I’m the Dying Emperor’s Doctor - 52
ابتلع أمين المكتبة لعابه وكأن حلقه جافٌّ واستمر في الحديث.
“في يومٍ من الأيام، تشاجرنا كثيرًا عندما حاولنا استخدامه كحطبٍ للتدفئة. والآن، بعد وفاة أختي الصغرى، انتهى بي الأمر بحراسة المستودع.”
“فمهت …….”
لم تعرف سيرينا ماذا تقول لتعزّيه. شعرت بالأسف على المؤلّفة التي توفّيت دون أن ترى ضوء النور.
في غضون ذلك، قرأت كتبها الأخرى، والتي كانت سهلة القراءة وشرحت السحر بطريقةٍ سهلةٍ ومفصّلة. في تلك اللحظة، أطلق أمين المكتبة صوتًا متذمّرًا.
“يعتبر الكثير من الناس كتابات المؤلّفات عاطفيّةٌ وغير موثوقة، لذلك يتمّ التعامل معها كروايات.”
“هذا تفكيرٌ ضيّق الأفق حقًا.”
ضحك أمين المكتبة عندما عبست سيرينا وغضبت لأجله.
“إنه القدر أن أقابل قارئًا لها، لذلك لن يكون من السيئ أن أعطيكِ كتابًا كهدية.”
“أوه، أريد أن أدفع ثمنه.”
“لا بأس.”
ابتسم أمين المكتبة بحرارةٍ وحزم أمتعته.
“المستودع قريبٌ من الغابة. على الرغم من أن تكاليف الصيانة كانت صعبةً بالفعل، إلّا أن جلالته أعارني إياه مجانًا. سأعود قريبًا.”
“أوه، إذًا فلنذهب معًا.”
كما حزمت سيرينا حقائبها بسرعةٍ وتَبِعت أمين المكتبة.
“ستكون بعيدة.”
“إذا تحدّثنا أثناء الذهاب، فلن يكون هناك أيّ وقتٍ للملل.”
“يبدو أنكِ الوحيدة التي تريد التحدّث إلى هذا الرجل العجوز.”
“يا إلهي، لو كنتُ أحد أفراد عائلة الدوق وعِشتُ هنا، كنتُ لأرغب في التحدّث إليكَ يوميًا.”
“تتحدّثين بشكلٍ لطيفٍ للغاية.”
قاد أمين المكتبة سيرينا إلى الغابة بابتسامةٍ دافئة.
كانت غابة إقليم غرينوود واسعةَ جدًا. كانت هناك مساراتٌ هنا وهناك مليئةً بآثار الأشخاص الذين يمرّون عبر الأشجار الكثيفة.
حتى المسارات التي لم تكن موجودةً من قبل كانت تظهر عندما يمرّ الناس. في بعض الأحيان، كان صوت البندقية يرنّ من بعيد. كان صوت الصيد. قالت سيرينا.
“أعتقد أنهم يصطادون بجوارنا. ربما لأن هذا موسم الصيد.”
“ربما يصطادون هنا اليوم. إذا لم يصطادوا الخنازير البريّة أو الغزلان في هذا الوقت من السنة، فسوف تعاني المنازل.”
“إذن، ألا تتعرّض لحوادث أثناء المرور من هنا؟”
“لا تقلق. حتى لو سمعتِ أصواتًا قريبة، فهي في الواقع تأتي من بعيد.”
كان أمين المكتبة معتادًا على هذا النوع من الأشياء وتحرّك عبر الغابة دون تردّد. شعرت سيرينا بالارتياح عندما قال لها شخصٌ يرتاد المكان إنه لا بأس.
تَبِعت أمين المكتبة ونظرت حولها. كان من الجميل جدًا رؤية ضوء الشمس يشرق على الأوراق في منتصف النهار كالنجوم. بعد المشي لبعض الوقت، رأت كوخًا من بعيد.
“هناك.”
ابتسم أمين المكتبة بحرارةٍ وأشار إلى الكوخ.
“المستودع كبيرٌ جدًا، أليس كذلك؟”
“يوجد به كلّ أنواع الأشياء.”
عندما فتح أمين المكتبة الباب بالمفتاح، ضربتها رائحة الكتب الرطبة. على الرغم من أنه كان نهارًا، كان المستودع مظلمًا بالداخل. بينما كانت سيرينا تتطلّع حولها، أشعل أمين المكتبة المصباح.
كانت الكتب مكدّسةً في فوضى. صعد أمين المكتبة السلّم الصغير وأخرج كتابًا من الأعلى.
“ها هو.”
“إنه أكثر سمكًا ممّا كنتُ أعتقد.”
“سأقدّمه لكِ كهدية.”
“أشعر وكأنني أتلقّى منكَ دائمًا، أمين المكتبة.”
“أنتِ لطيفةٌ للغاية، لذا أريد أن أعطيكِ المزيد.”
ابتسم أمين المكتبة وأخبرها ألّا ترفض. عبّرت سيرينا عن امتنانها ووضعت الكتاب في حقيبتها.
وعندما كانت على وشك مغادرة المستودع.
“يا إلهي!”
تعثّر أمين المكتبة وسقط، وخبط رف كتب. وبسبب ذلك، اهتزّ رفّ الكتب وأسقط مصباحًا معلّقًا على جانبٍ واحدٍ من الحائط.
مَعمَعة-!
بدأت النيران تنتشر بسرعةٍ تلتهم الكتب.
فزع أمين المكتبة وحاول إطفاء النيران ببطانيةٍ موضوعتةٍ في الزاوية، ولكن نظرًا لوجود العديد من الأشياء التي تحترق في المستودع بسرعة، لم تنطفئ النيران بسهولة. قال أمين المكتبة بصوتٍ مضطرب.
“ماذا عليّ أن أفعل؟ آنسة، لنخرج أولاً-!”
“هوك، هووك!”
صاح أمين المكتبة بإلحاح، لكن سيرينا كانت تلهث بحثًا عن الهواء وارتجفت.
كان الأمر غريبًا. بمجرّد أن رأت النيران، شعرت فجأةً وكأن تنفسّها قد توقّف. لم تكن تعاني من الربو، لكنها فجأةً وجدت صعوبةً في التنفّس.
انقطع تنفسها، وامتلأت عيناها بالدموع وبلّلت وجنتيها. بدت متجمّدةً تمامًا، وكأنها عانت من صدمة. لاحظ أمين المكتبة متأخّرًا أن سيرينا كانت في حالةٍ سيّئةٍ فأمسك بيدها وسحبها.
“ليس هناك وقتٌ لهذا. أسرعي واخرجي …..!”
بالكاد تمكّن أمين المكتبة من سحب سيرينا خارج الباب، وبدأ المستودع يحترق بشدّة.
“تنفّسي! تنفّسي!”
ضرب أمين المكتبة خدّ سيرينا، التي كانت تكافح من أجل التنفّس. كان المستودع المحترق مشكلة، لكن حياة سيرينا، التي كانت على وشك الموت، كانت أكثر أهميّة.
“هوك! هوك! هوك …….”
عندما غادروا المستودع، بدا أن تنفّس سيرينا يعود تدريجيًا إلى طبيعته.
وفي الوقت نفسه، اشتعلت النيران في المستودع واحترق بشدّة، وارتفع دخانٌ لاذعٌ في سُحُبٌ كثيفةٍ في الغابة. وطأ أمين المكتبة بقدميه، معتقدًا أن الغابة بأكملها يمكن أن تحترق إذا استمرّ هذا دون فعل شيء.
“سأطلب المساعدة من مكانٍ ما، لذا أيّتها الشابة، اخرجي من الغابة!”
أصدر أمين المكتبة أوامره على عجلٍ وركض إلى مكانٍ ما. لم يكن يبدو أن الحريق سيخمُد بسهولة، لذا كان يخطّط لطلب المساعدة من الآخرين.
بعد كلّ شيء، إذا احترقت الغابة، إحدى ممتلكات الدوق الخاصة، فإن مصير أمين المكتبة سينتهي.
ترك أمين المكتبة سيرينا خلفه، قائلاً إنه سيطلب الإنقاذ. أدارت سيرينا ظهرها إلى النار وشهقت لالتقاط أنفاسها.
كان قلبها لا يزال ينبض بسرعةٍ غير طبيعية، وأصبح تنفّسها متقطّعًا مرّةً أخرى. في اللحظة التي رأت فيها النار، توقّفت أفكارها.
شعرت بشيءٍ لا تتذكّره يحفّز دماغها. كان ذلك حينئذٍ.
“آآه!”
لقد لسعتها الندبة على جبهتها فجأةً وآلمتها. تأوّهت سيرينا، وهي تمسك بيدها على جبهتها.
التوى وجهها الملطّخ بالدموع من الألم. كانت الندبة، التي لم تكن تعرف حتى متى تشكّلت، مؤلمة. وكأنها تحاول تذكيرها بذكرياتٍ منسيّة.
“سعال، سعال!“
جمعت سيرينا قوّتها العقلية للابتعاد عن المكان. إذا بقيت بالقرب من المشهد، فقد تختنق حتى الموت من انتشار الحريق إلى الغابة. لكن خطوات سيرينا شعرت بثقلٍ وكأن قدميها مربوطةٌ بالحجارة. في النهاية، انهارت سيرينا على الفور بعد فترةٍ وجيزة.
إذا مِتُّ هكذا، هل سأعود إلى البداية مجدّدًا؟
شعرت سيرينا بالحزن فجأة. اعتقدتُ أنني أستطيع أن أُحسِن صنعًا هذه المرّة، لكنني مِتُّ هكذا.
لم أكن أريد أن أموت. هذه المرّة، اعتقدتُ أنني أستطيع حقًا إنقاذ الإمبراطور، لذلك كنتُ أكثر تعلّقًا بالحياة.
تمامًا كما كانت سيرينا على وشك فقدان الوعي، ساعد شخصٌ ما سيرينا على الهروب من مكان الحريق.
