It's the first time for both of us - 88
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 88 - توائم ديميا الثلاثة (١)
في اللحظة التي حاولتُ فيها تقييد المخلوق الغريب بالسلاسل السوداء.
—سأراكِ قريبًا. عند الشجرة الثالثة.
كما لو كان ينقل كلمات شخصٍ آخر، فتح المخلوق فمه وتحدث قبل أن يتلاشى مثل الدخان.
وقبل أن يتمكن كوهن حتى من محاولة ملاحقته، اختفت الغيمة الرمادية بسرعة البرق.
“…ما هذا؟”
[يبدو أنه شيءٌ أرسلته ساحرة. بالنظر إلى الطريقة التي تلاشى بها، فمن المحتمل أنه كان مجرد رسولٍ أُرسل من مكانٍ بعيد.]
“هذا يعني أن هناك ساحرةً قريبة، صحيح؟”
[ربما. يبدو أن أحدهم تلقى الإشارة التي أرسلناها.]
حدَّقتُ بذهولٍ إلى النافذة المفتوحة.
“كان عليك أن تخبرني بذلك بسرعة! لقد اختفى بالفعل… ماذا سنفعل الآن؟”
لقد حدث الأمر بسرعةٍ فائقة.
[لقد ذكر الشجرة الثالثة.]
عند كلمات كوهن، عقدتُ حاجبيّ.
“…لماذا تحبُّ الساحرات الألغاز كثيرًا؟”
الشجرة الثالثة.
إنهم يطلبون مني إيجاد موقع الشجرة الثالثة.
بالنسبة للساحرات اللواتي يُجبرن على العيش في الخفاء داخل بيرجي، كانت الشفرات والألغاز أفضل وسيلةٍ للتواصل، لكن هذا لا يعني أن العثور على الإجابة كان أمرًا سهلًا.
التزمتُ الصمت، غارقةً في التفكير العميق.
“هل يمكن أن يكون اسم محلٍ تجاري؟”
[همم، لا أعتقد ذلك. عندما تفقدتُ المنطقة، لم أرَ أي متجر بهذا الاسم. إلا إذا ظهر فجأةً الليلة الماضية.]
“إذًا… ربما الشجرة الثالثة من حيث الحجم الأصغر؟”
[أو ربما الشجرة الثالثة من حيث الحجم الأكبر.]
أطلقتُ أنينًا وأنا أمسك رأسي.
إذا كان الأمر كذلك، فهناك العديد من الاحتمالات.
الشجرة الثالثة من مدخل المنطقة.
الشجرة الثالثة من المخرج.
الشجرة الثالثة التي تحتوي على أكبر عدد من الأوراق … وهكذا.
[الساحرات يطلقنَ على شجرة الباوتوم البيضاء اسم الشجرة الأولى. لأنها مفيدةٌ جدًا في الطقوس السحرية.]
عند كلمات كوهن، رفعتُ رأسي بسرعة.
[الشجرة الثانية هي شجرة الباوتوم السوداء. أما الشجرة الثالثة فهي شجرة البلوط. هناك شجرة بلوط بالقرب من جدار القلعة الغربي.]
اتّسعت عيناي دهشةً.
“إذًا، هذا هو المقصود؟”
[إنها تُستخدم كلغةٍ سرية، لذا توقعتُ أنكِ لن تعرفي. إذن، هل كنتُ مفيدًا؟]
“تمامًا!”
على الفور، أمسكتُ بـكوهن وعانقته.
[أوه، لا أستطيع التنفس، مارييت.]
“إذًا متى علينا الذهاب؟ أيُّ نوعٍ من الساحرات تكون يا تُرى؟ هل شعرتَ بأيّ طاقةٍ سحرية؟”
[لا. كانت الطاقة ضعيفة جدًا لأنها جاءت من مكانٍ بعيد. لهذا السبب تركوا رسالةً فقط ثم اختفوا. على أيّ حال، سنراهم قريبًا. لماذا لا نذهب بعد توقف المطر؟ إذا كانوا بحاجةٍ إلينا، فسينتظرون.]
“هل تعتقد ذلك؟ لن يغادروا إذا تأخرنا، صحيح؟”
[هل كانوا سيأتون إلى هنا لو كانوا يخططون للرحيل؟]
“آه، صحيح.”
كنتُ متحمسةً جدًا لدرجة أن أفكاري تداخلت.
شعرتُ بالإحراج وحككتُ رأسي، ثم أغلقتُ النافذة التي لا تزال مفتوحة.
بدأت الرياح تهب، وكانت قطرات المطر على وشك التسلّل إلى الداخل.
