I’m the Dying Emperor’s Doctor - 44
“كرةٌ سحرية ….”
كان وجه نوكتورن أكثر لامبالاةً ممّا كان متوقّعا. إذا رآه شخصٌ ما، فسيعتقد أن ما يتحدّثون من شأن شخصٍ آخر. كانت سيرينا في حيرةٍ من ذلك، لكنها واصلت الحديث.
“نعم، بدا لونها الأحمر خطيرًا بعض الشيء. لقد اتفقوا على فعل ما خطّطوا له بعد انتهاء النصف الأول من الحفلة.”
“إذا تسبّبوا في مشهدٍ أثناء الجزء الأول، فسيكون دوق غرينوود في ورطة، لذا أعتقد أنهم سيُمضون قُدُمًا في النصف الثاني.”
“….. إنه عملك الخاص، لكنك تبدو هادئًا للغاية.”
أخيرًاأعربت سيرينا عن حيرتها بشأن هدوء نوكتورن المتكرر. ثم هزّ نوكتورن كتفيه وشرح.
“لقد اعتدتُ بالفعل على مقالب إخوتي المشاغبين. يمكنني تخمين ما يخطّطون له.”
“في الوقت الحالي، من حسن الحظ أنني أعرف الوقت والمكان. بالطبع، سيكون من الأفضل ألّا يذهب السيد نوكتورن إلى الحفلة، لكن لا ليس باليد حيلة، أليس كذلك؟”
أومأ نوكتورن برأسه بخفّةٍ عند سؤال سيرينا.
“قلتِ أن الكرة السحرية كانت حمراء؟”
“نعم. على وجه التحديد، كانت أقرب إلى اللون القرمزي الصافي. ربما هناك أشياء أخرى.”
“هممم.”
بدا أن نوكتورن غارقًا في تفكيره، ثم أشار إلى سيرينا لتقترب به. عندما انحنت سيرينا للأمام، همس نوكتورن بشيءٍ ما في أذنها. نظرت سيرينا، التي سمعت كلّ هذا، إلى نوكتورن بدهشة.
“هل هذا ممكن؟”
أومأ نوكتورن برأسه بثقة.
“نعم. إذا ساعدتني الآنسة سيرينا.”
“بالطبع. لديّ جميلٌ لأردّه للسيد نوكتورن على أيّ حال.”
“لم تنسي.”
هزّت سيرينا كتفيها بينما ابتسم نوكتورن بهدوء.
“إنه أحد مبادئي أن أتذكّر المعروف حتى إن مرّت فترةٌ طويلة وأردّه بسرعةٍ عندما تتاح لي الفرصة.”
“هذا مبدأٌ نزيه.”
“إذًا، سأراكَ لاحقًا.”
عندما انتهت سيرينا من الحديث ونهضت من مقعدها، مدّ نوكتورن ذراعه.
“سآخذك إلى القلعة الرئيسية.”
“حسنًا.”
وضعت سيرينا يدها على ذراعه وسارت.
* * *
مع حلول الليل، كانت الثريّات تتلألأ بشكلٍ خلّاب، وكانت الشموع مضاءةً في كلّ مكان. وبفضل العمل الجاد للخادمات اللاتي كنّ مشغولاتٍ طوال فترة ما بعد الظهر، افتُتِح الحفل بشكلٍ رائع.
كان قصر غرينوود مُشرِقًا في الليل وكأنه النهار. كان نسيم الزهور ورائحة الطعام اللذيذ تنبعث من كلّ مكان.
استمرّ موكب العربات عند المدخل، ودخل النبلاء بملابس رائعة بعد تأكيد دعواتهم. ملأت الأوركسترا الرائعة القاعة.
استمع إيشيد إلى المحادثة وسط الحشد الثرثار. بجانبه، كانت أوفيليا تضحك وهي تتأبّط ذراع إيشيد.
كان هذا الحفل بداية مهرجان الصيد. لذا أصبحت أوفيليا، ابنة دوق غرينوود، شريكة إيشيد طِبقًا للعادات.
لهذا السبب كان تعبيرها أكثر إشراقًا من المعتاد. كان إيشيد لا يزال في حالة ذهول. لم يكن هناك أيّ علامةٍ على أيّ شيءٍ يزعج عقله.
انطلاقًا من حقيقة أنه لم يَرَها طوال فترة ما بعد الظهر، ربما كانت محبوسةً في غرفتها مرّةً أخرى، تقوم ببعض الأبحاث أو شيءٍ من هذا القبيل. ربما كانت تقرأ كتابًا التقطته من المكتبة آنذاك.
لم يدرك إيشيد أن جُلَّ تفكيره كان في سيرينا كلّما سنحت له الفرصة. لقد اعتقد فقط أن ذلك كان بسبب حدوث موقفٍ مُحرِجٍ بينهما.
في الواقع، كان الأمر صادمًا بعض الشيء. كانت رائحة جسدها الخافتة ودفء بشرتها واللمسة الناعمة التي لامست شفتيه لا تزال حيّة. خفق قلبه مرّةً أخرى عندما فكّر في سيرينا.
‘يبدو أنني لستُ على ما يرام.’
مسح إيشيد على معدته المضطربة. مدّ يده إلى كأس الشمبانيا، وشعر بحرقةٍ في حلقه دون سبب.
وعندما كان على وشك احتساءها، انفتح باب القاعة وظهر شخصان مألوفان، ينضحان بأجواءٍ بهيجة.
سيرينا ونوكتورن. تصلّب وجه إيشيد عند رؤيتهما معًا وأبعد الكأس من شفتيه.
“أوه. إنها الآنسة سيرينا.”
في تلك اللحظة، تعرّفت أوفيليا على سيرينا وتحدّثت بصوتٍ ماكر. كان فمها مليئًا بإحساسٍ بالانتصار لأنها هي مَن كانت بجوار إيشيد.
حدّق إيشيد بسيرينا ونوكتورن بوجهٍ مرتبك. من الواضح أنها كانت غير مباليةٍ بالحفل حتى الفحص الصباحي.
ومع ذلك، بدا أن سيرينا أمامه تستمتع بالحفل كثيرًا. اننقلت نظرة إيشيد إلى أطراف أصابع سيرينا التي تمسك بذراع نوكتورن. في تلك اللحظة، بدأ كأس الشمبانيا الذي كان يحمله يهتزّ.
‘متى أصبحا قريبين إلى هذا الحد؟’
عند التفكير في الأمر، فقد ورد أن سيرينا كانت تُقابِل نوكتورن كثيرًا مؤخّرًا.
كان ذلك بحجّة الاستشارة من أجل تقدّم البحث، لكن اتّضح أنهما كانا يتواعدان. تذكّر إيشيد محتويات التقرير الأخير.
“هل حدث أيّ شيءٍ لسيرينا؟ هل ربما كان خدم عائلة غرينوود يضايقونها؟”
“كانوا عدائيين، لكن لم يكن هناك مَن بَرَز منهم بشكلٍ خاص.”
“هل كانت في غرفتها فقط؟ أكانت تجري بحثًا؟”
“أمم، لا. لقد ذهبت في نزهةٍ مع الكونت هاريسون اليوم.”
“… ماذا؟ نزهةٌ مع نوكتورن؟ لماذا؟”
“حسنًا. بدا الأمر وكأنه كان يأخذها في جولةٍ حول القصر. كان الجوّ بينهما وديًّا، ولم ينشأ هناك أيّ جدال.”
ضحك فارس المُرافِق الذي أنهى التقرير دون سابق إنذار. وفي ذلك اليوم، تلقّى نظرة إيشيد الحانقة دون سبب.
التوت شفتا إيشيد بابتسامةٍ قسرية. الغريب أنه لم يشعر بأنه على ما يرام. لا، كان في وضعٍ سيّئ. في تلك اللحظة، قالت أوفيليا دون أن تلاحظ.
“أرى أنها أتت كشريكةٍ لـنوكتورن. سمعتُ أنهما كانا يلتقيان ببعضهما البعض كثيرًا مؤخّرًا، لكن يبدو أنهما يتواعدان بالفعل.”
“يتواعدان؟”
ارتعشت عينا إيشيد. نظرت إليه أوفيليا واستمرّت.
“بالنظر إليهما بهذه الطريقة، يبدوان مناسبين معًا. ماذا عن أن يرتّب جلالتك الأمر لهما؟ إذا كان هذا أمر جلالتك، أعتقد أنهما سيستمعان.”
سكبت أوفيليا الزيت على قلب إيشيد المحترق بكلماتها الدقيقة. شعرت بالارتياح لرؤية سيرينا تأتي مع نوكتورن.
في الواقع، كانت مستاءةً للغاية من حقيقة أن إيشيد وسيرينا أصبحا شريكين في المرّة الأخيرة. وكيف شعرت عندما رأت الاثنين مستلقيين على تلك الأريكة.
شعرت بالإهانة لأنها تم دفعها جانبًا من قِبَل مجرّد آنسة الفيكونت. كان الأمر أكثر صدمةً لأن الإمبراطور هو الذي لم يُعطِها انتباهًا أبدًا.
كانت تبكي من الإذلال وترفض الأكل أو الشرب عندما جاء نوكتورن بشكلٍ غير متوقّعٍ لزيارتها.
“أوفيليا. هل ستستمرّين في التصرّف على هذا النحو؟”
“دعني وشأني. هل أتيتَ لتشفق علي؟”
“لماذا لا تأخذين هذه الفرصة لتُنهي ما تبقّى لكِ من مشاعر تجاه جلالته هذه المرّة؟ جلالته شخصٌ غير مبالٍ ولا يهتمّ بكِ على أيّ حال.”
“لا يمكنني الاستسلام لمجرّد أنني أريد ذلك، نوكتورن. هذه قضيّةٌ عائلية. إذا كنتَ قد خنتَ عائلتك، فلماذا لا تلتزم الصمت وتفعل ما تريد؟ لماذا تأتي إليّ؟”
“كنتُ أريد أن أضحكُ على مظهركِ البائس. كما هو متوقّع، أنتِ مثيرةٌ للشفقة بشكلٍ لا يُصدَّق، أوفيليا.”
لقد جاء إليها بحجّة زيارة المريض وتركها تشعر بالسوء حقًا. انزعجت أوفيليا من هذا الأمر، لذلك أنهت عزلتها وأظهرت نفسها مرّة أخرى.
لم تكن تريد أن تبدو مثيرةً للشفقة أمام نوكتورن. كانت تبغض نوكتورن. لم تكن تحبّه لأنه جاء إلى قلعة الدوق كالمتسوّل.
كانت تكره حقيقة أنه كان طفل أبيها غير الشرعي. كانت الطفلة الوحيدة لأبيها. توفّيت والدتها أثناء الولادة، لذلك لم يكن لدى والدها أحدٌ غيرها. حتى جاء نوكتورن متأخّرًا.
إن كان قد جاء، فعليه أن يتعايش معهم جيدًا على الأقل، لكن لماذا ترك العائلة؟ جعلها هذا تشعر بالسوء لأنه بدا وكأنه استسلم.
‘هناك أيامٌ يفعل فيها نوكتورن أشياءً جيدةً من أجلي.’
ابتسمت أوفيليا بسخريةٍ ونظرت إلى إيشيد، ثم فوجئت. كانت نظراته شرسةً للغاية.
“هل تريدين مني أن ألعب دور الخاطب الآن؟”
“أوه! هذا ليس ما قصدتُه.”
“اعتني بنفسكِ وقومي بأعمالكِ بدلاً من ملاحقة شؤون الآخرين.”
أدار إيشيد رأسه بعيدًا، وكان صوته مليئًا بالانزعاج. لقد كانت نظراته تُحَلِّق مجدّدًا في اتجاه سيرينا.
حدّق إيشيد في سيرينا ونوكتورن. كان الاثنان يهمسان بشيءٍ ما في أذني بعضهما البعض، ويرسلان إشاراتٍ لبعضهما البعض. هل يعقل أنهما يتبادلان كلمات الحبّ الآن؟
أصبحت عينا إيشيد أكثر وضوحًا وتوهّجًا. في تلك اللحظة، أدارت سيرينا عينيها لتلتقي بإيشيد.
أشارت إليه بإشارة يدٍ ثم تجنّبت التواصل البصري. حدث ذلك في جزءٍ من الثانية، لذلك كان إيشيد فقط مَن رأى ذلك.
‘أراكَ على الشرفة.’
كانت الإشارة التي تشير إلى الشرفة والإصبع المخفي بين حاشية فستانها دليلاً على ذلك.
شخر إيشيد. ماذا تعنين عندما تطلبين مني أن آتي إلى الشرفة بينما تتركين شريككِ بجانبكِ؟
ومع ذلك، على عكس أفكار إيشيد العابسة، كانت خطواته تتّجه بثباتٍ نحو الشرفة.
“أعتقد أنني يجب أن آخذ استراحةً على الشرفة.”
“أوه، سأذهب معك.”
لوّح إيشيد بيده بينما حاولت أوفيليا أن تتبعه.
“لا بأس. فالتستمتع الآنسة بالتحدّث مع الآخرين، لذا ابقي هنا.”
“ما زلت …….”
“ألستِ شريكتي طوال مهرجان الصيد على أيّ حال؟ أنا مُتعَبٌ حقًا، لذا من فضلكِ اتركيني وحدي للحظة.”
“نعم. كما تشاء.”
لم تستطع أوفيليا أن تحتفظ به لفترةٍ أطول وتراجعت. ذهب إيشيد نحو الشرفة يكاد يكون هرولةً كما لو كان لديه شيءٌ عاجلٌ للقيام به. كانت أوفيليا تحدّق في إيشيد بلا تعبير.
“ها أنتِ ذا. أختي.”
اقترب نوكتورن، الذي كان بمفرده الآن، من أوفيليا. لم تكن نبرة صوته الساخرة غير الرسمية المعتادة، بل كان مهذّبًا.
اندهشت أوفيليا من ظهور نوكتورن المفاجئ واستدارت. ثم، أدركت أن سيرينا لم تكن بجانبه، نظرت حولها وسألت.
“أين الآنسة سيرينا؟”
“لقد غادرت لإصلاح ملابسها.”
اقترب نوكتورن من أوفيليا، وتحدّث بشكلٍ غير رسميٍّ كالمعتاد. أصبحت أوفيليا في حالة تأهّبٍ ورمشت، ااذي تظاهر فجأةً بالوِدّ.
ثم اقترب نوكتورن خطوةً وقام بإشارةٍ أنيقة لدعوتها.
“يبدو أنكِ وحدكِ الآن، لذا ماذا عن الخروج للرقص معًا لأوّل مرّةٍ منذ فترة؟”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1