في ارتباك الموقف، لم يكن لديها وقتٌ للتحقّق من هويّة الشخص. كانت تحاول فقط الاسترخاء، معتقدةً أن أمين المكتبة قد عاد.
“سيرينا!”
التقطت أذنيّ صوتًا مألوفًا مثل هلوسةٍ سمعيّة. رأيتُ شخصًا يركض نحوي من بعيد. للوهلة الأولى، بدا وكأنه أشقر.
‘إيشيد؟’
تذكّرت سيرينا اسمه بشكلٍ غامض. لكنها هزّت رأسها على الفور.
لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. لماذا سيكون إيشيد هنا؟
اعتقدت سيرينا أنها كانت تعاني من أوهامٍ وهلوساتٍ سمعيّةٍ قبل وفاتها. لقد كانت مرتبطةً به لدرجة أنها أضحت ترى وجهه بأوهامها.
كانت تلك اللحظة التي تخلّت فيها أخيرًا عن وعيها. ابتلع الهواء النيران المشتعلة في المستودع في لحظة وأطفَئها. لم يتمّ إخمادها بشكلٍ طبيعي، بل بالسحر.
* * *
تظاهر إيشيد بالصيد أثناء الركض حول المجموعة وأضاعهم. وكأن الأمور لم تكن سيئةً بما فيه الكفاية، فقد ضلّ طريقه وكان يدور حول نفس المكان.
كلّ ما كان بإمكانه رؤيته هو الأشجار والعشب. شعر إيشيد بالحرج قليلاً عندما أدرك أنه يبتعد أكثر فأكثرٍ عن صوت إطلاق النار.
“اللعنة. أين هذا المكان بحق الجحيم؟”
لو كانت سيرينا هناك، لكانت قد سخرت منه قائلةً ‘هذا عقابكَ لأنك تركض هنا وهناك’.
فكّر إيشيد في سيرينا وضحك. ثم فجأة، لامست رائحة حريقٍ أنفه عبر طريق الغابة.
حوَّل بصره في اتجاه الرائحة، وكان دخانًا أسودًا يتصاعد من مكانٍ ما. بدا الأمر وكأن حريقًا اندلع في مكانٍ قريب.
نظر إيشيد في اتجاه الدخان. عادةً، ما كان ليهتمّ إذا ما شبّ حريقٌ والتهن ممتلكات الدوق الخاصة. بل كان ليشعر بالسعادة ويقول إنه يستحقّ ذلك.
لكن-
“كان جيدًا. مسار الغابة جميلٌ جدًا، ما زلتُ أذهب إلى هناك كثيرًا هذه الأيام، وحدي.”
“……”
تذكّر إيشيد فجأةً ما قالته سيرينا وشعر برعشةٍ في قلبه. كان هذا الاتجاه هو طريق المشي بالقرب من قلعة الدوق.
ماذا لو كانت سيرينا تستمتع بمشيها دون أن تعلم بوجود حريق؟
إن فكرة أنها قد تموت في النيران أرسلت قشعريرةً أسفل عموده الفقري.
‘فقط للتأكّد.’
سار إيشيد في اتجاه الحريق لتبديد أيّ أثرٍ للقلق.
بما أن الأمر يتعلّق بمجاله، فقد خطّط لإخماده بسرعةٍ وإيجاد طريقه للعودة.
في تلك اللحظة، وصلت برقيةٌ عاجلةٌ من الفارس الذي كان يرافق سيرينا.
– اندلع حريقٌ في المستودع في اتجاه الساعة الثالثة في الغابة بالقرب من قلعة غرينوود حيث كانت سيرينا فنسنت. عملية الإنقاذ جارية …… (تابِع).
“!!!”
أدرك إيشيد من السطر الأول في البرقية أن مخاوفه لم تكن مجرّد أوهام، فانطلق على الفور نحو مصدرها.
بعد لحظة، شوهدت سيرينا تهرب بمساعدة فارسٍ من بعيد
“سيرينا!”
كانت سيرينا تذرف الدموع. كان وجهها شاحبًا، وكأنها مهلوعة. كان من الواضح أنها كانت تمسك بجبينها، وكأنها مُصابةٌ في مكانٍ ما.
نظرت سيرينا إلى إيشيد عند سماع اسمها. ومع ذلك، لم يبدُ أن عينيها الغائمتين تعرّفتا عليه.
سرعان ما ركض إيشيد نحو سيرينا التي أُغمِي عليها تمامًا. وفي الوقت نفسه، لوّح بيده وأطفأ النار في الكوخ الذي كان مشتعلاً بشدّة.
“سيرينا! استعيدي وعيكِ!”
حاول إيشيد هزّها، لكن عينيها لم تُفتَحا.
“اللعنة، إنها لا تتنفّس!”
شدّ إيشيد على أسنانه عندما أظهرت علامات انقطاع النَفَس. إذا تركها على هذا النحو، فقد تموت.
وبدون تردّدٍ للحظة، قام إيشيد بتأمين مجرى التنفّس لسيرينا وبدأ بمحاولة إنعاشها عن طريق التنفّس الاصطناعي. لم يكترث حتى للفارس الذي يقف بجانبه مندهشًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1