it was the crown prince who was picking a fight with me - 7
مسح جيرون خدّه الأيمن بيده وعاد إلى مقعده لتلقّي تقرير هاسل. كان ولي العهد، الذي كان يراجع التقرير بوجهٍ جادٍّ إلى حدٍّ ما، يبدو أكثر جديّةً من المعتاد.
دخل وزيرٌ آخر، ربما لأنه كان عاجلاً، وقدّم تقريراً إضافياً، ثم غادر المكتب مع ولي العهد.
كان المكتب هادئاً للغاية بدون ولي العهد. كان السكرتيرة بيرين تدندن وتخطّ شيئاً ما وكأنها سعيدة، وعملتُ أنا بجدٍّ على روايتي أثناء غيابه.
شعرتُ بالانتعاش لأنني كنتُ خاليةً من المراقبة، وبفضل ذلك، تمكّنتُ من الكتابة أكثر من المعتاد، ممّا جعله يومًا مُرضيًا للغاية.
دينغ- دينغ-
“لقد حان الوقت بالفعل.”
في الساعة 6 مساءً، رنّ الجرس من برج الساعة القريب، وكان هذا الصوت يعني أنه حان وقت مغادرة العمل.
‘لا داعي أن أودّعه بقبلةٍ على الخد عندما أغادر العمل اليوم!’
كنتُ على وشك ترتيب المكان والخروج بسرعةٍ من هنا، عندما انفتح الباب فجأةً على مصراعيه.
بام-! نظرتُ إلى الشخص الذي فتح الباب بدهشة. وكما هو متوقّع، كان ولي العهد.
“ها، ها …”
أمسك ولي العهد بمقبض الباب، يلهث لالتقاط أنفاسه، ثم أصلح وضعيته بسرعة.
“أهاها، لم أتأخّر. شانيل، لقد أتيتُ إلى هنا عن قصد. كان يجب أن نقبّل بعضنا البعض عندما نفترق.”
“جلالتك، هل هذا هو سبب مجيئكَ راكضًا؟”
“هل هناك أيّ سببٍ آخر يجعلني أركض؟ هيّا، دعينا نُسرع ونفعل هذا. يجب أن أعود.”
لم أفهم لفتة جيرون العاجلة، وقفتُ هناك بلا تعبير، أشعر بالإحباط. تقدّم جيرون للأمام وانحنى الجزء العلوي من جسده.
ولكن بدلًا من أن يمدّ خدّه الأيسر كالمعتاد، انحنى إلى أسفل أكثر، وفي تلك اللحظة شعرتُ برائحته! ولمس شيءٌ ناعمٌ خدّي الأيسر وابتعد.
بيك.
كانت شفتاه.
هاه، كنتُ مُحرَجةً للغاية لدرجة أنني لم أستطع قول أيّ شيء، لكن جيرون ابتسم بمرحٍ وبدا مسرورًا بالتحيّة التي قدّمها له للتوّ.
عندما التقطتُ المنديل ببطءٍ ومسحتُ خدّي الأيسر، تصلّب فم جيرون.
“لماذا تمسحينها؟”
“جلالتك، لقد مسحتَ خدّكَ بعد تقبيلي.”
“هممم …… يبدو الأمر غريبًا أن تمسحيها على الفور بهذه الطريقة.”
فكّرتُ في نفسي، ‘أأدركتَ هذا الآن فقط؟’ ومسحتُه بالمنديل. ثم عقد جيرون ذراعيه ونظر إليّ بتعبيرٍ غير راضي.
“توقّفي عن ذلك.”
“……..”
حدّقتُ به بلا تعبيرٍ وأنا أُمسك المنديل، عندها انتزع جيرون المنديل بعيدًا.
“لا تمسحيها بعد الآن. لن أمسحها أنا أيضًا.”
“…… نعم.”
فقط عندما قلتُ نعم بطاعة، أعاد لي جيرون المنديل واستدار ليخرج.
راقبتُ ظهره وهو يبتعد بسرعة. حينها فقط أطلقتُ التنهّد الذي كنتُ أكتمه عندما اختفى رداءه الأحمر في نهاية الرواق.
‘هاه، لقد فاجأني هذا!’
لم أكن أعرف متى فعل ذلك. عندما تلقّيتُها بالفعل، شعرتُ بالتوتر وكأن زهرةً قد تفتّحت حول المنطقة التي لمستها شفتاه. أصابتني دغدغةٌ رقيقةٌ جعلتني أضطرب للغاية لدرجة أنني مسحتُها بمنديل.
تساءلتُ عمّا إذا كان ولي العهد قد مسحها بسبب ذلك.
* * *
كان عدد المرات التي أراد فيها ولي العهد قُبُلاتٍ على الخد رسميًا مرّتين في اليوم.
عند القدوم إلى العمل، وعند الذهاب إلى المنزل.
لا أعلم إن كان ذلك بسبب رائحة جسد جيرون الخشبية، لكن حتى مجرّد الاقتراب منه جعلني أشعر بالتوتّر بسبب تلك الرائحة القويّة. لهذا السبب لم أتنفّس حقًا عندما يقترب مني وابتعدتُ بسرعة.
حتى عندما فعلتُ ذلك، لم يكن ولي العهد يبدو مسرورًا.
لهذا السبب يمكنني تخمين أن النبلاء الآخرين لم يجرؤوا على تقبيله على الخد.
“فيون، لا يوجد أحدٌ هنا؟ هذا جيد.”
في هذه الأيام، عندما ذهبتُ من المُلحق إلى مكتب ولي العهد، كنتُ أستدير عمدًا وأمرّ عبر الرواق حيث كان هناك عددٌ قليل من الناس.
كان السبب هو أن جيرون ظلّ يصرّ على قبلة الخد أينما رأينا بعضنا.
“من الجيد أن أقابلكِ، شانيل. سأكون خارج المكتب هذا الصباح لمناقشة شؤون الدولة. لذا، لنحيّي بعضنا هنا ونذهب.”
المكان الذي قال فيه ذلك كان حديقةً واسعةً مفتوحة.
التحيّة التي كانت تتمّ فقط في المكتب استمرّت هنا أيضًا. لو كان هناك أشخاصٌ في الجوار، لكان موقفي مُحرِجًا.
“حسنًا، لا يوجد أحدٌ هنا أيضًا.”
لقد تخطّيتُ القبلة الصباحية لأنني لم أره بالأمس. كنتُ أتوقّع أنه إذا واصلتُ تخطّيها على هذا النحو، فسينساها بشكلٍ طبيعي.
بالطبع، في غضون ذلك، أصبحت لحية هاسل أكثر كثافةً يومًا بعد يوم.
بالكاد وصلتُ إلى المكتب بعد التسلّل هنا وهناك.
بينما كنتُ ألتقط أنفاسي وأحاول الإمساك بمقبض الباب، فُتِح الباب من الداخل وسمعتُ صوت جيرون.
بام.
“حسنًا، أبلِغ مجدّدًا بعد تعديل سقف الضرائب لكلّ منطقةٍ كما قال المسؤول.”
“نعم. سأتبع أوامر سموّك.”
أوه، كان هناك وزراءٌ آخرون إلى جانب هاسل الذين تَبِعوا ولي العهد خارج المكتب.
تنحّيتُ جانبًا بسرعةٍ وحنيتُ رأسي، وتصرّفتُ وكأنني غير مرئيّةٍ قدر الإمكان. أبقيتُ رأسي منخفضًا حتى أصبحوا بعيدين، ثم حرّكتُ جسدي بهدوء.
‘ياللراحة. سموّه لم يرني.’
حتى لو رآني، كان هناك الكثير من الناس حولي، كيف كان ليطلب مني أن أقبّله على الخد …..
في تلك اللحظة، بينما كنتُ أُحاول بهدوءٍ دخول المكتب وأنا أشعر بالارتياح!!
“شانيل.”
كان ولي العهد يقف على مسافةٍ قصيرة، يناديني.
بالكاد حرّكتُ رأسي، الذي لم يكن يدور، ونظرتُ إليه. ثم انحنيتُ بسرعةٍ وحيّيتُه مرّةً أخرى، محاولةً تجنّب لقاء نظراته.
“أوه، مرحبًا. سموّ ولي العهد.”
لو تم تحيّتُه بهذه الطريقة، لكان من الطبيعي أن يذهب، لكن جيرون كان واقفًا هناك، يحدّق بي بلا تعبير.
‘من المؤكّد أنكَ لن تطلب قبلةً بينما هناك الكثير من الناس، أليس كذلك؟’
أحسستُ بشعورٍ مشؤوم، لكنني تجاهلتُه، معتقدةً أنه ليس حقيقيًا.
بينما كنتُ على وشك الدخول بسرعةٍ إلى المكتب، سمعتُه ينادي باسمي مجدّدًا.
“شانيل.”
“نـ نعم؟”
“ماذا تفعلين، تدخلين دون تحيّتي بشكلٍ لائق.”
بسط جيرون ذراعيه وحثّني على الإسراع.
ياللهول.
لمس هاسل، الذي كان يقف بجانبه، جبهته واستدار. لا بد أنه لم يكن يريد رؤية هذا حقًا.
شعرتُ بالخطوات التي اتّخذتُها تجاه جيرون وكأنها ألف رطل.
ربما كان جيرون مُحبَطًا من نهجي البطيء والضعيف، فسار بسرعةٍ نحوي.
تمامًا كما كنتُ على وشك رفع أصابع قدميّ لتحيّته بقبلةٍ على الخد بينما بالكاد أقوم بالاتصال بعينيه، كان جيرون أسرع مني.
أمسك كتفيّ برفقٍ وأدار رأسي. لمست أرنبة أنفه، الذي كان بارزًا على خدي، خدّي أولاً، ثم شعرتُ بلمسةٍ ناعمة.
بيك.
“هاه؟’
قبّلت شفتا جيرون خدّي ثم غادر.
‘هـ …… هناك الكثير من الناس.’
لقد فوجئتُ لدرجة أنني لم أستطع فعل أيّ شيء. على الرغم من تعبيري المُرتبِك، حيّاني جيرون بشكلٍ طبيعيٍّ كالمعتاد.
“صباح الخير، شانيل.”
“آه، نعم …… صـ صباح الخير، سموّك.”
كانت تعابير الوزراء خلفه أكثر دهشة. بدا أن شخصًا ما أسقط شيئًا من بين يديه، لذلك بدأوا في التقاط الأشياء المتناثرة على الأرض، وأمكنني سماع هاسل وهو يئنّ.
بدا ولي العهد من النوع الذي لا يهتمّ بما يعتقده الآخرون، لذلك قال فقط ما يريد قوله.
“شانيل، هناك ملاحظةٌ تركتُها على مكتبكِ. يرجى الرجوع إليها عند كتابة الفصل التالي. شكرًا لكِ على عملكِ الجاد.”
“نعم، فهمت.”
انحنيتُ إلى أسفل حتى لامس أنفي ركبتي. شعرتُ بالحرج الشديد. لم يشعر جيرون بأيّ خجل لأنه لم يستطع رؤية الأشخاص خلفه بعد تقبيلي على الخد، لكن في تلك اللحظة، أردتُ الزحف إلى حفرة.
‘ستصبح هذه بالتأكيد شائعة …….’
لا أعرف كيف يمكنه التعامل مع الأمر والقيام بمثل هذا الشيء السخيف.
كنتُ قلقةً بشأن الجزء الذي لامسته شفتاه، لذلك حاولتُ مسحه بكمّي، لكن ولي العهد حدّق بي.
كانت نظرةً صامتةً تقول، ‘لم أمسحها، لذا لا تمسحيها أيضًا.’ خفضتُ يدي مرّةً أخرى وخفضتُ رأسي، ثم ابتعد هو والوزراء.
* * *
انتشرت الشائعات حول ولي العهد في القصر في لحظة.
لقد تم تحريف الكلمات، ‘ولي العهد قبّل شخصًا ما على خدّه!’ بسرعةٍ إلى ‘ولي العهد قبّل شخصًا ما’.
ومع انتشار الشائعة بين الناس، وصلت في النهاية إلى ‘ولي العهد جيّدٌ في التقبيل’. وبفضل هذه الشائعة، بيعت الصحيفة التي تضمّنت فصل التقبيل بشكلٍ أفضل.
كما عرف جيرون أن هذه الشائعات كانت تنتشر، لكنه نفى ذلك أمام الوزراء ولم يُدلِ ببيانٍ عام.
بدا أن ولي العهد يستمتع بالاهتمام. أولاً، بدا متوتّرًا بعض الشيء لأنه لم يقبّل من قبل. لو كانوا يعلمون مدى توتره، حتى أنني سمعتُه يسأل هاسل سؤالاً.
“هاسل.”
“نعم، سموّك.”
“هل تعرف سرّ كونكَ جيّدٌ في التقبيل؟”
“….. بدلًا من أن يكون سرًّا، فهو مثل التدريب بالسيف. مع اكتساب الخبرة، ستصبح جيّدًا فيه بشكلٍ طبيعي. بالمناسبة، هل نمتَ جيدًا مؤخّرًا؟ تبدو متعبًا جدًا.”
“…… لديّ الكثير ممّا يجب أن أقلق بشأنه.”
نظرتُ إلى وجه ولي العهد وأنا أستمع إلى محادثتهما. كانت بشرته داكنةً بعض الشيء، كما قال هاسل، وكانت عيناه غائرتين بسبب قلّة النوم.
واصل ولي العهد طرح الأسئلة بينما كان يفرك عينيه بيدٍ واحدة.
“الخبرة … إذن بماذا يمكنني أن أتدرّب، هل تفي التماثيل في غرفة التدريب بالغرض؟”
“لا.”
بعد إجابة هاسل الحازمة، رفع جيرون يديه عن عينيه وسأل بنظرةٍ جادّة.
“إذن أين يجب أن أبني مهاراتي؟”
“جلالتك، التقبيل لا يتعلّق بالمهارات، ولكن …… كيف يجب أن أعبّر عن ذلك؟ إنه يتعلّق بالمشاعر. تمامًا كما سيتمّ تذكّر القبلة الخجولة مدى الحياة، لا يتعيّن عليكَ التباهي بتقنياتٍ برّاقة.”
أومأتُ برأسي أيضًا بهدوءٍ بعد سماع إجابة هاسل. كان قلبي يرفرف كلّما فكّرتُ في قبلتي الخجولة الأولى.
على الرغم من أن أنوفنا اصطدمت ببعضها البعض وكنّا في حيرة.
“شانيل.”
كنتُ أبتسم بخفّةٍ عندما تذكّرتُ ذلك الوقت، عندما سمعتُ صوت ولي العهد.
“نعم، سموّك.”
“هل هذا صحيحٌ حقًا؟ المشاعر أكثر أهميّةً من كونكَ جيّدًا.”
أومأ هاسل، الذي كان يقف بالقرب، برأسه سرًّا، وكأنه يريد تمرير الأمر بهدوء، لذلك يجب أن أقول نعم فقط.
حتى إن لم تُشِر إلى ذلك، لم أكن أرغب في التدخّل بعد الآن أيضًا.
“أتفق مع ما قاله المساعد هاسل. حتى لو كانت قبلةً مُحرِجة، إذا كنتما تحبّان بعضكما البعض، فهذا كلّ ما يهمّ.”
“لا أريد أن أكون مُحرَجًا …..”
“إذا كان الشخص الآخر، أعتقد أنه من الشرف أن تقبّله فقط، أليس كذلك؟ لذا لا داعي للقلق بشأن ذلك.”
السبب وراء قولي هذا هو أنني أريده أن يتوقّف عن الهوس بـ ‘التقبيل’. أريده أن يتوقّف عن الاضطرار إلى الارتقاء إلى مستوى توقّعات الناس.
دينغ، دنيغ.
لقد كان توقيتًا مُرحَّبًا به بالفعل للخروج من العمل. اليوم، أردتُ الاسترخاء أثناء قراءة روايةٍ رومانسيّةٍ أخرى.
عندما رنّ الجرس في الساعة 6 مساءً، جمع هاسل بسرعةٍ مستنداته وانحنى برأسه.
“سموّك، سأغادر الآن. من فضلكَ احصُل على ليلة نومٍ جيّدةٍ من أجل صحّتك.”
“هاسل.”
“نعم؟”
“هل ما زلتَ تعاني من الحساسية؟”
كان جواب هاسل حادًّا، كأنه قد سأله للتوّ عن قبلة.
“نعم. بما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، أعتقد أنني سأربّي لحيتي مثل القُضاة.”
أجاب وكأنه لن يحلق لحيته أبدًا في حياته، في حالة إن أصبح موضوعًا للتدريب، لكنني رأيتُ ولي العهد يتنهّد بهدوء. كان هاسل سريع البديهة حقًا.
عندما رأيتُ هاسل يغادر، قمتُ أيضًا بتنظيف مكتبي بسرعةٍ ونهضت. في غضون ذلك، ودّعتني بيرين أيضًا وخرجت مسرعة.
بانج. جعلني صوت باب المكتب وهو يُغلَق قلقة.
“سموّك، سأذهب أيضًا.”
“أوه، حسنًا.”
نهض جيرون كما لو كان الأمر مفروغًا منه ووقف بجانب المكتب.
في الآونة الأخيرة، كانت تحيّة القبلة هذه معركة ذكاء. هل يجب أن أفعل ذلك أنا أم هو؟ كان من الجيد لو قال شيئًا، لكنه لم يقل شيئًا.
عندما سألتُه إن كان سيفعل ذلك في الصباح فقط، أجابني بإجابةٍ غامضةٍ قائلاً “يعتمد الأمر على ما أشعر به.” لذا طوّرت خبرتي الخاصة.
أي أنني راقبتُ بعنايةٍ الزاوية التي يخفض فيها رأسه! ممّا أستطيع أن أقوله، عندما يريد أن يتلقّى قبلة، كان يُبرِز خدّه الأيسر، وعندما يريد أن يقدّم قبلة، كان يميل رأسه إلى الأسفل أكثر.
إذا سألتُموني ما إذا كان من الأفضل أن أُعطِي أم أتلقّى …… فكلاهما مُرهِق.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1