It's the first time for both of us - 76
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- It's the first time for both of us
- 76 - الجانب المظلم للمعبد والبابا (٦)
“……ماذا؟”
الآن؟ لكنني لم أفرغ أمتعتي بعد؟ فجأةً هكذا؟
ظنَّ دانتي أنه قد أساء السمع.
الشتاء هو الموسم الذي يُحضِّر فيه النبلاء معظم هداياهم. ومع ذلك، فور وصولهم، طُلِب منه حجز جميع الحرفيين البارزين في العاصمة لمدة شهر كامل؟
كان ذلك مستحيلاً.
حتى مع دفع مبالغ إضافية، هناك حدود؛ لا يمكنهم ببساطة تجاوز جميع النبلاء الذين يتسابقون على تقديم الطلبات…
“تأكَّد من أن تكون شيئًا تحبه مارييت. وأتمِّم الأمر قبل عودتنا.”
رمش دانتي بدهشة، لكن كالين لم يفعل سوى التلويح بيده لإخباره بالإسراع.
“تحرَّك بسرعة. أم يجب أن أفعل ذلك بنفسي؟”
بالنسبة لآنسة مارييت… لا وجود للحدود، بالطبع.
أومأ دانتي بسرعة وانطلق إلى العمل.
“بالطبع! إنه أمر من سيدي، لذا سأهتم به على الفور!”
* * *
بعد بضعة أيام.
حلَّ يوم إبادة الوحوش.
حتى أثناء خطاب الإمبراطور الذي يهدف إلى رفع معنويات النبلاء، كان عقل كالين مشغولًا بالكامل بابنته.
سرعان ما دوَّى صوت البوق الحربي، مُعلِنًا البداية.
بقيادة الدوق الأكبر ديكارت، انطلق الفرسان في المقدمة وزرعوا الأعلام السوداء في كل مكانٍ بسرعة.
كانت تلك الأعلام تُشير إلى أن المنطقة قد تم تطهيرها تمامًا من الوحوش.
أما النبلاء الآخرون، رغم تجهيزاتهم المكثفة، فقد وجدوا أنفسهم مرعوبين من شراسة فرسان ديكارت. معظمهم بالكاد تمكَّن من التلويح بسيوفهم داخل مخيماتهم الآمنة.
أثمن غنيمة يمكن الحصول عليها من عملية الإبادة كانت حجر الدم؛ وكانت هذه هي الفرصة الوحيدة لتقديمه كهديةٍ للإمبراطور. ولكن، كانت الحصيلة صغيرةً للغاية.
سرَت شائعاتٌ بين النبلاء بأن الوحوش قد طوَّرت ضغينةً تجاه ديكارت.
حتى بعد انتهاء إبادة الوحوش في المناطق المخصصة، لم يظهر فرسان ديكارت، مما دفع النبلاء الآخرين للبحث عنهم.
ما رأوه فاجأهم؛ حيث وجدوا ساحات المعارك مدمَّرة بالكامل، وأُذهلوا من القوة الجبَّارة لفرسان ديكارت. لكن ما أثار صدمتهم أكثر هو أن الدوق، رغم كونه الأكثر جمعًا للغنائم، لم يُقدِّم أيَّ حجر دمٍ للإمبراطور.
* * *
كان موركال يُكافح للحفاظ على تعابيره.
كان السبب واقفًا أمامه؛ الأمير الإمبراطوري، ينظر إليه مباشرة، حيًّا وبصحةٍ جيدة.
قبل لحظات، كان موركال سعيدًا، معتقدًا أنه تمكَّن من إثراء خزائن المعبد عن طريق استنزاف أموال الخزانة الإمبراطورية. لكن الآن، هوت تلك السعادة إلى الحضيض.
“سمو الأمير، كيف تشعر؟ ماذا حدث؟”
كان الوجه الذي كان دائمًا مشوَّهًا بالألم قد اختفى تمامًا. وبدلًا من ذلك، بدت ملامح أربيل هادئةً بشكلٍ غير متناسبِ مع سنه.
“ظننتُ أن مجيء قداستك إليَّ في كل مرة سيكون أمرًا مرهِقًا، لذا قررتُ أن آتي بنفسي هذه المرة. هل كان ذلك غير لائق؟”
رمش موركال بدهشة.
“بالطبع لا. ولكن… هل أنت حقًا بخيرٍ اليوم؟ كيف…؟”
أومأ أربيل برأسه.
“نعم، لقد زال الألم. سمعتُ أن قداستك صُمتَ وصلَّيتَ من أجلي.”
“…هذا صحيح.”
“يبدو أن لابريك المقدس قد أشفق عليَّ واستجاب للدعاء.”
