It's the first time for both of us - 97
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 97 - اللقاء في بيرزيوم (٥)
“لــ-ماذا اقتربتَ هكذا؟”
لقد أصبح جريئًا جدًا. أين ذهب ذلك الطفل الذي كان يخجل في كل مرةٍ يتحدث فيها؟
رؤيته بهذا التغيير الكبير جعلني أشعر بشيءٍ من الضيق.
نظرتُ إلى آروميا، الذي أصبح يبدو بالغًا، وسألته بحذر.
“كم عمركَ الآن؟”
كان طوله مفرطًا ليكون في سني. بدا وكأنه ينمو بسرعةٍ تفوق سرعة نمو البشر، وكأنه نبتةٌ فولٍ تصل إلى السماء.
“سبعة عشر عامًا. لماذا تسألين؟”
طرفْتُ بعينيّ وحسبتُ الفرق.
إنه يكبرني بأربع سنوات…
اتَّسعت عيناي في صدمة. انتظر، هل يُعقل أن ذلك الطفل الصغير كان في الحقيقة أكبر مني؟
كانت هذه صدمةً أخرى. لطالما ظننتُ أنه أصغر مني.
كان بالكاد يصل إلى حاجبي، وجسمه كان صغيرًا لدرجة أن ملابسي كانت ستبدو فضفاضةً عليه لو ارتداها.
لذلك، لم يخطر ببالي أبدًا أنه كان أكبر مني.
“آه… لا شيء.”
لكن الآن، بدا أن مناداته بـ”أوبا” أمرٌ غريبٌ للغاية.
عندما نظرتُ إليه بعينين حذرتين، لا زلتُ أحاول استيعاب هذه الحقيقة الصادمة، رأيتُ زوايا عينيه تنخفض قليلًا، وكأنه حزين.
“هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟”
سؤاله الحذر جعلني أبتلع ريقي بتوتر.
“ألا تشعرُ ولو بقليلٍ من الحرج؟ لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ منذ أن التقينا آخر مرة.”
رفرفت رموشه الذهبية الكثيفة، كأجنحة فراشةٍ تطير برفق.
“لا. لأنكِ تبدين تمامًا كما أتذكركِ، مارييت. لذا، لا أشعر بأيّ ذرة إحراج. كنتُ أتطلَّع إلى لقائكِ مجددًا. لكن …. يبدو أنني أصبحت غريبًا بالنسبة لكِ الآن.”
رأيتُ كتفيه تنخفضان أكثر فأكثر.
كان ينتظرني؟
إنه أمير. لم يعد يبدو مريضًا كما كان من قبل.
بعد انتهاء الحفل الليلة، سيكون هناك صفٌ طويلٌ من أبناء النبلاء وبناتهم الذين يتمنَّون التقرُّب منه.
ولكن على عكس هؤلاء الذين يتطلَّعون إلى مصادقته، فإن علاقتي بالأمير آروميا المثالي الآن لن تجلب لي سوى المتاعب.
فالعلاقة بين المعبد والعائلة الإمبراطورية متشابكةٌ بشكلٍ لا ينفصم.
إضافةً إلى ذلك، لم نتحدّث إلا لمرّاتٍ قليلةٍ في الماضي، وكان ذلك منذ وقتٍ طويل.
ومع ذلك، آروميا ….. ( للمرة المليون استخدمي اسمه مش بتاع الكلب)
“كنتَ تنتظرني؟”
“نعم.”
“ل-لماذا…؟”
“لأنكِ قلتِ إنكِ ستكونين صديقتي، مارييت.”
“لكن … قلتُ ذلك فقط لأنك كنتَ تبدو مريضًا جدًا … ولأنك كنتَ تبدو وحيدًا.”
“وأنا الآن لم أعد كذلك؟”
نظرَ إليّ بعينين حزينتين، مما جعل قلبي يهتز.
“ماذا؟ آه، لا، أنا …. آه لم … أعني …”
آه، لماذا أتلعثم بهذا الشكل الغريب؟!
كان يبدو وكأنه جروٌ مبتلٌ تحت المطر.
لا يمكنني السماح بهذا. إذا استمر هذا الوضع، فسوف يستمر في التأثير عليّ.
أمسكتُ بقماش فستاني بكلتا يديّ، وأدرتُ رأسي جانبًا قبل أن أتمتم.
“أنا فقط …. اعتقدتُ أنك نسيتَ أمري. كان ذلك مجرد لحظةٍ قصيرة، وكان ذلك منذ سنوات. لكن، هذا لا يعني أننا لم نعد صديقين.”
نظريًّا، هذا صحيح.
“إذًا، نحن لا نزال صديقين، صحيح؟”
“نعم… أعتقد ذلك.”
“هذا مُريح.”
ابتسم ابتسامةً مشرقة، وكأنه راضٍ تمامًا عن إجابتي.
ربما لأن كل شيءٍ حوله يُشعّ باللّون الذهبيّ، لكنه بدا وكأنه الشمس نفسها.
بطريقةٍ ما، نبض قلبي بسرعةٍ عند رؤية ابتسامته.
أدرتُ رأسي بسرعةٍ وأشرتُ إلى باب قاعة الاحتفال البعيد.
“ألستَ بحاجةٍ إلى الدخول؟”
“إلى أين؟ قاعة الاحتفال؟”
“نعم. أبي أخبرني أن الحفل مُقام لتعريف الجميع بك رسميًّا من قِبل جلالة الإمبراطور.”
“سأدخل قريبًا.”
رأيتُ فرصتي ونهضتُ من مكاني.
يمكنه الذهاب، وسأبقى أنا هنا لأستمتع بالهواء الطلق.
رائع.
لكن سرعان ما تحطَّمت آمالي.
“أنتِ أيضًا يجب أن تدخلي. سأُرافقكِ.”
نهض آروميا ومدَّ يده نحوي.
“يمكنني البقاء هنا لبعض الوقت.”
“لكن الدوق الأكبر سيأتي برفقة جلالة الإمبراطور. ألن يكون من الأفضل أن تدخلي معي؟”
آه… لم أجد أيّ حُجّة، فاضطررتُ إلى الإيماء بالموافقة.
كنتُ على وشك الإمساك بيده، لكنني تراجعتُ في اللحظة الأخيرة.
“آه، أبي سيوبّخني إن رآني. لقد خرجتُ من دون إذنه. لذا، بدلًا من ذلك … خُذ هذا.”
خوفًا من أن يُظهر آروميا وجهًا حزينًا مرة أخرى، أسرعتُ بإخراج قطعة حلوى من جيبي ومدّدتها نحوه.
كانت تلك الحلوى التي كنتُ أنوي أكلها لاحقًا.
نظر آروميا إلى يدي الممدودة بصمتٍ، ثم ابتسم ابتسامةً دافئة.
“ما زلتِ تحتفظين بهذه؟”
“نعم، أُبقيها معي كل يوم.”
أجبتُه وأنا أخطو خطوةً للأمام، مُتَّبعةً خُطاه.
لم أستطع التعود على مدى طوله، فقد أصبح أطول مني بشدة.
وكلما رأيتُ ظهره، زادت صعوبة تصديق أنه نفس الطفل الجني الصغير الذي عرفته في الماضي.
“إذا كنتِ تشعرين بالارتباك، هل تودّين الدخول أولًا؟ سأدخل من بعدكِ بقليل.”
تراجع آروميا خطوةً إلى الخلف، وأشار أمامه كما لو كان يرافقني.
“آه، حسنًا. شكرًا لك.”
أسرعتُ بخطواتي قليلًا، ثم توقفت للحظةٍ أمام أبواب قاعة الحفل المغلقة.
“إذًا… سأدخل أولًا؟”
“نعم، مارييت. هل يمكنني رؤيتكٍ مرة أخرى لاحقًا؟”
“هُه؟ آه… بالتأكيد.”
كان سؤالًا غريبًا بعض الشيء، لكنني أومأت برأسي دون أن أفكر كثيرًا.
عند إجابتي، ابتسم آروميا مرة أخرى بابتسامةٍ مشرقةٍ كأشعة الشمس. بل إنه فتح لي أبواب قاعة الحفل قبل أن يتراجع خطوةً إلى الوراء.
ما إن دخلتُ، حتى اقتربت مني بين بسرعة.
“آنستي، لقد عدتِ! لقد اختفيتِ فجأة، فكم كنتُ مندهشة! سمعتُ أنكِ كنتِ مع صاحب السموّ الأمير، هل هذا صحيح؟”
“آه، نعم. التقيتُ به خارجًا وتحدثنا قليلًا.”
تنهدت بين بارتياح.
بعد أن اعتذرتُ لها، توجهتُ إلى أبي الجالس هناك.
بمجرد أن جلست بجانبه، ثبّت نظره عليّ.
“لم تستطيعي الانتظار حتى للحظة.”
“لم أُسبب أيّ مشكلة!”
أوه، لقد نطقت بذلك تلقائيًا قبل أن أستطيع التراجع، فقد شعرتُ بالذنب.
حدّق بي أبي للحظة، ثم انفجر ضاحكًا وكأن الأمر بدا سخيفًا له.
عبستُ متذمرة.
“كل هذا خطؤك، أبي.”
لكنه ببساطة اكتفى بالتربيت على رأسي بدلًا من الردّ.
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى ساد الهمس بين النبلاء. كما لو أنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة، وجّهوا أنظارهم نحو نقطةٍ معينة، ووضعوا أيديهم على صدورهم احترامًا.
تبعتُ أبي ووقفتُ معه.
“جلالة الإمبراطور يدخل.”
أخيرًا، ظهر الإمبراطور. وتلاه آروميا، الذي دخل بخطواتٍ هادئة.
كان بنفس المظهر الذي رأيته قبل لحظات فقط.
“نحيّي شمس الإمبراطورية.”
انحنى النبلاء جميعًا مجددًا تكريمًا للإمبراطور.
وقف الإمبراطور في أعلى نقطةٍ في القاعة، مبتسمًا برضا.
“إنني سعيدٌ جدًا بحضوركم وإضفاء البهجة على هذا الحدث.”
تردد صوته في أرجاء القاعة.
في تلك اللحظة، كان آروميا قد وقف إلى جانب الإمبراطور.
وقف شامخًا، ويداه مشبوكتان خلف ظهره، ونظرته مستقيمةٌ إلى الأمام. بدا وكأنه وُلد لهذا الدور.
رؤيته من بعيدٍ جعلتني أشعر وكأنه شخصٌ آخر تمامًا.
لا أدري لماذا، لكن شعرتُ وكأن مسافةً شاسعةً قد نشأت فجأةً بيننا.
لم يقم الإمبراطور بتقديم الأمير بشكلّ بارز، وكأنه كان يراقب ردود أفعال النبلاء، بل اكتفى بالإبقاء عليه إلى جانبه.
كنتُ أتوقع أن يظهر البابا أيضًا، لكنه لم يظهر في قاعة الحفل.
ربما لم يكن ينوي الحضور منذ البداية. أو ربما كنتُ فقط سيئة الحظ بلقائه في وقتٍ سابق.
“سمعتُ أنكِ كنتِ مع الأمير قبل قليل.”
“…الأمير؟”
“الشاب الذي كنتِ معه.”
تفاجأتُ كثيرًا وسألتُ مرةً أخرى بذهول، لكن أبي بدا وكأنه يظن أنني لا أعرف هوية آروميا الحقيقية.
‘أوه، ماذا يجب أن أقول؟’
شعرتُ بقطرات العرق البارد تتشكّل على جبيني بينما حاولتُ تبرير الأمر.
“أ-أنا فقط خرجتُ لاستنشاق الهواء النقي، لكنني ضللت الطريق، فقام بمساعدتي بلطفٍ وأرشدني إلى الطريق الصحيح.”
“لا تهربي من مرافقيكِ مرة أخرى. إنهم هناك من أجل سلامتكِ.”
“أوه، حسنًا، لقد أخطأت. لن أفعل ذلك مجددًا. لذا، من فضلك لا تعاقب آرون، حسنًا؟”
نظر إليّ أبي بنظرةٍ غير راضية، لكنه في النهاية قرر التغاضي عن الأمر مرة أخرى.
“هذه المرة فقط.”
“حسنًا!”
أجبتُ بحماس ثم وجهتُ نظري إلى الأمام مجددًا.
كان آروميا واقفًا بجوار الإمبراطور، يجذب كل الأنظار نحوه.
أثناء انشغالي بأفكاري، لاحظتُ همسات النبلاء تنتشر في الأرجاء.
‘لا بد أنه متعبٌ جدًا بالفعل.’
كان هذا أول ما خطر ببالي.
بينما كنتُ أتثاءب من الملل، وأغطي فمي بيدي، التقت عيناي بعينيّ آروميا مباشرةً.
تحوّلت ملامحه الباردة على الفور إلى ملامح لطيفة وابتسم ابتسامةً مشرقة.
امتلأت القاعة بالهمسات مجددًا، دون أن يعرف أحدٌ السبب الحقيقي وراء تلك البسمة.
“هيك!”
أخرجت شهقةً بلا إرادةٍ مني.
لابد أن هناك خطبًا ما في آروميا منذ آخر مرةٍ رأيته فيها.
إذا استمر بالتصرف بهذا الشكل، فسيصبح الأمر محرجًا للغاية.
بلا تفكير، اقتربتُ أكثر من أبي، الذي كان أكثر مكانٍ آمنٍ بالنسبة لي. ( ضيفي ابو العيال )
رفع الإمبراطور كأسه، معلنًا بدء الجزء الثاني من الحفل.
* * *
تصاعدت أجواء الحفل أكثر مع مرور الوقت.
كان من الممتع مشاهدة النبلاء وهم يرقصون بأناقةٍ في أزيائهم الفاخرة.
‘عندما أكبر، سأرقص بهذه الطريقة أيضًا.’
سمحتُ لنفسي بأن أحلم قليلًا.
بعد حوالي عشر دقائق أخرى، غادر الإمبراطور القاعة مع الأمير.
بدا النبلاء عازمين على الاستمتاع ببقية الحفل، لكن أبي وأنا بدأنا الاستعداد للمغادرة.
* * *
اليوم التالي.
أحضر هيلا أخبارًا سارة.
“لقد وصلتنا معلوماتٌ تفيد بأن ساحرةً ستأتي لرؤيتكِ قريبًا، يا آنستي. يبدو أنها تركت رسالةً عبر متجرٍ للتحف.”
“حقًّا؟ من تكون؟”
“لم تكشف عن هويتها بعد. لقد قالت فقط إنها ستظهر قريبًا، لذا علينا الانتظار والترقّب.”
“حسنًا …. إذًا لم تذكر حتى موعد قدومها؟”
وبالإضافة إلى هذه الأخبار السعيدة، ناولني هيلا رسالةً أخرى.
“كما وصلت إليك رسالةٌ أخرى، يا آنستي.”
“رسالة؟”
“نعم. لا يوجد اسم المُرسِل عليها، وأعتقد أنها أُرسِلَت منذ زمنٍ بعيد. ولم يكن بالإمكان تتبّع مصدرها.”
أخذت الرسالة وأنا أميل رأسي في حيرة.
كانت رقيقةً جدًا ومهترئة، وكأنه قد مضى عليها عدَّة سنوات.
“ما هذه؟”
باحتياط، وضعت بعض السحر عليها، لكن لم يكن هناك أيُّ تعويذاتٍ مُلقاةٍ عليها.
لم يكن هناك شيءٌ مكتوبٌ على الظرف أيضًا، مجرد رسالةٍ بسيطةٍ بلا أيّ إضافات.
بعد أن شعرتُ بالاطمئنان، فتحتُ الظرف بحذر.
في الداخل، لم يكن هناك سوى ورقةٍ واحدةٍ صغيرة.
[شارع بونهوا 126، المنطقة 6، بيرزيوم روستيغو.]
لم يكن مكتوبًا عليها سوى عنوانٍ غامض.
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود