It's the first time for both of us - 93
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 93 - اللقاء في بيرزيوم (١)
ساد صمتٌ ثقيلٌ بيننا.
فتحت عينيّ المغلقتين ببطءٍ. اجتاحني شعورٌ طاغٍ بالخوف.
عندما توضحت رؤيتي، رأيت أن آرون كان لا يزال يحدّق بي. ثم تحدث.
“هل يعني ذلك أن خدمتي لكِ تشكّل مشكلة؟”
“ماذا؟”
“هل تخلَّيتِ عني لأنني أحمل دم سلالةٍ مختلفة؟”
ببطءٍ هززت رأسي نفيًا.
“أه… لا.”
“هل أفشيتِ سري لأحدٍ ووضعتِني في خطر؟”
“ليس كذلك. لم أخبر أحدًا.”
“حتى لو كنتِ قد أبلغتِ عني، لم أكن لألومكِ، يا آنستي.”
“……”
لم أستطع سوى التحديق في آرون كالأحمقة.
“لو لم أكن من أحفاد العمالقة بل كنتُ ساحرًا، لكنتِ قد خبأتِني أيضًا، أليس كذلك؟”
لماذا آرون واثقٌ بي هكذا؟ كيف يمكنه وضع ثقته بي هكذا؟
أحسست بوخزٍ في حلقي، وبدأت عيناي تحترقان.
“إذًا… آرون، هل سيكون الأمر عاديًا لو كنتُ ساحرة؟”
“حتى لو كنتِ من الــ إيلڤ … لا، حتى لو كنتِ نصف وحش، فلن تتغيّر رغبتي في خدمتكِ، يا آنسة مارييت.”
تساقطت دموعي ببطء. بدا وجه آرون طبيعيًا.
“آرون، لماذا… لماذا لم تتفاجأ؟”
مسحت دموعي بيدي وسألت.
“بصراحة، أنا مندهشٌ جدًا. لكن أكثر ما أدهشني هو رزانتكِ.”
“…أنا؟”
ما معنى هذا؟
فركت عيناي مجددًا لأزيل الدموع.
“كانت هناك أوقاتٌ لم أكن أفهم فيها تصرفاتكِ. ولكنني افترضت أن ذلك لأنكِ ما زلتِ صغيرة. لم يسبق لي أن خدمت شخصًا في مثل عمركِ، لذلك لم أعر الأمر اهتمامًا كبيرًا. فمهمتي كانت حمايتكِ فقط.”
“آرون…”
“ربما لذلك كان من الصعب عليكِ أن تصارحيني. أنا آسفٌ لأنني لم أدرك ذلك أبكر. لا بد أنكِ كنتِ تخفينه وحدكِ لفترةٍ طويلة.”
وحتى بعد أن خدعته، كان آرون هو من بدأ بالاعتذار.
صُدمت، فلوّحت بيدي نفيًا.
“لا! لم تفعل شيئًا خطأ، آرون. أنا من كذب عليكَ، وأنا من يجب أن أعتذر.”
“…هل كنتِ خائفة؟”
عندما سمعت كلماته، أطبقت شفتيَّ، ثم هززت رأسي ببطء.
“صاحب السعادة …..”
سارعت بإضافة كلامي.
“أبي لم يعرف بعد. آرون، أرجوكَ لا تخبره. أتوسل إليك.”
“صاحب السعادة يُحبّكِ أكثر مني بكثير. سرّكِ لن يُشكّل أيّ مشكلةٍ بالنسبة له.”
“أعلم ذلك …. ولكن لاحقًا! سوف أخبره لاحقًا بنفسي. فلذلك، أرجوك، لا تخبره بشيء فقط. إذا لم تفعل ذلك … فإنني … سأهرب!”
لأول مرة، ارتجف آرون بشدةٍ ونهض بسرعة، وهو الذي لم يهتز حتى بعد سماع أنني ساحرة.
“ذلك غير مقبولٍ بتاتًا! سأضحي بحياتي لحفظ سركِ، فأرجوكِ لا تقولي أمورًا خطرةً ومروّعةً مثل هذه. وتراجعي عن كلماتكِ تلكَ حالًا.”
…إذًا، هروبي كان أهم لديه من حقيقة كوني ساحرة؟
لم أستطع إخفاء دهشتي، ولكنني هززت رأسي موافقة.
“…هيه. إذًا، إذا حافظتَ على سري، فلن أهرب.”
عندما سمع آرون إجابتي، جلس مجددًا بارتياح.
وبقينا جالسين بصمتٍ لفترةّ طويلة. كنا بحاجةٍ إلى وقت لترتيب أفكارنا.
* * *
العاصمة بيرزيوم …..
تحدَّد يوم الرحيل إلى بيرزيوم.
كنت متحمِّسةً جدًا لدرجة أنني رقصت فوق سريري من الفرح.
