I’m the Dying Emperor’s Doctor - 40
“ماري، هل هذا الشيء سينقلنا بهذه السرعة؟”
“نعم. البوابة جيدةٌ حقًا ….. “
“كلّما تعلمتُ المزيد عن السحر، أصبح الأمر أكثر إثارة.”
منذ لقاء نوكتورن، ابتعدت سيرينا عن السحر الدجال واتّخذت الطريق الرسمي.
كانت الكتب الموصى بها والنصائح من نوكتورن، الذي تخرّج من الأكاديمية على رأس فصله، مفيدةً جدًا لسيرينا.
‘إذا جمعنا بين السحر والطب، فقد نتمكّن من علاج الأمراض التي كانت غير قابلةٍ للشفاء سابقًا.’
لم يكن هناك طبيبٌ يمكنه القيام بالسحر والطب معًا. في المقام الأول، لم يكن هناك سببٌ لشخصٍ يمكنه استخدام السحر لدراسة الطب.
لذلك تطوّر الطب والسحر بشكلٍ منفصل.
استخدمت سيرينا دماغها وقلب المانا غير العامِل لديها لتصبح أوّل طبيبةٍ تستخدم السحر للعلاج.
‘قالوا إن هناك العديد من الوثائق القديمة في إقليم غرينوود.’
ابتسمت سيرينا بشكلٍ هادف. في الواقع، كان السبب وراء اتّباعها إيشيد هو حمايته، ولكن كان أيضًا بسبب المكتبة في المنزل الرئيسي لإقليم غرينوود.
قال نوكتورن إن هناك العديد من كتب السحر الشخصية للدوق والتي لا يمكن العثور عليها في مكتبة العاصمة.
بما أنها حصلت على إذنٍ من إيشيد مسبقًا، فقد تتمكّن من تصفّح المكتبة بقدر ما يُرضي قلبها أثناء وجودها في إقليم غرينوود.
“الإقامة نظيفةٌ وجميلة.”
في غضون ذلك، فكّت ماري جميع أمتعتها وابتسمت. كانت منطقة غرينوود هادئةً وجميلةً كما يُشاع عنها.
سَمِعت أن الدوق غالبًا ما يستخدم البوابة للذهاب والإياب بين القلعة الرئيسية وقصر العاصمة. كان ذلك ممكنًا لأن حقوق استخدام البوابة كانت تُجدَّد كلّ عام.
“هذا صحيح. توجد بحيرةٌ في المقدّمة، والحديقة جميلةْ حقًا.”
“أعتقد أن المنظر أفضل لأنه بالقرب من الغرفة التي يقيم فيها جلالته.”
كانت ماري محقّة. حصلت سيرينا على غرفةٍ لطيفةٍ لأنها كانت هنا لخدمة الإمبراطور كطبيبةٍ شخصيّةٍ له. كان الفريق الطبي عبارةً عن مجموعةٍ مرتبطةٍ بشكلٍ مباشرٍ بصحّة الإمبراطور، لذا عاملهم غرينوود بشكلٍ جيد.
إذا جاء الإمبراطور إلى إقليم غرينوود وأصيب، فإن عائلة غرينوود ستكون مسؤولة، لذلك لا يمكنهم ترك الأمر لأطباء العائلة.
‘لقد قيل أن هناك إصابةٌ من قبل. مَن يكون الذي أصيب إذًا؟’
بما أن إيشيد لم يكن هو الذي أُصِيب، لم اهتمّ بمَن أُصِيب بالضبط. الآن بعد أن تساءلت عن هويّته، كان ذلك بدافع الفضول بحتًا كطبيبة.
كانت طبيبةً حتى النخاع، ولا يمكنها تجاهل مريضٍ مصاب. في تلك اللحظة، فتحت ماري فمها، ونظرت إلى تعبير سيرينا.
“ستقيم عائلة غرينوود حفلةً غدًا في المساء للإشارة رسميًا إلى بدء مهرجان الصيد.”
“أوه، حقًا؟”
عندما ردّت سيرينا دون الكثير من المعنى، تمتمت ماري بوجهٍ منزعج.
“نعم. كما هو التقليد على الأرجح، ستكون شريكة جلالة الإمبراطور هي ابنة العائلة التي أقامت مهرجان الصيد.”
“إذن، ستكون شريكته أوفيليا غرينوود.”
كانت أوفيليا الابنة الشرعية الوحيدة لعائلة غرينوود. لذا هي الوحيدة التي ستكون شريكة إيشيد في هذه الحفلة.
أجابت سيرينا بشكلٍ غامض، بحثًا عن شيءٍ ما. ثم تنهٍدت ماري.
“يا إلهي! لماذا هناك مثل هذا التقليد؟ كنتُ أتوقّع أن تكون سيرينا شريكته هذه المرّة أيضًا.”
“ماري، كما قلتُ في المرّة السابقة، علاقتي مع جلالته مجرّد طبيبٍ ومريض، لا أكثر ولا أقل.”
“هاه؟ إذًا لا تزال سيرينا في مرحلة ‘شيءٍ ما’مع جلالته؟”
“هاه؟ شيءٌ ما؟”
أمالت سيرينا رأسها وسألت مرّةً أخرى، ووضعت ماري كلتا يديها على خصرها وقالت.
“في هذه الأيام، يُطلِق الأطفال على الاستكشاف الدقيق قبل المواعدة شيئًا ما.”
(الكلمة بالكوري بتختلف لكن الترجمة العربية فعلا هيك، هي بتعبر عن العلاقة ما بين اثنين منجذبين لبعض لكن لسا ما في مُسمَّى رسمي لعلاقتهم. مثل وكأنك بتحكي ‘هناك شيءٌ ما يحدث بينهما’.)
ضاقت عينا سيرينا. شعرت سيرينا بالإحباط لأنها لم تستمع إلى تفسيرها على الإطلاق. أجابت سيرينا ببلاهة.
“حسنًا. أليس ‘شيءٌ ما’ الذي بيننا هو قتال؟”
“ماذا؟”
“جلالته يتجنّبني دائمًا. لذا أعتقد أن علاقتنا ستصبح قتالاً قريبًا.”
أيّ نوعٍ من العشّاق يقاتلون بعضهم البعض؟
لذا كانت علاقة إيشيد وسيرينا أقرب إلى القتال منها إلى ‘شيءٍ ما’. ولأن كلا الجانبين كانا متوتّرين، فقد بدوا وكأنهم على وشك الشجار.
في تلك اللحظة، صفّقت ماري بيديها وكأنها أدركت شيئًا متأخرًا.
“آه! تلعبان دور صعب المنال، أليس كذلك؟”
“ماري، ألن تتوقّفي قبل أم أدفعكِ من النافذة؟”
“آي! هذا أمرٌ مخيف.”
ثرثرت ماري لبعض الوقت بوجهٍ غير خائفٍ تمامًا قبل مغادرة الغرفة. تنهّدت سيرينا وذهبت إلى النافذة.
كان المنظر خارج النافذة جميلًا حقًا. بدا القصر في وسط الغابة وكأنه قصرٌ جميلٌ من قصّةٍ خيالية.
تلألأت مياه البحيرة المتموّجة في ضوء الشمس. كانت بجعةٌ تسبح على مهلٍ فوقها.
بعد أن حدّقت من النافذة لبعض الوقت، رأت نوكتورن في مسافة. كان ثلاثة رجالٍ يحيطون به. بدا الأمر وكأنهم يتجادلون وهم يدفعون نوكتورن على الحائط أمام غرفة سيرينا.
هممم. هل هم الإخوة الذين ذكرهم في ذلك الوقت؟
حدّقت سيرينا فيهم وذقنها مرفوعة. كانت عائلة غرينوود عائلةً أنتجت علماءً لأجيال.
كيف يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الأذكياء فقط أن يصبحوا ربّ الأسرة؟
كان السبب بسيطًا. كان ذلك بسبب نظام اختيار ربّ الأسرة الفريد الذي تم تناقله عبر عائلة رينوود.
لم يصبح غرينوود بالضرورة ربّ الأسرة التالي لمجرّد أنهم من نسلٍ مُباشِر. يمكن لأيّ شخصٍ لديه دم غرينوود، سواء كان مُباشِرًا أو جانبيًا، أن يصبح ربّ الأسرة.
كانت الشروط بسيطة. كان عليه أن يكون أفضل من غيره في غرينوود. كان يجب أن يتمّ الاعتراف به من قِبَل دوق غرينوود السابق.
الشخص الذي حقّق هذه الشروط سيصبح دوق غرينوود التالي. وبالتالي، تم اختبار العديد من شُبّان غرينوود منذ سنٍّ مبكّرةٍ وتم قبولهم كأطفالٍ طبيعيين وتنافسوا مع بعضهم البعض.
يقال أن نوكتورن كان معروفًا أيضًا بقدراته منذ سنٍّ مُبكّرةٍ وتم قبوله كطفلٍ غير شرعيٍّ وتنافس مع الأسياد الآخرين. كان دوقًا شابًّا قويًا، لكنه حصل فجأةً على لقب الكونت وغادر، لذلك كان أطفال عائلته ينظرون إليه بازدراء.
‘لا يجب أن أتورّط في عداوةٍ عائليةٍ بدون سبب.’
كانت تلك اللحظة عندما كانت سيرينا على وشك إغلاق الستائر بسرعة. نظر نوكتورن لأعلى وكأنه شعر بنظراتها. عندما التقت أعينهما، أومأ برأسه بلا مبالاةٍ وحيّاها.
ثم رفع الثلاثة المتبقّون رؤوسهم أيضًا للنظر في هذا الاتجاه.
“!!!”
صرخت سيرينا داخليًا وجلست بسرعة. كان قلبها ينبض بقوّةٍ وكأن شخصًا ما أمسك بها وهي تتلصّص.
‘لماذا تحيّيني من هناك!’
كادت أن يتم القبض عليها وهي تتلصّص من قِبَل الثلاثة منهم. صرخت سيرينا داخليًا، لكنها لم تستطع إجبار نفسها على النظر من النافذة مرّةً أخرى.
بعد فترة، ألقت سيرينا نظرةً من النافذة مرّةً أخرى، وكان الثلاثة قد ذهبوا، ولم يبقَ خلفهم سوى نوكتورن. كان نوكتورن يحدّق في هذا الاتجاه بلا تعبير.
‘هل واصلتَ التحديق بي؟’
دارت سيرينا بعينيها بشكلٍ مُحرَجٍ وتحدّثت.
“هل ذهبوا؟”
وبينما انحنت للأمام، أومأ نوكتورن برأسه بابتسامةٍ ساخرة. ثم أشار إليها بالنزول وصاح.
“هل أُريكِ المكان؟ هناك مكانٌ جميلٌ إذا شاهدتيه في هذا الوقت.”
آه، كنتُ أنتظر أن يقول ذلك.
أومأت سيرينا برأسها ورفعت خمسة أصابع.
“حسنًا. انتظر خمس دقائق فقط.”
أغلقت النافذة بسرعةٍ وأمسكت بمعطفها وخرجت.
* * *
تصلّب تعبير وجه نوكتورن بمجرّد اختفاء سيرينا من النافذة. تحرّكت نظراته إلى زاويةٍ بين الشجيرات.
هناك، تم ربط الإخوة الثلاثة الذين كانوا يسخرون من نوكتورن منذ لحظة. كانت زاويةً لا يمكن رؤيتها من نافذة سيرينا.
انبعثت رائحة طقطقةٍ من حولهم. لقد كانوا محاصرين في النيران. كانت وجوههم مغطاةٌ بالرّماد الأسود، كما لو كانوا قد لُطِّخُوا بالفحم.
نقر نوكتورن بأصابعه، عازمًا على التخلّص منهم قبل أن تأتي. ثم اختفت الحبال التي ربطتهم.
“ألا ينبغي أن تكون قد انتهت مقالبكم الصبيانية عندما كنتُم صغارًا؟ لا تزالون حمقى جدًا، لهذا السبب خسرتم في المنافسة.”
“تسك ….. هذا الوغد.”
“هذا ليس شيئًا يجب أن يقوله شخصٌ تعرّض للضرب من قِبَل وغد.”
“أنتَ تستخدم إيسلينغ بخباثة! لو لم تكن تملك إيسلينغ، لكنتُ …..!”
“سواء كنتُ أملكُ إيسلينغ أو لا، أنتم أيّها الإخوة لستُم نِدًّا لي.”
رفع نوكتورن زاوية فمه كما لو كان الأمر مضحكًا. ثم أشار إلى مكانٍ ما بيده وقال.
“اختفوا الآن. إذا لم تذهبوا في غضون ثلاث دقائق، فقد أحرق جميع ملابسكم الحريرية المفضلة.”
كان وجهه المبتسم مخيفًا إلى حدٍّ ما. كان من الصعب تصديق أنه كان يمزح، لكن النيران كانت مشتعلةً في الاتجاه الذي كان يشير إليه.
كان الطريق يَضيق والنيران تقترب. ابتسم نوكتورن للإخوة الثلاثة الذين كانوا متردّدين وحذرّهم.
“إذا لم تستعجلوا، مَن يبقى أخيرًا سأحرقه.”
“أ- أ-أيها الوغد الصفيق! لا تزال تتمادى في ذلك …… انتظرا، مهلاً!”
بينما كان أحد الإخوة على وشك الرّد على نوكتورن، بدأ الاثنان الآخران في الركض.
“ابتعد عن الطريق! سأذهب أولاً!”
“مهلاً! لا تدفعني!”
نظر الأخ الأخير إلى الأخوين بتعبيرٍ مذهول، ثم شدّ على أسنانه. ابتسم نوكتورن برشاقةٍ وأعطاه تحذيرًا.
“أنتَ بالتأكيد في المركز الأخير. هذا سيءٌ للغاية.”
“اللعنة!”
بدأ يركض على طول الطريق وهو يبصق اللعنات. بدأ الإخوة الثلاثة يركضون جنبًا إلى جنب، لا يريدون أن يكونوا في المركز الأخير.
نظر إليهم نوكتورن وكأنه وجدهم مثيرين للشفقة. لقد اختفوا تمامًا، والآن لم يتبقَّ سوى رائحة الفحم.
“هل تأخّرتُ عليك؟”
قبل أن يعرف ذلك، وصلت سيرينا بالفعل إلى مكان نوكتورن وهي تبتسم.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1