it was the crown prince who was picking a fight with me - 4
“أنا واثقةٌ من أنني سأكتب جيدًا حتى لو عدتُ إلى العمل في الصحيفة!”
“لن أسمح بذلك.”
هزّ الأمير، الذي توقّف عندي في وقت الشاي، رأسه عندما سمع طلبي في غرفة المعيشة في المُلحَق.
“لقد اعتقدتِ أنني قارئٌ بغيض. لا أعتقد أنكِ ستغيّرين رأيكِ كثيرًا حتى لو عُدتِ.”
“لا، يا صاحب السمو الملكي، لو كنتُ أعلم أن صاحب الرسالة كان سموّك، لكنتُ قد تلقّيتُ نصيحتكَ بسعادة.”
“كاذبة.”
“أنا واثقةٌ حقًا حقًا من أنني سأكتب جيدًا! من فضلكَ ثق بي!”
“ألم تقولي أنكِ أُصِبتِ بأمراضٍ مختلفةٍ بسببي أثناء الكتابة؟ بما أنني المسؤول عن ذلك، سأعيّن لكِ الطبيب الإمبراطوري. فكّري في ذلك كرعايةٍ صحيّة أثناء كتابة الرواية وابقي هنا.”
لم يتزحزح ولي العهد جيرون عن رأيه وهو يلمس زاوية فنجان الشاي على الطاولة بأطراف أصابعه. جعلني تصميمه قلقة.
“صـ صاحب السمو، إذن أنتَ تطلب مني أن أستمرّ في كتابة الرواية هنا؟”
“لقد أنهيتِها على هذا النحو، لذا عليكِ تسوية الأمر، ألا تعتقدين ذلك؟”
“على أيّ حال، ماذا عن النهاية التي تمّت بالفعل؟”
“لقد انتهى ‘الحب الأول لولي العهد’، لذا يمكنكِ كتابة ‘الحبّ الأخير لولي العهد’ كلاحقة. بالطبع، نما شعره مرّةً أخرى. لهذا السبب ينظر الناس فقط إلى شعره.”
“إذن هل يجب أن أُرسِل المخطوطة إلى الصحيفة بعد أن أكتبها هنا؟”
“لا تقلقي بشأن ذلك. هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ المَهمَّات مَن سيذهبون إلى الصحيفة. لقد كانوا هم الذين سلّموا رسائلي، لذا سيسلّمون المخطوطة جيدًا.”
بعبارةٍ أخرى، بدا الأمر وكأنني لا يجب أن أغادر القصر على الإطلاق. تساءلتُ عمّا إذا كان هذا هو الأمر حقًا، لذلك سألتُ بصراحة.
“إذن متى يمكنني مغادرة هذا المكان؟”
“حتى يكتمل الحب الأخير الولي العهد.”
“ألا يمكنني أخذ استراحة؟”
“سأقدّم لكِ النصائح لذا لن ينقطع الإلهام منكِ. عندها لن تضطرّي إلى أخذ إجازة.”
“شـ شكرًا لك.”
كان حلقي يؤلمني. لم أستطع التواصل أبدًا. بدت محادثة ولي العهد مثالية، مثاليةٌ كمظهره المثالي. ما قاله كان القانون، ولن يُقبَل أيّ رأيٍ مُعارِض.
الآن وقد وصل الأمر إلى هذا، لم يكن أمامي خيارٌ سوى الكتابة باختصارٍ وصراحة.
نعم، ربما يستغرق الأمر عامًا إذا تمكّنا من جعل المُلحَق موجزًا قدر الإمكان وخَلَصنا إلى أن ولي العهد عاش في النهاية بسعادةٍ بعد زواجه من سيدةٍ جميلةٍ من النبلاء.
‘نعم، إذا صمدتُ لمدّة عام، سأكون حرّة. يمكنني القيام بذلك … هل يمكنني حقًا القيام بذلك؟’
كان جيرون، الذي لم يستطع معرفة ما أفكّر فيه بداخلي، يبدو سعيدًا وهو يستنشق رائحة الشاي الأسود، معتقدًا أنه حرٌّ الآن من لقب القارئ البغيض.
“حسنًا، سأبدأ الكتابة اليوم إذن.”
“… نعم.”
هل هناك فرق؟ إذا طلب مني أن أكتب سأكتب، وإذا طلب مني أيّ تعديل سأعدّل.
قلتُ للمدير إدوارد ذات مرّة أنني سآخذ إجازة، لكنني لم أجرؤ أبدًا على قول ذلك لولي العهد. لقد كان وجوده بعيدًا جدًا لدرجة أنني لم أتمكّن حتى من التحدّث معه بشكلٍ طبيعي، لذلك لم أستطع أن أصدّق أننا التقينا وجهًا لوجهٍ بهذه الطريقة.
‘القرّاء لا يعرفون أنني سأكتب روايةً تحت مراقبة ولي العهد. أوه، باستثناء أولئك الموجودين في القصر.’
حتى لو كنتُ مُحاصرةً في القصر الإمبراطوري الآن، لم يكن هناك من يبحث عني. هذا لأن والديّ ماتا وتُرِكتُ وحدي.
لم أكن أعرف سبب هوس ولي العهد بروايتي، ولكن أمكنني سماع السبب من هاسل، المساعد.
في الأصل، كان الإمبراطور الذي حقّق العديد من الإنجازات فقط هو الذي يتمتّع بمكانةٍ عاليةٍ في الإمبراطورية، وبقي ولي العهد في الظلال، لذلك كان حضوره ضعيفًا للغاية. حتى في الأحداث الكبرى للإمبراطورية، كان هناك أشخاص يشيدون بشكلٍ عرضيٍّ بمظهر ولي العهد المتميّز، ولكن هذا كلّ شيءٍ فقط.
حتى لو فاز بالمركز الأول في مسابقة صيدٍ أو سباق خيول، ستقول الناس ‘أوه، ربما تساهلوا معه وسمحوا له بالفوز لأنه كان ولي العهد’.
حتى لو أظهر موهبةً في الفن، سينظر الناس له بازدراء قائلين ‘أوه، لا بد أنهم أعطوا درجاتٍ سخيّة لأنه ولي العهد’.
في الواقع، عندما كان موهوبًا جدًا في المجال الأكاديمي ونشر أوراقًا أكاديمية، كانت هناك شكوكٌ في أن علماء آخرين كتبوها له.
السبب وراء مثل هذه النظرة السلبية التي تشبه الوصمة على ولي العهد هو استياء عامّة الناس من خلافة النبلاء. كان ذلك لأن الإمبراطورية كانت في أوقاتٍ كانت فيها على وشك أن تمرّ بأزمةٍ بسبب خليفةٍ غير كفءٍ في الماضي، لذلك حاول المزيد والمزيد من الناس تقييم ‘ولي العهد’ بمعايير صارمةً للغاية.
ليس هذا فحسب، بل لأسباب اقتصادية أيضًا.
يستمرّ الفقراء في الفقر، ويستمر الأغنياء في الثراء.
مع فرض الضرائب، أصبحت معيشتهم شحيحة، ووُجِّه كل استياء الجوع إلى الرؤساء.
بطبيعة الحال، كان الحسد والغيرة من ولي العهد سائدين داخل الإمبراطورية، وأصبح شعب الإمبراطورية غير مهتمّين بإنجازاته وما يفعل.
من أجل وراثة منصب الإمبراطور بشكلٍ مستقرٍّ في وقتٍ لاحق، كان على ولي العهد رفع مكانته حتى الآن.
ولهذا السبب خدم ولي العهد جيرون وكرّس نفسه مرّاتٍ لا تحصى لأولئك الذين لم يكن عليه أن يخدمهم، وبينما كان يدير تجارة العائلة المالكة، ذهب إلى الحرب وحقّق إنجازات، لكنه ما زال يتمّ إهماله.
كان ذلك عندما كان يسير في العاصمة قبل عامين.
كان شعب الإمبراطورية، الذي كان يراقبه عادةً وهو يمر، ينثر الزهور على جانب الطريق. حتى السيدات بجوار نافذة المبنى هتفت ورمت قُبُلاتٍ للأمير بأيديهن.
وجد هاسل سبب كل هذا، وهو الرواية التي كتبتُها. ولم تنجح فقط في تحويل ولي العهد غير المحبوب إلى ولي عهدٍ محبوب، بل ارتفعت شعبيّته بين أبناء الإمبراطورية أيضًا.
لذلك، تعمّد ولي العهد ارتداء نفس الملابس الموصوفة في الرواية وحتى قلّد ولي العهد في الرواية.
عندما سمعتُ ذلك، شعرتُ بالفزع. لو أنني حوّلت ولي العهد إلى أحمقٍ من الطراز العالمي، ربما كنتُ أكتب في سجنٍ تحت الأرض بدلاً من هذه الفيلا.
على أيّ حال.
لهذا السبب عرفتُ لماذا ولي العهد مهووسٌ بالرواية، وكان عليّ بطريقةٍ ما أن أجعلها نهايةً سعيدةً وأحوّل ولي العهد إلى أروع شخصٍ في العالم. وليس شخصًا أصلعًا.
أثار ولي العهد على الفور الموضوع الرئيسي، ونظر إلى كتفيّ المتدلّيتين.
“كم من الوقت تستغرق كلّ حلقة؟”
“تستغرق أسبوعًا. أكتبها خلال خمسة أيام، وأقدّمها خلال يومين.”
“إذًا أريني إيّاها عند تقديمها. سأعمل على تحسينها بنشاط.”
“… إنه لشرف.”
“ماذا، لشرف؟ أنتِ لي من الآن فصاعدًا، لذا لا تتردّدي في الكتابة هنا.”
لي؟ في الروايات التي تتحدّث عن الحب الممنوع هناك حدثٌ حيث يقول البطل ‘سأجعلكِ ملكي!’
هل هذا اعتراف؟
توقّفت أفكاري على هذه الحقيقة التي لا تُصدَّق، وقال هذا فجأة.
“الآن بعد أن أصبحتِ لي، فأنتِ مرؤوسي المُباشِر.”
“أوه ….، هذا ما تعنيه بعبارة ‘لي’.”
“هذا صحيح.”
لقد سمعته تقريبًا كاعتراف لأنني لم أفهم ما قاله الآن.
‘وااه…، كدتُ أقع في الوهم للحظة. استجمعي شتات نفسكِ يا فتاة.’
بعد الانتهاء من عمله، نهض جيرون من مقعده ووقف مستقيمًا ومسّد ملابسه.
كلّما نظرتُ إلى مظهره، أدركتُ أنه قرأ الرواية بالتفصيل. فقد وصفتُ زيّه الرسمي بأنه يحمل شارةً ذهبيةً على شكل نسر، وكان يرتدي في الواقع شارةً ذهبيةً على هذا الشكل.
لا، الرمز الإمبراطوري هو الشمس.
قفزتُ أيضًا وانحنيتُ لولي العهد، الذي ابتسم كسيّدٍ سخيّ، وراقبتُه من الخلف.
بووم! عندما نظرتُ إلى الباب وهو يُغلَق، ارتميتُ على كرسيي.
“قد أكون حرًّا لمدّة خمسة أيام، لكن هذا يعني أنني سأعاني لمدّة يومين.”
مظهر ولي العهد لا تشوبه شائبةٌ حقًا… كان أكبر عيبٍ هو أن كلّ شيءٍ فيه هو عيبٌ باستثناء المظهر.
‘تمالكِ نفسكِ. هذا هو القصر الإمبراطوري.’
كانت فرحة لقاء الأمير 10 ثوانٍ فقط وبعدها بدا وجهه وكأنه غلافٌ أزرق سماوي. كلّما فتح فمه بدا الغلاف وكأنه ينفتح ويُغلَق، لذلك كانت معدتي تحترق.
* * *
في اليوم الذي بدأتُ فيه سلسلة ‘الحب الأخير لولي العهد’، أقيم احتفالٌ في القصر الإمبراطوري. كنتُ أعتقد أن عامّة الناس فقط هم مَن يقرؤون الرواية، لكن وللمفاجأة، العديد من السيدات النبيلات كُنّ يقرأنها.
“ما هذا؟ لماذا هناك تمثالٌ مثل هذا ….”
في وسط الاحتفال، كان هناك تمثالٌ نصفيٌّ لولي العهد، وعلى غير العادة، كان رأسه مُغطًّى بالتربة، حيث كان العشب ينمو.
عندما طلب مني المساعد هاسل أن أقترب، ذهبتُ إليه وقرأتُ بعنايةٍ اللافتة الموضوعة أمامه.
≪من فضلك اسقِني الماء كأمنيةٍ لعيد ميلادي.≫
بقلبٍ تائب، التقطتُ كأس ماءٍ ورششته على العشب. كان ينبغي أن ينمو جيدًا، مثل شعر ولي العهد في الرواية القادمة.
“يا إلهي. أنتِ الكاتبة، أليس كذلك؟”
في كلّ مرّة كانت السيدة التي تقترب مني تلوّح بمروحتها، كانت رائحة الورد تنتشر في كلّ مكان. تجمّع حولي عددٌ كبيرٌ من السيدات النبيلات، يرتدين ملابس فاخرة على عكس ملابسي العادية.
لا بد أنهم حضروا هذا الاحتفال لأنهم كانوا مهتمّين، ولكنني فوجئتُ بحقيقة أنهم كانوا أكثر حماسًا ممّا كنتُ أتصوّر. وفي لحظة، أحاط بي الحشد، وحتى هاسل، الذي كان يتحدّث معي من الجانب، تردّد وتراجع.
“إذن مَن هو الحب الأخير؟ لقد قيل أنها سيدةٌ نبيلةٌ فقط، ولكن أيّ عائلةٍ اتخذتِها كشعارٍ لها؟”
“ماذا عن عائلتي؟ كانت لدينا علاقةٌ طويلة الأمد مع العائلة الإمبراطورية….”
“عن ماذا تتحدّثين؟ كان موعد أوّل ظهورٍ لابنتي العام الماضي. إذا كان لديكِ أيّ شيءٍ تريدين معرفته، زوري عائلتنا من فضلكِ-“
“لماذا أنتنّ متسرّعاتٍ هكذا يا سيدات؟ هل تقرأن الرواية بقلوبٍ نقية؟”
“ما الذي تهذين به؟ ألم تأخذي آنستكِ النبيلة إلى الفيلا حيث الكاتبة؟”
أوه، بالتفكير في الأمر، قبل يومين، كانت هناك آنسةٌ أرستقراطيةٌ رأيتُها لأوّل مرّة تفوح منها رائحة الزهور أمام حديقة الفيلا. نظرًا لأن الإمبراطور ليس لديه ابنة، ظننتُها ابنة عائلةٍ نبيلةٍ ونظرتُ إليها دون تفكيرٍ كبير. أثناء النظر إليها، ما فكّرتُ فيه هو …… أردتُ أن آكل كعكةً كريميةً غنيةً مثل الفستان الذي كانت ترتديه.
كانت هناك شخصيةٌ للبطلة رسمتُها في ذهني، لكن كان عليّ التأكد من أنها لا تتداخل مع العائلات التي أتحدّث عنها قدر الإمكان. لأنه إذا استبدلتُها بشخصٍ حقيقيٍّ دون سبب، فلا أعرف نوع العواقب التي ستقع على رأسي.
“اعذروني للحظة. سأذهب للحظةٍ فقط …… “
بينما كانوا يتجادلون مع بعضهم البعض، هربتُ بهدوء. هااه- أخرجتُ تنهيدةً طويلة، وفكّرتُ أنه لا ينبغي لي أن أحضر تجمّعًا للنبلاء في المستقبل.
بينما كنتُ أتناول الفاكهة التي قُدِّمَت كحلوى، ظهر ولي العهد بالقرب من الأوركسترا، مُظهِرًا جلالته. ثم ابتسم له كلّ مَن كانوا يتجادلون.
“أودّ أن أُعرِب عن عميق امتناني لجميع الضيوف الكرام على حضورهم.”
بدا ولي العهد وكأنه لا يشعر بالتوتر أو الإحراج على الرغم من أن العديد من الناس نظروا إليه. بالنظر إليه، بدا وكأنه وُلِد بكاريزما وثقة في قدرته على لفت انتباه الجمهور.
استمرّت الخُطبة لفترةٍ طويلة، وكانت القاعة ذات جوٍّ وديّ وامتلأت بالضحك. رفع ولي العهد ذراعه فجأةً وخفض صوت كلام الناس.
“احتفالاً بإعادة إصدار الرواية، هناك شخصٌ أودّ أن أقدّمه لكم. شانيل، مؤلفة رواية ‘الحب الأول لولي العهد’ والتي ستكتب رواية ‘الحب الأخير لولي العهد’!”
مدّ ولي العهد جيرون ذراعه الطويلة وأشار إليّ وأنا متكئةٌ في الزاوية. إنه يتمتّع ببصرٍ جيدٍ أيضًا. كيف تمكّن من رؤيتي من هناك على الفور؟
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1