I’m the Dying Emperor’s Doctor - 41
“نعم، لقد استغرق الأمر 5 دقائق بالضبط.”
ابتسم نوكتورن بلطفٍ وكأن شيئًا لم يحدث. ضحكت سيرينا وسألت.
“إلى أين سنذهب؟”
“مسار الغابة خلف البحيرة رائعٌ للمشي. إنه أكثر جمالًا عندما تغرب الشمس.”
“هذا لطيف. بالمناسبة، لورد نوكتورن، هل لعبتَ بالنار؟”
عندما شمّت سيرينا وسألت، أجاب نوكتورن بلا مبالاة.
“ربما يكون المطبخ بالجوار مباشرة، لذا فإن رائحة حرق الحطب تنبعث إلى هنا.”
“آه.”
أومأت سيرينا برأسها وكأنها موافقة، ثم نظرت إلى قفّازات نوكتورن البيضاء. كان عليها رمادٌ لم يتمكّن من محوه.
‘لقد لعبتَ بالنار حقًا.’
يبدو أنه ضرب إخوته في وقتٍ سابق. يا له من عار. لقد أضاعت فرصة مشاهدته وه ينتقم. شعر نوكتورن بالنظرة وابتسم بشكلٍ مُحرِج.
“أوه، تم القبض علي.”
“أشمّ رائحة النار كالشبح.”
“هل هذا صحيح؟”
ضحك نوكتورن وكأنه سمع نكتةً مسلّية. ثم هزّت سيرينا كتفها وسألت.
“لذا هذه المرّة، لم تقم بتقييدهم، أليس كذلك؟”
“حسنًا، بقسوة. لقد رددتُ ما فعلوه لي.”
“كما هو متوقّع، إنه نجاحٌ يستحقّ الرؤية، بعد كلّ شيء.”
ضحكت سيرينا وأشارت له لإرشادها بسرعة. مدّ نوكتورن يده إليها وكأنه يرافقها.
“هل سترافقني الآن؟”
“حسنًا، شيءٌ مشابه.”
“هذا أمرٌ مُحرِج، لكنني في موقفٍ ليتمّ إرشادي فيه، لذا لن أرفض.”
وضعت سيرينا يدها على ذراعه بسهولة. نظرًا لأنه كان قد رافقها ليونارد عدّة مرّاتٍ بالفعل، لم يكن الأمر مُحرِجًا.
عندما وضعت يدها بطاعة، قاد نوكتورن سيرينا على طول مسار الغابة بوتيرةٍ معتدلة.
* * *
في اليوم التالي، توجّهت سيرينا إلى غرفة نوم إيشيد لإجراء فحصٍ صباحي. انحنت خادمة غرينوود، التي كانت تنتظر بالخارج، ثم سدّت طريقها.
“لا يمكنكِ الدخول.”
“لماذا؟”
“جلالته يتناول الإفطار مع الآنسة أوفيليا.”
كانت الخادمة تحمل شارةً على صدرها تشير إلى وضعها كرئيسة الخدم. حدّقت سيرينا فيها وسألتها.
“الآن؟”
كان الوقت لا يزال مُبكِّرًا لتناول الإفطار، لكن أوفيليا كانت دؤوبة. سينزعج إيشيد من ذلك. أجابت الخادمة الرئيسية بوجهٍ صارم.
“نعم. ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟ إذا لم يكن الأمر عاجلاً، يمكنكِ القدوم لاحقًا.”
كانت كلماتها ناعمة، لكنها كانت أمرًا، وليس طلبًا. انطلاقًا من حقيقة أنها لم تذكر اسمها حتى، يبدو أنها كانت تفكّر في سيرينا كخادمةٍ أخرى.
بدا الأمر معقولاً لأنها كانت ترتدي ملابس بسيطة. ومع ذلك، فإن شارة القصر ستكون مرئيةٍ على صدرها، لذا كان الأمر مبالغًا فيه بعض الشيء.
وضعت سيرينا يدها على صدرها حتى تتمكّن من رؤية إيسلينغ الأرجواني بوضوحٍ وقالت.
“لقد تأخّرتُ في تحيّتكِ. أنا سيرينا فنسنت، طبيبة جلالته الشخصية.”
توقّفت نظرة الخادمة على إيسلينغ الأرجواني. اعتقدت أنها ستبتعد عن طريقها، لكن الخادمة حجبت الباب أكثر وقالت.
“أعلم، آنسة سيرينا.”
هل تعلمين؟
لقد صُعقت سيرينا لأنها كانت تسدّ الباب مثل الديكتاتور على الرغم من أنها كانت تعلم. ومع ذلك، كان عليها أن تستجيب بهدوءٍ في مواقف مثل هذه.
“تعلمين. إذن يجب أن تعلمي أيضًا أن زيارتي هي جزءٌ من واجباتي.”
عندما خطت سيرينا خطوةً للأمام، أوقفتها الخادمة بذراعها.
“من فضلكِ تعالي لاحقًا. لم يمرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن دخلت آنستي.”
بدا أن عيون الخادمة كانت تنظر إلى شريرٍ جاء لإزعاج وقت آنستها السلمي. في الواقع، كانت سيرينا قد عرفت بالفعل أن الخدم كانوا مُعادين لها منذ زيارتها لهذا القصر.
ظلّت النظرات السريّة تتلصّص إلى سيرينا. بدا الأمر وكأنهم استاءوا ممّا شَهِدته أوفيليا في العاصمة. كان عيون جميعهم كأنها عيونٌ تنظر إلى أعدائهم.
‘يا لها من مجموعةٍ تقطر إخلاصًا.’
أطلقت سيرينا تنهيدةً عميقة. ومع ذلك، فهي ليست من النوع الذي يتراجع بهذه الطريقة.
إذا تراجعت اليوم، كان لديها شعورٌ غريزيٌّ بأنه سيكون من الصعب الاقتراب من إيشيد خلال الأسبوعين اللذين ستبقى فيهما هنا.
“ابتعدي عن الطريق.”
أمرت سيرينا بصوتٍ هادئ. لقد تخلّت عن الطلب بلطفٍ والدخول.
“إذا كنتِ تعرفين مَن أنا، فستعرفين أيضًا أنني تلقّيتُ إيسلينغ الأرجواني من جلالته.”
“… بلى.”
تردّدت الخادمة الرئيسية في زخم سيرينا وأجابت ببطء.
“يمكنني عقد اجتماعٍ خاصٍّ مع صاحب الجلالة في أيّ وقت. حتى لو كانت الآنسة غرينوود بالداخل.”
“…….”
“هل ستستمرّين في منعي بهذه الطريقة؟”
“أعتذر على وقاحتي.”
عضّت رئيسة الخدم شفتها السفلية ثم ابتعدت ببطء. بدا الأمر وكأنها تحاول جاهدةً إخفاء استيائها. طرقت سيرينا الباب دون أن تنظر إلى الخادمة.
“جلالتك، إنها سيرينا.”
بعد فترة، سُمِح لها بالدخول إلى الغرفة.
* * *
نظر إيشيد بلا تعبيرٍ إلى أوفيليا، التي جاءت لزيارته بطاولة إفطارٍ كبيرةٍ منذ الصباح.
“ما الذي يحدث في هذا الوقت المبكّر؟”
“سمعتُ أن جلالتكَ تنهض وتأكل مُبكِّرًا هذه الأيام.”
ابتسمت أوفيليا بمرحٍ واستمرّت في صبّ الشاي.
“استيقظتُ مُبكِّرًا اليوم لأنني أردتُ إعداد الإفطار لك.”
نظر إيشيد إلى أوفيليا بعيونٍ مفتوحة. كان ذلك لأن سيرينا كانت تجبره على تناول الإفطار بعد الفحص الصباحي.
إذا لم يكن الأمر كذلك، لما استمتع بوجبة الإفطار أبدًا، لكن يبدو أن أوفيليا لم تلاحظ ذلك.
انزعج إيشيد من مقاطعتها عندما حاول النوم أكثر حتى تصل سيرينا. ومع ذلك، كانت هذه منطقة غرينوود، لذلك لم يستطع فعل أيّ شيءٍ لأوفيليا.
حرّك إيشيد الحساء المملوء باللحم البقري وقال.
“إنها وجبةٌ ثقيلةٌ بعض الشيء لتناولها في الصباح”.
“إنه طعامٌ صحيٌّ متوفّرٌ فقط في غرينوود. إنه جيدٌ جدًا لاستعادة طاقتك، لذا لا تتردّد وتناوله بالكامل”.
“نعم. لهذا السبب يكون تناوله في الصباح مُرِهقًا. الخبز والحليب فقط سيكونان جيدين.”
تجنّب إيشيد تناول اللحوم لأنه كان يعاني من عسر الهضم في الصباح. كانت سيرينا تعرف عادات إيشيد الغذائية وكانت تقدّم له وجباتٍ خفيفةٍ على الإفطار بشكلٍ أساسي.
