It's the first time for both of us - 102
استيقظتُ مبكرًا، ربما بسبب ما حدث الليلة الماضية.
رأيتُ أن النافذة مفتوحةٌ قليلًا، مما بدا لي أن كوهن قد خرج بالفعل إلى الحديقة للاستمتاع بأشعة الشمس.
‘هل أنام قليلًا أم لا؟’
كل صباح، عندما أستيقظ، كنتُ أراجع في ذهني ما عليَّ القيام به خلال اليوم.
لكن، بعد أن كنتُ متوترةً جدًا الليلة الماضية، رغبتُ فقط في أخذ اليوم كراحة.
ربما كان مجرد إحساس، لكن بدا لي أنني سأكون مشغولةً للغاية بدءًا من الغد.
بينما كنتُ مستلقية على السرير، أقضي الوقت بكسل، لاحظتُ أن بين لم تأتِ بعد.
كان ذلك مخيبًا للآمال.
كنتُ أودُّ أن أرى نظرة الدهشة على وجه بين عندما تكتشف أنني استيقظتُ مبكرًا.
لكن لم يكن لديّ خيارٌ آخر، فنهضتُ من السرير ببطءٍ وخرجتُ إلى الرواق.
ربما لأنني كنتُ أعيش حياةً مزدحمةً جدًا، بدا لي الاستلقاء دون فعل شيء أمرًا مزعجًا.
شعرْتُ أن الرواق اليوم أكثر هدوءًا من المعتاد.
‘هل أزور أبي، فقد مضى وقتٌ طويلٌ على آخر زيارة؟’
ألقيتُ نظرةً على ملابسي.
كنتُ لا أزال أرتدي ملابس نومي.
بعد لحظةٍ من التردد، قررتُ الذهاب إلى مكتب أبي كما أنا.
لا بأس، فالعلاقة بيني وبين أبي ليست رسميةً على أيّ حال.
لكن، عندما وصلتُ أمام مكتبه، وجدت أنه مليئٌ بالخدم.
‘ما الذي يجري؟’
اقتربتُ بهدوء، لكن الخدم المتجمّعين عند الباب وهمسهم المتواصل لم يلاحظوا وجودي.
“ماذا تفعلون؟”
“آآآه!”
“أوه، آنستي! أأنتِ مستيقظةٌ بالفعل؟”
“لماذا تبدون مذعورين هكذا؟”
عند سؤالي، أخذ الخدم يهزون رؤوسهم بقوةٍ حتى بدا وكأنها ستسقط عن أجسادهم.
“كنا… فقط نستعد للعمل.”
نظروا إليَّ كما لو كنتُ شبحًا، ثم تفرّقوا بسرعة.
لا بد أن هناك أمرًا ما.
‘لو كنتُ أعلم، لارتديتُ ملابس لائقة قبل القدوم.’
شعرتُ بالتوتر، دون أن أعرف السبب، ثم دخلتُ المكتب بحذر.
“أبي، صباح الخــ— … ها؟”
وفي اللحظة التي خطوتُ فيها إلى داخل المكتب، أدركتُ أنني كان يجب أن أهرب.
لكن كان الأوان قد فات.
في الداخل، وجدتُ بين، وهيلا، وآرون ولونا ولوسي جميعهم مجتمعين.
وكان هذا يعني، على الأرجح، أن هناك حالة طوارئ.
حالة طوارئ تتعلق بي، بالتحديد.
“مارييت ديلتون ديكارت.”
ما… ما هذا؟ لماذا يناديني باسمي الكامل؟
ترددتُ في الدخول أكثر، وبقيتُ عند الباب، أتنقل بنظري بين هيلا وبين.
كان كلٌّ من بين والتوأمين متصلّبين من التوتر، يتبادلون النظرات بيني وبين وأبي.
أما دانتي، فبدا عليه الذهول التام.
أما هيلا، الذي كان الأقرب إلى المدخل، فكان وجهه يشبه من تخلى عن الحياة.
“أم…؟ ماذا يحدث؟ لماذا أنتم جميعًا هنا؟”
حاولتُ أن أبدو طبيعيةً قدر الإمكان، لكنني لم أنسَ أن أبقي قدمي عند الباب، مستعدةً للهرب إن لزم الأمر. ( شكلها راعية مشاكل والا مكانتش هتخاف كذا 😂😂)
‘رجاءً رجاءً رجاءً لا يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بي!’
لم أقم بأيّ مشكلةٍ مؤخرًا! ( راعية مشاكل )
تقدم دانتي خطوةً تجاهي.
