It's the first time for both of us - 80
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 80 - عيد ميلادٍ سعيد (٤)
استيقظتُ على أنغام موسيقى تتسلل إلى أحلامي.
كان الصوتُ هادئًا، مشرقًا، وجميلًا.
– حفيف، حفيف.
في كل مرة أتحرك فيها، كنتُ أسمع صوت خشخشةٍ خافتة.
يشبه صوتَ انكماش الورق أو التغليف.
كلما استيقظتُ أكثر، بدأ عبيرٌ حلو، يشبه رائحة الفاكهة المنقوعة في السكر، يلامس أنفي.
‘هل هذا حلم؟’
في حالةٍ نصف واعية، تخيلتُ نفسي أغوص في قالب كعكةٍ ضخم.
كانت الفكرةُ جميلةً لدرجةٍ جعلتني أبتسم لا إراديًّا.
– حفيف.
[مارييت، إن كنتِ قد استيقظتِ، فانظري إلى هذا.]
– حفيف، حفيف، حفيف، حفيف، حفيف.
سرعان ما سقط شيءٌ صغيرٌ في يدي.
كان كوهن قد التقط شيئًا وأسقطه في راحة يدي.
فركتُ عينيّ ونهضتُ من مكاني.
“ماذا تفعل، كوهن؟”
[انهضي وانظري إلى هذا بسرعة.]
“هممم… أليس الوقت مساءً الآن؟ لماذا يبدو المكان مضيئًا هكذا…؟ هاه …..”
استدرتُ نحو النافذة بلا تفكير، وصُدمتُ مما رأيتُ.
كانت السماءُ في الخارج مملوءةً بالنجوم.
أدركتُ أن كلامي بدا غريبًا، لكن النافذة كانت حقًّا مغطاةً بالكامل بالنجوم.
وكأنها قد اجتمعت لتشهد على شيءٍ ما.
“ما هذا؟”
[اقتربي وانظري بنفسكِ.]
عندما حاولتُ النزول من السرير، تكرر صوت الحفيف، وشعرتُ بشيءٍ يتكسر بين يدي.
التقطتُه وألقيتُ نظرةً عليه؛ لقد كان السريرُ كله مغطى بالحلوى والشوكولاتة.
لقد تحوّل سريري إلى حقلٍ من الحلويات.
اتسعت عيناي من الدهشة.
“واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة… واااو!”
كانت هناك عشرات، وربما مئات الحلوى.
حتى الأرضية كانت مليئةً بسلال الحلويات المصفوفة في كل مكان، أكثر من عشر سلالٍ ضخمة.
“ما… كل هذا؟”
إذًا، هذا هو مصدر العطر الحلو الذي شعرتُ به أثناء نومي.
توجهتُ نحو النافذة.
النجوم التي ظننتُ أني رأيتها كانت في الواقع ثقوبًا صغيرةً على شكل نجوم في الستائر المعتمة.
كان الضوء من الخارج يتسلل عبر تلك الثقوب.
نظرتُ من خلالها فرأيتُ أن فوانيس الحديقة كانت مضاءةً أكثر من المعتاد، وكأنها قد ضُوعِفَت.
“ما الذي يجري؟”
تخطيتُ سلالَ الهدايا الكبيرة بحذرٍ وفتحتُ الباب.
“وااااه!”
ومرةً أخرى، انفتح فمي من الصدمة بسبب المشهد أمامي.
كان الممر بالكامل ممتلئًا بسلال الحلويات!
كل سلةٍ مصنوعةٍ من خوصٍ أنيق كانت مملوءةً بمختلف أنواع الحلويات اللذيذة.
فركتُ عينيّ غير مصدقة.
ما هذا؟ هل أنا في حلم؟ هل دخلتُ فجأةً إلى عالمٍ من الحلويات؟
لم أرَ شيئًا كهذا حتى في حياتي السابقة.
السجاد الأحمر، سلال الحلويات، والزهور كانت تملأ الممر وتمتد حتى تصل إلى السلالم.
حتى في القصر الكبير، كان من الصعب الحصول على هذا العدد من الزهور في الشتاء…
وكأنني مسحورة، تابعتُ السير نزولًا عبر الدرج مع كوهن.
كان مصدر الموسيقى هو القاعة الكبرى.
وهناك، كانت القاعة الكبرى تعجُّ بالزهور الضخمة وسلال الحلوى بكثرةٍ لدرجة أنه حتى لو حاولتُ حملها جميعًا، لما استطعت.
“ما كل هذا؟”
وفي وسط القاعة، كان ينتظرني كعكٌ من خمس طبقات، أطول مني بكثير.
والأشخاص الذين كانوا منشغلين طوال اليوم، ولم يكن لديهم وقتٌ لي، كانوا جميعهم هنا.
حتى بين، وآرون، وهيلا، جميعهم.
وكانت وجوههم توحي وكأنهم كانوا ينتظرونني.
“…بابا؟”
من بين كل الناس المتجمعين في القاعة الكبرى، كان أبي هو الأكثر بروزًا، بطبيعة الحال.
كان يرتدي ملابس مطابقة للفستان الذي اختارته لي بين هذا الصباح.
حتى الوردة الحمراء المصنوعة من القماش المثبتة على صدره الأيسر كانت نفسها.
“عيد ميلادٍ سعيد، مارييت.”
اتسعت عيناي كعينيّ أرنبٍ مذعور.
وبدأ الناس من حولي يرددون التهاني واحدًا تلو الآخر.
“آنسة مارييت، عيدٌ ميلادٍ سابع سعيدٌ جدًا!”
“عيد ميلادٍ سعيد، آنستي!”
“آنستي، عيد ميلادٍ سعيد! نرجو أن تقبلي هدايانا!”
“نتمنى لكِ عيد ميلادٍ سعيدًا من أعماق قلوبنا.”
كان وجه بين يعكس مزيجًا من السعادة والشعور بالذنب، كما لو أنها تأسف على خداعي.
نظرتُ إلى كوهن في حيرة.
[آه… لقد كنتُ أعرف أنهم يخططون لهذا منذ فترة، لكنهم كانوا يعملون بجدٍّ عليه… آسف.]
كان يعلم كل شيء ولم يخبرني.
“…أوه.”
تذكرتُ شعوري بالوحدة في وقتٍ سابق، وشعرتُ بالظلم الشديد حتى كدتُ أبكي.
انحنى أبي قليلًا ومدَّ ذراعيه لي.
تمسكتُ بدرابزين الدرج، وترددتُ للحظة، ثم قفزتُ مباشرةً إلى حضنه.
“بابا، كيف عرفت؟ لم أخبر أحدًا بعيد ميلادي…”
أخرج أبي رسالتين من جيب سترته وسلّمني إياهما بينما كنتُ لا أزال بين ذراعيه.
إحداهما كانت مفتوحةً بالفعل، بينما الأخرى بقيت مختومة.
“وصلني ردٌّ على الرسالة التي أرسلتِها. ويمكنكِ قراءة رسالتي أيضًا إن أردتِ.”
“إنها رسالةٌ من داليا!”
أخرجتُ الرسالة من الظرف المفتوح وبدأتُ أقرأها.
[إلى سعادة الدوق ديكارت الأكبر،
أحيي، سعادتك. أنا داليا، الخادمة التي خدمت السيدة يوريا لسنواتٍ طويلة.
أولًا، أرجو أن تتفضل بقبول اعتذاري إن كانت رسالتي تفتقر إلى الأدب، فأنا لم أحظَ بتعليمٍ كافٍ.
بفضل كرمك، استطعتُ تعلم أشياء جديدة وأعيش كل يومٍ بامتنانٍ.]
هل قدّم والدي لها يد العون بطريقةٍ ما؟
تابعتُ القراءة.
[أنا على يقينٍ من أن الآنسة مارييت بخير، ولكن هناك بعض الأمور التي لم أتمكن من إخبارك بها عنها، لذا أكتبُ هذه الرسالة.
إذا واجهتْ أيَّ صعوبةٍ في التأقلم، آمل أن تساعدها كلماتي هذه ولو قليلًا.]
أسفل ذلك، كان هناك ملاحظةٌ قصيرة عن الأطعمة التي أحبها والتي لا أحبها، بالإضافة إلى مدى تعرضي المتكرر لنزلات البرد.
[وُلدت آنستي الصغيرة في فجر يوم 31 يناير.
بما أنها وُلدت عندما كان القمر يتلاشى، فقد كنا، السيدة يوريا وأنا، نحتفل بعيد ميلادها دائمًا في الأول من فبراير.
نظرًا لتقصيري، كانت هناك العديد من المرات التي جهزت فيها عيد ميلادها على عجل، لذا قد لا تتذكره جيدًا.
أتمنى بصدقٍ أن يحرص صاحب السعادة على الاحتفال بعيد ميلادها. أرجو ذلك بكل تواضع.