[خذي ذلك الشخص معكِ. قد يكون مفيدًا.]
“من؟ هيلا؟ بالطبع!”
[إذًا، سأعود للنوم.]
وبدون تردد، تمدد كوهن على السرير مرة أخرى، كما لو أنه لم يُفاجأ قبل لحظات، وأغلق عينيه.
في هذه المرحلة، كان السرير يبدو ملكًا له أكثر مما هو لي.
في البداية، كان يقول إنه لا يحتاج إلى الطعام أو النوم. لكن في الآونة الأخيرة، بدا أنه يشتهي الطعام أكثر مني، كما أنه كان ينام أكثر أيضًا.
“كوهن، هذا سريري.”
[….…]
“أنت تُصبح أكثر كسلًا يومًا بعد يوم.”
ألقى كوهن نظرةً خاطفةً عليّ بعينٍ واحدة، ثم أغلقها مجددًا وغرق في النوم بسرعة.
* * *
توقف المطر، وكأن الشمس كانت تنتظر دورها لتظهر في الصباح.
صلاتي عند النافذة الليلة الماضية، راجيةً توقف المطر، لم تذهب سدى.
“هذا رائع!”
[هل أنتِ سعيدة لهذه الدرجة؟ لقد قلتُ إنني سأذهب بدلًا منكِ.]
“أريد أن أرى ذلك بنفسي.”
كان كوهن قد عرض الذهاب والتأكد من الأمر نيابةً عني، لكنني رفضت.
بالنسبة لي، كان هذا حدثًا تاريخيًا، كان عليّ أن أشهده بعيني.
حتى خلال وقت الإفطار، لم أتناول الطعام إلا بالكاد، إذ كان تفكيري مشغولًا فقط بالشجرة الثالثة.
أبي ناداني عدة مرات، لكنني كنت منشغلةً بتناول عصيدة الحليب فلم أسمعه.
بمجرد أن انتهت الاستعدادات، مررتُ مع هيلا على منزل تانيا، ثم انطلقنا معًا نحو الجدار الغربي للقلعة.
في الأصل، كنت أنا وهيلا نخطط للذهاب وحدنا، لكن من أجل توفير مزيدٍ من الأمان، رافقتنا تانيا أيضًا.
تحدث كوهن عن المسافة وكأنها مجرد نزهةٍ قصيرة، لكن التل الذي يقف عليه شجر البلوط كان بعيدًا ومنحدرًا.
بعد المشي لفترةٍ قصيرة فقط، شعرت بأنفاسي تتسارع.
“هل وصلنا؟”
بعد وقتّ طويل، وصلنا إلى طريقٍ جبلي نادرًا ما يمر به الناس.
[تلك هي شجرة البلوط. هناك الكثير منها، أليس كذلك؟]
أشار كوهن إلى شجرةٍ ذات أوراقٍ عريضة.
“لم أكن أعلم أن هذا المكان موجود. أرض أبي واسعةٌ جدًا، وكلما اكتشفت جزءًا منها، أجد شيئًا جديدًا.”
شدّدتُ عباءتي حولي ونظرتُ حولي بحذر.
على الرغم من أنني كنت قد وضعتُ الستارة بالفعل، إلا أنني بقيت حذرةً للغاية، إذ لم أكن أعرف من سنلتقي به.
هيلا وتانيا، اللذان رافقاني بعد سماع كلامي، أصبحا قلقين مثلي. كانا أكثر هدوءًا من المعتاد، وملامحهما مشدودة.
“آه، هذه أول مرة ألتقي فيها بساحرةٍ أخرى، لذا أشعر بالتوتر.”
تمتمت تانيا وهي تمسح يديها.
أمسكتُ يدها بلطفٍ، فنظرت إليّ.
“أنتِ كنتِ الأولى بالنسبة لي، تانيا.”
ظهرت حمرّةٌ خفيفة في وجهها المتوتر، وسرعان ما ارتسمت ابتسامةٌ على وجهها.
“يا له من شرفٍ أن أكون الأولى لكِ، يا آنستي.”
“حتى لو لم أكن ساحرة، فقد كنتُ أنا الأول.”
قاطعنا هيلا بنبرةٍ حادة.
رمقته تانيا بنظرةٍ متجهمةٍ على الفور.
“لم أسألكَ حتى؟”
“كنتُ أريد فقط أن تتأكدي من ذلك.” – شبكتهم خلاص-
“لننتظر هنا.”
بما أنني اعتدتُ على شجاراتهما، فقد نظرت حولي وأشرت إلى أكثر بقعةٍ مستويةٍ على الأرض.
