It's the first time for both of us - 79
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 79 - عيد ميلادٍ سعيد (٣)
نظر الإمبراطور إلى ابنه لأول مرة منذ زمنٍ طويل. كان لون بشرته صحِّيًا، ولم تكن هناك أيُّ آثارٍ للدموع، بدا أنيقًا ومتزنًا.
“أُقدِّمُ تحيَّتي لجلالتك.”
كانت التقارير قد ذكرت أنَّه كان ينمو بسرعةٍ كبيرة، كما لو أنَّ سدًّا قد انهار. والآن، حتى الإمبراطور نفسه استطاع أن يرى التغيُّر في ابنه.
لسنواتٍ، حاول البابا علاجه، لكن حالته لم تتحسَّن أبدًا. وفي إحدى المراحل، ظنَّ الإمبراطور أن ابنه لن يعيش لأكثر من بضع سنوات.
لكن، ماذا حدث له بالضبط؟
هل يمكن أن يكون الأمر كما ادَّعى البابا، وأنَّ لابريك قد استجاب فعلًا لصلواتهم؟
الإمبراطور، الذي كان يتفحَّص أربيل بعينين مذهولتَين، استعاد رباطة جأشه بسرعةٍ وتحدَّث.
“لقد سمعتُ عن حالتك. هل أنت بخير حقًّا؟”
“نعم، جلالتك. لقد أكَّد طبيبي الخاص أنني في صحَّةٍ تامَّة.”
“فهمت. إذًا، لقد شُفِيتَ تمامًا. لقد أنقذك الحاكم.”
“……”
لم يقل أربيل شيئًا، بل اكتفى بخفضِ نظره.
لم يُحاول الإمبراطور إخفاء فرحته.
“هذا ليس أمرًا ينبغي أن أُخفيه عن الجميع. لا، يجب أن نُقيم احتفالًا. سننظِّمُ حدثًا كبيرًا لكي يعرفكَ الشعب.”
طفلٌ حُبِس في غرفة البابا.
على الرغم من كونه ابن الإمبراطور، إلا أن أربيل قضى أيَّامًا في غرفة البابا أكثر مما عاشها في القصر.
لم يَسبق له أن لام الإمبراطور على ذلك، لكن، لسببٍ ما، شعر فجأةً برغبةٍ في الابتسام بمرارة.
هل كان ليكون الوضع مختلفًا لو أن والدته كانت لا تزال على قيد الحياة؟
‘على أيِّ حال، لا يهم.’
أخيرًا، رفع أربيل رأسه.
“جلالتك، قبل ذلك، لديَّ طلبٌ أودُّ تقديمه. أرجو من جلالتك أن تُحقِّقه لي.”
كان الإمبراطور في مزاجٍ جيِّد. هدوء ابنه، الذي لا يُشبه تصرُّفات الأطفال، كان ملائمًا تمامًا لوريث العرش.
وبلا تردُّد، أشار إليه بيده.
“حسنًا. سأُلبِّي طلبك. تحدَّث بحرِّيَّة.”
“أرجو أن تُعيِّن لي مُعلِّمًا. أُريد أن أتعلَّم كلَّ شيءٍ أستطيع تعلُّمه. أُريد أن أنمو. سواءً كان الأمر متعلِّقًا بالعلوم الأكاديمية أو بالمبارزة، أُريد أن أتدرَّب على يدِ الأفضل. أُريد أن أقف أمام الشعب كابنٍ يليقُ بجلالتك.”
عند سماع تلك الكلمات، اتَّسعت عينا الإمبراطور للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوتٍ عالٍ.
“نعم، نعم. هذا ليس أمرًا صعبًا. طالما أن هذا ما تُريده، فسأُحقِّقه لك بكلِّ سرور. سأُصدر أوامري للبحث عن مُعلِّمٍ مناسبٍ لك.”
“شكرًا لك، جلالتك.”
* * *
– طقطقة.
كانت باتوري تعضُّ أظافرها بقلق. لم تعُد قادرةً على إخفاء سرِّها.
كان موركال غاضبًا للغاية؛ لم تره منذ أن غادر وهو في قمَّة غضبه.
‘لو كنتُ أعلم أنَّ هذا سيحدث، لكنتُ تأخَّرتُ قليلًا في علاج ذراعه.’
لم تكن ترى أحدًا هذه الأيام سوى الخدم الذين يُحضرون لها الطعام أو يُساعدونها في الاستحمام.
‘بهذا الشكل… قد لا أراه مجدَّدًا.’
اجتاحها شعورٌ عارمٌ بالعجز والخوف.
ولهذا السبب، لجأت إلى قدرتها البصيرة بالأمس، رغم أن موركال لم يطلب منها ذلك.
وفي رؤياها، رأت موركال وهو يقف وجهًا لوجه مع ابنة تلك الساحرة.
التعبير الذي كان على وجهه حينها ….. تلك البهجة التي لا تظهر عليه إلَّا عندما يرغب بشدَّةٍ في شيءٍ ما، كان واضحًا تمامًا.
“أغهه.”
استخدامها للبصيرة مرتين متتاليتين جعل جسدها يشعر بالسوء.
في الماضي، كان بإمكانها استخدامها أكثر من مرَّة في اليوم دون أيِّ آثارٍ جانبيَّة.
لكن جسد باتوري قد تدهور منذ زمنٍ طويل.
لقد أجبرت حياتها على الاستمرار، فعاشت ما يقارب الأبدية؛ أضعاف العمر الطبيعيِّ للساحرات.
لقد تحدَّت قوانين الطبيعة.
وفوق ذلك، بمنحها قوَّةً لحبيبها، ساعدت على اضطهاد الساحرات لأكثر من مئتي عام.
هل كان هذا هو العقاب؟
الآن، حتى رؤيةٌ واحدة كلَّ بضعة أشهر كانت تُرهقها.
ومع ذلك، لم يتغيَّر تصميمها على التفوُّق على لويسين، المرأة التي امتلكت قوَّةً لا حدود لها في الماضي.
‘لا يمكنني ترك الأمور تستمرُّ هكذا.’
إذا سقطت ابنة الساحرة، التي تحمل دماء لويسين، بين يديّ موركال، فسوف تُحتجز في هذا المكان للأبد.
بدلًا من ذلك…
‘من الأفضل أن أكون أنا من يقبض عليها.’
– صرير.
في تلك اللحظة، دخلت الخادمة حاملةً ماء الاستحمام.
رغم فقدانها للبصر، إلَّا أنَّ تحرُّكاتها كانت طبيعيةً تمامًا كما لو كانت ترى.
نهضت باتوري من مقعدها واقتربت من الخادمة، ثم أمسكت بشعرها فجأةً.
“أنتِ.”
“آه! ن-نعم؟”
ارتجفت الخادمة في ذعر، لم يسبق لها أن مرَّت بموقفٍ كهذا.
“اذهبي إلى قداسة البابا وقولي له هذا:لقد رأيتُ رؤيا، ويمكنني الآن إخباره كيفيَّة الحصول على ما يُريد.”
إن لم تستطع قتلها، فليس أمامها سوى أن تُربِّيها بالطريقة التي تُناسبها.
* * *
“عيدُ ميلادٍ سعيدٌ لكِ، عيدُ ميلادٍ سعيدٌ لكِ، عيدُ ميلادٍ سعيد يا مارييت، عيدُ ميلادٍِ سابع سعيدٌ لكِ يا ماري!”
– تصفيق، تصفيق، تصفيق.
كنتُ وحدي مع كوهن، أغنِّي أغنية عيد الميلاد، وأُكوِّم بعض الكعك لصنعِ برجٍ صغير.
أخيرًا، حلَّ الأول من فبراير. عيد ميلادي قد أتى. ليس عيد ميلادي الخامس، بل السابع.
عامان من النجاة بعد الفرار من الموت. لقد صمدتُ جيِّدًا.
كما أنني حافظتُ على وعدي لأمي؛ بأن أعتني بأبي.
جعلته يُقلع عن تناول جرعات الشلل، وكنتُ أستيقظُ باكرًا يوميًّا لأتناول الإفطار معه.
لو أن أمي تُراقبني من السماء، لكانت فخورةً بي بلا شك.
لذا، كاحتفالٍ صغير، أمسكتُ ببعض الكعك وأخذتُ أتناوله بشراهة.
[عيدُ ميلادٍ سعيد، مارييت. لكن، لماذا لا تُخبِرين الآخرين وتسمحين لهم بالاحتفال معكِ؟]
عند سماع ذلك، هززتُ رأسي نفيًا.
صحيح. لم يكن أحدٌ في قصر الدوق الأكبر يعرفُ عن عيد ميلادي.
لأنني لم أخبر أحدًا بذلك.
“لا أريد أن أقولها بنفسي وأتلقى التهاني… وبالإضافة إلى ذلك، الجميع مشغولون جدًا هذه الأيام. فقط، عيد ميلادي يحمل معنى خاصًّا بالنسبة لي، لذا أريد أن أحتفل به وحدي.”
في الآونة الأخيرة، كان من الصعب حتى إلقاء نظرة على بين ولونا ولوسي لأنهنّ كنّ مشغولاتٍ جدًا.
لكنهنّ كنّ يجلبنّ لي وجباتٍ خفيفةٍ لذيذة بدلاً من ذلك، ومع ذلك، بدت عليهنّ علامات الانشغال المستمر خلال الأيام القليلة الماضية.
كان من المحرج جدًا أن أطلب من أشخاص مشغولين كهؤلاء أن يحتفلوا بعيد ميلادي.
بينما كنت أتناول البسكويت بصمتٍ وأشرب الحليب، أمال كوهن رأسه وكأنه لا يستطيع الفهم.