بشكلٍ غريب، لم يكن هناك أيُّ تبجيلٍ أو امتنانٍ في كلام الأمير.
هل كان ذلك لأنه لا يزال طفلًا بعمر العاشرة؟ أم أن اضطرابه الشخصي جعله غير قادر على فهم مقاصده؟ لم يكن موركال متأكدًا.
لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الختم الذي كان قد تمَّ قمعه بالقوة قد انكسر الآن.
لم تعد هناك أيُّ سلاسل تُقيِّده. كان الباب المغلق قد فُتح على مصراعيه.
التعويذة قد تحطَّمت.
وكانت القوة المقدسة للأمير الآن تفوق قدرة موركال على السيطرة.
شعر بأنه يُسحق تحت الهالة المقدسة للأمير.
غَلت مشاعر الغضب بداخله للحظة.
لكن موركال أبقى وجهه مُحافظًا على قناع القلق.
“لابريك دائمًا يرعانا. ولكن، لكي أطمئن، يجب أن أفحص حالة سموك بنفسي.”
سأل أربيل بفضول.
“قداستك … ألا تستطيع رؤية التدفق؟”
“ماذا…؟”
توتَّر موركال.
“ليس فقط أن ألمي قد اختفى، بل يمكنني رؤية تدفُّق قوتكَ المقدسة، قداستك. ألا يمكنك رؤيته أيضًا؟”
تراجع موركال لا إراديًّا خطوةً إلى الوراء.
يرى التدفق؟!
خفض موركال نظرهُ وضغط على صدغيه بقوةٍ.
“أستطيع أن أراه… لكنني كنت قلقًا من أن تظلّ هناك آثارٌ جانبيةٌ بعد معاناةٍ طويلةٍ كهذه.”
“حقًّا؟”
“بالطبع. ربما بسبب صيامي أثناء الصلاة أشعر ببعض الدوار. وبما أن سموك تقول إنك بخير، يمكنكَ العودةَ والراحةَ لهذا اليوم. شكرًا لكَ على قدومِك لرؤيتي.”
لم يتراجع أربيل.
“إذًا، هل يعني هذا أنني لم أعد مضطرًا لتحمُّل كلِّ شيءٍ، كما قال قداستك؟”
بالكاد كبح موركال غضبه المتصاعد وأجبر نفسه على الابتسام بلطفٍ.
“الآن بعد أن زالت الطاقة الشريرة التي كانت تعذب سموك، لم تعد بحاجةٍ إلى التحمُّل.”
ضمّ أربيل يديه معًا وانحنى بأدب.
“شكرًا لك، يا قداسة البابا. إذًا، كما قلت، سأعود وأنتظر استدعاءك.”
بعد أن غادر الأمير، عاد موركال إلى المعبد وتوجّه مباشرةً إلى الطابق السفلي، ممسكًا بورقةٍ كان قد تلقاها من روتشيل.
كانت خطواته أسرع من المعتاد.
وسرعان ما أزيل القفل، وانفتح باب غرفة باتوري مويرا دون سابق إنذار.
كانت مويرا في حالةٍ شبه احتضار لعدة أيام بعد أن استخدمت سحرًا محظورًا لاستعادة يد حبيبها.
ولأن الباب لم يكن يُفتح أبدًا أثناء سطوع الشمس، فقد استجابت باتوري ببطء، غير قادرةٍ حتى على لملمة نفسها.
“موركال؟”
“انهضي.”
“…موركال. ما الأمر في هذه الساعة؟ أنا مرهقةٌ جدًا الآن.”
بغض النظر عن إرهاقها، صبّ موركال غضبه.
“هل أخفيتِ عني شيئًا؟”
“…عن ماذا تتحدث؟”
تدفق العرق بغزارةٍ من على وجهها الشاحب بينما كانت تسأل.
“الأمير كسر ختمه بنفسه.”
“ماذا؟”
“اكتشفي كيف تمكّن الأمير من فك الختم على قوته المقدسة. فورًا.”
هزت باتوري رأسها بعدم تصديق.
“هذا مستحيل. لا يمكنه كسره بمفرده. أنت، أكثر من أيِّ شخصِ آخر، يجب أن تعلم ذلك.”
التوى وجه موركال مرة أخرى.
“نعم، ولكن هذا التفسير ليس كافيًا لما رأيته بأم عينيّ. أم أن هناك مشكلةً في قدراتكِ؟”
باتوري، التي كانت حساسة جدًا بشأن الحديث عن قدراتها، لم تستطع إخفاء استيائها.