“آنسة مارييت، في ليلة الحفل، هل حدث أيّ شيءٍ … غير عادي؟”
“غير عادي؟”
نظرتْ إليّ بين برجاء.
كان تعبيرها يصرخ: “رجاءً، انكري كل شيء حتى لو كان يعني موتكِ.”
“جميعًا، اخرجوا. فلتبقَ مارييت وحدها.”
بأمرٍ من أبي، بدأ الجميع في مغادرة المكتب، بعد أن كانوا يحدّقون بي.
بقيتُ وحدي، أحدق في أبي في حيرة.
“أبي، ماذا؟ هل حدث شيء؟”
“في ليلة الحفل، هل يمكنكِ أن تخبريني بما قاله لكِ سمو الأمير؟”
أبي… إن كنتَ تطلب مني شيئًا، فلا تنظر إليَّ بهذه النظرة المخيفة…
ابتلعتُ ريقي وهززتُ رأسي بالموافقة.
“أ-أوه، لم يحدث شيءٌ مهم. قابلتهُ عند المدخل مباشرةً، وقال إنه يريد استنشاق الهواء… آه، لا، هل قلت إنني ضللت طريقي أولًا؟ ثم … أوصلني إلى الحديقة، وهذا كل شيء…”
“مارييت.”
أوه… حسنًا. قررتُ الاعتراف بالحقيقة.
“قابلتُ قداسة البابا عند مدخل قاعة الحفل.”
“أنا أعلم ذلك بالفعل.”
يعلم ذلك أيضًا؟!
“ماذا؟ إذًا …”
“أنا أسألكِ عمَّا إذا كان ذلك اليوم هو حقًا أول لقاءٍ لكِ مع الأمير.”
توقف قلبي للحظة، وبدأ العرق البارد يتصبب مني.
إن اكتشف أبي أنني أعرف آروميا منذ الطفولة، فسأكون في مأزقٍ كبير.
وحينها، سأضطر إلى الحديث عن أداة السحر الخاصة بـ هيلا، مما قد يكشف أسرار الساحرات أيضًا.
“أه؟ لقد كان لقاؤنا الأول… أليس كذلك؟”
ترددتُ وكذبتُ.
عندها، رفع أبي شيئًا ما بوضوحٍ وأداره أمامي.
كانت دعوةً فاخرة، مختومةً بشعار العائلة الإمبراطورية.
اقتربتُ بحذرٍ وأخذتُ الدعوة بيدي.
“أظنكِ سمعتِ عن حفل تتويج ولي العهد القادم.”
“آه، نعم. لقد أخبرتني عنه، أبي.”
وبينما كنتُ أفرد الدعوة لأقرأها، عاد صوت أبي ليخترق مسامعي.
“حسنًا، لكن الأمير، الذي تزعمين أنه التقى بكِ لأول مرة تلك الليلة، قد طلب رسميًا أن تكوني شريكته في الحفل.” ( البنية تورطت من ورا حبك يا اربيل )
“ماذا؟!”
خرج صوتي عاليًا دون قصد.
ثم نظرتُ إلى الورقة التي كانت بين يديّ.
“…إنها حقيقية.”
كانت صياغة الرسالة رسميةً للغاية.
طلبٌ مهذبٌ يطلب فيه الأمير مني أن أكون شريكته في الرقصة الأولى خلال الحفل الإمبراطوري.
لم تكن هناك أيُّ مشكلةٍ في الرسالة نفسها، فقد كانت طلبًا أنيقًا وراقيًا ومهذبًا للغاية.
لكن المشكلة كانت في أنها أُرسلت مباشرةً إلى أبي.
‘آروميا أيها الغبي! إرسال دعوةٍ بشكلٍ مفاجئ وجعل الصياغة مهذبةً فقط، ما الفائدة من ذلك؟!’
هل كان ينتقم مني لأنني لم أقل له”صاحب السمو” في ذلك اليوم وتحدثت معه بشكلٍ غير رسمي؟ هل هذا هو السبب؟ ( الغباء هصوت )
أبعدت عينيّ عن الدعوة وتحدثت بأقصى قدرٍ من الهدوء.
“لماذا قد يُرسل لي سمو الأمير هذا…؟”
“أعتقد أن الإجابة تعتمد على نوع المحادثة التي أجريتيها معه في ذلك اليوم.”
كان صوت أبي باردًا، مما جعل قلبي يغوص مجددًا.
لم يسبق لي أن رأيته بهذا الشكل من قبل.
في مرحلةٍ ما، بدأ يصدق كل ما أقوله، حتى لو ادّعيت أنني زرعت فاصوليا فنبتت بازلاء.
‘ماذا أفعل؟’
فكرت في الأمر، لكن لم يكن هناك سوى حلٌ واحد؛ التظاهر بالجهل.
أجبرت نفسي على الابتسام وهززت رأسي.
“حقًا، لم نتحدث عن شيءٍ مهم. شعرت بعدم الارتياح في مقابلة قداسته دونك، لكن سمو الأمير ساعدني… وبعد ذلك، تجولنا قليلًا في الحديقة لاستنشاق الهواء المنعش ثم افترقنا. لقد شكرته بشكلٍ لائق.”
هذا صحيحٌ تمامًا. ( كذابة )
ابتسمت محاولةً التهرب من الموقف.
كان أبي يحّدق بي بتمعنٍ قبل أن يُطلق تنهيدةً عميقة.
‘آه… هل لم تنجح حيلتي؟ هل تفوهت بالكثير؟’
ارتعشت قليلًا وأخذت أحرك عينيّ بقلق.
“مارييت.”
“هاه؟”
بدأ العرق يتصبب مني.
“…والدكِ يشعر ببعض الدهشة.”
“هاه؟ لماذا؟”
“أعتقد أنه من الرائع أن تكوّني صداقاتٍ مع من ينسجم معكِ. ولكن عندما يتعلق الأمر بالشباب، أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفكيرٍ أكثر تمعّنًا.”
“…ماذا؟”
ارتسمت على وجه أبي ملامح حيرةٍ عميقة.
“حسنًا، بما أن هذه المناسبة نادرة، أعتقد أن الذهاب معه كــ فــأ…. أعني كفرصةٍ للتدريب لمرة واحدة ليس أمرًا سيئًا.”
“….”
مع استمرار حديث أبي، لم أستطع سوى التحديق به بذهول.
انتظر… إذًا الآن…
“ولكن، إذا كنتِ تشعرين بعدم الارتياح تجاه هذه الدعوة، فسأتحدث مع الأمير بجديةٍ تامة.”
“أه…”
م—ماذا؟ عن أيّ نوعٍ من المحادثات الجادة يتحدث؟
“لذلك، عليكِ فقط قول كلمةٍ واحدة.”
لحظة واحدة… أبي لم يكن يشك في أنني قابلت آروميا لأول مرة.
بل كان قلقًا من أن أُعجَبَ بالأمير؟!
“أما عن مسألة حبيبكِ … فأنا لستُ مستعدًا نفسيًا لهذا الأمر بعد، لذا أفضّل أن تفكري فيه لاحقًا، لا، بل بعد وقتٍ طويل، طويلٍ جدًا. لن أسمح لأيّ لص– أعني لأيّ رجلٍ بأن يتقرّب منكِ حتى الآن ……” ( صهرك بيسلم عليك 😭😂)
توقف أبي عن الكلام فجأة.
انتظر، إذًا لماذا كان كلٌّ من بين وهيلا ودانتي ينظرون إليّ بذلك الوجه الجاد قبل قليل؟
‘هل يُعقل… أنهم كانوا يفكرون بنفس الطريقة التي يُفكر بها أبي؟’
لم أستطع إخفاء صدمتي.
“أنا… أنا لا أحتاج إلى حبيب! لن يحدث هذا!”
صرختُ في وجه أبي.
أنا بالكاد بلغت الثالثة عشرة من عمري! علاوةً على ذلك، عند الذهاب إلى الحفل، ستكون هناك العديد من السيدات النبيلات اللواتي يسعينّ وراء أبي ولن ينظر لي أيُّ أحد! ( هيكون هو مركز الانظار لول )
لكن، لدهشتي، بدأ وجه أبي، الذي كان مظلمًا ومتجهمًا قبل لحظات، يشرق فجأة.
لقد رأيت وجهه كل يوم، لذا من المفترض أن أكون معتادةً عليه، لكن الآن، بدا وكأنه يشع نورًا.
“هذا الأب سيحترم رأيكِ دائمًا.” ( مش واثقه بيك يا بابا)
زال التوتر عن جسدي الذي كان متصلبًا تمامًا.
إذًا، كان يتحدث كثيرًا بسبب سوء فهم غريب…
“إذًا، أبي، هل ستتوقف عن إظهار هذا الوجه المخيف؟ لقد بدا وجهكَ مرعبًا جدًا قبل قليل.”
ظهر على أبي تعبيرٌ واضحٌ من الارتباك.
“…أنا آسف. أعتذر.”
[ يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود