I’m the Dying Emperor’s Doctor - 49
في اليوم التالي، تفاجأت سيرينا عندما خرجت من السرير.
‘هاه؟ لم أشرب، فلماذا أعاني من صداع الثمالة؟’
لم يكن الأمر سيئًا مثل اليوم التالي لشرب الكثير، لكن الصداع كان تمامًا كصداع الثمالة.
لو لم يُعطِها إيشيد الدواء مسبقًا، لكانت قد زحفت بحلول هذا الوقت، لكن سيرينا لم تكن تعلم ذلك.
تمدّدت، وشعرت بصداعٍ خفيف. صداع الثمالة عندما لم أشرب حتى؟ كان الأمر غريبًا حقًا.
بالتفكير في الأمر، فهي لا تتذكّر حتى كيف عادت إلى غرفتها الليلة الماضية. تذكّرت أنها نادتت إيشيد إلى الشرفة …… ولكن بعد ذلك، كانت ذكرياتها غامضة.
“يا لها من فوضى. أعتقد أنني كنتُ متعبة ًحقًا مؤخّرًا. لا أستطيع حتى أن أتذكّر ما فعلتُه في اليوم السابق.”
هزّت سيرينا رأسها بخفّةٍ واستيقظت من نومها تمامًا.
كان من السهل على سيرينا أن تستيقظ في نفس الوقت كل يوم، حتى بدون منبّه.
استيقظت واغتسلت وغيّرت ملابسها للذهاب إلى الفحص الصباحي. ثم توجّهت نحو غرفة نوم إيشيد كالمعتاد.
اليوم لم تعترض طريقها رئيسة الخدم. طرقت على غرفة نوم إيشيد بهدوء.
“جلالتك، أنا سيرينا.”
قعقعة، قعقعة.
هممم؟
حالما طرقت سيرينا الباب، سمعت ضجّةً من الداخل وأمالت رأسها.
“جلالتك؟ هل من خطبٍ ما؟”
“…….”
“يا صاحب الجلالة؟”
عندما لم يكن هناك أيّ ردٍّ من الداخل، أصبحت سيرينا قلقةً بعض الشيء. لابد أنه استيقظ، لكن لم يكن هناك أيّ رد.
كانت على وشك سحب مقبض الباب، متسائلةً عمّا إذا كان الضجيج الذي سَمِعَته للتوّ هو سقوط إيشيد. في تلك اللحظة، ردّ إيشيد بإلحاحٍ من الداخل.
“انتظري لحظة.”
بدا الصوت ناعسًا بعض الشيء. بدا وكأنه استيقظ للتوّ.
‘عادات نومكَ مزعجة.’
ضحكت سيرينا، معتقدةً أنه ربما سقط من السرير أثناء نومه. في هذه الأثناء، بدا أن الخادمة تأتي وتذهب بالماء للغسيل، وأخيرًا سُمِح لها بالدخول.
رمشت سيرينا عندما رأت إيشيد جالسًا على السرير ويبدو أنيقًا جدًا في الصباح. كان مظهرًا مختلفًا تمامًا عن مظهره عندما يستيقظ عادةً في الصباح وتقوم بفحصه.
تساءلت لماذا كان يتصرّف بهذا الشكل البائس في الصباح، لكن اتّضح أنه كان يغتسل. جلست سيرينا بلا مبالاةٍ عند رأس السرير وقالت،
“لماذا اغتسلتَ اليوم؟”
“قد لا تعرفين، لكنني في الحقيقة شخصٌ مرتّب.”
تجنّب إيشيد نظرتها وتمتم بهدوء. فوجئت سيرينا بإجابة إيشيد وسألته.
“هاه؟ هل تمازحني في هذا الصباح؟”
كانت قد عرفت بالفعل كسل إيشيد الطبيعي منذ حيواتها السابقة. كان من المضحك أنه كان يتصرّف بشكلٍ أنيقٍ فجأةً الآن.
‘ما الذي يحدث بحق؟’
ضحكت سيرينا على سلوك إيشيد غير المفهوم. بدا إيشيد وكأنه يريد قول الكثير إلّا أنه فتح فمه وأغلقه دون صوت.
ومع ذلك، لم يستطع أن يقول، ‘أشعر بالحرج فجأةً لأريكِ وجهي العاري’. لم يستطع تحديد الشعور الغريب الذي بات يصاحبه تمامًا بنفسه.
“هل سقطتَ من السرير عندما كان هناك ضجّةٌ في وقتٍ سابق؟”
“نعم، نوعًا ما.”
“هل هناك خدش؟ أرِنِي.”
عندما أصبحت سيرينا مضطربة، جمع إيشيد البطانية.
“تميلين إلى رؤيتي كشخصٍ ضعيفٍ للغاية.”
“في عيني، تبدو كذلك بالفعل.”
كان ذلك طبيعيًا، حيث يمكن أن ينهار في أيّ لحظة إذا نظرت بعيدًا. ومع ذلك، أبدى إيشيد تعبيرًا غير راضٍ وقال بصراحة.
“أنا لستُ ضعيفًا.”
“نعم، نعم. بالطبع.”
ضحكت سيرينا وأجابت بشكلٍ غامض، ثم أخرجت أداةً سحريةً للفحص. كانت أداةً سحريةً صغيرةً تناسب يدها تمامًا. بالنظر إلى أصابعها الطويلة، تذكّر إيشيد الليلة الماضية مرّةً أخرى وخفق قلبه.
‘ها نحن ذا مرّةً أخرى.’
عبس إيشيد قليلاً. كانت في الوقت الذي وضعت فيه يدها على قلب المانا الخاص بإيشيد.
“سيرينا.”
“لقد أخبرتُكَ ألّا تتحدّث أثناء الفحص.”
نظرت سيرينا إليه، لكن إيشيد لم يتوقّف عن الحديث.
“أعتقد أن هناك خطبٌ ما بي.”
توقّفت سيرينا عند كلمات إيشيد. لقد نسيت الفحص ونظرت إليه، وسألت.
“ما الذي تتحدّث عنه؟ ما الذي حدث لك؟”
انتظرت سيرينا بقلقٍ كلمات إيشيد التالية. فكّرت أنه إذا شعر بتوعّكٍ بين عشيّةٍ وضحاها، يجب أن تصف له شيئًا ما مسبقًا. هزّ إيشيد رأسه نافيًا.
“ليس الأمر أنني أشعر بتوعّك، بل إنه غريبٌ أكثر. هذه هي المرّة الأولى التي أشعر فيها أن جسدي على هذا الحال.”
ما الذي يجعلكَ تتردّد كثيرًا؟
شعرت سيرينا بالإحباط عندما تردّد إيشيد وضغطت عليه.
“يجب أن تخبرني بالضبط ما هي أعراضكَ حتى أتمكّن من تشخيص حالتك.”
“أعتقد أن هناك خطبٌ ما في قلبي.”
“قلبك؟”
“أشعر أحيانًا وكأنه ينبض بسرعةٍ دون سبب، وأحيانًا أخرى وكأنه يغرق، وفِينةً أشعر أن دمي يتدّفق عكسيًّا وتنتابني مشاعر متقلّبة.”
“هل تقول أن قلبك يستمرّ في النبض وكأنه مكسور؟”
“نعم، هذا صحيح. أعتقد أن قلبي ليس في حالةٍ جيدة.”
عندما خفض إيشيد عينيه، طلبت سيرينا منه أن يتفهّم الأمر، قائلة، ‘انتظر لحظة’، ووضعت يدها العارية على صدر إيشيد.
نبض، نبض، نبض، نبض، نبض.
بمجرّد أن لامست يد سيرينا قلبه، بدأ يخفق مرّةً أخرى. راقبت سيرينا نبض قلبه بتعبيرٍ جاد. على الرغم من أنه كان صباحًا لم يحدث فيه شيء، إلّا أن خفقان قلبه كان سريعًا
‘هذا صحيح. أعتقد أن هناك خطبٌ ما في قلبه!’
لا، بدا أنه بخير، فلماذا توجد مشكلةٌ في القلب فجأة؟
لقد كان حقًا مريضًا لا يمكنها أن تخفّف حذرها ولو للحظةٍ من حوله. سألت سيرينا بعناية.
“هل حدث أن أغضبتكَ الكثير من الأشياء مؤخّرًا؟”
“شيءٌ جعلني غاضبًا ……”
“حتى الأشياء الصغيرة لا بأس بها.”
بينما كانت تُهدِّئه بنبرةٍ أكثر حنانًا من المعتاد، فكّر إيشيد في الأيام القليلة الماضية. بدا أن هناك أشياءً مزعجةً أكثر من تلك التي أغضبته.
على وجه الخصوص، كان تقرير ليونارد بالأمس بائسًا حقًا. حقيقة أنه اختار دوقية غرينوود لمهرجان الصيد هذا كانت ذريعة.
في الواقع، زار الدوقية بشكلٍ طبيعيٍّ للتحقيق بأنر الدوق.
بفضل مخاطرة جاك بحياته، اكتشف أن المدير المسؤول عن التهريب كان يعيش في غرينوود. كان من الصعب الاقتراب لأنه كان محميًّا بجوار قلعة الدوق.
أصرّ جاك على أنه سيقترب، لكن إيشيد أوقفه. انطلاقًا من حقيقة تعرّض جاك للهجوم، يبدو أن الدوق قد شعر بالوضع هنا.
إذا لم يقترب بعناية، فسوف يفوّت كلّ شيءٍ ويخسر حلفائه. لهذا السبب كان ينتظر مهرجان الصيد.
لقد خَلَص إلى أن الدوق لا يستطيع معاملة ليونارد، الذي جاء كمرافقٍ للإمبراطور، بلا مبالاة.
كان ليونارد يخطّط بسحب المدير سرًّا وجمع الأدلة. ومع ذلك، عَلِم هذا الدوق الماكر مسبقًا وقطع ذيله.
“عندما ذهبتُ إلى هناك، كانت العائلة بأكملها قد ماتت بالفعل منذ فترةٍ طويلة. يبدو أن الدوق أخذ زمام المبادرة.”
