I’m the Dying Emperor’s Doctor - 42
“آه، عليّ الدخول.”
أغلقت سيرينا الباب بسرعةٍ وحدّقت بإيشيد. كانت الطاولة مليئةً بالحساء الساخن والخبز الطازج والدجاج المقلي المتبّل بشكلٍ مثالي.
إذا كان على أوفيليا أن تستيقظ لتجهيز الطاهي في الصباح، فكان من المفترض أن تستيقظ مُبكِّرًا جدًا.
“إنها صادقة حقًا.”
سارت سيرينا نحو الطاولة بإعجاب، وأشار إيشيد إليها بالجلوس أمامه. جلست بطاعة، وأمر إيشيد الخادم الذي ينتظر بجانبه بإحضار أطباقٍ جديدة.
“لقد أحضرت الآنسة غرينوود هذا لك. هل من المقبول لي أن آكل؟”
“إنه كثيرٌ جدًا لي لتناوله بمفردي على أيّ حال.”
“ألن تنزعج الآنسة غرينوود إذا اكتشفت ذلك؟”
“لقد أعطتني إياه على أيّ حال، فما لها في ما أفعله بهط؟”
عندما ردّ إيشيد بلا مبالاة، شدّ خادم عائلة غرينوود بجانبه قبضته.
ألقت سيرينا نظرةً على الخادم. كما هو متوقّع، كانت عيناه الحادّتان ترمقانها وكأنه سيقتلها دون أن يعلم إيشيد. كانت عيناه الشرستان وكأنه يقول ‘فقط حاولي الأكل’.
عندما تردّدت سيرينا، أعطاها إيشيد ملعقة الحساء وأمر الخادم.
“اخرج الآن.”
“… نعم. إذا كنتَ بحاجةٍ إلى أيّ شيء، يرجى استدعائي.”
أجاب الخادم على مضضٍ وغادر. عندما تركها بمفردها معه جعلها تشعر بثقلٍ أقلّ من ذي قبل.
قالت سيرينا، وهي تلتقط ملعقتها.
“أعتقد أنني قد تم تصنيفي بشكلٍ واسعٍ في هذه العائلة. أنتَ تعرف أن هذا خطأ جلالتك، أليس كذلك؟”
“هل هذا خطئي؟”
“بالطبع! كلّ هذا بعد أن أصبحتُ شريكة جلالتكَ في السابق. إذا تم العثور عليّ ميّتةً لاحقًا، فسيكون ذلك جريمة قتل، لذا قُم بالتحقيق فيها من فضلك.”
توقّف إيشيد عن الأكل ونظر إليها. لم يبدُ أن سيرينا كانت واعيةً بذلك. أنه كان يدعمها من الخلف بطُرُقٍ ماديّةٍ ومعنوية.
منذ اللحظة التي أصبحت فيها شريكة الإمبراطور، أصبحت بالفعل هدفًا للدائرة الاجتماعية. على وجه الخصوص، كانت منطقة غرينوود هذه هي منطقة أوفيليا، التي كانت تُدعى زهرة الدائرة الاجتماعية.
حتى لو لم يكونوا قادرين على لمس الإمبراطور، فيمكنهم لمس أحد الموجودة أسفله على الأقل. لهذا السبب عيّن لها فارسًا حارسًا دون أن ينبس ببنت شفّة.
لحمايتها إذا كانت في خطرٍ ولتتمكّن آذان الإمبراطور من السماع على الفور إذا ما صادفها شيءٌ ما. ومع ذلك، لم يكن يخطّط لإخبار سيرينا بهذا.
إذا أخبرها، فربما تكون مُرهَقةً للغاية وتبقى محبوسةً في غرفتها. تذمّر إيشيد لنفسه وأجاب.
“لن يحدث هذا.”
“يالِ السلام الذي أنتَ فيه.”
تذمّرت سيرينا وأخذت ملعقةً من الحساء، اتّسعت عيناها على إثر ذلك.
