
ضرب ساقيّ ثلاثين مرة بسوط رفيع.
بالكاد كنت قادرة على الوقوف من الألم، قال لي.
[من اليوم، لن تتناولي العشاء لمدة أسبوع.]
هذا يعني أنني يجب أن أعيش على وجبة واحدة في اليوم.
في العادة، كنت أتناول وجبتين فقط، الإفطار والعشاء.
لم يكونوا حتى وجبات مناسبة، مجرد خبز صلب وحساء بلا طعم.
بعد أن غادر الماركيز، دخلت كلاتير.
[يا إلهي، كم هذا مثير للشفقة.]
عندما رأت كلاتير الجروح على ساقيّ، نقرت على لسانها بتعاطف.
[لا تنزعجي كثيراً. أبي رجل عادل. سيبدو الأمر غير عادل للآخرين إذا قدم لكِ وجبات مجانية لمجرد أنكِ ابنة عمتي، أليس كذلك؟]
على الرغم من أننا أقارب، إلا أننا مختلفتان.
بدا أن عينيها تقولان ذلك.
[في المرة القادمة، اعملي بجد أكبر. يجب أن تنجزي مهامكِ جيداً. يقول أبي دائماً، من لا يعملون لا يأكلون.]
ابتسمت كلاتير وغادرت الغرفة وهي مسرورة.
عندما تذكرت ذلك شعرت بالغضب.
‘من يحتاج إلى الطعام على أي حال……!’
هدير.
أردت أن أقول إنني لست بحاجة إلى الطعام، لكنني جائعة جداً.
‘إنه يؤلمني.’
تؤلمني معدتي الفارغة وساقيّ.
كان تنفسي متقطعاً.
كان كل زفير يخرج مني ساخن.
شعرت بالدوار.
‘إنه أمر لا يطاق.’
بعد أن بقيت في ملابسي المبتلة حتى جفت، شعرت وكأنني أصبت بنزلة برد.
اختبأت تحت البطانية البالية، لكن برودة ليلة الشتاء جمدت جسدي.
تردد صوت الماركيز في عقلي.
[يجب أن تكوني ممتنة لي.]
[ترككِ والدكِ هنا بلا مسؤولية دون أن يدفع ثمن نفقتكِ.]
[لذلك عليكِ أن تكسبي قوت يومكِ، أليس كذلك؟ هل تعلمين كم تأكلين؟ كم يكلف تربيتكِ!]
[مرة أخرى، لم تكسبي قوت يومكِ حتى! كسولة! كوني ممتنة للطعام والمأوى الذي يتلقاه شخص عديم الفائدة مثلكِ.]
غطيت أذنيّ.
ومع ذلك، لم يتوقف صوت الماركيز في عقلي.
لم أعد أشعر بالجوع أو الألم في ساقيّ.
وضعت يدي على صدري، وأنا ألهث.
“إنه يؤلمني كثيراً……”
شعرت وكأن قلبي يتمزق.
بغض النظر عن مدى جهدي في المقاومة، شعرت وكأنني أموت.
أمام الماركيز، ارتجف جسدي بالكامل ولم أستطع التحدث.
بالنسبة لطفلة مثلي، بدا ضخماً.
[لم تنسي أن والدكِ قد تخلى عنكِ وأنا من يربيكِ، أليس كذلك؟]
[حسناً، إذا كان هو والدكِ الحقيقي حقاً. أنتِ لا يمكنكِ حتى استخدام السحر.]
أمسكت البطانية بإحكام.
‘هل أنا منبوذة حقاً؟’
في البداية، اعتقدت أنه لا يمكن أن يكون كذلك.
بغض النظر عن كونه شيطان، فإن العقد هو عقد.
لكن النتيجة هي هذه.
‘أنا حمقاء لأنني وثقت بعقد شيطان.’
لا أعرف عدد المرات التي شعرت فيها بخيبة الأمل.
لا أتوقع الوفاء بالوعود بعد الآن.
لذلك لا داعي للإحباط.
شهقت.
شعرت بوخز في أنفي.
تدفقت الدموع على وجهي.