[لو أخبرتيهم فقط أن اليوم عيد ميلادكِ، كانوا حتمًا سيهنئونكِ. لديكِ حقًا بعض العادات الغريبة.]
“الأمر ليس كذلك فقط. أنا غاضبةٌ من أبي الآن.”
[لأنه لم يردّ على رسالتكِ؟]
“نعم. لقد مر وقتٌ طويلٌ منذ عودته من العاصمة، لكنه لم يرد حتى الآن؟ لا بد أنه نسي. أبي سيئ، أكرهه.”
وضعت قطعة بسكويت في فمي دفعةً واحدة، وأنا أشعر بالغضب.
لقد وعدني بأنه سيردّ إذا كتبت له، لكنه تجاهل الأمر تمامًا.
من الواضح أنه يحاول التعويض عن ذلك بهدية.
وإلٍا، فلا يوجد سببٌ يجعله يؤجل ردًّا قصيرًا كهذا لأكثر من شهر بينما يداه تعملان بشكلٍ طبيعي.
“أنا أحب الرسائل أكثر من الهدايا. أبي أحمق، تمامًا كما كانت تقول أمي. هذه حقيقة.”
جزءٌ من سبب عدم إخباري لأيّ شخص عن عيد ميلادي كان بسبب مزاجي السيئ.
أمي كانت تعرف كل شيءٍ عني دون أن أخبرها ….
لم يكن الأمر يزعجني من قبل، فلماذا أفكر في ذلك اليوم؟
وقفت فجأةً ونفضت فتات البسكويت عن فستاني.
“لقد مر أسبوع منذ أن تركنا الأعشاب على الحدود، صحيح؟”
[همم، أعتقد ذلك. بما أننا نمنا سبع ليالٍ؟]
“إذًا، لنرسل المزيد. إذا تساقط الثلج في الشتاء، فقد تُدفن الأعشاب ويصعب العثور عليها.”
[هل نضعها تحت الشجرة الكبيرة مرة أخرى؟ حتى لو تساقط الثلج، ستظل مرئيةً لبعض الوقت.]
“نعم، لكن لا تذهب بعيدًا جدًا.”
[لا تقلقي بشأن ذلك.]
“إذًا، لنذهب لرؤية هيلا.”
* * *
عندما طلبت من هيلا تحضير الأعشاب التي أحتاجها لجمع الساحرات، بدا عليه التردد.
“أنا آسف، آنستي، لكن لديَّ الكثير من العمل اليوم. سأُعِدّ لكِ الأعشاب، فهل يمكنكِ العودة غدًا؟”
“أنت مشغولٌ لهذه الدرجة؟”
هيلا كان دائمًا يبذل قصارى جهده في تحضير الأعشاب، مهما كان الأمر.
“نعم، كلُّ الأدوية التي صنعتها بالأمس فسدت خلال يومٍ واحدٍ فقط. لم يحدث هذا من قبل. أحتاج إلى إجراء بعض الأبحاث. لكنني أعدكِ بأنني سأكون قد جهّزتها بحلول الغد.”
“…هممم، لا بأس، لا خيار لديّ. حسنًا. هيلا، ابذل جهدك!”
“نعم، آنستي. أتمنى لكِ يومًا سعيدًا أيضًا.”
ثم أغلق هيلا الباب بسرعة دون حتى أن يردّ تحيتي بشكلٍ صحيح.
وقفت أمام باب مكتبه، أحدّق في كوهن بذهول.
‘يبدو أن الأمر لن ينجح اليوم.’
آرون كان مشغولًا بتدريب المجندين الجدد.
دانتي وأبي خرجا منذ الصباح ولم يعودا بعد.
لم أستطع التخلص من الشعور بأنني وحيدةٌ تمامًا في هذا القصر الضخم.
‘ما هذا…؟’
كنت راضيةً تمامًا بالحياة العادية، فلماذا أشعر بهذه الوحدة اليوم؟
“تسك.”
قبل أن أدرك ذلك، بدأت شفتاي تتقوسان لتصنع ملامح متجهمة. لم أكن شخصًا ضيّق الأفق عادةً.
عانقت كوهن وتوجّهت إلى غرفتي.
“دعنا نأخذ قيلولةً حتى وقت العشاء.”
[ألن تتدربي؟]
تجاهلت كلام كوهن وتوجّهت بثباتٍ إلى غرفتي.
“لا، اليوم عطلة. سأخلد للنوم.”
بمجرد وصولي، قفزت إلى السرير دون أن أغيّر ملابسي أو أخلع جواربي.
‘أشعر برغبةٍ في تناول حساء الطماطم واللحم الذي تعده داليا.’
غرقت في البطانية، وأغمضت عينيّ، متمنيةً أن يمر هذا اليوم بسرعة ويأتي الغد العادي.
[ يُتبع في الفصل القادم ……]
– ترجمة خلود