I’m the Dying Emperor’s Doctor - 50
“هل استمتعتِ بالمشي مع نوكتورن؟”
سأل إيشيد بابتسامةٍ ساخرة. لم تلاحظ سيرينا ذلك وعبّرت عن مشاعرها بصدق.
“كان جيدًا. مسار الغابة جميلٌ جدًا، ما زلتُ أذهب إلى هناك كثيرًا هذه الأيام، وحدي.”
“لذا، كان جميلًا جدًا؟”
سأل إيشيد بشكلٍ ملتوٍ، مخفيًا انزعاجه بابتسامة. عندها فقط نظرت سيرينا إلى إيشيد. لسببٍ ما، شعرت وكأن هناك أشواكٌ وراء ابتسامته.
‘لماذا تبدو هكذا؟’
لكن سيرينا لم تستطع الإجابة قبل أن يتمتم إيشيد.
“إذا كان الأمر جيدًا جدًا، يمكنكِ التنزّه مع نوكتورن من الآن فصاعدًا. سأبقى في السرير.”
“هاه؟”
“بدلاً من إجبار شخصٍ لا يحبّ المشي على التنزّه، من الأفضل التنزّه مع نوكتورن، الذي يأخذكِ إلى أماكن جميلة، أليس كذلك؟”
عندما أصرّ إيشيد على عناده السخيف، أطلقت سيرينا ضحكةً جوفاء. بعد أن جعلته بالكاد يعتاد على التنزّه أخيرًا، الآن يرفض ذلك. هذا غير معقول.
لم تستطع سيرينا التغاضي عن تصرّفات إيشيد الذي كان يحاول التملّص من التنزّه بهذه الطريقة الماكرة. بالإضافة إلى ذلك، لم تفهم لماذا يستمر في إدخال نوكتورن في الأمر. فتحت عينيها على مصراعيهما وردّت عليه بحزم.
“ما الذي تتحدث عنه؟ يجب أن تذهب للتنزّه كلّ يوم. وبالنسبة لي، لا يهمّني مع مَن أتنزّه.”
“ماذا؟”
زمّ أجاييد شفتيه وكأن كلمات سيرينا قد آذته بشدّة. لم تدرك سيرينا حتى سبب صدمته.
بعد فترة، ردّ إيشيد بتعبيرٍ مجروحٍ للغاية.
“وأنا أيضًا لا يهمني إذا لم أذهب للتنزّه.”
ما الذي جعله يشعر بالسوء؟ لم يستطع خيال سيرينا تفسير عملية تفكير إيشيد.
ما الأمر، لماذا هو على هذا النحو؟
تعرّقت سيرينا بغزارةٍ عند رفض إيشيد المفاجئ الذهاب للمشي. ما هذا الشعور الغريب وكأن كلّما تكلّمت أكثر زادت من حزن إيشيد؟
هل يُعقَل أنه لا يحب أن تكون على وفاقٍ مع نوكتورن؟ أم ربما يشعر وكأن صديقه قد أُخِذ منه؟
كانت سيرينا تعرف جيدًا كم يهتم إيشيد بأصدقائه بشكلٍ مُبالَغ فيه. لذلك، لم يكن من الصعب فهم خوفه من فقدان أحدهم.
نظرت سيرينا إليه بخفّةٍ وبدأت حديثها بحذر.
“جلالتك، هل من الممكن أنكَ مُستاءٌ الآن؟”
“مُستاء؟ أنا فقط غير راضٍ عن معاملتكِ هذه.”
“إنها مشكلة إن رفضتَ الذهاب في نزهةٍ هكذا.”
“ما علاقة مشكلتكِ بي؟”
“هممم.”
بدا أن إيشيد مهووسٌ بأصدقائه. عندما كانت مع جاك، بدا وكأنه حسّاسٌ بشكلٍ خاص.
حاولت سيرينا إقناع إيشيد بطريقةٍ أخرى.
“جلالتك، أنا لستُ مقرّبةً من السيد نوكتورن.”
“وتنادينه باسمه الآن؟”
لا، هل هذا مهم …؟
لم تكن سيرينا معتادةً على مواساة شخصٍ مستاءٍ هكذا. أولاً وقبل كلّ شيء، كان الأمر صعبًا لأنها لم تفكّر أبدًا في إرضاء شخصٍ غاضبٍ منها من قبل.
عندما جلست سيرينا هناك في حرج، سألها إيشيد بمكر.
“مع مَن تفضّلين المشي؟”
“ماذا؟”
“لا، انسي الأمر.”
“…….”
عبس إيشيد وكأنه قال شيئًا غير ضروري. حتى أنه لم يستطع فهم كيف كان يشعر الآن. لماذا أراد ضرب نوكتورن، الذي لم يكن هنا حتى؟
كان مشي سيرينا مع إيشيد جزءًا من علاجه. من ناحيةٍ أخرى، كان الخروج مع نوكتورن مثل الذهاب في موعد.
هذه الحقيقة الواضحة جعلت إيشيد غير مرتاح، وكأن شوكةً عالقةً في حلقه.
حدّقت سيرينا في إيشيد، الذي كان عابسًا. انطلاقًا من مدى وسامته حتى مع عبوسه، كان إيشيد حقًا يتمتّع بجمالٍ طبيعي.
ضحكت سيرينا، التي كانت تفكر في مظهره الجميل مرّةً أخرى. لم تكن تعرف ما الأمر، لكنها اعتقدت أنه سيكون من الأفضل أن تقف إلى جانب الإمبراطور في الوقت الحالي.
“من المضحك مناقشة أمور الإعجاب والنفور في هذا النوع من الأشياء، لكنني أحبّ ذلك أكثر عندما يمشي جلالتك ويتحرّك جيدًا وحده.”
هل تعلم مدى صعوبة جرّكَ من مكانٍ إلى آخر؟
عندما أنهت كلامها بابتسامةٍ خفيفة، تصلّب وجه إيشيد وهو يتمتم بكلماته.
“يبدو أن كلامكِ يعني أن التنزّه معي مزعجٌ بالنسبة لكِ.”
كان إيشيد مُصمِّمًا بوضوحٍ على تحريف الأمور إلى شيءٍ آخر. تمتمت سيرينا، ‘أوه، لا.’ واستمرّت.
“لا. هذا يعني أنني أحبّ مشاهدة جلالتكَ يمشي من الجانب. لأن جلالتك يذهب للمشي معي فقط.”
“هذا ليس صحيحًا بالضرورة.”
خَفَت صوت إيشيد أكثر من ذي قبل. قالت سيرينا بهدوء، معتقدة أن هذا الوقت مناسب.
“أتمنى أن تُظهِر لي أنني مُخطِئةٌ كثيرًا. هذا سيجعلني سعيدةً حقًا.”
قبل أن يدرك ذلك، كان وجه إيشيد قد أصبح أكثر رقّة. سأل، وأجبر نفسه على أن يبدو جادًّا.
“إذن، سيرينا، أنتِ هل تفضّلين الخروج للمشي معي. صحيح؟”
“نعم. من الصعب رفض المشي، جلالتك.”
عندما أكّدت سيرينا أن هذا صحيح، لم يعد إيشيد يُظهِر استياءه.
انظر إلى زوايا شفتيه وهي ترتفع! كم هو غريب رؤيته يتنافس للفوز لهذه الدرجة على شيءٍ غريب.
‘أوه، حقًا، أبدو كطبيبةٍ تعتني بالأطفال.’
أوضحت سيرينا بتعبيرٍ مرتاح.
“ولم أستطع رفض أن أكون شريكة السيد نوكتورن بسبب الأشخاص في المكتبة في ذلك الوقت.”
“أوه، هذا هو السبب.”
بطريقةٍ ما، بدا الأمر غريبًا أن تترك سيرينا شريكها فجأةً وتطلب منه أن يأتي إلى الشرفة.
عند النظر إلى الحادث الذي وقع أمس، بدا الأمر وكأن نوكتورن طلب من سيرينا أن تأخذه إلى الشرفة للتحدّث إلى أوفليا.
‘لماذا أشركتَ سيرينا بينما كان بإمكانكَ القيام بذلك بنفسك؟ إلى جانب ذلك، لم يكن عليه إحضارهها كشريكة.’
لم يُعجِب إيشيد حقيقة أن نوكتورن كان ودودًا للغاية مع سيرينا.
إذا كان متوتّرًا بسبب جاك الذي بدا كالخروف، فقد جعله نوكتورن متوتّرًا بطريقةٍ مختلفة. حتى إيشيد الذي كان صديقًا لم يستطع فهم قلبه في بعض الأحيان، لذلك كان الأمر مُوَتِّرًا أكثر.
في ذلك الوقت، تمتمت سيرينا وكأنه شيءٌ لا يستحق الذكر.
“نعم. أتساءل عمّا إذا كان قد حلَّ الأمر جيدًا. لا أتذكّر أيّ شيءٍ عن الأمس.”
عبست سيرينا في الحادث الذي وقع الليلة الماضية والذي لا تستطيع تذكّره. ثم ضحك إيشيد وقال.
“كنتِ في حالة سُكرٍ شديدةٍ بالأمس، لذا فمن الطبيعي أن لا تتذكّري.”
“هاه؟ كنتُ في حالة سُكرٍ بالأمس؟”
“نعم، ثملتِ بعد تناول الشوكولاتة. الشيء الذي كنتِ تأكلينه لأنه كان لذيذًا كان في الواقع شوكولاتة الويسكي.”
“يا إلهي.”
لسببٍ ما، شعرت منذ الصباح بصداعٍ وكأنه آثار ثمالة، واتّضح أنها فعلاً قد شربت الكحول على ما يبدو. حاولت سيرينا استرجاع أحداث الأمس التي كانت على وشك أن تتذكّرها لكنها لا تزال غامضة.
تذكرت بشكلٍ غامضٍ الشجار مع إيشيد، لكن لم يكن الأمر واضحًا.
‘أعتقد أنني فعلتُ شيئًا أندم عليه كثيرًا …….’
شعرت سيرينا بإحساسٍ غريبٍ وحدّقت في إيشيد. ظنّت انها ربما أمسكت بشعره كما في السابق، لكن رأسه بدا جيدًا. ومع ذلك، سألت بحذرٍ فقط في حالة.
“جلالتك، هل ارتكبتُ خطأً ما؟”
حدّق إيشيد في سيرينا بتمعّنٍ وضحك. بدا وكأنها منزعجةٌ جدًا بشأن الحادث الذي لا تستطيع تذكّره من الأمس.
كان إيشيد على وشك أن يقول إنه لم يحدث شيء، لكنه تذكّر بعد ذلك أن سيرينا عضّت إصبعه بالأمس. لاحظت سيرينا لحظة الإحراج التي مرّت عليه وصرخت في داخلها.
‘لا بدّ أنني ارتكبتُ خطأ!’
في الأيام القليلة الماضية، بدا الأمر وكأنني أُري إيشيد أشياء لا يجب أن أفعلها له. هل أمسكتُ بشعره، أمّ زلّ لساني ……
عندما كانت سيرينا تحاول أن تتذكّر ما حدث بالأمس، نبش إيشيد.
“من الآن فصاعدًا، اشربي باعتدال. عندما تكونين في حالة سُكر، تصبحين كالحيوان”.
“حيوان؟”
في الواقع، لم تكن سيرينا تستمتع بالشرب عادةً. في الأيام التي كانت تشرب فيها، كانت تشعر غالبًا بالسوء.
بعد إجراء عمليةٍ جراحيّةٍ صعبةٍ أو عندما كانت تشعر بالاكتئاب، كانت تشرب كوبًا من الكحول القويّ وتنام. لذا لم تكن في حالة سُكرٍ قطٍّ وأصبحت كالحيوان.
“نعم. لقد منعتُكِ بالكاد من أن تزحفي على أربع”.
“كاذب.”
أنكرت سيرينا ذلك عندما رأت ابتسامة إيشيد المنتصرة. بناءً على تعبير وجهه، بدا الأمر وكأنه يحاول مضايقتها لعدم تذكّرها.
ضحك إيشيد على سيرينا المضطربة بشكلٍ واضح. كانت المرّة الأولى التي يراها فيها مرتبكة، لذا كان الأمر مختلفًا ولطيفًا بعض الشيء. دفع إيشيد وجهه بالقرب من وجهها وقال.
“هل أنتِ فضولية؟ ماذا فعلتِ بي بالأمس؟”
“ماذا فعلت؟”
“ستندمين على ذلك. ربما من الأفضل ألّا تتذكّري.”
ابتسم إيشيد بخفّةٍ واستفزّ سيرينا. أراد أن يخبرها بصراحة، لكن بدا من الممتع مضايقتها من خلال المراوغة.
“لن أندم على ذلك، لذا أخبِرني.”
“هممم.”
نقر إيشيد بأصابعه برفقٍ على البطانية وكأنه يتساءل عمّا يجب فعله. فكّر لفترةٍ وجيزةٍ فيما إذا كان بإمكانه استخدام هذه الفرصة لإخبارها برفقٍ بصراحة.
بعد فترة، مدّ إيشيد يده وسحب يد سيرينا برفق. قبضت يد إيشيد الكبيرة والثابتة على يدها.
كانت نظراته ثابتةً على سيرينا. ثم، فتح إيشيد شفتيه. وأدخل أصابع سيرينا ببطء.
ببطء، كشاشة عرضٍ بطيئة الحركة.
أدركت سيرينا متأخّرًا أنها يجب أن تمنعه من التصرّف كما يشاء.
“ماذا تفعل … أوتش!”
ولكن عندما فتحت فمه، كان الأوان قد فات بالفعل.
عضّ إيشيد إصبع سيرينا دون سابق إنذار. لم يكن ذلك كافياً لإيذائها، لكنه كان قويًّا بشكلٍ مدهش.
“هل قرّرتِ أن تصبحي حيوانًا حقًا؟”
في اللحظة التي كانت سيرينا على وشك الصراخ من الصدمة، ومضت أحداث الأمس التي نسيتها تمامًا في ذهنها.
“إذا قلتِ لكِ أن تُفلِتيها، فأفلِتيها! أفلِتيني …..!”
إيشيد، الذي كان مرتبكًا ويدفعها بكلّ قوّته، و-
“ىا! ىا أييد أن أتىكها الآن لأنكَ طىبتَ مني ذلك! (لا! لا أريد أن أتركها بعد الآن لأنكَ طلبتَ مني ذلك!)”
وهي، التي كانت تعضّ إصبعه وتتشبّث بذراعه وتقاوم.
“…….”
فتحت سيرينا شفتيها دون وعيّ وتجمّدت في ذهول.
يا إلهي، بغض النظر عن مدى تصميمها على البقاء على قيد الحياء، فقد عضّت إصبع الإمبراطور مثل الكلب.
شعرت بسخونةٍ في أذنيها عندما تذكّرت تعبير إيشيد المضطرب.
خفضت سيرينا رأسها. لم يكن لديها وجهٌ لمقابلة مع إيشيد. إذا كان هناك حفرة فأر، فستدخل وتملأها بالماء وتغرق نفسها.
كبت إيشيد ابتسامته التي كانت على وشك الخروج على مظهر سيرينا وتحدّث بإحساسٍ بالكرامة.
“أعتقد أن لديكِ الكثير من الشكاوى عني، سيرينا.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1