أومأ هيلا برأسه، وأزاح بعض الحجارة، ثم فرد الحصيرة التي جلبها معه.
أما تانيا، فقد وضعت الوسادة التي كانت تحملها على الحصيرة، ثم نادتني.
“آنستي، اجلسي هنا.”
“أنا فقط؟”
“ملابسي دافئةٌ بما يكفي، لا تقلقي. اجلسي بسرعة.”
“شكرًا لكِ!”
أومأت برأسي وجلست بهدوء، منتظرةً ظهور الشخص الذي أرسل لي الرسالة.
لكن الساحرة لم تأتِ، بل أصبح الجو أكثر غموضًا، وبدأت الرياح الباردة تهبّ.
“الستارة لا تمنع الرياح ولا البرد، هاه؟”
تمتمتُ بخيبة أمل.
“لو كنتُ ساحرةً تتحكم بالنار، لكنتُ جعلت هذا المكان دافئًا.”
“لا، أوهامكِ رائعةٌ أيضًا، تانيا! بفضلكِ، تعلمتُ الكثير عنها!”
ما إن بدأ الحديث عن الأوهام، حتى ارتجف هيلا قليلاً.
لم يكن ذلك فقط بسبب ذكرياته السيئة مع أوهام تانيا، بل أيضًا لأنه كان يعاني أثناء مساعدتي في تدريباتي.
ولكي لا أجعله أكثر انزعاجًا، أغلقت فمي.
أصبح لون السماء أكثر قتامة.
“يبدو أن المطر سيهطل قريبًا. لقد انتظرنا بما فيه الكفاية، فلنعد أدراجنا.”
قال هيلا وهو ينهض.
لكنني، وأنا جالسة، هززت رأسي بإصرار.
“فقط قليلًا بعد! إذا بدأ المطر، سنعود. قد يكونون في طريقهم الآن!”
“إذًا، لنطلب منهم الانتظار. من الأفضل أن تحافظي على صحتكِ، آنستي.”
“ملابسي دافئة.”
“لكن شفتيكِ تتحولان إلى اللون الأزرق.”
“قليلًا فقط، أرجوكِ…”
كان تفادي الحراس أمرًا صعبًا، وإذا استمريتُ في فعل ذلك، فسيصل الأمر في النهاية إلى مسامع أبي.
لم أكن أستطيع تفويت هذه الفرصة.
نظرتُ إلى السماء التي أصبحت أكثر قتامة، وكأنني ألومها.
– دروب.
سقطت قطرة ماءٍ باردة على أنفي.
وكما توقعت، سرعان ما بدأ المطر يتساقط بغزارة.
“لنعد. يمكننا المجيء مجددًا بعد توقف المطر.”
“آنستي، استخدمي هذا.”
مدّت تانيا لي معطفًا واقيًا من المطر بينما كان هيلا يسرع في طي الحصيرة والوسادة.
‘لماذا يجب أن تمطر الآن…’
وأنا أنزل التل، لم أستطع إخفاء خيبة أملي.
“حقًا، لو لم يهطلّ المطر بسرعة …… حتى الطقس ليس في صفنا.”
عندها، توقفت خطوات هيلا فجأةً، وصمت تمامًا بعد أن كان يتذمر قبل قليل.
وقف هيلا، الذي كان يسير في المقدمة، بلا حراك.
سقطت الأشياء التي كان يحملها من يده على الأرض.
“…؟”
نظرتُ إليه أنا وتانيا بعيونٍ متفاجئة.
– شوووو.
ربما كانت هذه آخر أمطار الشتاء. كان المطر ينهمر بغزارة.
“هيل.”
وسط صوت المطر، جاء صوتٌ ناعمٌ وعميق.
رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى الأمام.
في لحظةٍ ما، ظهرت ثلاث نساء، ووقفنّ في طريقنا.
كنّ يرتدين عباءاتٍ سوداء، وملامحهنّ كانت متطابقةً تمامًا.
ثلاث نساء بشعرٍ أخضر، يشبهنّ هيلا تمامًا.
على الرغم من أنني لم أرهنّ من قبل، إلا أن وجوههنّ كانت مألوفةً بشكلٍ غريب.
عرفتُ على الفور من هنّ.
إنهنّ أخوات هيلا.
“مر وقتٌ طويل، أليس كذلك؟”
هؤلاء الثلاثة هم ساحرات ديميا.
عندما بدأت بالتقدم، منعني كوهن.
[مارييت، لا تقتربي منهنّ.]
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود