It Feels Like I’m About to be Divorced, But my Husband is My Favorite - 90
الحلقة 90
“دوق روديُون من الشَّمال.”
“دوق روديُون؟”
كان شخصًا لم يسبق لِكايْدِن أن رآه أو أولاه أيَّ اهتمام يُذكر.
وبما أنّه أحد نبلاء الشَّمال الذين نادرًا ما يزورون العاصِمة، فلا بدَّ أنّه لم يكن له أيُّ علاقة بإيفجينيا.
إذا كان الأمر كذلك…
“إذًا، دوق باسيليان؟ لا شكَّ أنّه هو مَن أرغَمها على الزَّواج.”
في تلك اللَّحظة، تلاشي من عقل كايْدِن تمامًا عنادُ إيفجينيا، ومقاومتُها الشَّرسة المُستمرَّة للدُّوق في نزاعاتِهِما الدَّائمة.
لم يتذكَّر سوى هوسِها به، وإصرارِها الطَّاغي عليه طوال ذلك الوقت.
ولهذا، كان متيقِّنًا، بلا أدنى شك، من أنَّ إيفجينيا لم تكن لِتقبل الزَّواج من أيِّ شخصٍ آخر بإرادتِها.
فهي امرأةٌ ضَعيفة، في نهاية المطاف. لا بدَّ أنّها أُجبِرت على هذا الزَّواج، سواءٌ بالقُوَّة أو بأيِّ وسيلةٍ أخرى.
لطالما علِم كايْدِن أنَّ دوق باسيليان، رغم صمتِه الظَّاهري واحترامِه المزعوم لرغباتِ ابنتِه، كان يُكِنُّ له الكراهية سرًّا، لأنَّه رفضَ إيفجينيا.
ومع ذلك، كان يعتقد أنَّ الرَّجل سيكتفي بِمُراقبتِها عن بُعد فحسب.
‘تبًّا… هل كان إرسالُ عرضِ الزَّواج إلى ابنةِ عمِّتها تجاوزًا للحدود؟’
داهمهُ النَّدم متأخِّرًا، لكنَّه أقنع نفسَه بأنَّه لا بدَّ من وجود طريقةٍ لتصحيحِ هذا الوضع.
بالتأكيد، إيفجينيا كانت تنتظر منه فقط أن يُصلِح الأمور.
بينما كان كايْدِن يُحاول ترتيب أفكاره، بادر ألكْسِيس بتصحيح سوء الفهم الذي وقع فيه وليُّ العهد، بحذرٍ ولكن بحزمٍ شديد.
“صاحب السُّمُو؟ على حدِّ علمي، لم يكن والدي مَن أراد هذا الزَّواج، بل إيفجينيا… لا، بل أختي هي مَن رغبت في الزَّواج أولًا.”
في أعماقه، كان ألكْسِيس لا يزال يحمل ضغينةً تجاه كايْدِن، بسبب تجاهُلِه لإيفجينيا وتقدُّمِه لِخطبة ميليسا بدلًا منها، وكذلك بسبب حديثِه الصَّريح عن رغبته في اتِّخاذ عشيقةٍ قبل مُغادرتِه.
ورغم أنَّ الأمر لم يعُد ذا أهمِّيَّة الآن، إلَّا أنَّه أراد من كايْدِن أن يُدرِك مدى الأذى والمهانة اللَّذَين شعرت بهما إيفجينيا.
لكنَّ كايْدِن بدا غير مُبالٍ على الإطلاق بِمشاعرها، ولا بخجلِها أو كرامتِها المُهدَرة.
ظلَّ واقفًا في مكانِه، مُتجمِّدًا تمامًا.
لأنَّه في تلك اللَّحظة تحديدًا، استعاد ذِكرى حديثِهما الأخير قبل رحيلِه.
كانت قد قالت إنَّها ستتخلَّى عن مشاعرِها تجاهه تمامًا.
قالت له ألَّا يقلق، وأنَّها لن تُزعِجَه بعد الآن.
ثم…
“سأتزوَّج من شخصٍ آخر.”
لقد قالت ذلك بالفعل.
بالطَّبع، لم يُصدِّقها حينها.
ظنَّ أنَّها مُجرَّد مزحةٍ قاسية، أو محاولةٍ يائسةٍ لاستفزازِه.
لكن… هل ذكرت أيضًا أنَّها قد أرسلت عرضَ الزَّواج بالفعل؟
استرجاعًا لِذلك اليوم، أطلق كايْدِن ضحكةً خاوية.
“…”
لا، في الحقيقة، لم يكن يستطيع حتَّى الضَّحك.
ضغط على أسنانِه بشدَّة، وهو يشعر بطعنةِ الخيانة تُمزِّق صدرَه.
غضبٌ، تأخَّر في الظهور لكنَّه أصبح الآن جامحًا، أخذ يغلي في داخله.
كان جوُّ المكان يُنذِر بالخطر، ممَّا جعل مُساعدَه يرتجف خوفًا.
إذًا، سيدةُ باسيليان قد تزوَّجت بالفعل من رجلٍ آخر، تاركةً وليَّ العهد خلفَها.