إنه أمر غير مهم، لكن لماذا تتساقط دموعي؟
لا بد أن السبب هو أنني ما زلت صغيرة، هاه!
تنهد.
‘تباً لك أيها الشيطان.’
وعدني بملعقة ذهبية.
وعدني بقدرات.
وعدني بأب وأخ.
‘…… اعتقدت أنني سأحظى بعائلة.’
“آتشو!”
عطست ثم ارتجف جسدي بالكامل.
شهقت وسحبت البطانية حولي بإحكام.
إنه ليس دافئاً على الإطلاق، لكنه أفضل من لا شيء.
‘لا يوجد دواء لنزلات البرد هنا، وجسدي الصغير ضعيف للغاية.’
لقد اقتربت من الموت أكثر من مرة.
اليوم ليس مختلفاً.
…… ربما يكون الموت أفضل.
‘لا، لا! لا يمكنني أن أضعف!’
لن أموت هكذا بسبب حقدهما.
سأنجو في هذا العالم الذي تقييمه صفر من النجوم، مهما يحدث.
**********
“عيد ميلاد سعيد، تير!”
“يا إلهي، أنتِ بالفعل جميلة بشكل مذهل على الرغم من أنكِ لا تزالين صغيرة.”
“عندما تكبرين، سوف يقع جميع الرجال في الإمبراطورية في حب تير.”
ابتسمت كلاتير بمرح وهي محاطة بعائلتها. بدت لطيفة وجميلة مثل الملاك، حتى بالنسبة لي.
اليوم، إنها ترتدي فستاناً وردياً فاتحاً، فخم ورائع لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه مُخصص لطفلة.
الفستان طويل بشكل رائع حتى كاحليها، مزيناً بطبقات من الدانتيل، والدانتيل مطرزاً بألماس صغير.
بغض النظر عن مدى ثراء شخص ما، فمن غير المعتاد أن يكون مسرفاً للغاية ويشتري فستان طفلة لن يدوم حتى لمدة عام.
لكن الماركيز يحب كلاتير كثيراً لدرجة أنه في كل عيد ميلاد لها، مثل هذه الفساتين باهظة الثمن تصل دائماً إلى القصر.
الفساتين جميلة للغاية لدرجة أنهم أفضل كثيراً عن ملابسها المعتادة، وكانت كلاتير تتطلع دائماً إليهم.
‘لم يكشف الماركيز أبداً عن شكل الفستان.’
بغض النظر عن مدى توسل كلاتير للحصول على تلميح، لم يخبرها.
لقد أبقى الأمر سراً حتى تتمكن من الشعور بسعادة أكبر عندما تحصل عليه.
‘إنها محبوبة حقاً……’
نظرت حولي وأنا في مكان الحفلة المزين بشكل جميل.
بالطبع، لم تكن القاعة نظيفة فحسب، بل مزينة بشكل رائع أيضاً.
ربما لم يعتقد الماركيز أبداً أنني أستطيع تنظيف القاعة بأكملها بنفسي على أي حال.
‘لقد أراد فقط أن يعذبني.’
وقفت متكئة على حائط في الزاوية، أحدق في أصابع قدميّ.
الأحذية الرثة في قدميّ الصغيرتين لا تناسب هذا المكان على الإطلاق.
حتى الخدم والخادمات يرتدون أحذية وملابس أفضل مني.
‘مثيرة للشفقة.’
على الرغم من أنني أقف بهدوء في الزاوية مثل الفأر، إلا أنني شعرت بنظرات السخرية نحوي.
إنه حفل عيد ميلاد عائلي، لكنني لست جزءاً منه.
من سيعتقد أنني جزء من عائلة الماركيز، وشكلي هكذا؟
في الواقع، لم أحضر حفل عيد الميلاد بصفتي ابنة عمة كلاتير وأميرة باراتون.
“يا إلهي!”
سمعت صوت كلاتير المندهشة.
يبدو أن بعض الكريمة قد سقط على حذائها أثناء تقطيع الكعكة.
وخوفاً من تلف حذائها الجديد، عبس وجهها الجميل.
“لماذا تقفين هناك وتحدقين فقط؟!”
في تلك اللحظة، سمعت صوت الماركيز الغاضب.
“نظفيه بسرعة!”
حسناً، أنا لست هنا كإبنة عمتها.
‘أنا هنا كخادمة لكلاتير……’
إذا تأخرت أكثر، سيعاقبني الماركيز مرة أخرى.
اقتربت بسرعة من كلاتير وتحدثت إلى الخادمات القريبات.
“آه، شيء للتنظيف به……”
استدرن بعيداً بنظرات مضطربة قبل أن أتمكن من إنهاء جملتي.
السبب واضح.
‘إنها أوامر الماركيز.’
لم أسأل أكثر من ذلك وركعت أمام كلاتير.
مددت كمي الممزق وبدأت في مسح الكريمة، وشعرت بملمسها المزعج بشكل غير سار.
لكن ما هو أسوأ هو النظرات التي لا تعد ولا تحصى من عائلة الماركيز نحو ظهري المنحني.
رفعت نظري والتقت عينيّ بعينا الماركيز.
عيناه مليئتان بالإزدراء، البهجة، والإنتصار.
“هل هذا كل ما يمكنكِ فعله؟ نظفيه حتى يلمع!”
قال الماركيز بغضب.
أمسكت كمي بقوة ويدي الصغيرة ترتجف.
“عدم طاعتي مرة أخرى! هل عدم تناول العشاء لمدة أسبوع ليس كافياً بالنسبة لكِ؟”
عضضت شفتيّ بقوة.
أردت أن أقف وأصرخ في وجه هذا الشخص.
لكن جسدي الصغير ارتجف ولم يتحرك.
أنا خائفة. أنا مرعوبة.
حاولت التوقف عن الإرتجاف، ولكن الأمر ضد إرادتي.
كان جسدي منخفض كثيراً وأنا أنظف الحذاء الذي ترتديه كلاتير.
هزت كلاتير قدمها بنفاذ صبر حتى أستمر في التنظيف.
بسبب ذلك كادت شفتيّ تلمسان الحذاء.
‘لا بأس، هذا ليس بالأمر الكبير.’
أنا…… شخص ثمين.
‘حقاً؟’
تردد صدى صوت مليء بالشك من أعماق قلبي.
حاولت تجاهله وأنا أنظف.
“هل ذاكرتي خاطئة؟”
قطع صوت منخفض ولكنه واضح الصمت في القاعة.
“لا أتذكر أن ابنتي لديها شعر أشقر.”
رفعت نظري لأرى رجلاً طويل القامة يرتدي رداء مُثبت على أحد كتفيه.
بدا عابساً وهو يحدق في كلاتير.
أو بالأحرى، في الفستان الوردي الفاتح الذي ترتديه كلاتير.
“د-دوق باراتون؟!”
قال الماركيز بصدمة.
تسارعت نبضات قلبي.
دوق باراتون؟
هذا الرجل؟
اهتزت عيناي وأنا أنظر إلى الرجل.
دوق باراتون.
إنه والدي، دوق باراتون.
**********
على الرغم من وقوفه بلا مبالاة، بدا حضور الرجل قوياً.
كتفين عريضان.
خصر نحيف.
وجه خالي من المشاعر يبدو وكأنه لن ينزف حتى لو تم طعنه.
بدا وكأن هناك هالة مخيفة من حوله.
ومع ذلك، من المستحيل إخفاء وسامته.
‘واو…… يبدو وكأنه بطل رواية رومانسية خيالية……’
شعر أسود داكن أكثر من الهاوية وعينان حمراوان أكثر من بركة دماء نقية.
إذا تم وصفه في رواية، فمن المؤكد أنه سيتم كتابة مثل هذه العبارات.
بدا وكأنه بطل رواية أكثر من أي شخصية أخرى تخيلتها.
“ألم تكن متمركزاً في الجبهة الغربية؟”
الجبهة الغربية؟
عبستُ عند كلمات الماركيز.
‘هل هذا يعني أن الدوق كان في الحرب؟’
أنا لم أكن أعرف.
“لقد انتهت.”
“المعذرة؟”
“لقد انتهت الحرب.”
هز الماركيز رأسه بعدم تصديق.
“لقد انتهت؟ بالتأكيد لا يمكن……”
“هل أبدو متفرغاً بما يكفي لأتعامل شخصياً مع كل عدو؟”
حدق به الدوق بحدة.
لا يزال يقف بلا مبالاة، ولكن على الرغم من ذلك، تغير الجو.
تجمدا كلاتير والماركيز في مكانهما، يكافحان للتنفس.
“هاها، بالطبع لا.”
اقترب الماركيز من الدوق بابتسامة مصطنعة على وجهه الشاحب.
“لكن، ما الذي أتى بك إلى هنا دون سابق إنذار؟”
“أليس من الواضح سبب وجودي هنا؟”
متجاهلاً الماركيز، تحرك الدوق للأمام.
بساقيه الطويلتين، قطع المسافة نحو كلاتير بخطوات بطيئة قليلة.
نظرت عيناه الحمراوان إلى كلاتير.
لم تتمكن كلاتير من تحمل النظرات الباردة الثاقبة، فأخفضت رأسها.
جسدها المرتجف ووجهها الشاحب جعلاها تبدو وكأنها على وشك فقدان الوعي.
ضيق الدوق عيناه.
تحركت عينيه الحمراوان ببطء.
‘آه.’
التقت أعيننا.
ومضت نظرات الدوق قليلاً.
“من هذه الفأرة الصغيرة النحيفة؟”
“إ-إنها واحدة من الخادمات—.”
“بالتأكيد، هذه المخلوقة البائسة المظهر ليست أميرة باراتون.”
قال الدوق بنبرة منخفضة بشكل خطير.
تجمد الماركيز، الذي كان يحاول الشرح، غير قادر على الإستمرار.
الجميع، بما في ذلك عائلة الماركيز والخدم، حبسوا أنفاسهم، غير قادرين على الزفير بسهولة.
ساد صمت خانق في القاعة.
كان صمت كثيف لدرجة أن حتى الإبرة لن تستطيع اختراقه.
أخفضت رأسي.
فأرة صغيرة نحيفة.
هذا صحيح.
حتى أنا وجدت مظهري مثيراً للشفقة ورث.
‘إنه لن يريد شخصاً مثلي كابنته.’
كان ليود أن ينكر ذلك.
لكن……
“لـ-لكن، ألا يمكنك أن تأخذني معك؟”
جمعت كل ما لدي من شجاعة ونظرت إلى الدوق.
لا أستطيع البقاء هنا لفترة أطول.
إذا بقيت، سأموت بالتأكيد.
اتسعت العينان الحمراوان قليلاً بدهشة.
“ماذا؟”
“هـ-هذا لأنني لم أستطع الإستحمام…… لم تتح لي الفرصة لتنظيف نفسي.”
لعقت فمي الجاف، محاولة أن أبدو هادئة قدر الإمكان.
“لن أكون مصدر إزعاج. يمكنني تنظيف نفسي جيداً.”
نبض، نبض. رنّ صوت نبضات قلبي في أذنيّ.
“أنا جيدة في الطبخ والتنظيف! يمكنني كسب قوت يومي. أيضاً أنا لا آكل كثيراً……”
ظل الدوق صامتاً.
“سأنظف حذائك كل يوم! يمكنني أن أجعله يلمع!”
بدأت شجاعتي في التضاؤل.
على الرغم من جهودي، ظل رأسي منخفض قليلاً، ولم أستطع رؤية سوى ذقنه بدلاً من عينيه.
“و—.”
ما زال صامت.
أخفضت رأسي تماماً ونظرت إلى الأرض.
رأيت حذاء كلاتير، لا يزال ملطخاً بالكريمة.
لا أريد البقاء هنا.
أريد أن أعيش في مكان دافيء ومريح حيث يمكنني الراحة.
الآن، كما في حياتي السابقة، دائماً—
“—أريد العودة إلى المنزل……”