I’m the Dying Emperor’s Doctor - 37
أجرت سيرينا محادثةً قصيرةً مع نوكتورن حول قلب المانا وتوجّهت مباشرةً إلى القصر. تذكّرت القصة التي أخبرها بها نوكتورن في العربة.
“لم تقع إصابات، لكن لم يعد من الممكن إصلاح الحديقة.”
“قال إنه يجب تحميل العائلة الإمبراطورية تكاليف الإصلاح، لكن لن يكون هناك نبيلٌ سيتقاضى التكاليف منهم بالفعل.”
“بدا أن جلالته كان ينفّس عن غضبه ……، (هنا، نظر نوكتورن بإيجازٍ إلى سيرينا) منذ ذلك الحين، كان الفيكونتيسة فنسنت تشعر بالعرار الشديد ولن تغادر القلعة.”
“عاودت الآنسة الشابة للفيكونت فنسنت الظهور في المجتمع مرّةً أخرى مؤخّرًا، لكن الرأي من حولها ليس جيدًا جدًا. يخشى أيّ شخصٍ قد يصادقها أن يتعرّض لكراهية الإمبراطور.”
أوه، هذا الإمبراطور.
ماذا فعلتَ بحق خالق الأرض؟
بغض النظر عن مقدار تفكير سيرينا في الأمر، لم تستطع فهم تصرفات إيشيد.
هل خرج ليطاردها ويفرغ غضبه عليها؟ لماذا حرق الحديقة إذًا؟
شعرت سيرينا بغرابة. أولاً، كان من المرعب أن يعود كطاغية، لكنها كانت سعيدةً لأن الطرف الآخر كان عائلة فنسنت.
وخاصّةً أنه حرق تلك الحديقة الزجاجية اللعينة. شعرت سيرينا باحتقانها القديم يزول. كان الأمر أشبه بتنظيف أنفها دون لمسه.
(مقولة كورية عبيطة يعني إنها حققت شيء بدون ما تبذل مجهود)
“لقد وصلنا.”
عند إعلان السائق، نزلت سيرينا من العربة واتجهت مباشرةً نحو الحديقة. لقد حان الوقت ليُنهي إيشيد نزهته ويأكل الحلوى.
وبينما كانت تعبر الحديقة، رأت إيشيد يستمتع بوقت الشاي على مهلٍ تحت شرفة المراقبة.
يبدو أنه قد انتهى للتوّ من الحلوى وكان ينظر إلى البستاني بخمول. ضحكت سيرينا، ناسيةً غرضها الأصلي، لأنه بدا وكأنه قطّةٌ حقًا.
سمع إيشيد ضحكها والتفت إليها.
“هل كانت رحلتكِ إلى نوكتورن ممتعة؟”
“نعم. وسمعتُ بعض الأخبار الصادمة جدًا.”
مسحت سيرينا ضحكتها واقتربت منه.
“لا أعرف ما الذي تتحدّثين عنه، لكن اجلسي. إنه أمرٌ مخيفٌ إذا وقفتِ هناك.”
“لابدّ أنكَ تعرّضتَ للوخز في مرحلةٍ ما.”
(يعني عرف إنهم جابوا سيرته، مثل إنه أذنه زنّت وكذا)
جلست سيرينا مطيعةً أمامه، وأحضرت الخادمة الشاي مع فنجان شايٍ جديد.
“يبدو أنكِ سمعتِ عمّا حدث في فنسنت من نوكتورن.”
“لماذا فعلتَ ذلك بحق خالق الأرض؟”
في الواقع، هذا ما أرادت سيرينا أن تسأله. بغض النظر عن مقدار تفكيرها في الأمر، لم تستطع معرفة سبب تدميره لحديقة قلعة فينسنت. لذلك لم يكن لديها خيارٌ سوى سؤال الشخص المعني.
هزّ إيشيد كتفيه كما لو أنه سُئل سؤالاً لا طائل من ورائه.
“فقط كذلك. لم تكن الحديقة جميلة.”
“إنها حديقة مشهورة. لديها الكثير من الزهور التي يصعب العثور عليها في العاصمة، لذلك تحبّها السيدات.”
“حقا؟ بدت كزهورٍ رخيصةٍ في نظري.”
هذا لأن أفضل النباتات فقط تُزرَع في القصر.
أمسكت سيرينا بمؤخرة رقبة إيشيد بعد هجومه الواسع في عقلها. ما يجعلها غاضبةً هو أنها لا تستطيع دحض هذه الإجابة.
انحنى إيشيد إلى الأمام من مسند ظهر كرسيّه وأراح ذقنه على يده.
“يبدو أن طبيبتي لم يعجبها ذلك لدرجة جاءت إليّ راكضةً تلهث بعد دخولها القصر مباشرة.”
“مَن قال أنه لم يعجبني؟ لأكون صادقة، إنه أمرٌ منعشٌ حقًا.”
“حقًا؟ إذن هل يجب أن آخذ زمام المبادرة لأماكن أخرى؟”
ضحك إيشيد بشكلٍ مخيف.
هل سيفعل ذلك حقًا إذا طلبتُ؟
هزّت سيرينا، التي فكّرت في ذلك للحظة، رأسها في مفاجأة.
“هذا يكفي. مَن ذا الذي يريد تدمير حياتهم؟”
“لماذا؟ ألن يكون من الأفضل إزالة القمامة مثل عائلة فنسنت من النبلاء؟”
“حتى لو تركتَهم وشأنهم، سيفعلون ذلك دون الحاجة لتدخّلك. لا تلطخ يدي جلالتكَ دون سبب.”
“إذا قلتِ ذلك.”
فقد إيشيد الاهتمام بعدما رفضت سيرينا وطعن طبق الحلوى الذي كان ممتلئًا بالفعل بشوكة. بالحكم من تعبيره، بدا أنه يريد الحصول على واحدةٍ أخرى، لكنه بدا متردّدًا لأنها كانت تجلس أمامه مباشرة.
“هل تريد واحدةً أخرى؟”
“هاه؟”
“هذه هديّةٌ خاصّةٌ لجهودكَ الدؤوبة هذه الأيام.”
“…… إنها المرة الأولى التي أرى فيها شخصًا يثير ضجّةً حول تناول الحلوى الخاصة بي في منزلي.”
“ألا تريد أن تأكلها؟”
“مَن قال أنني لا أريد؟”
أمر إيشيد الخادمة بسرعةٍ بإحضار الحلوى على عجلٍ خوفًا من أن تغيّر سيرينا رأيها. بعد فترة، خرجت أطباق الحلوى الخاصّة بسيرينا وإيشيد واحدةً تلو الأخرى.
“ليس عليكَ تحضير خاصّتي.”
“يجب أن نتشارك في الأشياء اللذيذة.”
“شكرًا على كرمك.”
ضحكت سيرينا على منطقه الغريب وأخذت قضمةً من المادلين بالليمون أمامها باستخدام شوكة.
ذابت نكهة الليمون المنعشة في فمها وانتشرت بشكلٍ لطيف. بدا أن الحلاوة التي شعرت بها بعد ذلك كانت بسبب فاكهة التين.
“أليس لذيذًا؟”
“همم، جيدة.”
“عليكِ الإجابة ببلى.”
“ألا يمكنني حتى الإجابة بفمي؟”
“إذا لم تستطيعي التحدّث.”
زمّ إيشيد شفتيه وأخذ قضمةً كبيرةً من المادلين بالليمون. بدا فمه يتلذّذ كما لو كانت شهيّةً حقًا. بدا وكأن السرور يغزو جسده كله.
‘هل يمكن أن تكون لذيذةً لهذه الدرجة؟’
في الواقع، لم تستمتع سيرينا بالحلويات. كان من المقبول أن تأكل قطعةً من حين لآخر، لكنها رفضت أن تأكل أكثر من ذلك.
من ناحيةٍ أخرى، أحبّ إيشيد الحلويات بشغفٍ لدرجة أنه كان يأكل الكعكة بأكملها في جلسةٍ واحدة.
‘لقد كان يَحجُمُ كثيرًا مؤخرًا.’
تذكّرت سيرينا أمر صيام السُكّر الذي أعطتُه له.
كان يأكل الحلويات طوال الوقت، ولكن الآن بعد أن تلقّى العلاج الثقيل بتناول حلوى واحدةً فقط في اليوم، بدا مفهومًا أن يكون سعيدًا ويُفرِغ طبقين من الوجبات الخفيفة مثل هذا.
تذكرّت سيرينا فجأةً مدحها لـنوكتورن. بالتفكير في الأمر، بدا أنها كانت بخيلةً في مجاملاتها لإيشيد.
“جلالتكَ تأكل كلّ شيءٍ جيدًا.”
“أنتِ لا تخبرينني بالتوقّف عن الأكل الآن، أليس كذلك؟”
ضحكت سيرينا بينما ألقى إيشيد نظرةً حذرةً عليها. حتى في هذا الموقف، كان قلقًا من أن يتمّ أخذ حلويّاته. مَن قد يظن أن الرجل أمامها هو إمبراطور هذا البلد؟
“أنا لا أفعل أشياءً سيئةً كالعطاء ثم الأخذ.”
“حسنًا، ياللراحة.”
“لقد أثنيتُ عليكَ فقط لأنني أحببتُ الطريقة التي تأكل بها.”
كلانج.
أسقط إيشيد الشوكة التي كان يأكل منها ونظر إلى سيرينا. عندما نظرت إليه بنظرةٍ محتارةٍ لسلوكه، قال.
“كوني صادقة. هل صحّتي تتدهّور؟”
“هاه؟ لا؟”
“إن لم يكن الأمر كذلك، لما كنتِ لتثني عليّ فجأة.”
بدا أن إيشيد قد نسي تمامًا القطعة التي سقطت لأنه كان مصدومًا جدًا من مجاملة سيرينا. شعرت سيرينا وكأنها طبيبةٌ فظيعة، لذلك ضحكت بشكلٍ مُحرَج.
“سأثني عليكِ كثيرًا من الآن فصاعدًا.”
“لا. لا تفعلي ذلك. أعتقد أنه لا يجب عليكِ ذلك.”
هزّ إيشيد رأسه باشمئزاز. ألم يكن هذا الرجل يعلم أن هذا يحفّز روح المنافسة لدى سيرينا؟
أخرجت سيرينا منديلًا من صدرها، قاصدةً مضايقة إيشيد. ثم وضعت يدها على الطاولة واقتربت منه.
ارتجف إيشيد وتجمّد عند اقتراب سيرينا المفاجئ. وفي الوقت نفسه، مسحت سيرينا الفُتات من فمه وابتسمت.
“جلالتنا وسيمٌ حتى عندما يأكله.”
“آه!”
أدرك إيشيد على الفور أن سيرينا كانت تغيظه وصرخ. استند إلى كرسيه وفرك شفتيه بكفّ يده، ثم صاح بها.
“سيرينا. لا تفعلي ذلك.”
“لقد امتدحتُكَ لأنكَ وسيمٌ حقًا، لماذا؟”
“هذا يجعلني أشعر بالغرابة! على أيّ حال، لا تفعلي ذلك!”
بدا إيشيد وكأنه يرتعش من الاشمئزاز، لكنه قفز من كرسيه على الرغم من أن الحلوى لا تزال متبقيةً أمامه.
“جلالتك، يجب أن تأكل هذا قبل أن تذهب.”
“لا مشكلة. لقد فقدتُ شهيتي فجأةً بسببكِ، لذا اعتني بها!”
ركض إيشيد بعيدًا دون أن ينظر إلى الوراء. أصبحت ضحكة سيرينا أعلى كما لو كان الأمر مخطّطًا شريرًا بالفعل.
* * *
كان وجه إيشيد مليئًا بالارتباك وهو يتّجه إلى غرفة النوم. شعر بالمكان الذي لامسه منديلها ساخنًا كما لو كان يحترق.
كانت رائحة المنديل تشبه رائحة عطر سيرينا الذي تستخدمه كثيرًا. كانت رائحةً اصطناعيةً مختلفةً قليلاً عن رائحة جسدها، لكنها كانت بالفعل رائحةً مألوفةً لإيشيد.
‘لماذا يستمر هذا القلب اللعين في الخفقان؟’
تذمّر إيشيد، وضرب قلبه الذي كان ينبض بعنف. لم يكن الأمر وكأن قلبه كان سيدقّ بسرعته الطبيعية، لذلك كان من الحماقة جدًا القيام بذلك.
شعر إيشيد بالحرج قليلاً في مواجهة سيرينا هذه الأيام. أثناء وقوفه أمامها، استمرّ صدره في الانكماش وكان قلبه ينبض بضراوة.
في بعض الأحيان، كانت معدته تنبض بشدّة لدرجة أنه لم يستطع معرفة ما إذا كان الطعام يدخل من فمه أم أنفه.
“إنه مَرَض، هذا مَرَضٌ بالتأكيد.”
تمتم إيشيد لنفسه، وهو يحدّق بشراسةٍ في صدره الذي لا يزال غير منتظم. لم يلاحظ على الإطلاق أن الخدم المارّة ارتجفوا وتجنّبوه.
كان إيشيد على وشك الوصول إلى غرفة النوم وهو يقاتل ذاته.
“يا صاحب الجلالة، كنتُ على وشك المجيء للبحث عنك.”
رأه ليونارد، الذي كان يغادر بعد التأكّد من عدم وجود إيشيد، وتحدّث معه.
“لماذا؟ هل هناك خطبٌ ما؟”
أجاب إيشيد بلا مبالاةٍ مصطنعة، لا يزال يحاول التخلّص من خفقان قلبه. ثم قال ليونارد.
“دوق غرينوود في غرفة الاستقبال لمقابلة جلالتك.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1