it was the crown prince who was picking a fight with me - 6
“ماذا تقصد؟”
وضع هاسل الوثائق التي كان يحملها بجانبه في زاوية مكتب ولي العهد واقترب من مكتبي.
“اقرأ هذا وأشر إلى الأجزاء الغريبة.”
“هاه؟ حسنًا …….”
لم أكن أرغب حقًا في إظهاره له، ولكن نظرًا لأنه كان أمرًا من ولي العهد، لم يكن لديّ خيارٌ سوى تسليمه الأجزاء التي كتبتُها.
قَبِل هاسل ذلك وفتح عينيه على اتساعهما وهو ينظر إلى المحتويات.
زفر وقرأ النص، ثم نظر مندهشًا قليلاً إلى المشهد حيث قبّلت الشخصيات الرئيسية في النهاية ووضعه مرّةً أخرى.
“كيف هو؟”
“هممم …… إنه ممتع.”
“بصرف النظر عن كونه ممتعًا، هل كان هناك أيّ شيءٍ غريبٍ شعرتَ به عندما قراءته؟”
“لا شيء على وجه الخصوص.”
نظر جيريون إلى هاسل بنظرةٍ ذات مغزى وهو يجيب بلا مبالاة. بدا الأمر وكأنه لم يكن في علاقةٍ أبدًا.
في رأيي، كان هاسل وسيم المظهر وطويل القامة، وبشعره الأخضر الفاتح الطويل المربوط بشكلٍ فضفاض، كان يبدو نبيلًا. باختصار، لم يكن هاسل ليواعد إن لم يُرِد كذلك، لم يكن مظهره وكأنه حاول حتى.
عندما لم يقدّم هاسل إجابةً مُرضية، بدأ جيريون في إزعاجه مرّةً أخرى.
“انظر عن كثب، هاسل، إذا نظرتَ إلى السطر الأخير، فستجد أنه يقول إنها كانت قُبلة، لكنها كانت “خفيفة” فقط.”
“ماذا تقصد …….”
“كيف يمكنكَ إنهاء قُبلةٍ بهذه السهولة؟ ألا ينبغي أن تكون أكثر كثافة؟”
“يختلف هذا من شخصٍ لآخر، لذا لا أعرف.”
“لم يقبّل هاسل من قبل، لذا لا تعرف.”
“لقد حاولت.”
“…….”
“هاسل، بما أنكَ قلتَ ذلك، لا أعتقد أنكَ …”
“اصمت.”
يمكنني معرفة ذلك بالضبط من الطريقة التي قاطعه بها هاسل. الشخص الوحيد في هذه الغرفة الذي لم يحظَ بتجربة التقبيل من قبل كان ولي العهد.
تردّد جيرون، الذي كان عديم الخبرة، للحظةٍ قبل أن يسألنا.
“إذن، كم مرّةً فعلتُما ذلك؟”
نظرتُ أنا وهاسل إلى بعضنا البعض وفكّرنا فيما سنقوله. ثم تحدّث هاسل أولاً.
“لقد فعلتُ ذلك مع كلّ شخصٍ واعدتُه، أي خمس مرّاتٍ على الأقل.”
“خمس مرّات فقط؟”
“لا. أكثر من ذلك. لا أتذكّر بالضبط، سموّك.”
“وأنتِ، شانيل؟”
لم أستطع حتى مقابلة نظرة جيرون ونظرت إلى السقف. لقد واعدتُ شخصًا واحدًا فقط، لكنني قبّلتُ مرّاتٍ لا حصر لها على الشفاه.
طويتُ أصابعي لأُحصي العدد، لكنني استسلمتُ وأجبتُ بفظاظة.
“أعتذر، لكن لا يمكنني العد.”
“هل واعدتِ أكثر من عشرة أشخاص؟”
“لا. لقد كانت مرّةً واحدةً فقط، ولكنني قبّلتُه كلّما التقيتُ به وكلّما انفصلتُ عنه، لذا لا أعرف عدد المرّات التي قبّلتُه فيها بالمُجمل.”
“لماذا تتعاملين مع التقبيل باستخفاف؟ قبّليه على الخد.”
“أحيّي الآخرين بقُبلةٍ على الخد، لكنني لا أتذكّر ذلك.”
“لتحيّة …..؟ تقبّيلين على الخد كتحيّة؟”
“نعم. أليس صحيحًا، المساعد هاسل؟”
أومأ هاسل برأسه وتعاطف على الفور مع ما قلتُه، بل وشرحه أكثر.
“نعم. حسنًا، في بعض الأحيان عندما أقابل أشخاصًا مقرّبين مني، يسعدني رؤيتهم وتحيّتهم بهذه الطريقة.”
بدا وجه ولي العهد وكأنه في صدمةٍ ثقافية. نظر إليّ في حالة صدمة، متسائلاً كيف يمكنني أن أكون وقحةً ومتهوّرةً بقُبلات الخد، لكن تعبيره سرعان ما هدأ.
“هذا غريب.”
“ما الغريب؟”
أمال هاسل رأسه وسأل، وسقط شعره الأخضر الفاتح المربوط على شكل ذيل حصانٍ على كتفه. نظرتُ إلى شعره الطازج بارتياح، ثم سمعتُ صوت جيرون، الذي بدا مظلومًا.
“لماذا لم يقبّلني أحدٌ على خدي؟! هل أنا شبح؟ لماذا تجاهلوني؟ هل لم أكن موضع ترحيبٍ على الإطلاق؟”
بسط هاسل كلتا يديه وكأنه يهدّئ ولي العهد وأجاب بأدب.
“ليس الأمر كذلك. كانوا فقط حريصين. من المُحرَّم لمس جسد سمو ولي العهد بلا مبالاة.”
“آها، هذا ما كان عليه الأمر؟”
“نعم. بما أنهم لا يستطيعون الاقتراب بدون إذن، فلا بد أن الجميع أرادوا تحيّتكَ بهذه الطريقة لكنهم امتنعوا.”
“صحيح، فهمت.”
أشرق وجه ولي العهد، الذي كان يُصدِر تعبيرًا حامضًا وكأنه على وشك أن يبصق غضبه، فجأة.
مع هذا، بدا الأمر وكأن الموقف قد انتهى، ولكن فجأةً نظر إلينا ولي العهد واحدًا تلو الآخر.
“سأعطيكما إذنًا خاصًا إذًا.”
“ماذا تقصد؟”
“ماذا؟”
ابتسم ولي العهد بشكلٍ أكثر إشراقًا ورفع إصبعه ليلمس خدّه.
“من الآن فصاعدًا، عندما تحيّياني، قبّلاني على الخد.”
تاك، ارتجف هاسل أيضًا واقشعرّ، ليس أنا فقط. ومع ذلك، في نظر جيرون، اعتقد أننا تأثّرنا كثيرًا لدرجة أننا نسينا ما كنا سنقوله، وربّت على كتفينا مثل ملكٍ كريم.
“أنا أعلم أيضًا – أعلم. أردتُما أن تحيّياني بهذه الطريقة أيضًا.”
“آه، لا. هـ هذا صحيح، سموك.”
“سـ سموّك، أن أقول مرحبًا فقط لـهو شـ ……”
لم أرغب حقًا في فعل ذلك. لم أستطع حتى أن أتخيّل تحيّة ولي العهد بقُبلةٍ على الخد، ناهيك عن نبيلٍ آخر.
ابتسم جيرون لنا بخفّة، ولوّح لنا بسماحة صدر.
“هاها. ليس عليكما أن تحبّا ذلك كثيرًا. أعرف كيف تشعران. إذن، يمكنكما تحيّتي بهذه الطريقة بدءًا من اليوم عندما تغادران العمل.”
كانت كلمات ولي العهد قانونًا. كان ولي العهد، الذي لم يُقبِّل أحدًا من قبل، يتوق إلى قُبلةٍ على الخد مني ومن هاسل.
* * *
بفضل عصيدة الشوفان الناعمة التي أحضرتها الخادمة نينشي، شعرت معدتي المريرة بتحسّنٍ كبير.
كان الطعام في القصر مختلفًا عن الطعام العادي. كان ألذّ بكثيرٍ وله نكهةٌ غنيّة. ربما لهذا السبب كنتُ أشعر بالمرارة كلّ صباح، ولكن الآن بعد أن أصبحت معدتي ممتلئة، كانت حالتي جيدةً جدًا.
“حسنًا، لنذهب.”
لقد استغرق الأمر الكثير من المشي من المُلحَق إلى المكتب، حتى بوتيرةٍ سريعة. كان القصر كبيرًا، ولكن نظرًا لعدم وجود ممرٍّ يربط هذه المُلحَق بالقصر الرئيسي، كان عليّ التجوّل حول الحديقة.
ومع ذلك، عندما اقتربتُ من المكتب، خطر ببالي قلقٌ جديدٌ وأمسكتُ بذقني بشكلٍ طبيعي.
‘بالتأكيد لا. لن يطلب مني تقبيله على الخد اليوم، أليس كذلك؟’
أصرّ ولي العهد على تقبيله على الخد عندما افترقنا بالأمس، لذلك كان عليّ تقبيله على اليسار وهاسل على اليمين.
عندما رأيتُ جيرون عن قرب، كان جلده صافيًا لدرجة أنه كان شفّافًا تقريبًا. قيل أنه كان في حملة قَهرٍ واسعة النطاق، لكن وجهه كان ناعمًا جدًا لدرجة أنه كان بإمكانكَ رؤية الزغب.
يمكنني أن أقول أن أفراد العائلة المالِكة ولدوا مختلفين.
“افعليها بشكلٍ صحيح.”
حاولتُ التظاهر بلمسه بصعوبة، لكن ولي العهد أمرني بالقيام بذلك بشكلٍ صحيح. لذا أغلقتُ شفتيّ بإحكامٍ ورفعت أصابع قدمي، بالكاد أطلقت ‘تشو’ قبل أن أتمكّن من الابتعاد.
ومع ذلك، كانت تصرّفات ولي العهد بعد ذلك مباشرةً غير مفهومة. لقد مسح المنطقة التي لامسته فيها شفتيّ وشفتا هاسل بيديه المغطّاة بالقفازات.
“لا بأس.”
لا، إذا كنتَ ستنظّفها بهذه الطريقة، فلا تطلب منا أن نفعل ذلك منذ البداية.
قال ولي العهد جيرون إن النظافة جيدة ثم غادر المكتب. تأكّدتُ عمدًا من عدم تلامس شفتاي لجلده، فأزعجني لأفعل ذلك مرّةً أخرى، ولكن بعد أن حدث ذلك، أصرّ على النظافة. لا أعرف أيّ نوعٍ من الإيقاع يجب أن أرقص عليه لأتماشى مع مزاجه.
‘لن يطلب مني أن أفعل ذلك بعد الآن، أليس كذلك؟’
بعد وصولي إلى المكتب وترحيبي بالسكرتيرة بيرين، جلستُ على مكتبي. بعد فترةٍ وجيزة، فتح جيرون الباب على مصراعيه ودخل، ووقفت السكرتيرة بالقرب من الباب.
“صباح الخير، جلالتك.”
“أوه، نعم.”
نهضتُ أيضًا وانحنيتُ برأسي لتحيّته.
أجاب جيرون السكرتيرة بجفافٍ ثم ذهب إلى مكتبه، ولكن فجأة-! غيّر مساره. توقّف عن المشي ونظر إليّ، التي كنتُ أنحني.
حافظتُ على وضعي المنحني ونظرتُ إلى أسفل إلى حذاء ولي العهد.
‘لماذا لا تذهب؟’
اخترق صوته عمودي الفقري تمامًا عندما بدأ ظهري يؤلمني.
“شانيل.”
رفعتُ رأسي بعناية، ورفع جيرون حاجبًا واحدًا وأمال رأسه إلى الجانب.
هل تريد حقًا قُبلةً على الخد؟ كنتُ أنظر حولي فقط، لكن جيرون وخز خدّه بإصبعه.
“ماذا تفعلين؟ أسرعي وامنحيني قُبلةً على الخد.”
للحظة، كان لديّ وهمٌ بأنه قرأ عقلي.
“نـ نعم. سموّك.”
استدرتُ حول المكتب ووقفتُ أمام ولي العهد. رأيتُه في زيّه الأبيض الأنيق، ووجهه الذي لا تشوبه شائبة.
نظرًا لأنني كنتُ أقصر برأسٍ واحدٍ فقط منه، كانت قُبلة الخد مستحيلةً تمامًا ما لم يُخفِض جيرون رأسه.
انحنى ولي العهد بجسده العلوي نحوي ومدّ خده الأيسر.
وقفتُ على أطراف أصابعي وقبّلتُ خدّه بعناية. استطعتُ أن أرى ابتسامةً على شفتيه عندما تلامست شفتانا وانفصلتا.
“صباح الخير، سموّ الأمير.”
“نعم.”
لماذا ظلّ يطلب مني أن أفعل ذلك إذا كان سيُجيب بهذه الطريقة؟ ثم رفع يده المغطّاة بالقفاز ومسح خدّه الأيسر.
‘إذا رآكَ شخصٌ ما، فسيعتقد أنني أجبرتُكَ على القيام بذلك.’
كانت السكرتيرة بيرين، التي كانت تراقب، تدفن أنفها في الوثيقة وتكتب شيئًا بجدّ، ربما خوفًا من أن يُطلب منها القيام بذلك أيضًا. بالحكم من حركة يديها، كان من الواضح أنها كانت تخطّ فقط أحرفًا عشوائية.
تاك.
“أنا آسف. لقد تأخّرت.”
“لا. سمعتُ أن مركز الحراسة كان صاخبًا جدًا عند الفجر. هل أحضرتَ التقرير؟”
“نعم.”
دخل المساعد هاسل ومعه وثائقٌ على الجانبين، وكان يبدو فخوراً.
استدار ولي العهد ليواجهه ليتلقّى تحية الصباح. ومع ذلك، كانت لحية هاسل ظاهرةً عند زاوية فم هاسل. ربما لأن شعره كان أخضر فاتحًا، نمت لحيته كالعشب.
مدّ جيرون، الذي لم يدرك ذلك بعد، خدّه الأيمن لتلقّي قُبلة، وضغط هاسل بشفتيه على خدّه بتعبيرٍ مهيب! تشو.
“آه! إنه يلسع!”
“يا صاحب السمو، هل لسعتُك؟ أنا أعتذر.”
وضع جيرون يده على خدّه الأيمن ونظر إلى هاسل باستياء.
“هاسل، لماذا لم تحلق لحيتك؟”
“لديّ حساسية من الشفرة، لذا ليس بيدي حيلة لأنني أغاني من تهيّجٍ كلّما لمستني الشفرة.”
“ألم تكن تحلقها بشكلٍ صحيح؟”
“يبدو أن بُنيَتي تغيّرت مع تقدّمي في السن.”
“حسنًا. يجب أن تتوقّف عن تقبيل خدّي حتى تتمكّن من الحلاقة مرّةً أخرى.”
“حسنًا.”
نظرتُ إلى فم هاسل، الذي كان يخفض رأسه، وكان يبتسم كالمنتصر. عندما رأيتُ ذلك، شعرتُ بالحسد.
لو كان لديّ لحيةٌ أيضًا …….
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1