“هذا غريب. قتل مثل هذا الحليف العظيم بين عشيّةٍ وضحاها. يبدو الأمر كما لو كانت هناك بعض المعلومات التي لا ينبغي لي أن أعرفها … … “
“هناك شيءٌ آخر مريب.”
“أخبِرني.”
“لم يكن هناك أيّ علامةٍ على أيّ مقاومةٍ على الجثة.”
“هل انتحروا؟”
“لم يكن هناك أيّ علامةٍ على الانتحار أيضًا. كان الأمر وكأن قلبهم قد توقّف، مثل الموت المفاجئ.”
“أيّ علامةٍ على السُم؟”
“لم يكن هناك أيّ شيء.”
“….. هذا شيءٌ من شأنه أن يجعل الشبح يبكي.”
كان إيشيد منزعجًا من الاضطرار إلى البدء من نقطة البداية مرّةً أخرى. ما هي احتمالات وفاة عائلةٍ بأكملها فجأةً في نفس اليوم وفي نفس الوقت؟
لم يكن هناك أيّ علامةٍ على التسمّم أو القتل أو الانتحار. لقد ماتوا فقط لأن قلوبهم توقّفت. كشخصٍ تحت لعنة.
هل كان هذا حقًا حظّ الدوق، أم كان متعمّدًا؟ إذا كان الأول، فإن السماوات لم تكن إلى جانب إيشيد، وإذا كان الأخير، فإن الدوق كان يُخفي نوعًا من القوّة.
كان إيشيد يجمع أفكاره حول النيّة بدلاً من الحظ. كان هناك أكثر من جزءٍ أو جزءين مشبوهين للغاية بحيث لا يمكن نسبهما إلى الحظ.
كان دوق غرينوود. بعقله اللامع، لابد أنه خلق نوعًا من السُّم الغريب.
‘ما الذي يخفيه بحق الأرض؟ لماذا قتل مرؤوسه على عجل؟’
لقد شعر إيشيد غريزيًا بعدم الارتياح تجاه الدوق منذ صغره. كان نوعًا من عدم الارتياح يمكن الشعور به في الشخص نفسه.
في الواقع، كان شخصًا يتمتّع بوجهٍ طيّب لكنه فعل أشياءً قاسيةً خلف ظهره. كان من الواضح أنه كان لديه بعض النيّة الطيبة، لكنه لم يكشف عنها أبدًا، لذلك كان الأمر لغزًا.
‘هل يجب أن أخبر نوكتورن؟’
فكّر إيشيد للحظةٍ ثم هزّ رأسه. بدا الأمر وكأنه إذا تورّط نوكتورن في شيءٍ غير موقنين به، فإن الأمور ستزداد سوءًا.
‘على أيّ حال، لا يبدو الأمر بسيطًا للتفكير فيه.’
كان إيشيد متأكّدًا. لابدّ أن هناك مؤامرةً أكبر وراء تهريب الأحجار السحرية.
“لماذا تصنع هذا الوجه الجاد؟”
في ذلك الوقت، حثّت سيرينا إيذيد، الذي لم يُجِب بعد. حاول إيشيد، الذي تذكّر أن سيرينا كانت أمامه، أن يشرح.
“لا يكن هناك شيءٌ مزعجٌ بشكلٍ خاص ……”
كان على وشك أن يقول أنه لم يحدث شيء عندما أدرك أن المسافة بينهما كانت قريبةً جدًا.
كانت يد سيرينا لا تزال على صدره. كانت عيناها مشرقتين لدرجة أنه كان على استعدادٍ للاعتراف بأيّ شيءٍ يخطر في ذهنه إذا أطال النظر إليها. سعل إيشيد ودفع يد سيرينا بعيدًا.
“أعتقد أنني كنتُ منهكًا مؤخّرًا من عبء العمل.”
“حقًا؟ تبدو لي مسترخيًا جدًا في هذا الأمر.”
“تبدو طبيبتي الشخصية مشغولةً للغاية.”
“بالطبع، أنا مشغولةٌ دائمًا.”
“حقًا؟ هل تذهبين كشخصٍ مشغولٍ للتنزه مع نوكتورن دون أن تخبريني، وحتى أنكِ تحضرين حفلةً كشريكته؟”
رمشت سيرينا بينما ردّ إيشيد بنبرةٍ ساخرة. عندما فكّر في الأمر، شعر بالاستياء. كان التنزه عادةً مَهمًّة ضمنيّةً بين سيرينا وإيشيد.
كيف يمكن أن يسمع أن شريكته في التنزّه اليومي ذهبت للتنزّه مع شخصٍ آخر عبر طرفٍ ثالثٍ حتى؟
“أنا الوحيد الذي يمكنكِ الذهاب للتنزه معه، سيرينا!”
لم يدرك إيشيد أنه كان يركّز مهووسًا على شيءٍ غريب. قالت سيرينا بحدّة.
“ليس هناك سببٌ يجعلني أذهب للتنزّه مع جلالتكَ فقط، أليس كذلك؟”
في لحظة، تحوّلت نظرة إيشيد إلى نظرةٍ حادّة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1