I’m the Dying Emperor’s Doctor - 45
“ليس لديّ أيّ التزام كي أرقص معك، أليس كذلك؟ رقصتي اليوم كلّها من أجل جلالته.”
رفضت أوفيليا دون تردّدٍ للحظة. كان ذلك لأنها اشتبهت أن لديه دافعًا خفيًّا.
ومع ذلك، لم يكن نوكتورن خصمًا سهلاً. تحدّث وكأنه كان يتوقّع ذلك.
“شركائنا ليسوا هناك على أيّ حال فما المشكلة في ذلك؟”
“…….”
“بدأت يدي تشعر بالحرج، أوفيليا.”
عندما ابتسم نوكتورن وعرض عليها يده مرّةً أخرى، أمسكت أوفيليا بيده بانزعاج. لم تستطع أن تُظهِر أنها ليست على علاقةٍ جيدةٍ معه بينما كانت مراقبة.
ابتسم نوكتورن وقادها إلى منتصف القاعة. وعندما بدأوا الرقص على موسيقى الأوركسترا، قال نوكتورن.
“سيكون هناك هجومٌ إرهابيٌّ في النصف الثاني.”
“!!!”
“أعلم أنكِ واجهتِ صعوبةً في الاستعداد للحفل اليوم، لذا فأنا أُعلِمُكِ مُسبقًا.”
“مَن هو، مَن ذا الذي يحاول القيام بهذا الشيء المجنون؟”
“جيمس.”
كان أحد الشبّان الثلاثة الذين كانوا يخطّطون لمضايقة نوكتورن. أفلت نوكتورن اليد التي كان يمسكها بها ودعم خصرها، ممّا أدى إلى تقليص المسافة أكثر.
“يبدو أن هذا الرجل المجنون يريد اللعب بالنار بكرته السحرية.”
“إذن ما هي نيّتكَ في إخباري بهذا؟”
سألت أوفيليا بنظرةٍ مشبوهة، فضحك نوكتورن مَرِحًا.
“حسنًا، إذا كنتِ أنتِ، فلن تتركي الأشخاص الذين يمكنهم إيذاء العائلة وشأنهم.”
“هل يجب أن أصدّق ما تقوله أنت، الطفل غير الشرعي، أم جيمس؟”
“على الأقل ستصدّقين ما ترينه.”
عندما انتهى الرقص، تظاهر نوكتورن بتقبيل ظهر يدها ووضع شيئًا في يدها. نظرت أوفيليا إلى كاشف الكرة السحرية في راحة يدها.
“تحقّقي من ذلك بنفسكِ. هذا الصفيق جيمس سيحملها في النصف الثاني.”
“أنتَ حقًا وغد، نوكتورن هاريسون.”
“شكرًا على مجاملاتكِ، أوفيليا غرينوود.”
ابتسم نوكتورن بهدوءٍ وغادر المكان. حدّقت أوفيليا فيه لفترةٍ وجيزةٍ ثم نظرت حولها بحثًا عن شخصٍ ما.
* * *
حضرت سيرينا الحفلة كشريكة نوكتورن بسبب طلبه. أولاً وقبل كلّ شيء، كانت هناك كطبيبة، لذلك لم يكن عليها حضور الحفلة.
نظرًا لأنه كان حَدَثًا حيث يمكنها الحضور أو لا، لم يكن عليها التفكير في شريك. لذلك قَبِلت طلب نوكتورن بسهولة.
طلب منها نوكتورن أن تسحب إيشيد ليرحل لأنه كان لديه شيءٌ ليتحدّث عنه مع أوفيليا في الحفلة. ربما طلب ذلك لعلمه بأن أوفيليا سترغب بالتأكيد البقاء بالقرب من إيشيد بسبب شخصيتها.
“أفكّر في إخبار أوفيليا بهذا.”
“هل تريدها أن تُساعِد؟”
” تعرف أوفيليا كيف تتصرّف مع الأشخاص الذين يؤذون الأسرة. هل هذه إجابةٌ تُرضيكِ؟”
“حسنًا. هل هناك أيّ شيءٍ آخر يمكنني مساعدتكَ به؟”
“لا. بعد ذلك، سأعتني بالأمر بنفسي.”
هكذا خطّطت مع نوكتورن ونجحت في إرسال إشارةٍ لإيشيد ليترك الحفل.
الآن، كلّ ما كان عليها فعله هو قضاء بعض الوقت مع إيشيد حتى يتمكّن نوكتورن وأوفيليا من التحدّث.
ولكن-
“يا صاحب الجلالة، لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟”
“بأيّ طريقة؟”
“وكأن لديكَ الكثير لتحكيه، لكنك لم تَقُل كلمةً واحدةً منذ أن دخلت، لذلك سألتُك.”
