I’m the Dying Emperor’s Doctor - 35
“ما الخطب؟ لقد رأيتَني أغازل النساء مرّاتٍ لا تُحصَى. فلماذا تتصرّف هكذا الآن؟”
“على الأقل اعتقدتُ أنكَ تعرف كيف تُفرِّق بين العمل والشؤون الخاصة. كُن مهذبًا. مع طبيبتي.”
“إذا سمعكَ أحدٌ تقول هذا، سيعتقد أنني طلبتُ من سيرينا المواعدة، أليس كذلك؟”
عندما نظر جاك إلى سيرينا وكأنه يطلب موافقتها، أبدت تعبيرًا من الاشمئزاز.
في تلك اللحظة، قاطع إيشيد تبادل النظرات بخبثٍ وقال.
“جاك، لهذا السبب يُطلق عليكَ لعوب.”
“واه …..، أنتَ تجرح مشاعري.”
أظهر جاك تعبيرًا عابسًا وتظاهر بأنه متأثّر. نظر إليه إيشيد بنظرةٍ فارغةٍ وكأنه يخبره بعدم التمثيل. أثناء ذلك، نظرت سيرينا إلى إيشيد.
‘لكنكَ ما زلتَ تعتبرني شخصًا يخصّك، أليس كذلك؟’
شعرت سيرينا بالارتياح عند سماعها كلمة ‘طبيبتي’. ربما كان ذلك لأنها شعرت بأنه يعترف بها، على عكس حياتها السابقة.
لذا تحدّثت بمرحٍ لتقف إلى جانب إيشيد.
“لا تقلق، جلالتك. لن أفعل شيئًا مجنونًا مثل مواعدة صديق رئيسي.”
سأل جاك وكأنه كان ينتظر على أحرّ من الجمر الفرصة للرّد.
“أوه، إذن هل من المقبول مواعدة رئيسكِ؟”
إيشيد وأنا نتواعد؟
كان الإمبراطور يحاول جاهداً إفساح مساحةٍ لتقسيم الشؤون الخاصة عن العمل، فاستجابت سيرينا دون تردّد.
“الرئيس أسوأ. ما مدى سُميّة الرومانسية في المكتب.”
ابتسمت بإشراقٍ لإيشيد. في تلك اللحظة، تجعّد تعبير إيشيد بمعنًى مختلفٍ عن ذي قبل. قام جاك بلكز إيشيد برفقٍ وقال.
“هذا صحيح، إيشيد.”
“لم أسأل عن ذلك مطلقًا.”
حدّق إيشيد في جاك وكأنه سيقتله. بالطبع، لم ترَ سيرينا ذلك. بدا جاك خائفًا بعض الشيء، ثم ضحك مرّةً أخرى.
“هل نمت أقلّ من المعتاد اليوم، أنتَ حسّاسٌ للغاية.”
في تلك اللحظة، دخل مرؤوس جاك إلى الغرفة.
“لقد أحضرتُ ما طلبتَه.”
“شكرًا لكَ على عملكَ الشاق.”
أخذ جاك الصندوق من مرؤوسه ووضعه على الطاولة. دفعه إيشيد برفقٍ نحو سيرينا.
“هذا لكِ.”
“هاه؟ لي؟”
رمشت سيرينا عند رؤية الهدية غير المتوقّعة. كانت هذه بالفعل المرّة الثانية في حياتها التي تتلقّى فيها هديةً من إيشيد.
عندما تردّدت سيرينا، أشار إيشيد إليها بفتحها. لذا فتحت غطاء الصندوق بعناية.
كان في الصندوق حجر اتصالٍ صغيرٍ وجميلٍ وسهل الحمل.
“هذا ….”
“أنا لا أفضّلُكِ بشكلٍ خاص، لكنني سأكره إذا حدث ما حدث في المرّة السايقة مرّةً أخرى.”
“ماذا تقصد، إنه ليس تفضيلًا. هذا عنصر مراسلاتٍ خاصٍّ يُمنح لنا فقط.”
عندما حاول جاك الجدال بشأن كلمات إيشيد، حدّق إيشيد فيه شِزرًا مرّةً أخرى. بغض النظر عمّا إذا كان الاثنان يتجادلان أم لا، وضعت سيرينا حجر الاتصال على يدها وسألت جاك سؤالاً.