“وااه، إنه لذيذٌ حقًا. ما نوع الطعام هذا؟”
“إنه طعام غرينوود الصحي.”
“بطريقةٍ ما. أشعر وكأنني أغلي بطفرةٍ من الطاقة بمجرّد أن تناوله.”
صرخت سيرينا واستمرّت في تناول الحساء. راقبها إيشيد لبعض الوقت وسألها.
“سيرينا. كوني صريحةً معي.”
“ماذا؟”
“قولكِ عن الفحص الصباحي كان مجرّد عذر، أتيتِ إلى هنا لتناول الإفطار، أليس كذلك؟”
“بالطبع. عليّ أن آكل جيدًا لأستطيع تشخيصكَ جيدًا. كلّ الطعام المُقدَّم لجلالته لذيذ.”
هزّت سيرينا ملعقتها كما لو كان الأمر واضحًا.
“لو أنكِ لم تتكلّمي لكان ذلك افضل.”
ضحك إيشيد ودفع الدجاج المقلي أمامها. لم ترفض سيرينا وأكلت اللحم بشوكتها.
راقبها إيشيد وهي تأكل بشغف. حتى لحظةٍ واحدةٍ فقط، لم يكن لديه شهيّةٌ وكان الحساء مقزّزًا، لكن رؤيتها تأكل بهذا القدر من اللذّة جعل فمه يسيل.
أعتقد أن هذا هو سبب كون الإفطار مع سيرينا لذيذًا للغاية. تمتم إيشيد وهو يأخذ ملعقةً من الحساء أيضًا.
“إنه لذيذ.”
“تناول ما تشاء.”
“لا تدّعي أنه طعامكِ.”
“كم أنتَ بغيض.”
زمّت سيرينا شفتيها وركّزت على الطعام مرّةً أخرى. في ذلك الصباح، أنهى إيشيد طبقًا من الحساء في لمح البصر. بالطبع، تناولت سيرينا طبقين.
* * *
كان لدى إيشيد مقابلةٌ مع الدوق قبل الحفلة، لذا غادر غرفته مُبكِّرًا. حزمت سيرينا حقائبها وتوجّهت إلى المكتبة في قلعة غرينوود عندما تُرِكت بمفردها.
كانت تخطّط لاختيار الكتب التي تحتاجها وتلخيصها لمدّة أسبوعين. عندما أظهرت تصريحها ودخلت المكتبة، انكشف مشهدٌ مذهل.
بدا الأمر وكأن الشائعات لم يكن مُبالَغٌ فيها. كانت المكتبة أكبر ممّا تخيّلته سيرينا. لم تكن مجرّد مكتبة، بل متجر كتبٍ متكامل.
كان هناك سُلَّمٌ بين أرفف الكتب المزدحمة بإحكام. وكما يليق بلقبه ‘صندوق جوهرة الدوق’، كان عدد الكتب هائلاً.
لقد كان منظّمًا جيدًا أيضًا حسب الموضوع، وكأنه يمثّل شخصيته. كان هناك كتبٌ نَفَدت طباعتها ويصعب العثور عليها، ماذا يمكنها أن تقول بعد كلّ هذا؟
لم تستطع سيرينا إلّا أن تهتف بإعجابٍ وهي تسير نحو رفّ السحر القديم وعيناها تتلألآن ببريق.
‘لا أصدّق أنه يحتفظ بهذه الأشياء الثمينة لنفسه.’
قيل إنه منزل علماء، لكنه حقًا يرقى إلى سمعته. في غضون ذلك، نسيت غرضها الأصلي وقضت وقتًا في البحث حولها، وتصفّح الكتب.
ثم، شعرت بالندم، ووضعت يدها على السلّم للعثور على الكتاب الذي تحتاجه. لم يكن السلّم الموجود في المكتبة هو السلّم المحمول في المكتبات.