قضيتُ اليوم بأكمله أشاهد بين، ولونا، ولوسي وهنّ يُحضِّرن الأمتعة. بالطبع، بذلتُ جهدي في حزم أشيائي أيضًا.
أما هيلا، فقد كان مشغولًا بإقناع أخواته، أو بالأحرى، بمنعهنّ من الإصرار بجنونٍ على مرافقتهنّ لي لحمايتي.
وكانت تانيا أيضًا في سباقٍ مع الزمن لتجهيز نفسها للانضمام إلينا. لم تكن متحمسةً لفكرة السفر مع هيلا في العربة نفسها، لكن لم يكن أمامها خيارٌ آخر.
وأخيرًا، حان اليوم المُنتظر.
خرجتُ إلى الخارج وأنا أحتضن دميتي، مرتديةً القبعة التي وضعتها لي بين. كان الخدم المُكلفون بمرافقتنا إلى العاصمة يقفون بجانب العربات.
“مارييت.”
مدَّ أبي يده نحوي، وكان يرتدي ملابس أنيقة كما هو متوقَّع.
“هل يمكن أن يأتي كوهن أيضًا؟ هل هذا مسموح؟”
كان بإمكان كوهن التحليق إلى العاصمة، لكن ظهوره المفاجئ هناك قد يُسبِّب بعض المشاكل.
نظر أبي إلى كوهن، الذي كان يلفّ ذيله حول ساقي بإحكامٍ.
بدلًا من الإجابة، رفعني بين ذراعيه ووضعني داخل العربة، ثم حمل كوهن بيدٍ واحدة ووضعه بجانبي على المقعد.
وأخيرًا، صعد أبي إلى العربة.
“سننطلق الآن.”
تحرَّكت العربة ببطءٍ، عابرةً الحديقة الكبيرة.
“أخيرًا! إلى اللقاء مؤقَّتًا!”
نظرتُ من النافذة إلى منزلنا الذي أخذ يبتعد شيئًا فشيئًا.
عندما أعود، آمل أن يكون العالم قد أصبح مكانًا أفضل.
* * *
بمجرد وصولنا إلى العاصمة، فشلتُ في الالتزام بعزمي على استكشاف كل زاويةٍ في المنزل الجديد.
كنتُ مرهقةً تمامًا من رحلة العربة الطويلة التي استمرت لعدة أيام، فانهرتُ بالكامل.
بمجرد أن سمعتُ أننا دخلنا العاصمة، فقدتُ وعيي داخل العربة.
لم أدخل المنزل فحسب وأنا نائمة، بل نمتُ ليومٍ كامل، ولم أستيقظ إلّا في فترة بعد ظهر اليوم التالي.
“هل هذه هي غرفتي الجديدة من الآن فصاعدًا؟”
كان كل شيءٍ غريبًا عليّ.
رغبتُ في العثور على أبي، فحاولتُ أن أرفع جسدي عن السرير.
“آه…”
شعرتُ بأن جسدي أصبح ثقيلًا كالرصاص، وكأن شيئًا ما كان يضغط عليّ.
بكل ما تبقى لي من قوة، نظرتُ بحذرٍ لأجد كتلةً سوداء ملتفةً فوقي.
“ما هذا…؟ إنه كوهن…”
تمتمتُ لنفسي بتعبٍ بينما بقيتُ مستلقية.
رغم كبر حجم السرير، لم أفهم لماذا اختار كوهن النوم فوق معدتي تحديدًا.
دفعتُه برفقٍ إلى الجانب، فاستطعتُ الجلوس بصعوبة. تحرك كوهن قليلًا، لكنه عاد ليستلقي دون أن يفتح عينيه حتى.
حدّقتُ به بدهشة.
“هل أنت حقًا وصي الساحرات؟ أنت تشبه الكسلان!”
نزلتُ من السرير واتجهتُ نحو النافذة. كانت أشعة النهار الساطعة تكشف مشهدًا خارجيًا جديدًا وغير مألوفٍ بالنسبة لي.
كان غريبًا أنني استطعتُ النوم بعمقٍ في مكانٍ لم أعتد عليه بعد.
‘من الغد، ستبدأ الأيام المزدحمة.’
سأحتاج إلى تعلم الآداب بجدية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية دون غياب، ومواجهة عددٍ لا يحصى من النبلاء.
وفي النهاية، سيكون هناك البابا.
بصفتي الأميرة مارييت من دوقية ديكارت الكبرى، وأيضًا الساحرة مارييت، سأفعل كل ما يلزم للبقاء على قيد الحياة.
“آه… مارييت، عليكِ تحمّل هذا.”
تمتمتُ لنفسي، تاركةً ضوء الشمس المنساب عبر النافذة ليبتلعني.
* * *
بعد ثلاث سنواتٍ من ذلك العزم.
وصلت دعوةٌ من القصر الإمبراطوري، موجّهةً إلى أبي وإليّ لحضور مأدبةٍ في القصر الإمبراطوري في بيرزيوم.
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود