I’m the Dying Emperor’s Doctor - 38
تصلّب وجه إيشيد عندما سمع أن دوق غرينوود هنا. لقد استعاد قلبه، الذي كان يخفق حتى الآن، إيقاعه الثابت. لقد كان متعبًا بالفعل عند التفكير فقط في مقابلة الدوق.
“هل يُعقَل أنه سبب مجيئه مرّةً أخرى؟”
وكان يقصد منصب الإمبراطورة. لعدّة سنوات، كان دوق غرينوود يضغط عليه سرًّا من أجل منصب الإمبراطورة.
على وجه الخصوص، كان يحاول دفعه نحو الارتباط بأوفيليا غرينوود. كانت أوفيليا هادئةً لبعض الوقت، لكن يبدو أنها ستبدأ من جديد.
كان من حسن الحظ أن النبلاء ما زالوا منقسمين في آرائهم وكلٌّ منهم أوصى بابنته لمنصب الإمبراطورة.
إذا تآمروا معًا وعزّزوا قوّة عائلة غرينوود، فلن يكون من السهل الرفض. هزّ ليونارد رأسه وقال.
“ربما. أولاً، قال إنه لديه شيءٌ مهمٌّ لمناقشته حول مهرجان الصيد.”
“سيقول لكَ ذلك بالتأكيد.”
ضحك إيشيد وتمتم بهدوء. كان دوق غرينوود شخصًا شريرًا، شخصًا مختلفًا من الخارج والداخل. إذا خدعتكَ الكلمات البرّاقة من الخارج، فمن السهل خيانتُك.
لم يكن إيشيد يعرف الأفعال التي كانت تتمّ خلف ظهره ويخرج بعدها للعالم الصالح. عندما وصل إيشيد إلى غرفة الاستقبال، وقف الدوق.
“أحيّي شمس الإمبراطورية.”
“لقد مرّ وقتٌ طويل، دوق غرينوود.”
جلس إيشيد في المقعد الأوسط بكرامة، وتبعه الدوق.
“ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
“لديّ شيءٌ للحصول على موافقةٍ عليه قبل مهرجان الصيد.”
ابتسم الدوق برفقٍ وسلّم مستندات الموافقة. راجع إيشيد المستندات بخفّة. كان طلبًا للموافقة على استخدام البوابة.
كانت البوابة عبارةٌ عن حركةٍ طويلة المدى تتطلّب موافقة دوق فيسكوس والعائلة الإمبراطورية.
كانت في الأصل حركةً طوّرها دوق فيسكوس، ولكن عندما تزوّجت الإمبراطورة السابقة من العائلة الإمبراطورية، تم منح حقّ استخدامها أيضًا للعائلة الإمبراطورية.
بعبارةٍ أخرى، كانت موافقة عائلة فيسكوس والعائلة الإمبراطورية مطلوبةٌ في كلّ مرّةٍ يتم فيها استخدام البوابة. عادةً ما يتم تمديد فترة العقد لمدّة عامٍ واحد، ولكن يبدو أن الموعد النهائي قد حان.
“لقد حان الوقت لتمديده بالفعل.”
“نعم. تأخّرت الموافقة لأننا اضطررنا إلى تنسيق الرسوم مع عائلة فيسكوس.”
“لا بد أن عائلة فيسكوس حاولت رفع الرسوم مرّةً أخرى.”
“في العام الماضي، تولّت عائلتنا حقوق توزيع الأحجار السحرية، لذلك لابد أنهم يحاولون كبح جماحنا.”
هزّ الدوق كتفيه وكأنه لا شيء. لقد عادت الحقوق المختلفة التي كانت للعائلة التي شاركت في التمرّد الإمبراطوري إلى العائلة الإمبراطورية.
ومع ذلك، إذا كانت العائلة الإمبراطورية تمتلك كلّ هذه السلطة، فإن الاقتصاد سوف يتباطأ. لذلك فقد فوّض حقوقًا أخرى لأشخاصٍ مؤثّرين.
أحدهما، حقوق توزيع الأحجار السحرية، كانت قد ذهبت إلى غرينوود العام الماضي، لذلك كان من الطبيعي أن يكبحه فيسكوس.
“إنه لأمرٌ سيّئٌ أن تكون الرسوم مرتفعةً للغاية. سأطلب منه القيام بذلك بسعرٍ معقول.”
“أُقدِّر لطفكَ كثيرًا، يا صاحب الجلالة.”
انحنى الدوق برأسه برشاقةٍ للتعبير عن امتنانه. عندما أومأ إيشيد برأسه، أحضر ليونارد، الذي كان قريبًا، الختم الملكي.
أخرج إيشيد الختم، وختمه على الوثيقة، وسلّمها إلى الدوق. قَبِل الدوق الوثيقة بأدب.
في تلك اللحظة، لامست أطراف أصابعهما بعضهما البعض لفترةٍ وجيزة. يكره إيشيد الاتصال بأيّ شخص، لذلك سحب يده بسرعة.
تجمّد الدوق في هذا الوضع. سأله إيشيد، الذي تيبّس كالحجر.
“هل هذه نهاية عملك؟”
“…….”
“دوق غرينوود؟”
“….. أوه، نعم. سأعتني بكلّ شيءٍ آخر بنفسي.”
تصلّب تعبير وجه الدوق قليلاً قبل أن يبتسم مرّةً أخرى. ولوّح إيشيد بيده وكأنه مُتعَبٌ وأمر الدوق بالمغادرة.
نظر إليه الدوق ببطءٍ ثم نهض من مقعده.
“سأراكَ في غرينوود في المرة القادمة.”
“حسنًا. سأراكَ هناك.”
ودّعه إيشيد وهو يتمدّد وينظر حوله. سار الدوق نحو العربة بُخطًى متراخية، ليست سريعةً جدًا ولا بطيئةً جدًا.
على عكس ما كان عليه من قبل، كان تعبيره شرسًا. كزّ على أسنانه وكأنه لا يطيق شيئًا ما.
‘اعتقدتُ أن الأمر كان ناجحًا. لماذا على الأرض؟’
كان الدوق مشتّتًا بشيءٍ آخر في تلك اللحظة. لم يلاحظ سيرينا، التي كانت قادمةً من الاتجاه المعاكس، واصطدمت أكتافهما ببعضهما البعض.
“أوبس.”
أسقطت سيرينا الحقيبة الطبية على كتفها بسبب التأثير القوي. استعاد الدوق رشده متأخّرًا ونظر إلى الشخص الذي اصطدم به.
شعرٌ أرجوانيٌّ غامقٌ وعيونٌ ذهبية. تعرّف عليها الدوق على الفور بمجرّد النظر إلى مظهرها. لذلك خفّف تعبيره وقال.
“أعتذر. كنتُ مرتبكًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع الرؤية للأمام.”
“لا بأس. لقد اصطدمتُ أيضًا بكَ دون أن أى. أنا آسفة.”
ابتسمت سيرينا والتقطت الحقيبة الطبية التي أسقطتها ونفضت الغبار عنها. في الوقت نفسه، لم تنسَ التحقّق من داخل الحقيبة لمعرفة ما إذا كان هناك أيّ شيءٍ مكسور.
في هذه الأثناء، نظر الدوق إلى سيرينا عن كثب. كان النبلاء يراقبونها بالفعل. كان ذلك طبيعيًا لأنها كانت الطبيبة الشخصية التي أحبّها الإمبراطور الحَذِر بشكلٍ خاص.
‘وكانت على قائمة موكب مهرجان الصيد.’
عندما خرج الإمبراطور، كان يأخذ معه دائمًا بعض الأطباء الإمبراطوريين. انطلاقًا من حقيقة أن اسمها كان في أعلى القائمة، فقد كانت عضوًا مُخطَّطًا لأخذه منذ البداية.
لم يكن دوق غرينوود مسرورًا بشكلٍ خاصٍّ برؤيتها. كان ذلك لأنها تسبّبت في حدوث عائقٍ في خطّته لجعل أوفيليا إمبراطورة.
شعرت سيرينا بلسعةٍ خديّها تحت نظرة الدوق المستمرّة. والأمر الأكثر غرابة هو أنه في مرحلةٍ ما، تحوّل نظره نحو شارتها.
‘الآن بعد أن فكّرتُ في الأمر، ذلك الشعر الرمادي والعينان بلون الرماد …….’
أدركت سيرينا متأخّرة أن مظهره كان مشابهًا جدًا لأوفيليا غرينوود.
‘هل يمكن أن يكون دوق غرينوود؟’
رمشت سيرينا عندما أدركت أن الشخص أمامها هو دوق غرينوود. ابتسم الدوق بلطفٍ وقال.
“ألا يجب عليكِ أن تكوني حذرة؟”
“هاه؟”
نظرت إليه سيرينا متسائلةً عمّا إذا كانت قد أخطأت في سماعه. لم تكن لديها أيّ فكرةٍ ما قصده بأن تكون حذرةً ومن ماذا.
كان صوت الدوق ناعمًا، لكن عينيه كانتا حادّتين. تمتم بشيءٍ لم تفهمه.
“الفراشة التي تبرز هي مجرّد هدف.”
“…….”
“إذن.”
انحنى الدوق بأناقةٍ كالمعتاد واختفى. أدركت سيرينا لاحقًا ما يعنيه وعقدت حاجبيها.
‘ماذا قال ذلك الرجل العجوز؟’
كلّما فكّرت في الأمر، شعرت أن التحذير أكثر إزعاجًا. بعبارةٍ أخرى، كان يعني أنه يجب عليها أن تتصرّف بنفسها دون أن تبرُز.
‘هل تم استهدافي من قِبَل دوق غرينوود بالفعل؟’
فتحت سيرينا عينيها بشكلٍ خافتٍ وحدّقت في المساحة الفارغة حيث اختفى دوق غرينوود بالفعل.
بالطبع، بما أنها جعلت أوفيليا غرينوود تبتعد عن أنظار الإمبراطور هكذا، كان من الطبيعي أن ينظر إليها الدوق بازدراء.
‘ما نوع المتاعب التي أواجهها بسبب هذا الإمبراطور؟’
الآن، حتى النبيل الرفيع يحذّرني من أن أبرُز.
إذا كان قد نجح، فقد نجح. تخلصت سيرينا بسرعة من مشاعرها القذرة وعادت.
* * *
وصل الدوق إلى قلعة غرينوود.
“أنتَ هنا، أبي؟”
خرجت أوفيليا مبكّرًا لتحيّة الدوق، مرّ بها الدوق بتجهّمٍ وأضاف كلمة.
“لقد تم دفعكِ جانبًا بواسطة شيءٍ صغير.”
“نعم؟”
أمالت أوفيليا برأسها عند استجابة الدوق الباردة غير المتوقّعة. نظر إليها الدوق وقال ببرود.
“لقد رأيتُ سيرينا فنسنت.”
“……”
“ستأتي معه إلى مهرجان الصيد هذا أيضًا، لذا يجب أن تكوني حذرة، هل فهمتِ؟”
“أنا آسف.”
خفضت أوفيليا رأسها بتعبيرٍ مُحبَط. رأى الدوق ذلك وهدأ وربّت على كتفها.
“أنتِ امرأةٌ أكثر ملاءمةً لمنصب الإمبراطورة من أيّ شخصٍ آخر. ألم يتم تربيتُكِ لتكوني على هذا النحو منذ الولادة؟”
“……”
“من الأفضل أن تكتسبي وزناً. يبدو أن الإمبراطور لا يحبّ النساء النحيفات.”
“نعم. سأفعل.”
عضّت أوفيليا شفتها السفلية وأجابت بخنوع. كانت كلمة الدوق مُطلَقةً في غرينوود.
لا عجب أن أوفيليا لم تتمكّن من الذهاب لرؤية الإمبراطور عندما آذته عن طريق الخطأ بسبب أوامر الدوق. كان ذلك لأن الدوق قد اعتنى بالأمر بنفسه، قائلاً إنه لن يكون من الجيد أن ينظر إليها بازدراءٍ دون سبب.
ضغط الدوق على كتفها بقوّةٍ ثم أطلق سراحها.
“جيد.”
ابتسم بهدوءٍ وأشرق وجه أوفيليا.
لقد كان الجهد الطويل في تربيتها بالسوط والجَزَر يستحق ذلك. برؤية أن ابنته، التي كان لديها شعورٌ قويٌّ بالاستقلال، خنوعةٌ هكذا.
ابتسم لها الدوق مرّةً أخرى وتوجّه إلى المكتب. كان هناك شخصٌ بالفعل في المكتب. رجلٌ ذو عيونٍ رماديّةٍ وشعرٍ أزرق مربوطٍ بدقّة.
“لقد أتيتَ في الوقت المحدّد.”
“ما زلتَ كما أنت. لماذا تطلب مني أن آتي بدون موعد؟”
“سمعتُ أنكَ ستذهب إلى إقليم غرينوود غدًا.”
“نعم. بما أن جلالته منعني من استخدام البوابة، فلا خيار أمامي سوى السفر بالعربة.”
نظر الدوق إلى نوكتورن وهو يتمتم. الابن الذي كان يبحث بشدّةٍ عن موافقته عندما كان صغيرًا لم يعد هنا. لو بقي بجانبه مثل الكلب، لكان بإمكانه دفع إخوته جانبًا وتولّي منصب الدوق. لم يستطع الدوق إلّا أن يوبّخه.
“أيها الأحمق عديم الفائدة. ذهبتَ إلى جانب الإمبراطور فقط لتكون كونتًا؟”
“قد يكون لا شيء بالنسبة لسعادتك، لكنه شرفٌ عظيمٌ لي.”
“أيها الغبي البائس. لهذا السبب أنتَ لا تصل لأكثر من هذا.”
هزّ نوكتورن كتفيه عند انتقاد الدوق الفظ.
“لماذا استدعيتَني إذن؟ كما ترى، الرحلة طويلة وهناك الكثير للتحضير.”
كان يخطّط للتخلّص من كلّ المجاملة لوالده والمغادرة إذا لم يصل إلى النقطة المرجوّة. ثم أخذ الدوق زجاجة ويسكي من الخزانة وسكبها في كأسه.
“سمعتُ شيئًا غريبًا عندما توقّفت عند القصر. سمعتُ أنكَ اعترضتَ سرًّا هديةً أرسلتها أوفيليا إلى الإمبراطور.”
“آه. إذن هل عرفت ذلك الآن فقط؟”
ابتسم نوكتورن بمرحٍ وكأنه فهم أخيرًا سبب استدعائه. كان اليوم الذي أصابت فيه فخذ إيشيد هو اليوم الذي استُعيدت فيه هدية أوفيليا.
يبدو أن الدوق كبير السن بما يكفي للتنحّي عن هذا المنصب الآن بعد أن أدرك ذلك الآن فقط.
في تلك اللحظة، وضع الدوق الزجاجة بصوتٍ عالٍ وحدّق في نوكتورن. في لحظة، كانت المنطقة المحيطة تنبّئ بالخطر حيث سقط الجليد الرقيق والصمت بعمقٍ في المكتب. قال الدوق بنبرةٍ متعالية.
“لقد أخبرتُكَ أنه لا داعي لكلبٍ يعضّ سيّده.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1