أشياء مثل التفاح والزبادي والحليب الدافئ والخبز سهل الهضم. فتحت أوفيليا عينيها على اتساعهما عند سماع كلمة الخبز والحليب وقالت بشكلٍ مُبالَغٍ فيه.
“وَيحِي، هل هذا كلّ ما تبذله طبيبة جلالتكَ الشخصية من جهدٍ في الصباح؟”
“هل الأمر يتعلّق بالجهد؟”
“بالطبع! لو كنتُ مكانها، لكنتُ قد قمتُ بإدارة الطعام الذي يتناوله صاحب الجلالة كلّ يومٍ بعناية.”
“سيرينا تفعل ذلك بالفعل.”
شعر إيشيد بالإهانة إلى حدٍّ ما من ملاحظة أوفيليا المهينة لسيرينا وأجاب بصراحة. حتى عندما ارتجفت أوفيليا، واصل حديثه.
“يبدو أن إفطار سيرينا أكثر إخلاصًا من إفطار الآنسة، التي لا تأخذ حالة معدتي في الاعتبار.”
“كيف يمكنكَ أ-أن تقول شيئًا كهذا ……”
ارتجفت أوفيليا بالحرج. نقر إيشيد بلسانه على السَلَطة أمامه.
“إلى جانب ذلك، فإن وَجَبَاتي ووَجَبَات الآنسة لا تتشابه بتاتًا. لا أعرف ما إذا كان بإمكاني العيش على ذلك فقط.”
“لـ لقد كنتُ أحاول تناول الكثير من الطعام مؤخّرًا.”
أوضحت أوفيليا بسرعةٍ وكأنها تتعرّض للطعن. بالطبع، لم يكن هذا شيئًا قد يهتمّ به إيشيد.
وضع إيشيد الحساء في فمه، معتقدًا أن هذا سيُخرِج أوفيليا بسرعة. عند هذه اللفتة، أشرق وجه أوفيليا.
بطريقةٍ ما، عند رؤية مظهرها المضطرب أكثر من ذي قبل، بدا الأمر وكأنها تعرّضت للتوبيخ من قِبَل الدوق. سألت أوفيليا بحذر.
“كيف طعمه؟”
“مهارات الشيف مذهلة.”
“هذا جيد. إذن، هل يمكنني الاستمرار في الإشراف على إفطاركَ أثناء وجودكَ هنا؟”
“همم. سيكون ذلك صعبًا.”
لم يكن من الممتع أن تزعجه أوفيليا كلّ يومٍ لمدّة أسبوعين. كان الصداع يصاحب إيشيد كلّما كان معها.
بدا الأمر وكأن شخصياتهما لا تتطابق. سيكون من الأفضل لكليهما ألّا يريا بعضهما البعض كثيرًا.
“لماذا؟ لأن الإفطار الذي تعدّه طبيبتكَ أفضل؟”
“ليس الأمر أيّهما أفضل من الآخر …..”
دق دق.
قبل أن يتمكّن إيشيد من إنهاء حديثه، كان هناك طرقٌ على الباب. بعد فترة، سَمِع صوتًا واضحًا.
“جلالتك، إنها سيرينا.”
“……”
عضّت أوفيليا شفتها السفلية عند كلمة سيرينا. انشرح تعبير إيشيد عند سماع سيرينا، التي جاءت لزيارته دون تأخير، وقال.
“كما ترين، لديّ بالفعل شخصٌ يعتني بي، لذلك لا داعي لإزعاج الآنسة.”
“سمعتُ أنكَ أحضرتَ شخصًا آخر مجدّدًا. لكن من فضلكد دعني اعتني بكَ في هذين الأسبوعين.”
“هل هناك ما يُجبِرُني على القيام ذلك؟”
“…….”
“شكرًا لكِ على الحساء. سأراكِ في الحفلة لاحقًا.”
أبدت أوفيليا تعبيرًا عابسًا عندما مسح إيشيد فمه بمنديلٍ وأعطاها الأمر بالمغادرة.
“فهمت. سأراكَ في المرّة القادمة.”
رفعت أوفيليا تنورتها برشاقةٍ واتّجهت نحو الباب. عندما فتحت الخادمة الباب، نظرت سيرينا إلى أوفيليا متفاجئة.
حدّقت أوفيليا فيها بنظرةٍ لاذعةٍ وخرجت. نظرت سيرينا لأوفيليا، التي اختفت فجأةً مثل بطلةٍ مأساوية.
بينما راقبت بهدوء الخادمة التي تنتظر بالخارج وهي تتبعها بُخطًى سريعة، تحدّثت إيشيد من الخلف.
“ألن تدخلي؟”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1