“أنتِ مَن أخبرني أن آتي إلى الشرفة. إذن لابد أن يكون لديكٍ شيءٌ لتقوليه لي.”
كانت نبرة إيشيد حادّة.
لماذا بحق الأرض هذا القطة العابسة يفعل هذا مرّةً أخرى؟
ألقت سيرينا نظرةً على إيشيد الذي بدا منزعجًا للغاية. بدت شفتاه أيضًا بارزتين بانزعاجٍ قليلاً.
كانت نظراته، المحدّقة في الفضاء، شرسةً للغاية. إذا تُرِك بمفرده، بدا الأمر كما لو أنه سيُطلٍق أشعّةً حارقة. ربّتت سيرينا على كتفه وقالت.
“لديّ شيءٌ لأقوله، لكنني لا أعرف ما إذا كان جلالتكَ مستعدًّا للاستماع.”
“أنا مستعدٌّ دائمًا للاستماع.”
لكنكَ لا تبدو كذلك على الإطلاق؟
قرّرت سيرينا أنها يجب أن تحلّ عقل إيشيد المتشابك أولاً. اعتقدت أنه بغض النظر عما تطلبه منه، فإنه سيرفض.
سألت سيرينا، وهي تلتفّ بجسدها حتى تقف أمامه وتلتقي بعينيه، التي لم تكن تقابلها.
“جلالتك، هل ترغب في بعض الشوكولاتة؟”
“هل تعتقدين أنني مهووسٌ بالحلويات؟”
في اللحظة التي كان إيشيد على وشك الانفجار، دخلت الشوكولاتة فمه فجأةً دون سابق إنذار. وضعت سيرينا الشوكولاتة بسرعة.
وبسبب ذلك، قامت أطراف أصابع سيرينا بفرك أسنانه وشفتيه برفق. نظر إيشيد إلى سيرينا وفمه مفتوح، وقد شعر بحرارته تبدا بالارتفاع.
قالت سيرينا، وهي تغلق فم إيشيد بيدها كي تُبقِي الشوكولاتة في فمه.
“إنها لذيذة.”
دعنا نأكل شيئًا حلوًا ونبتهج.
بدأت سيرينا في تهدئة إيشيد بلطفٍ مثل طفل.
“لقد رأيتُ بعضًا منها على الطاولة في وقتٍ سابق، لذا أخذتُ القليل منها وأكلتُها. كانت لذيذةً حقًا. يمكنني ضمان المذاق، لذا تناولها دون قلق.”
“…….”
“إذا كنتَ تريد المزيد، فقط أخبرني. لقد أحضرتُ بعضها في منديل.”
فتحت سيرينا المنديل وابتسمت. كان هناك ثلاث أو أربع قطع شوكولاتة لطيفةٍ في المنديل.
لم يعرف إيشيد ماذا يفعل كلّما اقتربت منه سيرينا بجرأة.
شعر بشفاهه حيث لامسته أصابعها الطويلة بالبرودة، وشعر داخل فمه بسخونةٍ مُذيبة.
‘لحظة، هل تقصد تلك الحلوى؟’
ارتجف إيشيد، ضائعًا في تفكيره. كان هناك شيءٌ داخل هذه الشوكولاتة.
ثم، كالبرق، ضرب مذاقٌ كحوليٌّ قويٌّ فمه.
“……”
“إنها لذيذة، أليس كذلك؟ أعتقد أنني أكلتُ حوالي عشرةٍ من هذه. مع أنني لا أحبّ الحلويات عادةً، لكنني أحببتُ المرورة فيها.”
ثرثرت سيرينا أكثر من المعتاد. كان صوتها مرتفعًا، كشخصٍ متحمّس. انتزع إيشيد منديل سيرينا على عجالةٍ عند إدراكه.
“توقفي عن الأكل.”
“ماذا؟ هل تحاول أن تأكل كلّ هذا بمفردك؟ هناك الكثير في الداخل على أيّ حال، لذلك سيكون من الأفضل أن نتقاسمه.”
زمّت سيرينا شفتيها وتمتمت. عندما أخفى إيشيد المنديل خلف ظهره، أصبحت عينا سيرينا باهتتين.
تحوّلت وجنتيها فجأةً إلى اللون الأحمر. عند النظر عن كثب، بدا أن عينيها أصبحتا غائمتين أيضًا.
‘ثملة، إنها ثملة.’
تنهّد إيشيد بعمقٍ وأمسك بالمنديل بإحكام.
كانت هذه شوكولاتة الويسكي، حلوى مخصّصة لأولئك الذين يستمتعون بالشرب الكحول، لكن نسبة الكحول فيها كانت عاليةً جدًا، لذلك حتى الأشخاص الذين كانوا ضعيفين تجاه الكحول يصابون بالثمالة بعد تناول خمس قطعٍ فقط.
‘لقد أكلت عشر قطعٍ من تلك الشوكولاتة!’
لا، لقد أكلت قطعةً أخرى للتوّ، لذا كان المجموع إحدى عشرة قطعة.
حتى لو لم تصل إلى حدّ الثمالة، إلّا أنها لم تكن في حالةٍ واعيةٍ طبيعية. كانت هذه هي المرّة الأولى التي يرى فيها إيشيد جانبًا فوضويًا من سيرينا، ولم يعرف كيف يتصرّف. عندها رفعت سيرينا كتفيها وقالت.
“حسنًا، لا بأس. تناولها الآن وحسِّن مزاجك. همم؟”
“أخبرتُكِ أنني لستُ منزعجًا أبدًا ……”
ألقى إيشيد الشوكولاتة سرًّا في سلّة المهملات. طان يحبّ الشوكولاتة، وليس الكحول.
أولاً وقبل كلّ شيء، كان خلط الكحول بالشوكولاتة أمرًا فظيعًا. كانت الشوكولاتة بالفعل طعامًا مثاليًا كشوكولاتةٍ دون إضافات.
بينما نظر إيشيد بعيدًا للحظة، ترنّحت سيرينا نحو السُّور. فوجئ إيشيد بمشيها غير المستقرّة واحتضن كتفيها. ثم ابتسمت سيرينا بخجلٍ وقالت.
“جلالتك، الأرض تتحرّك. أعتقد أن هناك زلزالًا.”
“هذا لأن جسمكِ غير ثابت، سيرينا.”
“أنا أقف بشكلٍ مستقيمٍ تمامًا؟”
“إذن الأرض هي التي تتحرّك.”
تبادل إيشيد وسيرينا حديثًا لا يشبه حتى المزاح، ثم أجلسها على الكرسي. ثم جلس بجوارها مباشرة.
“الشوكولاتة التي أكلتِها لم تكن مجرّد شوكولاتة.”
“بالطبع. إنها من عائلة غرينوود، لذا من الواضح أنها ليست مجرّد شوكولاتة، بل شوكولاتةٌ عالية الجودة.”
“هذا ليس ما قصدته.”
“هاه.”
أخذت سيرينا نَفَسًا عميقًا، ثم زفرت، ثم وضعت رأسها على كتف إيشيد.
“رأسي يؤلمني. كلّ هذا لأن جلالتكَ كنتَ منزعجًا للغاية. لقد عانيتُ كثيرًا منذ أن دخلتُ القصر.”
لا. هذا مجرّد صداع الكحول، ما ذنبي!
كان لدى إيشيد الكثير ليقوله، لكنه كتم نفسه وسحب الحبل ليطلب من الخادمة إحضار الماء ودواءً لصداع الكحول. بدا وكأنها جاءت لتقول شيئًا، لكن اتّضح أنها ثملة، لذلك أراد إيقاظها بسرعة.
بعد فترة، عندما جلبت الخادمة ما طلبه، وضع إيشيد حبّة الدواء في فمها وقال.
“إذا كنتِ لا تريدين الزحف على أربع، فابتلعي هذه أولاً.”
“هل تراني كحيوان؟ لماذا سأزحف على أربع؟”
“لو لم أوقفكٍ، لكنتِ قد بدأتِ بالفعل في الزحف على أربع.”
“ما الذي تهذي به؟”
دفعت سيرينا دواء صداع الكحول بعيدًا وكأنها منزعجة. لكن إيشيد لم يستسلم ودفع الحبّة ناحيتها.
“ما الأمر؟ لماذا تستمرّ في محاولة إطعامي إياه؟”
رفضت سيرينا مرّةً أخرى، فنظرت إليه شِزرًا. لم تكن قاسيةً جدًا عندما تناولت الدواء، لكن هذه كانت مقاومةً عنيدةً تمامًا.
“هذا ما تفعلينه بي دائمًا. الآن، خذيها.”
أجاب إيشيد بفتورٍ وقدّم لها الحبّة. حدّقت سيرينا فيه وهو يواصل دفعها بإصرار.
“هل تعتقد أنني لن أستطيع تناولها إذا طلبتَ مني ذلك؟”
“نعم. الآن، افتحي فمكِ بسرعة ……”
في اللحظة التي كان فيها إيشيد يمدّ الحبّة نحو فمها مجدّدًا، لمحت سيرينا نظرةً خاطفةً في عينيه، وفجأة، وبسرعةٍ كبيرة، عضّت إصبعه دون أن يتمكّن من التملّص.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1