كان السلّم المتدرّج، المصنوع من خشبٍ قويٍّ مثل العمود، به مساحةٌ خلفه حيث يمكن لشخصٍ أو شخصين الاختباء. سيكون مكانًا رائعًا للعب الغميضة.
كانت في منتصف الطريق تقريبًا على السلّم عندما سَمِعت شخصًا يهمس خلف رفّ الكتب المقابل لها.
“هل حصلتَ عليها؟”
“ماذا تظنّني؟ مع هذا فقط، فلن يتمكّن حتى ذلك الطفل الأحمق من التباهي بعد الآن.”
“مجرّد التفكير فيما فعله ذلك الرجل بنا ….. من الواضح أنه يتجرّأ لأنه يعتمد على الإمبراطور.”
لم يكن هناك صوتٌ واحد فقط. بدا الأمر كما لو كان هناك ثلاثة أصواتٍ على الأقل.
هل هم مجموعة؟ هذة يجعلني متوتّرة.
انتظرت سيرينا بهدوء، فقط في حالة حدوث شيءٍ ما، لأن موضوع محادثتهم كان ‘الإمبراطور’. ثم تحدّث الرجل ذو النبرة العالية.
“إنهم مجرّد أطفالٍ لُقَطاء يلعبون مع بعضهم البعض، كما هو متوقٍع.”
كان هناك بعض النبلاء الذين تحدّثوا سرًّا خلف ظهر الإمبراطور عن مكانته. كلّما ارتفع اسمه، زاد عدد أعدائه.
كان هناك عددٌ غير قليلٍ من النبلاء الذين حاولوا إيجاد خطأٍ في الإمبراطور في كلّ فرصة. ومع ذلك، كان إيشيد العضو الوحيد في العائلة المالكة، وبسبب قوّته الهائلة، لم يستطيعوا التصرّف بتهوّر.
‘هل هذه مؤامرة؟ ممّا سمعته في وقتٍ سابق، بدا الأمر وكأنهم كانوا يخطّطون لشيءٍ مريب.’
تذكّرت سيرينا الحادث الذي حدث هنا ونزلت السلّم بهدوءٍ دون أن يعلموا.
ثم تسلّلت بسرعةٍ خلف السلّم واختبأت. كان ذلك عندما وضعت سيرينا أذنها على الحائط.
“ماذا تفعلين هناك؟”
“!!!”
انزعجت سيرينا من الصوت المفاجئ ونظرت إلى الجانب. كان إيشيد واقفًا هناك، ينظر إلى سيرينا، التي كانت تجلس القرفصاء.
بدا أنه أنهى مقابلته مع الدوق وجاء ليجدها. توقّف الضجيج من الجانب الآخر فجأةً وكأنهم سمعوا صوت إيشيد.
أمسكت سيرينا بسرعةٍ بيد إيشيد وسحبته إلى أسفل السلّم، خوفًا من أن يتم القبض عليها وهي تتنصّت.
“ماذا تفعلين ….”
“ششش! اصمت!”
هدرت سيرينا بصوتٍ مكتوم. لكن إيشيد كان قد تجمّد عندما غطّت سيرينا شفتيه مرّةً أخرى.
على أيٍ حال، سحبته سيرينا بالقرب منها حتى لا يتمكّنوا من رؤيتهما. كان المكان ضيقًا للغاية لأن إيشيد كان أكبر ممّا كانت تعتقد.
كانت رؤيتها مليئةً بإيشيد تمامًا. ربما لم يكن إيشيد مختلفًا.
وضعت نفسها بقوّةً على السلّم ووضعت راحة يدها على شفتيه لمنعه من التحدّث أكثر.
ثم التفت برأسها للإشارة إليه بالهدوء.
في تلك اللحظة، اقترب صوت خطوات الأقدام. بدا أن أحد الثلاثة قد جاء للتحقّق من مصدر الصوت.
خفق قلب سيرينا. لسببٍ ما، بدا أن راحة يدها التي لامست شفتيه أصبحت أكثر سخونة.
أمالت سيرينا رأسها إلى الجانب وحدّقت في الضوء. من خلال الفجوة الصغيرة بين السلّم، تمكّنت من رؤية وجه الشخص الآخر.
‘ذلك الشخص ……’
كان أحد أفراد المجموعة التي حاصرت وضايقت نوكتورن في المرّة الأخيرة. كان من الواضح أنه كان غاضبًا لأن نوكتورن قد أزعجه. نظر الرجل حوله ثم قال.
“لا يوجد أحد؟ أوه …… انتظر. أوه، ما هذا؟ كان أمين المكتبة.”
كان أمين المكتبة هو الذي استقبلها عندما جاءت إلى هنا في وقتٍ سابق. كان رجلاً عجوزًا، حتى أنه أخرج كتيّبًا يسرد الكتب الموجودة في المكتبة لسيرينا.
ربما كان بفضله أن هذه المكتبة كانت منظّمةً بشكلٍ جيّد. تبعه رجلان آخران وتذمّرا.
“لا بد أن أمين المكتبة كان يتحدّث إلى نفسه مرّةً أخرى. على أيّ حال، إنه أمرٌ مخيفٌ عندما يستمرّ ذلك الرجل العجوز الخَرِف في التمتمة والتجوّل.”
“لا يوجد أحد. أتساءل عمّا إذا كان أمين المكتبة شبحًا. ها ها ها.”
قبل أن يدركوا ذلك، تحوّل حديثهم إلى ثرثرةٍ حول أمين المكتبة. أرادت سيرينا أن تغسل أذنيها لأن المحتوى كان مزعجًا للغاية وكان من غير المريح الاستماع إليه. واصل الرجال حديثهم أمام السلّم.
“ماذا عن القيام بذلك في الحفلة الليلة؟ ستكون الطريقة المثالية لإحراجه.”
“ألن يكون الأمر سيئًا إذا أفسدنا الحفلة بدون سبب؟ إنها بداية مهرجان الصيد.”
عندما تردّد الرجل ذو المظهر الخجول، صاح الرجل ذو الصوت العالي بجانبه.
“هذا أفضل لأنه سيسبّب إحراجًا أكبر! دعنا نتأكّد من أن نوكتورن لن تطأ قدمه هذا المنزل مرّةً أخرى.”
شدّ على أسنانه وضرب قبضته على راحة يده الأخرى. هزّ الرجل الطويل، الذي كان طوله مثل عمود، شيئًا ما. كان شيئًا مثل خرزة.
‘هاه؟ أليست هذه كرةً سحرية؟’
لقد قرأتُ عنها في كتاب. كان السحر الموجود في قلب الوحش الشيطاني يحتوي على قِوًى خاصّةٍ مخفيةٍ فيه، وكان ذا قيمةٍ كموادٍّ بحثيّةٍ بين السحرة.
قالوا إنه من الصعب العثور على كرةٍ سحريةٍ جيّدةٍ لأنها عادةً ما تنكسر عندما يموت الوحش الشيطاني. ومع ذلك، فإن الكرة السحرية التي كانوا يحملونها بدت جيدةً تمامًا.
‘أعتقد أنهم يخطّطون لشيءٍ خطيرٍ حقًا.’
استمعت إلى ثرثرتهم بتعبيرٍ جاد. همسوا بخطّةٍ مفصّلةٍ وغادروا المكتبة.
انتظرت سيرينا بهدوءٍ حتى توقّفت خطواتهم. بعد فترة، تنهّدت سيرينا وأدارت رأسها إلى إيشيد.
“أنا آسفة، لا بدّ أنكَ فوجئتَ كثيرًا ….. “
توقّفت سيرينا عن الحديث فجأة. كان ذلك لأن إيشيد أقرب ممّا كانت تعتقد.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1