I’m the Dying Emperor’s Doctor - 46
“آآه!”
أطلق إيشيد صوتًا مذعورًا، ربما لم يكن يتوقّع أن تعضّ يده أيضًا. لسوء الحظ، لم يبدُ أن سيرينا على استعدادٍ لإفلات إصبعه. عندما لم تترك يده، وبّخها إيشيد.
“… … هل قرّرتِ أن تصبحي حيوانًا حقًا؟”
“لمافا تشتمى بمناداتي بالحيوان؟ (لماذا تستمرّ بمناداتي بالحيوان)”
“انظري إلى ما تفعلينه الآن، هذا ما تفعله الحيوانات.”
نعم. كانت كالحيوان. ولا تستمع إليه حتى.
“أفلتيني أولاً.”
“لا أييد ذلك. سأنتقم. (لا أريد ذلك. سأنتقم.)”
لا يعرف ما الذي تنتقم لأجله. هل تحاول الاحتجاج بهذه الطريقة لتذيقه ممّا كانت تعانيه عندما كانت تعطيه الدواء؟
إذا كان الأمر كذلك، فقد نجحت بالفعل. كان إيشيد في مزاجٍ سيّئٍ حقًا الآن.
بالكاد استطاع إيشيد أن يكبح جماح دغدغته. عندما تمتمت سيرينا بشيءٍ ما، شعر باهتزازٍ في أطراف أصابعه.
وأكثر من ذلك، استمرّ شيءٌ ما بالإثارة بداخله لدرجةٍ أشعرته بالموت. لم يعد بإمكان إيشيد أن يتحمّل الأمر، لذا شدّ على أسنانه ودفعها بيده الأخرى.
“إذا قلتِ لكِ أن تُفلِتيها، فأفلِتيها! أفلِتيني …..!”
“ىا! ىا أييد أن أتىكها الآن لأنكَ طىبتَ مني ذلك! (لا! لا أريد أن أتركها بعد الآن لأنكَ طلبتَ مني ذلك!)”
تمسّكت سيرينا بعنادٍ بساعديه بكلتا يديها. عندما رفضت أن تتركه، شعر إيشيد بعقله يتلاشى.
كانت يداها قويّتين للغاية. لم يستطع معرفة من أين جاءت هذه القوّة. شعر وكأن أصابعه ليست أصابعه بسبب الشعور غير المألوف.
بعد النضال لبعض الوقت، بصقت سيرينا أصابعه. كانت حبّة علاج صداع الكحول في فمها قد ذابت بالفعل.
مسح أصابعه المبلّلة بلعابها بمنديلٍ وتنهّد بعمق.
هناك مُهرٌ أمامي. تم إفلات لجامه وأضحى يركض بجنون. ماذا عليّ أن أفعل به؟
وبّخها إيشيد بعيونٍ باردة.
“سيرينا. لا يجب عليكِ شرب الكحول أبدًا.”
“هاه؟ لكنني لم تشرب الكحول حتى؟”
“انطقي بشكلٍ صحيحٍ أولاً ثم ادحضيني.”
“بجديّة …”
“هل نسيتِ أن الحبّة التي وضعتُها للتوّ في فمكِ هي علاجٌ للصداع الناتج عن الإفراط في تناول الكحول؟”
تظاهرت سيرينا بعدم سماع تذمّر إيشيد. لا، كان الأمر أشبه بأنها لم تفهم.
‘قال إنه يحتاج 30 دقيقةٍ حتى يسري مفعول علاج الصداع الكحول.’
ألقى إيشيد نظرةً على ساعة جيبه وتنهّد بعمق. ثم أعطى سيرينا كتفه واحتضن خصرها بإحكامٍ حتى لا تتمكّن من الخروج.
لقد اعتقد أنه إذا سمح للمُهر غير المقيّد بالخروج بمفرده، فسيتسبّب ذلك في وقوع حادث.
“لم تعودي تشبهين المُهر.”
“هل تصف نفسكَ الآن؟”
“…… لو أنكِ لا تتحدّثين.”
هزّ إيشيد رأسه واستدار إلى الجانب. عند النظر إلى ذلك الوجه المحمرّ، شعر وكأن غضبه سينفجر.
‘هل هذا الوغد نوكتورن لا يهتم بأن تصبح شريكته ثملةً تمامًا؟’
لذا وجّه سهامه إلى شخصٍ آخر. كان بإمكان نوكتورن تحذيرها من وجود شيءٍ خطيرٍ مختلطٍ في حلوى قاعة الحفل.
كافحت سيرينا للخروج من ذراعي إيشيد لفترةٍ من الوقت، لكنها استسلمت بعد ذلك ومدّدت جسدها. بناءً على أصوات تنفّسها المتقطّعة، لابدّ أن تكون قد نامت تحت تأثير الحبّة.
‘سأضايقكِ لفترةٍ طويلةٍ بمجرّد أن تشعري بتحسّن.’