“…قدراتي ليست فيها أيًّ مشكلة. لو كان هناك خلل، هل تعتقد أن يدكَ كانت لتستعيد عافيتها؟”
أطلق موركال ضحكةً ساخرة. ثم ألقى الورقة التي تلقاها من روتشيل باتجاه باتوري.
“إذًا، فسري لي لماذا أخفيتِ هذا. لقد وُجد في المكان الذي أخبرتيني أن أتحقق منه، لذا من الأفضل أن تقدمي إجابةً مرضية.”
أخذت باتوري الورقة بتعبيرٍ حائر.
رغم أنها لم تستطع التعرف على النص، إلّا أنها رأت بوضوحٍ شعارًا مميزًا بين الأحرف الغريبة.
خفق قلبها بعنف.
عضت على شفتيها المرتعشتين وتحدثت بصوتٍ خافت.
“كم مرةً يجب أن أقول ذلك؟ مجرد هجينة، هذا كل شيء. على الأرجح مجرد رمزٍ تركته تابعةٌ تافهة. لماذا يهم هذا؟”
أطلق موركال ضحكةً ساخرة.
“تابعةٌ تافهةٌ للساحرة الأولى، ورغم ذلك، تمكّنت من الإفلات من بصيرتكِ؟ في كل مرة؟”
قبضت باتوري على الورقة بإحكام، غضبًا.
“…لقد كان خطأ. لكنكَ حققت هدفك بقتلها، أليس كذلك؟ وأنت الآن تلومني بسبب هذا؟”
“أتقولين بنفسكِ الآن؛ أن قدراتكِ موضع شك؟”
أطبقت باتوري شفتيها بصمت. وسرعان ما لمعت عيناها بالحزن.
“…كل ما أفعله هو فقط من أجلكَ. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي لم تتغيّر أبدًا.”
“…….”
“هل تفهم حتى كم كان هذا خطرًا؟ هل تعتقد أن مجرد التضحية بساحرةٍ سيكون كافيًا لاستعادة يدك؟”
بينما كان صوتها يرتجف وكأنها على وشك البكاء، مرر موركال يده بعنف في شعره.
أطلق تنهيدةً متعبة.
“اكتشفي ما الذي لمسه الأمير أو تواصل معه. عندها فقط، سأصدق كلامكِ.”
“إذًا، أحضره إليّ. هذه هي الطريقة الوحيدة لتأكيد ذلك بدقة.”
“هل تسمعين نفسكِ؟ لا يمكنكِ أن تعتقدي بجديةٍ أن هذا ممكن، أليس كذلك؟”
تنفست باتوري بعمق، مرهقة.
“إذًا، أحضر لي شيئًا من أغراضه. بهذه الطريقة، قد أتمكن من معرفة شيءٍ ما.”
“لا تخيبي أملي.”
حدق موركال فيها قليلًا قبل أن يتمتم بهذه الكلمات ويغادر الغرفة.
أغلق الباب من جديد، وابتعد صدى خطواته.
“…….”
رفعت باتوري رأسها ببطء. ثم فردت الورقة المجعدة من جديد.
أغلقت عينيها، وبدأت تستشعر الطاقات التي لمست هذه الورقة من قبل.
قراءة ذكريات الأشياء لم تكن قدرةً فطرية، بل قوةٌ قديمة انتقلت عبر أجيال الساحرات.
لم تكن مثل البصيرة، حيث لا تُظهر أحداثًا واضحة، لكنها كانت قادرةً على تتبع الطاقات التي مرت على الشيء.
شعرت بقشعريرةٍ تسري في جسدها.
بدأت الذكريات تتدفق واحدةً تلو الأخرى، بدءًا من آخر شخصٍ لمس الورقة.
‘ بصفتي خادمًا مخلصًا …… أطلبُ من قداستك التحقيق في هذا الأمر.’
‘هل نأخذ هذا أيضًا؟ …تلك الجرذة الصغيرة. علينا التأكد من أن تلك الوضيعة لن تطأ أرض المقاطعة أبدًا …. إن أمسكناها، سنقتلها فورًا.’
‘…يجب أن أنقذ أمي. سيأتي رجال المعبد قريبًا إلى هنا. الشمال آمن ….. ليت أمي لم تكن مريضة ….. ليت المرض أصابني بدلًا منها.’
فتحت باثوري عينيها على الفور. وحدقت في الورقة مرة أخرى.
ثم تشكّلت ابتسامةٌ شريرةٌ حول شفتيها.
“إذًا، لم يكن الأمر مجرد كون تلك الطفلة من دماء لويسين ….. بل كان هناك شيءٌ ما فيها منذ البداية، أليس كذلك؟”
[ يُتبع في الفصل القادم ……]
– ترجمة خلود