I’ve Transmigrated Into This Movie Before - 72
“لماذا تسأليني ما دمتِ تعرفين الإجابة؟” ضحكت تسوي هونغمي بسخرية.
شعرت نينغ نينغ بدوار للحظة، فأغمضت عينيها ثم فتحتهما مجددًا “من أين اشترت التذاكر؟”
“وكيف لي أن أعرف؟” وضعت تسوي هونغمي فنجان القهوة على الطاولة وأضافت إليه بعض مكعبات السكر، ثم بدأت بتحريكها بملعقة “هي كانت تعتبركِ أنتِ فقط عائلتها، وليست أنا، كانت تخفي عني كل شيء، وتتصرف بحذر معي…”
توقفت تسوي هونغمي عن تحريك القهوة، ومرَّ على وجهها تعبير حزين لوهلة.
لكن الحزن لم يدم سوى بضع ثوانٍ، سرعان ما عادت إلى وجهها المعتاد، المليء بالسخرية المرّة “لكن لدي عيون وآذان، أستطيع أن أسمع وأرى، ولا يمكنها إخفاء كل شيء عني.”
“ما الذي سمعتِه؟” لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تنتفض وتسألها “ما الذي رأيتِه؟”
“الجميع اعتبروني الشخص السيء، واعتبروها هي الشخص الجيد.” قالت تسوي هونغمي ببرود “لا يوجد أحد في العالم نقي تمامًا أو شرير تمامًا، إمبراطورة الأفلام التي لا تضاهى، جوهرة الفن، معجزة العالم — تعيش حياة مشؤومة بسبب أمها التي تسرق أموالها وتدمر حياتها… والدتكِ لم تكن بريئة كما يظن الجميع.”
…ما هذا بحق خالق الجحيم؟، أليس هذا ما يُكتب في الأخبار الترفيهية؟، تقولين إنكِ لا تهتمين بما يقوله الناس عنكِ، ولكن الحقيقة أنكِ حفظتِ بالضبط ما كانوا يقولونه؟
سخرت نينغ نينغ من تسوي هونغمي في داخلها وسألت “لماذا تقولين ذلك؟”
رن هاتفها فجأة قبل أن تتمكن تسوي هونغمي من الإجابة.
كان مدير أعمالها يتصل.
“مرحبًا.” قالت نينغ نينغ وهي تنهض بانزعاج، وأخذت المكالمة في الحمام “أنا مشغولة قليلاً الآن…”
قاطعها لي بويو قائلاً “ما الذي يمكن أن يكون أهم من العمل؟”
“أمر شخصي.” قالت نينغ نينغ “سأتصل بك لاحقًا، ربما بعد ساعة؟”
“ليس لدينا حتى دقيقة لنضيعها.” قال لي بويو “الفرص نادرة، عليكِ أن تعودي فورًا.”
بعد بضع دقائق، عادت نينغ نينغ من الحمام، مالت تسوي هونغمي برأسها وسخرت قائلة “أنتِ تصبحين أكثر شبهاً بأمكِ.”
صُدمت نينغ نينغ من تلك الكلمات.
“العمل، العمل، العمل.” كررت تسوي هونغمي الكلمة ببطء عدة مرات “حياتكما تتمحور فقط حول العمل، لا شيء آخر.”
احمر وجه نينغ نينغ فجأة، وأرادت أن تجادل، لكنها لم تعرف كيف.
لأنها كانت بالفعل بحاجة إلى العودة إلى العمل.
“…لدي أمر طارئ اليوم.” بعد فترة، قالت بنبرة محرجة “سأدعوكي مرة أخرى في المرة القادمة.”
حملت نينغ نينغ حقيبتها بتوتر وغادرت بعد أن دفعت ثمن القهوة، لكن صوت تسوي هونغمي وصلها قبل أن تخطو بضع خطوات.
“أوه، هذا ليس صحيحًا.” ضحكت تسوي هونغمي من خلفها “أنتما تزعمان أنكما تفعلان ذلك من أجل أحلامكما، تضحيان بكل شيء من أجلها، يا لها من نبالة.”
توقفت نينغ نينغ لوهلة، ثم واصلت المغادرة.
رفعت يدها لاستدعاء سيارة أجرة، استقلتها وذكرت اسم شركتها.
انطلقت السيارة، وحدقت في انعكاس صورتها على النافذة، ورفعت يدها لتلمس خدها “هل أصبحت أشبه أمي أكثر فأكثر؟”
كان الانعكاس في نافذة السيارة يبدو أكثر وأكثر كأنه نينغ يورين، سواء في الشكل أو التصرف.
تحت تأثير مسرح سينما الفيلم الحي، وتحت تأثير الأفلام والأدوار المختلفة، أصبحتا تدريجيًا متشابهتين تمامًا.
“أليس هذا حلمي؟” تمتمت نينغ نينغ، وكأنها تخاطب انعكاسها في النافذة “ألم يكن حلمي أن أصبح مثل أمي؟”
إمبراطورة الأفلام التي لا تضاهى، جوهرة الفن، معجزة العالم…
الهتافات، التقديرات، والإشادات من الناس بلا حصر…
فجأة، ارتفع صوت غير متناغم.
“العمل، العمل، العمل!، حياتكما تتمحور فقط حول العمل، لا شيء آخر.”
استيقظت نينغ نينغ فجأة وصرخت “توقف.”
توقفت السيارة.
* * *
بعد حوالي عشر دقائق، فُتح باب المقهى من جديد.
كانت تسوي هونغمي تأكل على الأريكة، يبدو أنها ذهبت إلى المقهى دون أن تأكل مسبقًا، وكانت جائعة كذئب، طلبت مائدة مليئة بالطعام بعد أن غادرت نينغ نينغ، معظمها حلويات مليئة بالسكر والزبدة.
“أنتِ بهذا العمر، يجب أن تأكلي طعامًا أقل ضررًا” جاء صوت صارم من أمامها “ألا تخافين من الإصابة بالسكري؟”
تفاجأت تسوي هونغمي بهذه الكلمات، رفعت رأسها ببطء لتنظر إلى المتحدث، وقد ظهرت في عينيها علامات الدهشة “لماذا عدتِ؟”
وقفت نينغ نينغ أمامها بلا تعبير، وهاتفها يرن بلا توقف.
ألقت تسوي هونغمي نظرة على الهاتف ثم نظرت إليها مجددًا “ألن تردي؟”
أجابت نينغ نينغ المكالمة، لم تضع الهاتف على مكبر الصوت، لكن صراخ لي بويو انبعث من الهاتف، بنبرة غنائية مميزة ترددت في أذنها “هل ستأتين؟، يا مصدر الإزعاج الصغير!، الحياة تكمن في الحركة، لماذا لا تبدأين الركض؟، واحد، اثنان، ثلاثة، واحد، اثنان، ثلاثة… لماذا لا أسمعكِ تركضين؟”
“أنا أركض! أنا أركض!” بدأت نينغ نينغ تركض في مكانها “يا إلهي، بطارية هاتفي تنفد بسبب صراخك!”
أغلقت هاتفها بسرعة وتوقفت عن الركض، ثم جلست قبالة تسوي هونغمي.
“…هاهاهاهاها!!” لم تفهم نينغ نينغ ما الذي وجده تسوي هونغمي مضحكًا، ضحكت تسوي هونغمي بشدة لدرجة أنها كادت أن توقع أطقم أسنانها، ومسحت دموعها وقالت “بما أنكِ أضحكتني كثيرًا، سأسمح لكِ بطرح ثلاثة أسئلة اليوم، وسأجيب بما أعلمه.”
فكرت نينغ نينغ للحظة، ثم سألت “هل تعرفين ما الذي تُستخدم فيه التذاكر؟”
“لا أعرف.” أجابت تسوي هونغمي “كل ما أعرفه أنه منذ أن بدأت يورين في شراء التذاكر، بدأت تتغير باستمرار، أحيانًا كانت التغيرات جيدة، وأحيانًا كانت سيئة، لكن الغرباء كانوا يرون فقط مدى تحسن مهاراتها التمثيلية.”
“ما الجوانب السيئة؟” سألت نينغ نينغ.
“الكثير.” ابتسمت تسوي هونغمي.
كان هذا الجواب غامضًا للغاية، فاستوضحت نينغ نينغ أكثر “على سبيل المثال؟”
“على سبيل المثال…” فكرت تسوي هونغمي “في عام ١٩٩٧، عندما اختفيتِ، خمني ماذا كانت ردة فعلها؟”
تفاجأت نينغ نينغ، وأجابت “بالطبع بدأت تبحث عني.”
“لا.” ضحكت تسوي هونغمي “لم تبحث عنكِ، خلال الشهر الذي اختفيتِ فيه، بقيت في المنزل بهدوء، تأكل عندما يحين وقت الأكل، تنام عندما يحين وقت النوم، وتمثل عندما يحين وقت التمثيل، وكأنها لم تكن لديها ابنة.”
“هذا مستحيل!” وقفت نينغ نينغ بسرعة، ثم جلست مجددًا تحت أنظار الناس من حولها، قالت لتسوي هونغمي بصوت منخفض “أنتِ تكذبين علي!”
“أنا لا أكذب عليكِ، لولا الزوجان المراهقان اللذان عثرا عليكِ، لكنتِ قد تجمدتِ حتى الموت في ذلك الشتاء القارس، بالمناسبة، ما اسماهما؟” فكرت تسوي هونغمي “اسم الصبي أعتقد إنه كان وين… آه، لقد تقدمتُ في السن ولا أستطيع التذكر بوضوح.”
“…ثم ماذا؟” حدقت فيها نينغ نينغ بأسنان مطبقة، وقد بدأت تشتبه أن تسوي هونغمي تتحدث هراءً، فقط لأن أمها لا تستطيع القفز من تابوتها للدفاع عن نفسها، أصبح لها الحرية لتشويه سمعتها.
“ثم؟” بدت تسوي هونغمي وكأنها تذكرت شيئًا مهمًا وضحكت بفرح “بعد شهر، بدت وكأنها تحولت إلى شخص آخر، بحثت عنكِ في كل مكان مثل المجنونة، حتى أنها فقدت أعصابها معي، وسألتني لماذا لم أعتنِ بكِ جيدًا، لقد كنت مصدومة، فإذا كانت قلقة حقًا بشأنكِ، ألم يكن من المفترض أن تبدأ البحث عنكِ منذ وقت طويل؟”
تصرفاتها كانت غريبة بالفعل، ولم تستطع نينغ نينغ إيجاد تفسير منطقي لها في الوقت الحالي.
على العكس، فكرت تسوي هونغمي في تفسير بالكاد يمكن اعتباره مقبولًا “فكرت في الأمر بعناية فيما بعد وفهمت، ربما أرادت والدتكِ في البداية التخلي عنكِ كونكِ مصدر إزعاج، لكنها ندمت بعد شهر، وبدأت تفقد أعصابها معي بعدما فشلت في العثور عليكِ.”
“لكن ينبغي عليكِ أن تشكري حظكِ السعيد لأن الزوجين المراهقين أعادوكِ إلى المنزل، بعد ذلك، بدأت والدتكِ توليكِ اهتمامًا كبيرًا، وكأنها تتمنى أن تربطكِ بحزامها، هاها، هذه هي شخصيتها، كانت دائمًا تحاول التعويض بعد أن ترتكب خطأً.”
“والدتي ليست من هذا النوع.” قالت نينغ نينغ بتصلب.
“حسنًا، حسنًا، حسنًا، والدتكِ كانت إنسانة رائعة، وأنا كاذبة، لا تصدقي أي شيء مما قلت، كل ما قلته كان أكاذيب.” لوّحت تسوي هونغمي بيدها بلامبالاة “حسنًا، لقد أجبتُ على أسئلتكِ الثلاثة، هل هناك أي شيء آخر تريدين قوله لي؟”
ساد الصمت بينهما.
رغم أنهن قريبتان، إلا أن العلاقة بينهما كانت ضعيفة، ولم تشتركا في أي ذكريات حياتية، إذا استُبعدت نينغ يورين، فلن يكون بينهما موضوع مشترك… حتى أذواقهما في البرامج مختلفة!، نينغ نينغ تحب مشاهدة الدراما الرومانسية، بينما تفضل تسوي هونغمي الدراما الحديثة…
“يبدو أنه لا يوجد شيء آخر يمكن قوله.” ابتسمت تسوي هونغمي وهي تنهض “سأذهب للصالون لتسريح شعري، وأنتِ… عليكِ العودة للعمل، واجتهدي في كسب المال لتعتني بي جيدًا.”
بعد نصف ساعة، توقفت سيارة أجرة عند مدخل شركة نينغ نينغ.
بعد أن نزلت من السيارة، ركضت مباشرة لتبحث عن لي بويو، كانت تلهث بشدة عندما وجدته “الحياة تكمن في الحركة، لقد ركضت طوال الطريق إلى هنا، ما الأمر؟”
نظر لي بويو إلى ساعته وتنهد “لا أعلم إذا كنا سنتمكن من الوصول بالوقت المناسب، لا بأس، دعينا نحاول.”
دفع نينغ نينغ من خلفها وسار معها داخل الشركة.
“بسرعة ضعي مساحيق التجميل على وجهكِ.” قال لي بويو أثناء سيرهما.
أخرجت نينغ نينغ علبة البودرة من حقيبتها على عجل وبدأت في وضعها بسرعة، وسألت وهي تضيف المزيد من البودرة على وجهها “ما الذي سنفعله الآن؟”
“الشركة ستبدأ تصوير فيلم وثائقي عن حياة امرأة مشهورة عالميًا، وهي مغنية معروفة، لقد وصلت إلى الشركة بالفعل.” قال لي بويو “هذه الامرأة مدهشة، مشهورة، ثرية، وشغوفة بالأعمال الخيرية، الرأي العام عنها إيجابي جدًا… بالطبع، الأهم هو أن المستثمر هو زوجها وتلميذها، لذلك هي تريد اختيار البطلة بنفسها لهذا الفيلم الوثائقي.”
“ما اسمها؟” سألت نينغ نينغ بعد أن أنهت تعديل مكياجها وأعادت علبة البودرة إلى حقيبتها.
وقف لي بويو أمام باب ضخم وطرق عليه ثلاث مرات، وسُمعت من الداخل كلمة “ادخل.”
فُتح الباب الضخم، ورفعت عدة أعين أنظارها نحو نينغ نينغ، من بينها زوج من العيون العجوزة واللطيفة.
تلك العيون كانت تخص سيدة أنيقة ذات شعر أبيض، تجلس على الأريكة وتبتسم لنينغ نينغ، كانت ابتسامتها هادئة ولطيفة، قادرة على تهدئة أعمق الآلام.
“دعيني أقدمكِ.” تقدم لي بويو نحو السيدة العجوز ليقوم بالتعريف “هذه هي المغنية المشهورة في بلدنا — يان تشينغ، السيدة يان.”