I’ve Transmigrated Into This Movie Before - 68
“لقد عدتَ” ابتسمت لي بينغ بينغ فجأة وقالت “الغداء جاهز، ادخل بسرعة”
“من أنتِ؟” بدا باي شوان وكأنه لم يقابلها في حياته، وقال بحذر “لماذا أنتِ في منزلي؟، أين يون لين؟”
نظرت لي بينغ بينغ إليه للحظة، ثم استدارت وعادت إلى الداخل.
تركت باي شوان والبقية خلفها، تبادل الجيران نظرات قلقة وسأل أحدهم “هل يجب أن نتصل بالشرطة؟”
“لن نفعل ذلك الآن” قال باي شوان “لا نريد أن نضغط عليها أكثر، سأتحدث معها أولاً وأحاول التأكد من حالة يون لين”
في أعين الحاضرين، بدا وكأنه زوج شجاع ومخلص، تأثرت العمة لي وقالت “إذن عليك أن تكون حذرًا، سأطلب من زوجي أن يبقى مستعدًا للمساعدة، إذا حدث أي شيء، اصرخ طلبًا للمساعدة”
“شكرًا لكِ” أخذ باي شوان نفسًا عميقًا ودخل المنزل.
تشوب، تشوب، تشوب…
أصوات تقطيع اللحم كانت تزداد وضوحًا كلما اقترب من المطبخ.
مدّ يده وأمسك مضرب الجولف الموجود في غرفة المعيشة، ثم توجه إلى المطبخ مبتسمًا “ما الغداء اليوم؟”
“شرائح لحم بالفلفل الحار ومعجنات مصنوعة بحبّ” قالت لي بينغ بينغ وهي تقف أمام لوح التقطيع وظهرها لباي شوان، مستمرة في تقطيع اللحم بلا توقف “المعجنات محشوة باللحم، هل تريد تجربتها؟”
ارتفع حاجبا باي شوان قليلاً.
تفحص المكان بحذر، كان المنزل أكثر فوضى مقارنة بما كان عليه عندما غادر، خاصة المطبخ، بدا وكأن شجارًا قد وقع؛ الصحون والأكواب محطمة، والجوارب مكنوسة في زاوية، وكأنه مكب نفايات صغير.
ليس ذلك فحسب، بل كانت الأرضية لزجة قليلاً، وخطواته كانت صعبة، وعند الفحص الدقيق، كانت هناك بصمات يد دموية على الحائط، بدت بقع الدم جافة، وكأنها كانت هناك منذ أيام.
ربطًا بين ذلك وبين المعجنات المحشوة باللحم المصنوعة بالحبّ ، فقد باي شوان شهيته.
” لقد تناولت الطعام في طريقي إلى المنزل” قال بابتسامة “ما زال الوقت مبكرًا، لا تقفي فقط وتطهي، تعالي لنجلس ونتحدث”
توقفت أصوات التقطيع، استدارت لي بينغ بينغ ببطء ونظرت إليه.
“حسنًا” اقتربت نحوه وهي تحمل السكين بيدها “يجب أن نتحدث جيدًا”
عاد الاثنان إلى غرفة المعيشة —هي تحمل السكين، وهو يحمل مضرب الجولف—يتبادلان الابتسامات بينما يبقيان في حالة تأهب.
“لماذا تظاهرت بأنك لا تعرفني منذ قليل؟” بدأت لي بينغ بينغ الحديث مباشرة.
“في أعين الآخرين، أنا رجل على وشك الزواج من يون لين” قال باي شوان بمرارة “ماذا سيظنون إذا كنتُ لطيفًا مع امرأة ظهرت فجأة في منزلي؟”
لم تقل لي بينغ بينغ شيئًا، بل نظرت إلى السكين في يدها.
“سأغادر البلاد قريبًا، وسنغادر معًا حين يحين الوقت، لا يجب أن نعقد الأمور قبل ذلك” قال باي شوان بجدية “لاحقًا، سأخبر الآخرين أنكِ زميلة يون لين، وأنكِ هنا للاعتناء بها لأنها مريضة… هذا هو الحل”
نظر إلى ما حوله، وتوقف بصره عند جدران الممر، حيث أُزيلت كل إطارات الصور، وبقيت الثقوب في الجدران كأنها تحدق فيه.
“…أين يون لين؟” عاد بنظره إلى لي بينغ بينغ وسأل “كيف اعتنيتِ بها؟”
نظرت لي بينغ بينغ أيضًا إلى جدار الممر وقالت “وضعتها داخل الجدران”
صُدم باي شوان من كلماتها.
“لم أكن لأتخيل أبدًا أن إنسانًا يمكنه العيش داخل الجدران” نظرت إليه لي بينغ بينغ وكأنها تبتسم، وعند انتهائها من كلامها، لم توضح ما إذا كانت تشير بـ’الشخص’ إلى نينغ نينغ أو إلى شخص آخر.
ساد الصمت الثقيل حتى قُطع بأصوات فقاعات قادمة من المطبخ.
“الغداء جاهز” قالت لي بينغ بينغ وهي تنهض.
غادرت لي بينغ بينغ جانب باي شوان وعادت سريعًا تحمل الغداء بين يديها، أرز، وطبق شرائح اللحم بالفلفل الحار، وصحن ساخن من المعجنات المحشوة باللحم، حيث امتزجت روائح السمسم واللحم، لكنها لم تكن كافية لتحفيز شهية باي شوان.
“كُل” وضعت لي بينغ بينغ قطعة من المعجنات أمامه وسألته “لماذا لا تأكل؟”
“سأغسل يدي أولًا” قال باي شوان بينما نهض وغادر، لكنه نسي أن يأخذ معه مضرب الجولف.
حدقت لي بينغ بينغ في مضرب الجولف لبرهة، ثم انتظرت في مكانها بهدوء، لم يكن يُسمع سوى صوت الماء الجاري من الحمام، لكن باي شوان لم يعد، عندها وضعت عيدان الطعام جانبًا وسارت بهدوء نحو الحمام.
كانت تتحرك بحذر، لكن ليس بما يكفي، انقضّ عمود من الجانب وضربها على رأسها فور دخولها الحمام.
صرخت لي بينغ بينغ وهي تتمايل في مكانها، لكن باي شوان لم يمنحها فرصة للتعافي، استمر في ضربها بعمود حديدي يُستخدم عادة لتعليق الملابس المبللة، وكان يوجه الضربات تحديدًا إلى رأسها، ولم يتوقف إلا بعد أن انهارت على الأرض بلا حراك، تئن بصوت ضعيف.
غسل باي شوان يديه، وجففهما مع وجهه باستخدام منشفة، ثم صفف شعره، انعكست ملامحه في المرآة وهي تتحول تدريجيًا من وحشية إلى مظهر أنيق ومنضبط.
ثم استدار وتوجه نحو غرفة البيانو.
كان هناك طبقة من الغبار تغطي البيانو، لم يكن باي شوان يعرف كيف يعزف عليه، ولم تكن نينغ نينغ كذلك، لذلك بقيت الغرفة مهملة، تُستخدم كمخزن يحوي وثائقه وأشياء أخرى، ولم يكن أي منهما يزورها عادة.
حتى إطار الصور الذي كان على الجدار قد أُزيل، سار باي شوان نحو الحائط وأخرج مفتاحًا، أدخله في ثقب تجويف صغير.
كان التجويف مخفيًا خلف إطار الصور، وثقب المفتاح مخفيًا داخل التجويف.
انفتح الباب الذي كان متنكرًا كحائط.
من كان يظن أن هناك عالمًا آخر خلف الجدار؟
كان هذا العالم أشبه بمرآة للعالم الخارجي، الممر يعكس الممر، والغرفة تعكس الغرفة، وكأن شخصًا ما نسخ الفيلا الأصلية ووضع نسخة منها داخل الجدران.
لكن الفارق أن العالم الخارجي كان مشرقًا وجميلًا، بينما العالم الداخلي كان مظلمًا ومهجورًا.
“المكان مظلم جدًا، لماذا لا تضيئي المصباح؟” بحث باي شوان عن زر الإضاءة على الحائط بجانبه، وما إن أنهى جملته حتى أشعل الأنوار.
وعندما أضاءت الأنوار، ارتجفت امرأة كانت تجلس في زاوية الجدران.
كانت هزيلة للغاية لدرجة أنها بدت كجثة جافة ترتدي فستانًا مزهرًا تم ارتدائه للتو، تجاعيد شعرها الجميل سابقًا أصبحت ذابلة وصفراء، وشعرها تسلقط على الأرض.
كان بجانبها صحن ووعاء، وكلاهما كانا نظيفين تمامًا وكأنها لعقتهما.
“أأنتِ وحدكِ هنا؟” سألها “هل يوجد أحد آخر؟”
تأخرت المرأة في الاستجابة، واستغرق الأمر وقتًا قبل أن تصدر صوتًا ضعيفًا، لكنها لم تجب عن أسئلته، بدلًا من ذلك، أمسكت الوعاء بجانبها ومدت به نحو باي شوان وهي ترتعش، بدت شديدة البرودة والجوع والبؤس.
نظر إليها باي شوان بهدوء للحظة قبل أن يستدير فجأة ويجري، مندفعًا نحو الباب.
لكنه تأخر خطوة واحدة.
كانت نينغ نينغ قد وصلت مع مجموعة من الناس إلى مدخل الجدار وسط أصوات خطوات فوضوية، وتوقفت في مكانها، وتوقف باي شوان أيضًا، نظر الاثنان إلى بعضهما، ورد باي شوان بسرعة.
“لين عزيزتي!” اندفع فجأة نحو نينغ نينغ وعانقها بشدة، ابتسم كما لو كان قد وجد ناجية من كارثة، وهو يردد مرارًا “أنتِ بخير، أنتِ بخير…”
لكن كيف يمكن أن تسمح له نينغ نينغ بالهروب بسهولة؟، نظرت خلفه وقالت “…يان تشينغ؟”
“يان تشينغ؟” جاء صوت مفاجئ من بين الحضور.
كان هؤلاء جميعهم جيرانهم، لقد كانت حادثة يان تشينغ كبيرة لدرجة أن الجميع كانوا يعرفون من هي.
تقدم بعض الأشخاص الجريئين نحو المرأة وأزاحوا شعرها ليكشفوا عن وجهها، ثم صرخوا بدهشة “إنها حقًا يان تشينغ، إنها ليست ميتة!”
كانت أنظار الجميع مركزة على يان تشينغ، لكن نينغ نينغ كانت الوحيدة التي تحدق في باي شوان، أرادت أن ترى ما إذا كان لديه ما يقوله، هذا المخادع الكاذب تنهد بهدوء ثم استدار لمواجهتها وقال “أنا آسف، لم أرغب في أن تري هذا”
“…ماذا فعلت بالضبط؟” سألت نينغ نينغ ببرود “لماذا هي حية؟، لماذا هي هنا؟”
نظر باي شوان إلى نينغ نينغ بصدق وقال “لقد توسلت إليّ لفعل ذلك”
ارتبكت نينغ نينغ.
“أليس كذلك، يان تشينغ؟” استدار باي شوان ونظر إلى يان تشينغ بنظرة تجمع بين الشفقة والاشمئزاز “أنتِ قلتِ إنكِ لا تستطيعين الاستمرار في العيش، توسلتِ إليّ أن أخفيكِ، وألا أسمح لأي شخص من الخارج بالعثور عليكِ أو رؤيتكِ، لم تكوني تريدين أن تُوبيخي أو تُنبذي”
فجأة، بدأت يان تشينغ التي كانت تبدو كدمية تائهة ترتجف عند سماع كلمات باي شوان.
“حتى والداكِ توسلا إليّ، ووافقتُ في لحظة ضعف، حتى أنني ساعدتكِ في وضع جثة امرأة مشردة باعتبارها جثتكِ” كانت نظرة باي شوان تحمل المزيد من الاشمئزاز مقارنة بالشفقة “لكن هذه الأمور لها حدود، أليس كذلك؟، تبكين وتنوحين طوال اليوم، تلعنين كل شيء، البقاء معكِ كان أمرًا مرهقًا حقًا، وحتى عندما ذكرتُ الطلاق، بدأتِ بلعني…”
“أنا… لم أفعل” قالت يان تشينغ بصوت ضعيف “لم أفعل ذلك حقًا…”
“بل فعلتِ” قال باي شوان بحزم، مقارنة بهشاشة يان تشينغ، كانت كلماته أكثر وضوحًا وقوة، مظهره المتعب كان أكثر تأثيرًا، وقال “لقد عذبتِ نفسكِ حتى وصلتِ إلى هذه الحالة، كنتِ أنتِ من خانت، ولا تريدين الاعتراف بخطئكِ، ولا ترغبين في الموت، لا تريدين الطلاق ولا تريدين أن تتركيني، ماذا تريدين بالضبط؟، أنا حقًا… متعب جدًا، حقًا متعب للغاية…”
عند إنهاء جملته، خلع نظارته وغطى وجهه بيديه.
بالنسبة لشخص معتاد على الظهور بمظهر النخبة الأنيقة، فإن إظهار الضعف فجأة أمام الآخرين يجعله يبدو أكثر ضعفًا من الأشخاص الضعفاء أنفسهم.
بدأ الناس يشعرون بالتعاطف معه، وكأنهم قد سُحروا.
“لماذا أصبحت هكذا؟”
“آه، لا بد أنه ارتكب خطيئة عظيمة في حياته السابقة ليتزوج مثل هذه المرأة”
“كان يجب أن يتطلقا منذ فترة طويلة، ويدع والديها يأخذانها”
“سأتصل بأسرتها”
وبالفعل، اتصل أحدهم بأسرتها، رأت نينغ نينغ شفتي باي شوان ترتعشان لكنه لم يتدخل ليوقفهم.
“صحيح، يجب علينا أيضًا الاتصال بالشرطة” قالت العمة لي التي كانت تكره الظلم، وضربت على فخذ زوجها وأضافت “هناك امرأة أخرى مستلقية في الحمام، هل هي لصّة؟ لا يهم، الشرطة ستتحقق”
ارتعشت شفتي باي شوان مرة أخرى، لكنه لم يتمكن من قول أي شيء لإيقافهم.
ألقى نظرة على نينغ نينغ بجانبه، ثم فجأة وضع ذراعه حول خصرها وقال للحاضرين “لين عزيزتي تبدو غير مرتاحة قليلًا، سأساعدها على الاسترخاء”
“اذهب، اذهب، نحن سنتولى الأمر هنا” حثه الحاضرون بجدية.
أجبر باي شوان نينغ نينغ على الدخول إلى غرفة النوم وأغلق الباب، ثم حدق فيها دون أن يرمش.
“…أنتِ أذكى مما توقعتِ، وأكثر شرًا مما تصورتُ” بدأ يبتسم فجأة، كاشفًا عن طبيعته الحقيقية، وأسقط قناعه، كانت ابتسامته ماكرة ومبهرة، أشبه بحراشف أفعى سامة تتلألأ تحت أشعة الشمس “نحن بالفعل… ثنائي مثالي”