I’ve Transmigrated Into This Movie Before - 100
كانت أمي تتصرف بغرابة شديدة.
قضت نينغ يورين نصف يوم تعلم نينغ نينغ كيفية الخروج من الغابة، وعندما عادت إلى المنزل في تلك الليلة، ابتسمت لـشو رونغ على طاولة العشاء وقالت “اتصل بي المخرج تشين اليوم، وهو يريد أن يبدأ تصوير فيلم جديد على الفور، ونينغ نينغ ستكون البطلة الرئيسية.”
اندهشت شو رونغ “هل تقصدين أنها ستمثل كالنسخة الصغيرة من الشخصية الرئيسية؟”
“لا، بل البطلة الرئيسية نفسها.” قالت نينغ يورين “الفيلم بعنوان <<الأب العميل المقيم في المنزل>>، ويصور قصة عميل سري متقاعد وفتاة صغيرة، سيكون فيلم كوميدي لاحتفالات رأس السنة لهذا العام، الممثل الرئيسي هو قوه تشنغ دونغ، كما سيكون هناك ظهور لضيوف شرف من كبار النجوم، مثل تشياو يو هوا، شيه شين…”
بدأت تعدد سبعة أو ثمانية من أكبر النجوم في ذلك الوقت، وأخيرًا قالت وهي تضحك “لكن بعد التفكير، يجب أن أرفض هذا الدور لصالح نينغ نينغ.”
“لماذا؟” سألت شو رونغ وهي تبدو مرتبكة “إنها فرصة رائعة.”
“لأنها صغيرة جدًا.” استدارت نينغ يورين ونظرت إلى نينغ نينغ التي كانت جالسة بجانبها “البطلة الرئيسية في هذا الفيلم يجب أن تكون على الأقل في السابعة أو الثامنة من عمرها، وهي لا تزال في الرابعة.”
تبادلت شو رونغ وشياو يو نظرات، وبعد العشاء، سارعت شو رونغ بغسل الصحون ثم طرقت باب غرفة نينغ يورين، حيث ناقشتا شيئًا معًا داخل الغرفة.
جلست نينغ نينغ في غرفتها تلعب بمكعب روبيك، وهي تنظر إلى الباب من حين لآخر.
كان هناك بالفعل فيلم بعنوان <<الأب العميل المقيم في المنزل>> في التاريخ، وكان بالفعل فيلم رأس السنة، المخرج كان فعلًا المخرج تشين، وكان هناك بالفعل ظهور لضيوف شرف من كبار النجوم، لكن الممثل الرئيسي كان صبيًا يبلغ من العمر ثماني سنوات، اسمه تشين شوانغي …
كذبت ماما عليها، ولكن لماذا؟
فُتح الباب فجأة، وخرجت نينغ يورين من الغرفة.
ألقت نينغ نينغ مكعب روبيك جانبًا وقالت “ماما…”
لم تعرف ماذا تقول بعدها.
كانت نينغ يورين التي أمامها تبدو غريبة جدًا، مما جعل نينغ نينغ تتساءل ‘هل كانت ماما هكذا في الماضي؟’
تكذب دون أن ترمش، تؤذي نفسها، تبتسم كل يوم لكنها ليست صادقة، كانت مختلفة تمامًا عن نينغ يورين التي تتذكرها، بدت وكأنها تعاني دائمًا، متعبة، وكأنها قد زحفت للتو من الجحيم.
“ما الأمر؟” جلست نينغ يورين بجانب نينغ نينغ، تلمس يدها برفق شديد، في تلك اللحظة، بدت وكأنها والدتها التي تتذكرها نينغ نينغ مرة أخرى.
“…ماذا قالت لكِ المربية شو؟” سألت نينغ نينغ.
“طلبت مساعدتي، لمساعدة شياو يو في الحصول على دور البطولة.” ابتسمت نينغ يورين وهي تسأل “لقد رفضت، وخمني ماذا فعلت بعد ذلك؟”
“هل كانت حزينة جدًا؟” سألت نينغ نينغ.
“لا، لقد كانت غاضبة.” قالت نينغ يورين “لقد قالت إنني وعدتها سابقًا بمساعدتها، بمساعدة شياو يو.”
لم تستطع نينغ نينغ أن تنبس ببنت شفة.
“أخبريني لماذا تبدو هذه الإنسانة غريبة جدًا؟، لقد ساعدتها كثيرًا، لكنها لا تتذكر شيئًا، وعندما رفضت مساعدتها لمرة واحدة، غضبت جدًا وكأنني مدينه لها بشيء.” هزت نينغ يورين رأسها وابتسمت لنينغ نينغ “لننسَ الأمر، دعينا لا نتحدث عنها، نينغ نينغ، هل تريدين الخروج للعب؟”
“أين سنلعب؟” سألت نينغ نينغ.
“في منزل صديق ماما.” قالت نينغ يورين “إنه يحبّ الأطفال، وخاصة عندما تكونين لطيفة هكذا، إذا طلبتِ منه أي شيء، سيعطيكِ إياه، وإذا أردتِ الذهاب للعب، سيكون على استعداد لأخذكِ إلى أي مكان.”
“هل صديق ماما صبي أم فتاة؟” سألت نينغ نينغ بفضول.
“صبي.” أجابت نينغ يورين.
كان هذا أمرًا خطيرًا للغاية، كانت نينغ يورين معروفة بعدم انسجامها مع الناس في مجال عملها، فلقد كان لديها عدد قليل جدًا من الأصدقاء، وأقل منهم أصدقاء ذكور، شخص قريب بما يكفي منها لتتركه يعتني بطفلتها… سألت نينغ نينغ بحذر “هل هو بابا؟”
تجمدت الابتسامة على وجه نينغ يورين، وبعد لحظة سألت “نينغ نينغ، أي نوع من الآباء تحبين؟”
شعرت نينغ نينغ بالحرج “هل يمكنني أن أختار؟”
قالت نينغ يو رين: “لِنَسمَعْ رأيكِ.”
لم يكن لدى نينغ نينغ خيار آخر بعدما دفعتها نينغ يورين للإجابة، لم تستطع إلا أن تعدّ على أصابعها وهي تسرد الصفات “وسيم، طويل القامة، ذو شخصية جيدة، يحبّ زوجته وأطفاله…”
كلما استمرت في إضافة المزيد من الصفات، كلما شعرت أن هذا الشخص لا يشبه والدها.
لو كان والدها جيدًا حقًا، لما تركته ماما، ولما تجاهلهما طوال هذه السنوات، كانت نينغ نينغ بخير، لأن ماما تحبّها، ولكن من سيحبّ ماما؟
“… لننسَ الأمر.” مدت نينغ نينغ يدها وعانقت نينغ يورين “أنا لا أريد أي شيء آخر، كل ما أريده هو أن يساعدكِ عندما تحتاجين إليه…”
في الوقت نفسه، في غرفة أخرى، كانت شياو يو تعانق شو رونغ أيضًا، نظرت إليها بتوقع “كيف كان الأمر؟”
تنهدت شو رونغ “لم توافق.”
“لماذا؟” نظرت شياو يو إليها بدهشة “ألم تخبريها أنني أصبحت في الثامنة هذا العام؟”
“أخبرتها.” قالت شو رونغ “لكن لم يكن لذلك أي فائدة.”
“كيف يمكن أن يحدث هذا…” تمتمت شياو يو، ثم ارتعشت شفتاها وبدأت في البكاء.
“هيا، لا تبكي.” ربتت شو رونغ عليها وهي تحاول تهدئتها، وبينما كانت تحاول إرضاء شياو يو، بدأت دموعها هي الأخرى تنهمر، قالت بحزن “لو كنت فعلت الشيء نفسه في الماضي، لو أنني غادرت المنزل لأصبح ممثلة، لقد كنا متشابهتين في ذلك الوقت، لو دخلت عالم التمثيل، لما كنت سأختلف كثيرًا عنها… وبهذا لم أكن سأضطر للتوسل إليها.”
“لماذا لم تغادري المنزل؟” سألت شياو يو وهي تبكي وتنظر إلى شو رونغ بشيء من العتاب.
“إنه خطئي، لقد كنت خائفة جدًا عندما كنت صغيرة، ولم أكن جريئة بما يكفي…”
مرّ اليوم هكذا.
في صباح اليوم التالي، اعتذرت شو رونغ على طاولة الطعام، قائلة إنها كانت متهورة جدًا الليلة الماضية، تقبلت نينغ يورين اعتذارها بلطف، كانتا صديقتين منذ الطفولة، وتجاوزتا الأمر، على الأقل على السطح.
بعد ذلك، أوصلت سيارة نينغ يورين وشياو يو إلى فريق العمل، بينما أخذت شو رونغ نينغ نينغ إلى المدرسة، عادت الأمور إلى طبيعتها، باستثناء شيء واحد… لاحظت نينغ نينغ أن شو رونغ أصبحت تهتم بشكل خاص بنشرة الطقس مؤخرًا، ومع بداية انخفاض درجات الحرارة تدريجيًا، بدا أن مزاجها يتحسن ببطء.
“لقد بدأ الثلج يتساقط.” التقطت شو رونغ ندفة ثلج في يدها أثناء عودتهما من المدرسة.
رفعت نينغ نينغ رأسها نحو السماء، وكانت الثلوج البيضاء تتساقط من السماء الباردة والكئيبة.
كان الآن شهر نوفمبر من عام ١٩٩٧.
وكانت بداية الشتاء.
كانتا تمشيان يدًا بيد في الشوارع، فتاة صغيرة ترتدي أحذية جلدية حمراء كانت تسير نحوهما، توقفت أمام سيارة، فتح باب السيارة، وخرج باي شوان ووقف في طريقها، قائلاً “تحياتي، الآنسة الشابة.”
وكأن الأمر كان معدًا مسبقًا، تجمع مجموعة من الصحفيين وبدأوا بالتقاط الصور مرارًا وتكرارًا.
في زاوية الصور، كانت شو رونغ ونينغ نينغ تنظران إليهما مثل مارة فضوليين، ولم تستأنفا سيرهما إلا بعد أن غادرت السيارة ومعها الاثنان، بينما كان الصحفيون يلاحقون السيارة وهم يرفعون كاميراتهم.
“تخفيضات!، تخفيضات في السوبرماركت!”
مرتا بجوار سوبرماركت كان يجري تخفيضات كبيرة، بدا مليئًا عن آخره بربات المنازل، وكان هناك شاب تمكن بصعوبة من شق طريقه للخروج، ثم اصطدم بشو رونغ عند المدخل.
“أنا آسف.” استدار الشاب ونظر إليهما، لقد كان مو غوا.
كان يحمل حقيبة تحتوي على بيض، يبدو أنه حصل للتو على بعض الحاجيات بسعر منخفض، وبينما كان على وشك المغادرة بعد أن اعتذر، صاحت نينغ نينغ من خلفه “انتظر!”
التفت مو غوا إلى الوراء.
“لقد أسقطت شيئًا.” انحنت نينغ نينغ والتقطت زوجًا من القفازات البيضاء.
أخذ مو غوا يتحسس جيبه على عجل، ثم سار نحو نينغ نينغ وأخذ القفازات من يديها، وناولها بيضة “شكرًا لكِ، أيتها الصغيرة.”
أمسكت نينغ نينغ البيضة ولم تناديه مجددًا.
لأن الورقة التي أعدّتها مسبقًا كانت مخبأة داخل القفاز، في انتظار أن يفتحها هو، أو هي، وينظر إليها.
“لنذهب.” قالت شو رونغ لنينغ نينغ، وعند محطة الحافلات التالية، صعدت إلى الحافلة حاملة نينغ نينغ بين ذراعيها.
كان المشهد خارج النافذة يتغير باستمرار، لكن الطريق لم يكن طريق العودة إلى المنزل.
“إلى أين نحن ذاهبتان؟” سألت نينغ نينغ وهي تجلس على حضن شو رونغ.
“سنذهب إلى والدتكِ.” أجابت شو رونغ بابتسامة “لنلعب حرب كرات الثلج.”
وعند المحطة النهائية، أنزلت شو رونغ نينغ نينغ من الحافلة، وكان صوت الثلج يتكسر بشكل كئيب تحت حذائها.
عبرتا الحقل المغطى بالثلج والغابة التي انحنت فروع أشجارها تحت ثقله، رأت نينغ نينغ مكانًا مألوفًا، مجموعة مهجورة من السكك الحديدية، لم يكن هناك أي قطار، لم يكن هناك أحد، كان هناك فقط الأعشاب، ومع هبوب رياح الشتاء، أصدرت السكة صوتًا مخيفًا.
أنزلت شو رونغ نينغ نينغ وقالت “والدتكِ ليست هنا بعد، فلننتظرها هنا.”
استدارت نينغ نينغ لتنظر إلى شو رونغ “هل ستأتي ماما حقًا إلى هنا؟”
تشتت نظرة شو رونغ للحظة، لكنها سرعان ما ابتسمت وقالت “بالطبع، أنتِ هنا، فلماذا لا تأتي؟، لماذا لا نبدأ اللعب الآن؟، يمكننا أن ننتظرها ونحن نلعب.”
بدأت نينغ نينغ تبتسم، ابتسامتها جعلت شو رونغ تشعر بعدم الراحة لسبب ما، كانت تشبه ابتسامة والدتها بشكل مزعج.
“حسنًا، لنلعب.” انحنت نينغ نينغ وأخذت حفنة من الثلج، شكّلتها على هيئة كرة ثم رمتها على شو رونغ.
بدأت الاثنتان في تبادل رمي كرات الثلج، وبعد فترة من اللعب، قالت شو رونغ فجأة بابتسامة “نينغ نينغ، هل تشعرين بالحرارة؟”
كانت نينغ نينغ تلهث قليلًا بعد الجري، وكانت تتصبب عرقًا، شاهدت شو رونغ وهي تقترب وتخلع قبعتها ومعطفها، علّقتهما على ذراعها، ثم نظرت باتجاه الغابة “لماذا لم تصل والدتكِ بعد؟، نينغ نينغ، انتظري هنا، سأذهب للتحقق.”
بعد أن انتهت من كلامها، اختفت عن نظر نينغ نينغ بعد خطوتين أو ثلاث.
كانت الرياح تهب، شعرت نينغ نينغ بالبرد قليلاً وعطست، ثم استنشقت من أنفها، بدأت تضحك بسخرية وهي تنظر للطريق الذي غادرته شو رونغ.
“لا عجب أن ماما أرادت مني أن أحفظ طريق الخروج،” تمتمت “كان ذلك لهذا اليوم…”
لكن كيف عرفت ماما أن شو رونغ ستبدأ في التفكير بتركها هنا في يوم شتوي؟
“ماما… هل أنتِ مثلي؟، هل جئتِ إلى هنا من المستقبل عبر فيلم؟” تمتمت نينغ نينغ بصوت منخفض، ثم بدأت بالجري باتجاه الغابة، لحسن الحظ، كانت العلامات التي تركتها ماما لا تزال موجودة، اعتمدت على تلك العلامات وذاكرتها للخروج أخيرًا من المكان.
كان الطريق في الأصل صعبًا، وكان أكثر صعوبة مع الثلج، تعثرت عن غير قصد، قبل أن تسقط على الأرض، امتدت ذراع من خلفها وأمسكتها وسحبتها إلى حضنها، وسُمعت صوت شاب صافٍ ومشرق “…انتبهِ.”
نظرت نينغ نينغ إلى الخلف.
الأرض المغطاة بالثلج الأبيض، معطف أبيض، ياقة مغطاة بفراء الثعلب الأبيض تحيط بوجهه مثل ملاك أبيض.
بعد أن ساعدها على الوقوف، التقط دفتر الرسم الذي ألقاه على الأرض، ألقت نينغ نينغ نظرة على الدفتر “أهذه أنا؟”
“نعم، أنها أنتِ.” وضع دفتر الرسم أمامها.
كان على دفتر الرسم رسمة، بجانب السكة الحديدية المهجورة، كانت شو رونغ ونينغ نينغ تلعبان حرب كرات الثلج، كان الرسم بسيطًا كرسومات الأطفال، لكنه بطريقة ما بث شعورًا مرعبًا للغاية، كانت الابتسامات على وجه الشخصين غريبة، خاصة ابتسامة شو رونغ، كان الرسم سيبدو عاديًا حتى لو استبدلت كرة الثلج في يدها بحجر أو سكين.
“هذه ليست والدتكِ، أليس كذلك؟” سأل من الجانب.
هزت نينغ نينغ رأسها، ثم فتحت عينيها السوداوين ونظرت إليه… كان لا يزال حاد الملاحظة كما كان صغيرًا، لا يفوته شيء.
“لنذهب.” قام الشاب بسرعة بوضع دفتر الرسم في حقيبته ومد يده إليها “سأوصلكِ إلى والدتكِ.”
بينما تمسك بيده، نظرت نينغ نينغ إليه وقالت “اسمي نينغ نينغ.”
تفاجأ الشخص الآخر للحظة، ثم ابتسم بلطف وقال “اسمي وين يو.”
وبدفتر الرسم في يد، ويد نينغ نينغ في اليد الأخرى، اختفى شكلهما سريعًا وسط الثلوج، بعد حوالي نصف ساعة، داس حذاء جلدي أسود على غصن شجرة ساقط وكسره، شق رجل بالغ طويل القامة طريقه وسط رياح الشتاء إلى السكة الحديدية المهجورة.
نظر حوله للحظة قبل أن يخرج هاتفه المحمول ويضعه على أذنه.
“مرحبًا، يورين،” قال “ابنتكِ ليست هنا.”