بعد حوالي 30 دقيقةٍ من الصمت، رنّ الجرس، معلنًا نهاية النصف الأول من الحفل.
“لم أستطع حتى مشاهدة الجزء الأول بسبب أحد السُكارى.”
في الواقع، لم تكن هذه حفلةً رَغِب حقًا في البقاء فيها لفترةٍ طويلة. بعد ذلك، فقط أولئك الذين يريدون الاستمتاع بالنصف الثاني سيجتمعون ويتجاذبون أطراف الحديث.
دفع الستائر جانبًا ونظر إلى القاعة. كان الجوّ يوحي بأن كبار المسؤولين على وشك المغادرة بعد النصف الأول. على الرغم من وجود عددٍ قليلٍ منهم، إلّا أن الغالبية كانوا آنساتٍ شابّاتٍ يرغبن في مقابلة شركائهن.
ربما، على عكس النصف الأول، سيكون النصف الثاني مليئًا بأجواء الشباب اليانعين. أغلق إيشيد الستائر مرّةً أخرى واتّجه نحو سيرينا.
ثم وضع يديه خلف ركبتي سيرينا وخصرها ورفعها. توقّفت خطواته السريعة خارج الشرفة فجأةً أمام الباب.
عند التفكير ثانيةً، إذا أخذ سيرينا للخارج في حالة سُكرٍ هكذا، فستثور بعض الشكوك الغريبة.
لقد كان يعلم بالفعل أن الشائعات كانت تدور حول علاقةٍ غراميّةٍ بينه وبينها. عندما عادت أوفيليا، اختفى القيل والقال من الدوائر الاجتماعية، لكنهم ما زالوا يتحدّثون عنه خلف ظهره.
لم يكن يهتمّ، لكنه لم يكن يريد أن تصبح سيرينا، التي لم يكن لها أيّ علاقةٍ بالأمر، موضوعًا للقيل والقال. بعد كلّ شيء، كانت أيضًا شابّةً في سنّ الزواج. لا ينبغي له يقاطع طريق زواجها.
“يجب أن أبقى هنا لفترةٍ أطول قليلاً.”
كان ذلك عندما أعاد إيشيد سيرينا إلى كرسيّ الأريكة. فتحت سيرينا عينيها المغلقتين بإحكامٍ ببطء.
حينذاك، حدّقت العيون الذهبية التي كانت مخفيّةً في إيشيد بنظرةٍ فارغة. كانت أقلّ تشوّشًا من ذي قبل. بدا الأمر وكأنهما يمكنهما التواصل الآن.
“هل استيقظتِ؟”
“…….”
“ألستِ واعيةً بعد؟”
“إيشيد …… ؟”
عندما نادته سيرينا باسمه، فتح عينيه على اتساعهما. كانت هذه هي المرّة الأولى التي يخرج فيها اسمه من فمها.
بدأ قلب إيشيد يخفق مرّةً أخرى، مثل كرةٍ ترتدّ. عضّت سيرينا شفتيها ثم ابتسمت براحة.
“أنتَ على قيد الحياة؟ حمدًا للإله.”
“…….”
حدّق إيشيد في سيرينا، متجمّدًا.
هل حَلَمت بموته؟ هل هذا هو السبب الذي جعلها تفتح عينيه تسأل ما إن كان على قيد الحياة؟ …… هل ابتسمت بفتنة لأنها كانت مرتاحةً جدًا لأجله؟
“لماذا بحق خالق الأرض تستمرّين في التشبّث بحياتي؟”
كانت مثابرةً لدرجة أن أيّ شخصٍ قد يعتقد أنها والدته. كانت مزعجةً للغاية ثم مهووسةً بشغفٍ لدرجة أنه لم يعرف ماذا يفعل.
بينما كانإيشيد ينظر إلى سيرينا بعيونٍ مليئةٍ بالشك، بدا الأمر وكأن هناك ضجّةً في الخارج، ثم كان هناك صوت تحطّمٍ عالٍ! سُمِع صوت شيءٍ ينكسر.
استعاد إيشيد، الذي كان مشتّتًا تمامًا بسبب سيرينا، وعيه وحدّق في القاعة خلفه.
* * *
بينما كان إيشيد وسيرينا على الشرفة، كانت هناك ضجّةٌ غير متوقّعةٍ على وشك الاندلاع في القاعة. قالت أوفيليا.
“هذا الشيء في جيبك. أعطِني إياه، جيمس.”
“ما الذي تطلبين مني أن أعطيكِ إياه؟”
“أنتَ تعرف أفضل مني ما هو.”
مدّت أوفيليا يدها مرّةً أخرى بعيونٍ باردة. عضّ جيمس شفته السفلية وعبث بالكرة السحرية في جيبه.
‘يبدو أنها جاءت وهي على علمٍ بذلك. مَن يكون؟ هل يمكن أن يكون أمين المكتبة؟’
أرهق جيمس دماغه محاولًا معرفة المصدر.