لم يكن هذا أقلَّ من خيانةٍ مباشرة.
ولم يكن أحدٌ يستطيع التكهُّن بكيفيَّة ردِّ فعلِ كايْدِن.
وفي مثل هذه المواقف، كان المُقرَّبون منه هُم أوَّل مَن يدفع الثَّمن.
“ص-صاحب السُّمُو! يدُك تنزِف!”
في تلك اللَّحظة، لاحظ الفيكونت تريا، الذي لم يكن قد استوعب الموقف بعد، قطراتِ الدَّم التي تتساقط من قبضةِ كايْدِن المُحكمة، فصاحَ خائفًا.
ورغم أنَّه لم يكن يعلم سبب هذا الخطر المُحدِق، إلَّا أنَّه تحرَّك بغريزتِه مُحاولًا إثبات ولائِه بإظهار قلقِه على وليِّ العهد.
“منديل! ألا يملك أحدٌ منديلًا؟”
لكنَّ كايْدِن لم يُبدِ أيَّ اهتمامٍ بالدَّم الذي بدأ يتسرَّب من كفِّه، حيث غُرِزَت أظافرُه في لحمِه، بينما كان مُساعدُه مُرتبِكًا للغاية ليُحرِّك ساكنًا.
عندها فقط، التقطت عينُ الفيكونت تريا ارتجافةً خفيفةً من ألكْسِيس.
“أنت! ألا تملِك منديلًا؟”
أدرك ألكْسِيس خطأه بعد فوات الأوان، فبدا عليه الندم لوهلةٍ قبل أن يُومئ برأسه ويسحب منديلًا من جيبِه.
لم يلبث الفيكونت تريا أن انتزعه سريعًا من يديه المتردِّدتين، ثم لفَّه حول يد كايْدِن النَّازِفة.
ورغم أنَّ الجُرح لم يكن عميقًا، إلَّا أنَّه كان في اليد التي يُمسِك بها سيفَه، وهذا وحده كان كفيلًا بإثارة القلق.
لكنَّ كايْدِن، الذي ظلَّ يَصِكُّ أسنانَه كظمًا لغضبِه المُتأجِّج، لم يُظهِر أيَّ ردِّ فعل.
شعر الفيكونت تريا بالإحراج من لا مُبالاة كايْدِن، فحوَّل انتباهَه إلى ألكْسِيس بدلًا من ذلك.
وبالطَّبع، لم يكن أحمقَ بما يكفي لِيذكر اسم إيفجينيا مجدَّدًا.
“أهو مِن حبيبتِك؟ لقد بدوتَ غير راغبٍ في التَّخلِّي عنه قبل قليل.”
عوضًا عن ذلك، أشار إلى تردُّد ألكْسِيس الواضح في تسليم المنديل، وكأنَّه كان شيئًا عزيزًا عليه.
ارتجف ألكْسِيس للحظة، ثم انتفض مُحتجًّا، وكأنَّه سمعَ أفظعَ سُوء فهمٍ على الإطلاق.
“حبيبةٌ؟! مستحيل!”
“إذًا، مَن أعطاك إيَّاه؟”
“حسنًا… أُمم… هممم.”
تنحنحَ ألكْسِيس بتردُّدٍ قبل أن يُجيب، وقد ارتسمت على وجهِه فجأةً ابتسامةٌ مُبهمة، تُوحي بشيءٍ من الفخر.
“أُختي أعطَتنِي إيَّاه. قالت لي أن أعود سالمًا.”
“أُخ-أُختُك؟”
إذًا، هذا يعني أنَّ المنديل كان من سيدةِ باسيليان…
لماذا، من بين جميعِ الأشخاص…!
تجمَّدت الابتسامة المُتلاعبة على وجهِ الفيكونت تريا على الفور.
بِحركةٍ غريزيَّة، ألقى نظرةً خاطفةً على وليِّ العهد.
وكما هو مُتوقَّع، ما إن تمَّت الإشارة إلى إيفجينيا، ولو بشكلٍ غير مباشر، حتَّى لمَعَ بريقٌ خطيرٌ في عيني كايْدِن الفارغتين قبل لحظات.
كان نظرُه مُثبَّتًا على المنديل ذو اللَّون اللَّيلكيّ الشَّاحب، المُلتفِّ حول يدِه.
كان مختلفًا تمامًا عن ذلك المنديل الورديِّ المُزيَّن بالدَّانتيل، الذي كان كايْدِن يحرص على الاحتفاظ به بعنايةٍ شديدة، لدرجةِ أنَّه لفَّه بقطعةِ قماشٍ بيضاء لحمايتِه من الأتربة والبُقَع.
“هاه… هه…”
أخيرًا، أطلق كايْدِن ضحكةً خاويةً ومُرَّة.
لم يُدرِك الحقيقة كاملةً إلَّا عندما رأى ذلك المنديل.
إيفجينيا كانت قد خطَّطت لكلِّ شيء.
منذ اللَّحظة التي أرسل فيها ذلك العرض للزَّواج، كانت قد عقدت النيَّة على خيانتِه بهذه الطَّريقة.
في ذلك اليوم، أظهرت له لمحةً من شيءٍ مُختلِف-تمامًا بقدرٍ يكفي لِيُصدِّق أنَّ هناك أملًا ما-ثم سلَّمته ذلك المنديل.
لكن، بغضِّ النَّظر عن مدى غضبِها… كيف استطاعت أن تذهب إلى حدِّ الزَّواج من رجلٍ آخر بالفعل؟
‘ليس ولو لِمرَّةٍ واحدة…’
لم تُذعِن له قطّ. ولا حتَّى مرَّةً واحدة.
وإن كان لا بُدَّ من إلقاء اللَّوم، فقد كانت إيفجينيا دومًا هي من تتقبَّل أفعال كايْدِن الطَّائشة.
لكن في الحقيقة، كان كايْدِن هو مَن عاش متوسِّلًا أدنى لمحةٍ من مشاعرِها الحقيقيَّة.
عضَّ على أسنانِه بقوَّة، في محاولةٍ يائسةٍ للحفاظ على ما تبقَّى من كرامتِه المُمزَّقة.
“أغـه!”
“آه، صاحب السُّمُو!”
عندما قبض كايْدِن يدَه بقوَّة، انكمش المنديل المُرتَّب داخل راحة يدِه، وتحطَّم شكلُه تمامًا.
وقف ألكْسِيس مُجمَّدًا، قلقًا على المنديل، بينما كان الفيكونت تريا أكثر اهتمامًا بالدَّم الذي بدأ يتسرَّب مجدَّدًا من جُرح وليِّ العهد المُعاد فتحُه.
وفي تلك اللَّحظة، ظهر شخصٌ آخر عند مدخل الخيمة.
“رسالةٌ عاجلة من القصر الإمبراطوري، يا صاحب السُّمُو!”
وسطَ كلِّ هذا الارتباك، كان الشَّخص الوحيد الذي تمكَّن من الحفاظ على شيءٍ من هدوئِه هو المُساعد، الذي تقدَّم على عَجَل، واستلَم رسالةَ الإمبراطور من المُرسَل، ثم سلَّمها على الفور إلى كايْدِن.
أخذ كايْدِن نَفَسًا عميقًا وبطيئًا ليستعيد رباطة جأشِه المُعتادة-وإن ظلَّت عيونُه تشتعل-ثمَّ سارع بقراءة الرِّسالة.
ساد صمتٌ ثقيلٌ في المكان، بينما خفَضَ الرِّسالةَ ببطءٍ وأعلن بقرارٍ حازم:
“يجب التخلِّي عن جميع الخطط الحاليَّة. سنُعيد وضع استراتيجيَّاتٍ جديدة من البداية. الأولويَّة الآن هي إنهاء الحرب في أسرع وقتٍ مُمكن والعودة.”
—
٩. سرُّ عائلة روديُون
كان عصرًا دافئًا، تسبحُ فيه الأشعَّة الذَّهبيَّة للشَّمس.
استمتعتُ بالجوِّ الهادئ، أحتسي الشَّاي وأنا أحدِّق عبر نافذة مكتبِي.
كانت الحياة في قصر دوق روديُون مع إكليد تجربةً أُقدِّرها كلَّ يوم، وأشعُر بالامتنان والسَّعادة-حتَّى في ذلك اليوم الذي اكتشفتُ فيه أنَّ إيفجينيا هي السَّيِّدة المُسيطرة على كلٍّ من جولد وبلاك!
لكنَّ اليوم كان يُخالِطُها شعورٌ خاصٌّ من الدِّفء والطُّمأنينة.
ولم يكن ذلك مُجرَّد وَهْم.
عندما وصلتُ إلى هنا لأوَّل مرَّة، كانت الرِّيَاح الشَّماليَّة القارِسة-والتي تختلف تمامًا عن مناخ العاصمة-تجعل ارتداء المعاطف السَّميكة أمرًا لا مفرَّ منه.
لكنَّ الطَّقس أصبح الآن أكثر اعتدالًا لدرجة أنَّني لم أعد بحاجةٍ لإشعال المِدفأة، وصار معطفٌ خفيفٌ كافيًا تمامًا للحياة اليوميَّة.
يبدو أنَّ مناخ الشَّمال ليس سيِّئًا على الإطلاق.
قبل أن آتي إلى هنا، كان كلٌّ من دوق باسيليان، بل وآن أيضًا أثناء توضيبِها ملابِسي، يُعبِّران عن قلقِهما.
لكن اتَّضح لي أنَّه لم يكن هناك ما يستدعي ذلك.
ومع ذلك، كان السببُ الحقيقيُّ لِشُعوري بهذا الدِّفءِ والطُّمأنينة اليوم شيئًا آخر تمامًا.
في داخلي، رفعتُ يديَّ عاليًا بانتصار، وهتفتُ لنفسي:
‘ لقد سدَّدتُ جميع الدُّيون أخيرًا! ‘
المترجمة:«Яєяє✨»
تعليق ونجمة يشجعوني✨؟
حساب الواتباد: @rere57954