I’m the Dying Emperor’s Doctor - 36
عضّ إيشيد شفته السفلية بسبب تفاخر سيرينا. والغريب أنه لم تعجبه إجابتها.
‘الأمر ليس بعيد المنال إلى هذا الحد.’
ربما كان يشعر بعدم الارتياح لأنها أنكرته بشدّة.
الآن بعد أن فكّر في الأمر، لم يبدُ أن سيرينا تعتبره أكثر من مجرّد مريض. كان واضحًا منذ لقائهما الأول أنها كانت منزعجة، لذا كان الأمر طبيعيًا.
فتح إيشيد فمه بصوتٍ خافتٍ إلى حدٍّ ما.
“الآخرون حريصون على الجلوس بجانبي، لكن أنتِ قلقةٌ لأنكِ لا تستطيعين الهرب.”
“ليس الأمر كما لو أهرب ….”
دحرجت سيرينا عينيها بينما أدركت ذلك بعد فوات الأوان.
كان منصب الإمبراطورة الشاغر حاليًا هو المنصب الذي كان يتطلّع إليه العديد من النبلاء. لم يكن هذا هو المنصب الذي تتطلّع إليه مجرّد ابنة فيكونت مثل سيرينا.
وبعد فترةٍ من الوقت، أعربت عن رأيها بعناية.
“لستُ مهتمّةً بالسياسة. أريد فقط أن أعيش حياتي بينما أعتني بنفسي.”
نعم. منذ البداية، كان حلم سيرينا هو الاستمتاع بحياتها الطويلة بكلّ بساطة. عبس إيشيد من إجابة سيرينا.
“لا أعتزم استخدام المقعد المجاور لي سياسيًا أيضًا. إذا فعلتُ ذلك، فمن غير المرجح أن يكون المقعد شاغرًا.”
“هذا صحيح. همم. أنتَ بريءٌ بشكلٍ مدهش. هل تنتظر حُبًّا مصيريًا؟”
عندما سألت سيرينا مازحة، هزّ إيشيد رأسه.
“أسمع منكِ كلّ أنواع الهراء.”
كان من الواضح أنه لا يريد الرّد. ضحكت سيرينا بمكرٍ ونظرت إلى إيشيد.
في الواقع، كانت قد خمّنت بالفعل سبب قيام إيشيد برسم الخط تجاهها في ذلك اليوم.
إن الشخص الذي يثق به الإمبراطور لا بدّ أن يتّسخ في أيّ وقت. كانت سيرينا أيضًا الوحيدة من بين الأطباء المعالجين التي حصلت على وسام إيسلينغ، لذلك لا بد أنها كانت هدفًا لاهتمام النبلاء.
من وجهة نظر إيشيد، الذي كان عليه دائمًا أن يزن ما إذا كانت مشاعر الآخرين صادقةً أم لا، لا بد أن حضورها كان صعبًا للغاية. يعد تفكيرٍ مَلِيّ تحدّثت سيرينا لطمأنة إيشيد.
“أعرفُ ما يقلق جلالتك.”
“……”
“يمكنني أن أعدكَ بشيءٍ واحدٍ مؤكّد.”
“ما هو؟”
نظر إليها إيشيد بتمعّن وكأنه يتسائل عمّا ستقوله. عندما رأى أنها لم تقل أيّ شيءٍ غير ضروري أو مزاح، شعر بالفضول بشأن ما ستقوله. ابتسمت سيرينا بخفّة.
“بعد أن أعالج مرض جلالتك، لن أستخدم الأمر أبدًا كذريعةٍ لدخول السياسة.”
“…….”
“أنا، ليس لديّ أيّ شيءٍ لأتمناه أكثر أو أقل ممّا لدي، طالما أستطيع رؤية جلالتكَ يتعافى. “
“……”
“بعد ذلك، سأتقاعد ببساطة وأعيش حياةً متواضعةً وأقوم بالعمل التطوّعي الطبي كما اعتدت، فلا تقلق.”
هزّت سيرينا كتفيها، أبدى إيشيد تعبيرًا غير مفهومٍ على إثر كلماتها. كان من الصعب فهم مشاعر سيرينا على الإطلاق.
إذا تمكّنت فقط من علاج مرض الإمبراطور، فسيكون طريقها سلسًا. وكان ذلك حقّها الطبيعي. ولكنها سترمي كلّ شيءٍ بعيدًا وتتقاعد.
‘هل أنتِ جاد؟’
حدّق إيشيد بصراحةٍ في سيرينا. كانت عيناها مستقيمتين وواضحتين لدرجة أن إيشيد لم يشعر حتى برغبةٍ في توبيخها على الكذب.
لا أعرف من أين أتت هذه المرأة. لا بد أن سيرينا رأت أشواك إيشيد أثناء الشجار في ذلك اليوم.
شوكةٌ حادّةٌ تشير إلى الآخرين. شوكة تؤذي في النهاية حتى مَن يقترب منها بحُسن نيّة. مسح إيشيد فمه بيده وقال.
“ليست هناك حاجةٌ للتقاعد. إذا قمتِ بشفاء مرضي، فيجب أن تُعامَلي وفقًا لذلك. “
“هذا صحيح. أنا فقط بحاجةٍ إلى أن يكون جلالته بصحّةٍ جيدة.”
بهذه الطريقة أستطيع أن أعيش.
احتفظت سيرينا ببقيّة كلماتها وابتسمت. لو كانت جشعةً منذ البداية، لكانت قد هدّدت الفيكونت فنسنت بمجرّد أن أصبحت طبيبة القصر.
لكن سيرينا لم تكن تُريد أن تفعل ذلك، وفي الواقع لم تفعل ذلك جتى بعد أن سنحت لها الفرصة.
في هذه الحياة، اقترب منها الفيكونت فنسنت أولاً، لكنها رفضت أيضًا. كان إيشيد يحدّق في سيرينا التي ذي النظرات الحازمة.
“لذا، من فضلك، تفهّمني إذا كنتُ قد عاملتُكَ بشكلٍ فظ. أفعل ذلك لأنني يائسة.”
“تعلمين إذًا أنكِ كنتِ فظّة.”
“كلّ هذا لأن جلالتكَ قَبِل أيضًا.”
“نعم. إنه خطأي.”
ابتسم إيشيد وحدّق في النافذة. ارتفعت زوايا فمه برشاقة.
أضاءت أشعة الشمس المتدفّقة من خلال الشقوق في النافذة وجهه بشكلٍ مُشرِق. حدّقت به سيرينا لبعض الوقت، ثم وجّهت نظرها إلى النافذة.
* * *
اليوم كان اليوم الذي من المفترض أن تقابل فيه سيرينا نوكتورن.
“هل ستذهبين إلى مهرجان الصيد هذا؟”
سكب نوكتورن الشاي الأخضر في فنجان الشاي بنفسه وسأل.
“بلى. سأذهب.”
أخذت سيرينا رشفةً من الشاي وأجابت بخفّة. منذ آخر مرّةٍ زارت فيها مكتب نوكتورن، كانوا يتقابلون كثيرًا لطلب النصيحة.
اعتمادًا على الموقف، كان يأتي أحيانًا إلى المكتبة في القصر، وأحيانًا كانت سيرينا تزور مكتبه بنفسها. كان اليوم هو اليوم الذي قرّرت فيه زيارة مكتبه.
“كنتُ سأخبركِ لأنني اعتقدتُ أنني سأغيب عن العاصمة لفترة، وهذا جيد.”
“هاه؟ إلى أين ستذهب؟
أمالت سيرينا رأسها، نبس نوكتورن بهدوء.
“أنا أيضًا عضوٌ من غرينوود.”
“آه.”
أدركت سيرينا أن المكان الذي كان يتّجه إليه هو منطقة غرينوود. لقد حصل الآن على لقب الكونت وكان يعيش بشكلٍ منفصلٍ عن قلعة غرينوود، لكنه كان أيضًا عضوًا في غرينوود.
إذا أقيم مهرجان للصيد في إقليم غرينوود، كان على الجميع من غرينوود أن يجتمعوا معًا. نوكتورن لم يكن استثناء.
“أعتذر. لقد ارتكبتُ خطأ.”
“لا بأس. أنسى أيضًا أنني من غرينوود عندما لا يكون هناك مناسباتٌ كهذه.”
ابتسم نوكتورن بلطفٍ وطمأن سيرينا. ابتسمت سيرينا بحرجٍ في المقابل وغيّرت الموضوع.
“سمعتُ أن هناك مسار غاباتٍ كثيفٍ جدًا في إقليم غرينوود.”
“تتحدّثين عن جاروسو جيل.”
“نعم. لا بد أنكَ كنتَ هناك، كونت.”
“من فضلكِ خاطبيني بنوكتورن. سأدعوكِ أيضًا بالآنسة سيرينا.”
صحّح نوكتورن اللقب لسيرينا وابتسم برشاقة. غيّرت سيرينا، التي لم تتراجع أبدًا عن مثل هذه الاقتراحات، طريقة مخاطبته على الفور.
“نعم، لورد نوكتورن، هل كنتَ هناك أيضًا؟”
“لقد ذهبتُ إلى هناك عدّة مرّاتٍ عندما كنتُ صغيراً. إنها غابةٌ حيث الأشجار فارعة الطول لدرجة أنكِ لا تستطيعين رؤية السماء جيدًا من خلالها.”
“أوه.”
“في الواقع، أنا لا أحب ذلك المكان لأنه يحمل في طيّاته ذكرياتٍ لا أحبِّذُها.”
“لماذا؟”
“إنه المكان الذي غالبًا ما يقيّدني فيه إخوتي.”
تحدّث نوكتورن عن ماضيه الصعب دون أن يغيّر تعبيره.
أرادت سيرينا أن تضرب في فمها. يبدو أن كلّ كلمةٍ قالها اليوم قد لكزت نوكتورن في مكانه المؤلم.
“أعتقد أن اليوم ليس يوم حظّي. من بين كلّ شيء، أن أطرح سؤالاً كهذا ….”
“لا بأس. وفي الوقت الحالي، أنا أفضل من إخوتي.”
قال نوكتورن بلامبالاة. في الواقع، الآن، كان أحد الأصدقاء الأربعة المقرّبين الذين ينالون حظوة الإمبراطور. الشخص الذي يتمتّع بمستقبلٍ مشرقٍ لم يكن إخوته من غرينوود، بل نوكتورن.
“مَن يدري، ربما ستكون أنتَ مَن يقيّدهم مستقبلاً.”
“تنبسين بأشياء مخيفةٍ حقًا.”
“آي~. ألم تتخيّل شيئًا من هذا القبيل؟ سأفعل ذلك كلّ يومٍ إن كنتُ مكانك.”
“هاها.”
ضحك نوكتورن بصوتٍ عالٍ كما لو أنه سمع قصةً مضحكة. كان وجهه مليئًا بالتسلية.
“أعتقد أنه سيكون من الجيد تجربتها هذه المرّة.”
“جرّبها. سيكون الأمر مثيرًا.”
“لابدّ أنكِ تخيّلتِ ذلك كثيرًا.”
“في الواقع، عندما كنتُ صغيرة، تعرّضتُ للضرب على يد أختي وأخي الأكبر.”
“أوه، تقصدين السيد الشاب والآنسة فنسنت.”
أومأت سيرينا برأسها بخفّةٍ على سؤال نوكتورن واستمرّت.
“لقد سئمتُ من تعذيبهما لي كثيرًا لدرجة أنني غادرتُ ذلك المنزل اللعين بسرعة.”
“لا بدّ من مراقبة الطفل غير الشرعي اللامع. إذا لم يكن لديكِ أيّ قدرة، فلن يهتمّوا لأمركِ.”
أجاب نوكتورن بجفاف وأخذ رشفةً من الشاي الأخضر. بفضل ذكائه الرائع وصحوته، لا بد أن نوكتورن كان يشكّل تهديدًا كبيرًا لأسياد غرينوود.
“لكنني أعتقد أنكَ نجوتَ هكذا لأنكَ تتمتّع بالقدرة.”
“هل تظنّين ذلك؟”
“أليست العائلات النبيلة قاسية للغاية لفتاةٍ وفتًى لا قيمة لهم للبقاء على قيد الحياة؟”
غمزت سيرينا بتعاطف، وابتسم نوكتورن بلطف.
“هذا صحيح.”
“لقد صمدتَ جيدًا. لقد نشأتَ بشكلٍ جيدٍ في تلك البيئة الصعبة.”
أرادت سيرينا الثناء على نوكتورن لنموّه بشكلٍ صحيح وفي الطريق السليم. بدا نوكتورن مرتبكًا قليلاً من المجاملة المُفاجِئة. كان وجه نوكتورن، الذي بدا دائمًا عقلانيًا وهادئًا، متشقّقًا.
“هل هذا لأنكِ طبيبة؟ أنتِ تُجامِلين بوفرة. متأكّدٌ من أن المرضى سوف يحبّون ذلك.”
“أنا أقدّم لكَ الثناء لأنكَ تستحق الثناء. جلالته لا يسمع هذا مني كثيرًا.”
“أوه. يجب على جلالته أن يعمل بجدٍّ أكبر ليحصل على نصيبه العادل.”
“بالطبع.”
ضحكت سيرينا وهي تفكّر في إيشيد. لم يكن من العدل أن يسمع إيشيد، الذي كان يعمل بجدٍّ كشخصٍ مريضٍ هذه الأيام، مثل هذه الكلمات، لكن لا بأس لأنه لم يكن هنا. في تلك اللحظة، تمتم نوكتورن كما لو أنه تذكّر شيئًا ما.
“أوه، لهذا السبب أحرق جلالته حديقة قلعة الفيكونت فنسنت.”
“هاه؟ ماذا تفعل جلالته؟”
اتّسعت عينا سيرينا بعد سماع كلمات نوكتورن غير المتوقّعة. ظنّت أنها سمعت أوهامًا في رأسها، ولكن بما أنه قالها بعفوية، لم تكن متأكّدةً ممّا إذا كانت قد سمعته بشكلٍ صحيح.
في تلك اللحظة، كان تعبير نوكتورن كما لو كان يقول ‘أوه لا’. ثم قال ببطء.
“يبدو أنكِ لم تكوني تعرفين.”
“……”
“في الواقع، كانت هناك شائعةٌ تدور في الأوساط الاجتماعية منذ فترة. تم وضع علامةٍ على الفيكونت فنسنت من قَبِل جلالته.”
“لماذا تم وضع علامةٍ عليه من قِبَل جلالته؟”
تذكٍرت سيرينا فجأةً اليوم الذي خرجت فيه دون إذن. لقد تشاجرت مع إيشيد بعد ذلك مباشرة، لذلك لم تسمع بما حدث في قلعة الفيكونت فنسنت.
“أنا لا أعرف الكثير، ولكن …..”
استمرّ نوكتورن بتعبيرٍ مضطرب.
“الشيء المؤكد هو أن صاحب الجلالة أحرق حديقة الفيكونتيسة فنسنت الزجاجية الثمينة دون أن يترك ذرّةً واحدة.”
ماذا فعل هذا الرجل المجنون؟
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1