الآنسة الصغيرة تحب حساء الطماطم باللحم الذي يُعدّ لها في عيد ميلادها. لقد أرفقت وصفة الحساء أيضًا أدناه.
وأخيرًا، آنستي الصغيرة ذكيةٌ للغاية ولطيفة.
أنا مؤمنةٌ بأن صاحب السعادة سيجعلها تبتسم دائمًا.
شكرًا جزيلًا لقراءة هذه الرسالة الطويلة.
سأكون دائمًا هنا، أدعو بأن يمتلئ مستقبل آنستي الصغيرة ودوقية ديكارت بالنور.
مع خالص الاحترام،
داليا.]
– دروب.
دون أن أدرك، سقطت دموعي على الرسالة.
شعرت بلمسة أحدهم بالقرب من عينيّ، وعندما نظرت إلى الأعلى، رأيت أبي يمسح دموعي بلطف.
“بابا …”
ارتميت في حضنه وبكيت بصوتٍ خافت.
“سعادتك، لقد جعلت الآنسة الصغيرة تبكي…!”
عند سماع ذلك، سارعت إلى مسح دموعي بظاهر يدي ورفعت رأسي مجددًا.
لم يكن بإمكاني أن أبدو بمظهرٍ ضعيفٍ بينما اجتمع جميع الخدم، بل وحتى الفرسان، وكل من في القصر.
وبصوت متأرجح قليلًا، صرخت بصوتٍ عالٍ.
“شكرًا لكم… على احتفالكم معي!”
عندها، انفجر الحشد بالضحك وهتفوا معًا.
“عيد ميلادٍ سعيد، آنستي الصغيرة!”
* * *
في ذلك المساء، عرفت أخيرًا سبب تأخر الاحتفال بعيد ميلادي.
تعرضت العربة التي كانت تنقل مكونات الحلويات الخاصة بالحفل لحادث، مما اضطرهم إلى إعادة تحضير كل شيء، وهو ما استغرق وقتًا طويلًا.
فكرة أن جميع الخدم اجتمعوا لإعادة صنع كل هذه الحلوى جعلت رأسي يدور.
كانت هناك كميةٌ هائلةٌ من الحلويات، تكفي لمئات الأشخاص، لذا قمنا بتوزيعها على جميع أطفال الإقليم.
ونتيجةً لذلك، كان عليّ أن أتلقى الكثير من التهاني المحرجة ولكن الصادقة من سكان الإقليم لفترةٍ طويلة.
ولكن، أكثر ما أسعدني هو أنني تمكنت من تناول حساءٍ يشبه تمامًا حساء الطماطم باللحم الذي كانت تعدّه داليا لي.
على الرغم من أنها تركت وصفة الحساء مكتوبة، فإن للطهي دائمًا لمسةَ خاصة، لكن غوردون تمكن من إعادة إحياء نكهة داليا تمامًا.
ومن ثم …
“هيهي.”
تلقيت رسالةً من أبي. كان الظرف الذي أعطاني إياه سميكًا وثقيلًا.
‘واو، خمس صفحات كاملة…!’
وجدت داخله خمس رسائل كاملة. طوال حياتي، في الماضي والحاضر، لم أستلم رسالةً طويلةً بهذا القدر من قبل.
بعد أن قرأت رسالة أبي ورسالة داليا، وضعت كلا الرسالتين بعناية داخل الظرف، وعانقته بقوة.
“أنا سعيدة جدًا… آه، أنا سعيدة حقًا!”
تمنيت لو أن كل شيء يبقى كما هو الآن.
وإذا تمكنت الساحرات اللواتي يؤمنّ بي وتجرأنّ على الاجتماع معًا، فسيجعلني ذلك أكثر سعادة.
كنت بالفعل سعيدةُ جدًا لدرجة أن قلبي كان يخفق بشدة، لكن بعد ذلك، وصلتني الأخبار التي كنت أتوق إليها.
لقد سُمح لي بأول نزهةٍ إلى الإقليم.
مجرد فكرة ركوب العربة، وعبور بوابات القصر، والتوجه إلى البلدة، جعلتني أشعر بالحماس الشديد.
“آنستي، العربة جاهزة. هل نبدأ بالاستعداد أيضًا؟”
“نعم!”
لم يكن هذا وقت الجلوس بلا حراك.
قفزت بسرعة ووضعت رسائلي الثمينة بعناية داخل الصندوق الخشبي الصغير المخفي تحت سريري.
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود