I’ve Transmigrated Into This Movie Before - 118
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I’ve Transmigrated Into This Movie Before
- 118 - العد التنازلي
“…لقد كنت أمزح.” هز لي شان جو كتفيه سريعًا وابتسم “حسنًا، سأذهب لأحضر لكِ مستلزمات النظافة من السوبرماركت في الطابق السفلي، إلى جانب فرشاة الأسنان والمنشفة، ما الذي تريدينه أيضًا؟”
هل كان يمزح حقًا؟، نظرت إليه نينغ نينغ بشك “هل توجد ملابس داخلية للاستعمال مرة واحدة؟”
“م-ملابس داخلية؟” ارتفع صوت لي شان جو فجأة عدة نغمات، وغطى وجهه الذي بدأ يحمر تدريجيًا، متلعثمًا “ذ-ذلك…”
“لقد كنت أمزح معك.” ابتسمت نينغ نينغ “سأشتريها بنفسي.”
ذهبا معًا إلى السوبرماركت، ربما لأن نينغ نينغ كانت ترتدي قبعة ونظارات شمسية وقناع وجه، أو ربما لأن تشانغ شين آي لم تكن مشهورة للغاية، لم يتعرف عليها أحد، فرشاة أسنان، منشفة، ملابس داخلية — اشتروا الكثير من الأشياء بأموال لي شان جو.
عندما كانوا يدفعون، لمحت نينغ نينغ محفظته، لقد كان طالبًا فقيرًا، لم يكن لديه الكثير من المال فيها، وبمجرد شرائهم لمستلزمات النظافة، أصبحت فارغة تمامًا.
“دعني…” لكن قبل أن تتمكن نينغ نينغ من إدخال يدها في حقيبتها، أظلمت رؤيتها فجأة، ووجدت نفسها واقفة مجددًا في مركز الشرطة — تشاهد لي شان جو وهو يقترب منها من بعيد.
كيف يمكنها أن تنسى؟، كانت تشانغ شين آي بارعة في الاستفادة من الآخرين -استغلالهم لاعطاءها وجبة، فرصة، شهرة- طالما هناك من سيدفع الفاتورة، فلن تنفق سنتًا واحدًا من مالها.
ولهذا، هذه المرة كانت خالية الوفاض، لم تساهم ولو بسنتٍ واحد، ولم تساعده حتى في حمل الأكياس، بل اكتفت بمراقبته وهو يحملها جميعًا إلى الشقة، مبتسمة.
انشغل لي شان جو وحده، حيث قام بترتيب الأشياء الجديدة في أماكنها وأعد لها السرير، أصبح الجو حارًا لدرجة أنه بدأ يتعرق، وعندما خرج من غرفة النوم، نظر إلى مروحة السقف التي كانت تدور ببطء، بينما تتطاير خصلات شعر نينغ نينغ المتموجة برفق، كانت تفتح مرطب شفاه في يدها، تطبقه بلطف على شفتيها الممتلئتين كحبة خوخ، ناعمتين ورطبتين.
رفعت نظرها إلى لي شان جو وقالت “تعال هنا.”
حدّق لي شان جو في شفتيها بشرود، غير قادر على الكلام للحظة، خطا نحوها بخطوات واسعة، وكلما اقترب، قلّت جرأته على النظر إليها، زاد ارتباكه عندما مدت يدها نحوه بمرطب الشفاه.
“أ-أختي الكبرى شياو آي…” لم يكن يعرف ماذا يفعل.
“لا تتحرك.” أسكتته نينغ نينغ “ولا تتكلم.”
ظل لي شان جو ثابتًا في مكانه، مطيعًا، تاركًا لها حرية تطبيق مرطب الشفاه على شفتيه ببطء كما تشاء.
“انتهيت.” تراجعت بعد لحظة وابتسمت “الجو جاف جدًا، كانت شفتيك متشققتين، حسنًا، سأذهب للاستحمام.”
“أه أه…” أجاب لي شان جو بذهول، عيناه تابعتا نينغ نينغ بلا إرادة، يراقبها وهي تأخذ البيجاما والملابس الداخلية التي اشترتها حديثًا قبل أن تتوجه إلى الحمام، لكنها استدارت فجأة في منتصف الطريق ورمت له شيئًا “التقطه.”
مدّ لي شان جو يده والتقطه غريزيًا.
نظر إلى الأسفل، وكان مرطب الشفاه.
“هذه هدية لك.” قالت نينغ نينغ.
أمسك لي شان جو بمرطب الشفاه بكلتا يديه — وكأنه يحمل مرسومًا إمبراطوريًا، أو عباءة ملكة، بتعبير مليء بالدهشة والامتنان، كان لطيفًا لدرجة تثير الضحك، لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تبتسم له قبل أن تستدير وتدخل الحمام.
هذه كانت تشانغ شين آي — كل قرش من مالها كان لا بد أن يُنفق على شيء ذي قيمة، شيء يجعل الطرف الآخر يشعر باهتمامها، شيء يجعل الطرف الآخر يشعر بأنه قد كسب شيئًا، شيء يجعل الطرف الآخر يحبّها أكثر.
تمامًا كما كان حال لي شان جو الآن.
عندما سيتذكر هذا اليوم في المستقبل، لن يتذكر كيف أُفرغت محفظته تمامًا، ولن يتذكر التعب الذي بذله في ترتيب المكان، الشيء الوحيد الذي سيتذكره -الشيء الذي سيتذكره أكثر من أي شيء آخر- هو مرطب الشفاه الذي بين يديه.
كانت المياه تتدفق من رأس الدش كأنها أمطار غزيرة، استقبلت نينغ نينغ هذه الأمطار مباشرة، وأرجعت شعرها إلى الخلف بكلتا يديها، متنهّدة في قلبها ‘تمامًا مثل فتى يختبر حبّه الأول… مرطب الشفاه ذلك كان ب٣٠٠ يوان فقط.’
رن هاتف فجأة في الخارج، كان هاتف نينغ نينغ.
خفق قلبها بشدة، كانت تأمل ألا يكون المتصل هو الأخ الكبير هاي، أو شياو كي، أو أيًّا من عشاقها، أغلقت رأس الدش على عجل، وهتفت “شان جو، أحضر لي هاتفي.”
اقترب صوت الرنين شيئًا فشيئًا، وأخيرًا توقف عند باب الحمام، فتح الباب قليلاً، وامتدت يد تحمل الهاتف بحذر من خلال الفتحة.
“شكرًا.” أمسكت نينغ نينغ بالهاتف بلهفة، خشية أن يسمع محادثتها، أعادت تشغيل الدش، تاركة صوت المطر الناعم يتردد على الأرضية، ثم أجابت “مرحبًا.”
“إنه أنا.” جاء صوت باي شوان من الجهة الأخرى.
…لقد ظهر الشخص الأصعب في التخلص منه!
“كيف تجرؤ حتى على الاتصال بي؟” أخذت نينغ نينغ نفسًا عميقًا “الشرطة تبحث عنك في كل مكان.”
“إذن، هل تأملين أن يجدوني؟” سأل باي شوان.
“بالطبع.” أجابت نينغ نينغ ببرود “هل تدرك مقدار المشاكل التي سببتها لي بقتلك لشخص ما في منزلي؟”
“هاها، بعد كل هذه السنوات، أصبحتِ أفضل في تلفيق التهم.” بدأ باي شوان يضحك، لم تستطع نينغ نينغ معرفة إن كان يمدحها أم يسخر منها “كما أن جرأتكِ قد زادت كثيرًا أيضًا، لقد مضيتِ فعلًا وقتلتِ تابعي ذو الشعر القصير.”
“عمَّ تتحدث؟” صُدمت نينغ نينغ من اتهامه “أنت من قتله!”
“أنا لم أقتله.” قال باي شوان ببطء “لقد خرجتُ أخيرًا من السجن، ولن أرغب في العودة إليه مجددًا بهذه السرعة.” ثم أردف “بالإضافة إلى ذلك، أنتِ تعرفيني جيدًا… إن أردت قتل أحد، فعادةً لا أفعل ذلك بنفسي.”
فكرت نينغ نينغ في الأمر، بدا أنه محق بالفعل.
منذ أن بدأ هذا الرجل في جمع الأتباع، لم يعد يلوث يديه بأي أعمال قذرة بنفسه، كما أنه لم يقم بقتل أي شخص بنفسه مباشرة، ليس لأنه أصبح أكثر نضجًا، بل لأنه… أصبح أكثر ذكاءً بعد تعليمه — لقد أدرك أن جريمة القتل عقوبتها كبيرة جدًا، لذا لم يكن ليفعلها بنفسه، إذا كان هناك حاجة لذلك، فكان ببساطة يجعل شخصًا آخر ينفذها.
“…حسنًا، يجب أن ألحق بالقطار.” قال باي شوان “هذه على الأرجح ستكون آخر مكالمة بيننا، شياو آي، اعتني بنفسكِ.”
“انتظر!” صاحت نينغ نينغ بقلق “ماذا تقصد بأعتني بنفسي؟، هل تعرف شيئًا؟”
بدأ صوت القطار في إطلاق صافرته، تبعه صوت صاخب آخر، بدا وكأن باي شوان قد ألقى بهاتفه على قضبان القطار، ليُسحق تحت عجلاته.
لم تكن نينغ نينغ متأكدة من سبب إجرائه لهذه المكالمة، ربما أراد فقط الاطمئنان عليها، أو ربما أراد التأكد مما إذا كانت هي القاتلة الحقيقية، إذا كان ما قاله صحيحًا، وإذا لم يكن أيٌّ منهما القاتل، فمن يكون إذن؟
بعد أن أنهت حمامها على عجل وارتدت بيجامتها، استخدمت منشفتها الجديدة لتجفف شعرها بينما نظرت إلى لي شان جو الذي كان يجلس مقابلها “لقد تأخر الوقت، ألن تعود إلى المدرسة؟”
نظر لي شان جو إلى النافذة بتوتر.
لحقت نينغ نينغ بنظراته، كانت الأمطار الغزيرة تتساقط على الزجاج، ثم أضاء البرق السماء فجأة، كالتنين أو الأفعى التي تزحف بين الغيوم المظلمة.
“أنت بالغ بالفعل، ومع ذلك لا تزال تخاف من الرعد؟” سخرت منه نينغ نينغ.
“الأمر ليس كذلك.” رد لي شان جو على عجل، وكأنه يخشى أن تسخر منه أكثر “أنا فقط، أنا فقط أردتُ انتظار توقف المطر قبل أن أغادر.”
“حسنًا، حسنًا، أصدقك.” ضحكت نينغ نينغ بخفة، ثم توجهت إلى المطبخ لتصب لنفسها كوبًا من الماء.
فجأة، دوّى الرعد، ارتجفت يد نينغ نينغ وهي تصب الماء، مما تسبب في تناثره على الطاولة وانسيابه على الأرض مثل أفعى.
“بالمناسبة…” واصلت نينغ نينغ صب الماء وسألت كما لو أنها لا تحمل أي نية خفية “عندما غادرتُ مع الشرطة لتسجيل شهادتي، كان قد تم نقل الجثة في نفس الوقت، كيف عرفتَ… أنه مات في الحمام؟”
ساد الصمت خلفها.
لم يكن هناك سوى صوت الماء الذي كانت تصبه، متداخلًا مع صوت المطر المتساقط على النافذة.
“…الماء يفيض.” دوّى صوت لي شان جو فجأة من خلفها، كان قريبًا جدًا لدرجة أنها شعرت بأنفاسه على عنقها، مما جعل قشعريرة تسري في جسدها.
وضعت نينغ نينغ الإبريق بسرعة، ثم نظرت إلى الكوب الممتلئ بالماء، كان الزجاج الشفاف يعكس ألوانًا متعددة، امتزجت فيها ألوان ملابسها مع ألوانه.
“…لقد أخبرني شرطي بذلك.” قال لي شان جو بجانبها “ربما كان شرطي مبتدئ، ولهذا لم يكن متحفظًا كفاية، فأخبرني بموقع الجثة عن طريق الخطأ.”
“أهكذا إذًا؟” استدارت نينغ نينغ ببطء وابتسمت للي شان جو الذي كان خلفها “لابد أن ذلك الشرطي كان مبتدئ حقًا حتى يُفشي أمرًا كهذا.”
ابتسم لي شان جو معها، كانت لا تزال تلك الابتسامة البريئة نفسها.
“…آه.” فجأة، استدارت نينغ نينغ ونظرت إلى النافذة “يبدو أن المطر قد توقف.”
فتحت النافذة ومدّت يدها لالتقاط بعض قطرات المطر، ثم أومأت برأسها إلى لي شان جو مؤكدة “المطر توقف، يمكنك العودة إلى المدرسة الآن.”
بدا لي شان جو وكأنه لا يرغب بالمغادرة، لكنه استجاب لطَلَبها في النهاية “حسنًا، سأذهب، أختي الكبرى شياو آي، لا بد أنكِ متعبة اليوم، خذي قسطًا من الراحة.”
قالت نينغ نينغ “حسنًا، تصبح على خير.”
ورد عليها لي شان جو “تصبحين على خير.”
بعد أن غادر، لم تبتعد نينغ نينغ عن الباب، وضعت عينها على عدسة الباب ورأته وهو ينزل الدرج، ثم انتظرت عشر دقائق أخرى قبل أن تعود إلى غرفة النوم وتغير ملابسها استعدادًا للخروج، مدت يدها نحو مقبض الباب وسحبته.
“كلاك.” تحرك المقبض، لكن الباب أمامها لم يفتح.
…لقد أقفل لي شان جو الباب من الخارج…
“مرحبًا.” اتصلت نينغ نينغ بلي شان جو وقالت بانزعاج “هل قمتَ بقفل الباب؟”
“هذا صحيح.” اعترف لي شان جو بصراحة، وبنبرة بريئة مليئة بالاهتمام “أنتِ امرأة وتعيشين لوحدكِ، لقد كنت قلقًا على سلامتكِ، لذا أغلقتُ الباب من أجلكِ… ما الأمر؟، لماذا تريدين الخروج في هذا الوقت المتأخر؟”
“…لا شيء.” قالت نينغ نينغ “كنت أريد فقط النزول لشراء شيء ما.”
“ماذا تحتاجين؟” قال لي شان جو بلطف “سأعود وأحضره لكِ.”
نينغ نينغ “أريد شراء فوط صحية.”
“ف-ف-ف…” قال لي شان جو بصوت بالكاد يُسمع كصوت بعوضة “…انتظري لحظة.”
لم يكن قد ابتعد كثيرًا، بعد خمس دقائق فقط، ظهر أمام نينغ نينغ مجددًا، خدوده محمرة، وهو يضع كيسًا بلاستيكيًا في ذراعيها.
“حسنًا، كل شيء على ما يرام الآن، عليكَ العودة بسرعة إلى المدرسة وإلا سيتم إغلاق بوابة الطلبة.”
“حسنًا، سأغادر الآن.” قال لي شان جو بابتسامة.
هل غادر حقًا؟
بعد أن أطفأت أضواء غرفة المعيشة وغرفة النوم، لم تذهب نينغ نينغ إلى السرير على الفور، مشت بهدوء نحو النافذة وسحبت الستارة قليلًا لتنظر إلى الأسفل.
كان لي شان جو واقفًا عند أسفل المبنى، ينظر إليها بابتسامة.
أغلقت الستارة بسرعة واندست تحت البطانية.
لم تنم تلك الليلة، وبقيت مستيقظة تقريبًا طوال الليل.
كان اليوم الجمعة، السادس عشر من يوليو عام ٢٠٠٤.
بقي يومان فقط على وفاة تشانغ شين آي.