كانت هذه خطّتهم. قبل أن يبدأ الجزء الثاني من الحفلة، سيعطون نوكتورن الكحول الممزوج بحبوبٍ منوّموٍ ويشعلون فيه النار. ثم يضعون الكرة السحرية في جيب نوكتورن ويتصرّفون باعتباره العقل المدبّر.
‘ستُضرَم النار من الكرة السحرية عن طريق استهلاك المانا الطبيعية المحيطة، لذلك لن تنطفئ إلّا إذا تمّ إخمادها بالسحر.’
لذا عندما يصبح الموقف متأزّمًا بعض الشيء، خطّط للتقدّم وإطفاء النار بكرةٍ سحريّةٍ أخرى.
لم يكن جيمس من الصحوة، لكنه كان قويًّا في السحر العملي باستخدام الكرات السحرية. كان جيدًا جدًا في التعامل مع الكرات السحرية لدرجة أنه كتب أطروحةً حول دراسة الكرات السحرية من الشياطين.
ابتسم جيمس ابتسامةً غامضةً محاولاً التنصّل مبتعدًا.
“هذا قاسٍ جدًا. ماذا لو لم يكن هناك شيءٌ في جيبي؟”
لعبت أوفيليا بجهاز كشف الكرات السحرية في يدها. كان نوكتورن شخصًا وغدًا. كان يعلم أنها لا تثق به تمامًا، لذلك أعدّ دليلاً مثل هذا.
لقد كشف الجهاز بالفعل أن جيمس لديه كرةٌ سحرية. لم يستطع جيمس الإفلات من العقاب.
“إذا لم يكن هناك شيء، فسأعتذر.”
“هل ستُنهين الأمر باعتذار؟ أليس هذا خفيفًا للغاية؟”
“ومنذ متى أصبحتَ في موقعٍ يسمح لكَ بتقييم ما هو خفيفٌ أو ثقيلٌ أمامي؟ اعرف مكانك، جيمس.”
تصدّع وجه جيمس عندما ضحكت أوفيليا ببطء. لقد كانت الابنة الشرعية لغرينوود. من ناحيةٍ أخرى، كان جيمس من نسلٍ جانبيٍّ ولكن تم قبوله كابنٍ متبنّى لأن قدراته تم الاعتراف بها.
لن يكون من المبالغة القول إنها كانت أعلى مكانةً بكثير. علاوةً على ذلك، كانت ابنة الدوق المحبوبة، لذلك كانت مكانتها مختلفةً مثل السماء والأرض عن جيمس.
أطلق جيمس ضحكةً جوفاء ونفض ملابسه الخارجية بشكلٍ مبالغٍ فيه.
“إذا كنتِ تشكّين في ذلك حقًا، يمكنكِ أن تبحثي بنفسك.”
سحب الكرة السحرية سرًّا وأسقطها على طبقٍ من البسكويت. ثم غمز لباتريك، الذي كان يرتجف بجانبه.
كان باتريك يرتجف أكثر من المعتاد. بدا متوتّرًا وقد شرب الكثير من النبيذ على ما يبدو.
‘يا له من جبان، كما هو دائمًا.’
نظر جيمس إلى أوفيليا، معتقدًا أنه من حسن الحظ أنه لن يتم القبض عليه بسبب ذلك. بينما كانت أوفيليا تبحث في جيوبه، تحقّق جيمس من مكان نوكتورن. رآه بوضوحٍ وهو يستلم كأسًا في وقتٍ سابق. لا بد أنه كان يشعر بالدوار بحلول ذلك الوقت، لأنه تأكّد من وضعه على شفتيه.
كان الحفل سيبدأ عندما يتظاهر شقيقه، الذي كان ينتظر مسبقًا، بمساعدته بينما ينقل الكرة السحرية.
حدّق جيمس، بابتسامةٍ منتصرة، في أوفيليا. كما هو متوقّع، كانت أوفيليا تبحث بشكلٍ أحمقٍ في الجيوب الفارغة.
“أرأيتِ؟ لا يوجد شيء، أليس كذلك؟”
“…….”
تمتمت أوفيليا، ‘هذا مُحال’، وفتّشت في جيوبه مجدّدًا.
حينها.
“أوفيليا، هل تبحثين عن هذا؟”
سُمٍع صوت نوكتورن، الذي كان من المفترض أن يكون مُغمًى عليه، ذو النبرة الهادئة. عندما استدار جيمس مندهشًا، كان نوكتورن يمسك بمعصم باتريك، أحد أفراد العصابة.
وبطبيعة الحال، كان باتريك يحمل الكرة السحرية التي أعطاه إياها في وقتٍ سابقٍ في يده. نظرت أوفيليا ذهابًا وإيابًا بين باتريك وجيمس، وتصلّب تعبيرها.
عندما قام نوكتورن بلفّ معصم باتريك، سقطت الكرة السحرية. أمسك بسرعةٍ بالكرة السحرية الساقطة وسلّمها إلى أوفيليا، قائلاً.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1