“هل هو مختلفٌ عن حجر الاتصال العادي؟ يبدو بالتأكيد أنه صُنِع ليكون سهل الحمل.”
“إنه حجر اتصالٍ لم يُبَع في السوق أبدًا. لديه نظام أمانٍ أقوى من أحجار الاتصالات العادي.”
كان جاك يتحدّث مطوّلاً عن مزايا حجر الاتصال بفخرٍ وغرور. نظرت سيرينا إلى دليل المستخدم في الصندوق بعنايةٍ وسألت بإعجاب.
“واو. لديه العديد من الوظائف. هل صنعتَه بنفسكَ في قمّة جوردون؟”
“حسنًا، أظهر جاك الاستثنائي هذا بعض المهارات الفريدة.”
“لقد صمّمتُه أنا ونوكتورن، وتمّ توفير المواد من قِبَل كارتر ولويل. لقد قام بتجميعه فقط.”
“يا صاح، من الواضح أنكَ لا تزال تحمل ضغينةً ضدي.”
تمتم جاك لنفسه باستياءٍ وعقد شفتيه.
لينادي الإمبراطور ‘صاح’.
شعرت سيرينا بالحسد قليلاً. شعرت بالتنفيس عن مشاعرها عندما يقول شخصٌ آخر شيئًا لم تقله بصوتٍ عالٍ من قبل.
استمرّ إيشيد، متجاهلاً تذمّر جاك.
“من المحتمل أن يصدر القصر الإمبراطوري أداة اتصالٍ منفصلة، لكن احملي كلتيهما معكِ. أعتقد أنني سأتواصل معكِ بهذه الأداة فقط.”
“نعم، سأفعل.”
“أوه! فقط في حالة حدوث شيءٍ ما، لقد وضعتُ أيضًا رمز اتصالي هناك. أنتِ منقذة حياتي، لذا لا تتردّدي في طلب المساعدة متى شئتِ.”
غمز جاك وضحك. ابتسمت سيرينا بغرابة وهزّت كتفيها.
أن أتلقّى رمز الاتصال الشخصي لمسؤول قمّة جوردون، سيكون مفيدًا بالتأكيد يومًا ما.
“إذا واصلتَ التذمّر من استغلالك، فستكون مشكلة، جاك.”
“لا أستطيع أن أعد بأيّ شيءٍ لأن التذمّر هو اختصاصي.”
“إذن لم يكن ينبغي لكَ أن تقول ‘متى شئتِ’ منذ البداية.”
“هذا أكثر رذالة، إيشيد.”
حدّق جاك وهزّ رأسه. بدا أن إيشيد كان يستغلّه بطرقٍ مختلفة.
‘ما نوع المخطط الذي كان يفعله خلف الكواليس؟’
راقبت سيرينا جاك وإيشيد يتشاجران. ثم تذكّرت فجأةً أن مهرجان الصيد كان على وشك البدء.
مهرجان صيد كروتن.
كان حدثًا سنويًا حيث يختار الإمبراطور أحد أراضي النبلاء لزيارتها من أجل مراقبتهم عن كثب.
‘ربما سيذهب إلى أراضي دوق غرينوود هذا العام.’
كان الأمر نفسه في حياتي السابقة، لذلك ما لم يحدث شيءٌ غير متوقّع، فسيتم تحديد أرض الصيد في إقليم غرينوود. في السابق، كنتُ من مرؤوسي البلاط الإمبراطوري ذوي الرتبة المنخفضة الذين لا يستطيعون حضور مهرجان الصيد.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك حادثٌ أثناء مهرجان الصيد، لكن الجميع كانوا صامتين، لذلك لم يكن لديّ أيّ فكرةٍ عن التفاصيل الدقيقة. سمعتُ فقط أنه كان هناك حادثٌ مميت.
لم ترغب سيرينا في إرسال إيشيد بمفرده إلى مكانٍ وقع فيه حادثٌ أو واقعة. كانت على وشك أن تسأل إيشيد إذا كان بإمكانها الذهاب معه في رحلة الصيد.
“لنذهب الآن، سيرينا.”
نهض إيشيد من مقعده بعد الانتهاء من التحدّث مع جاك. نهضت سيرينا بعده على عجل وأومأت برأسها لجاك.
“أراكِ لاحقًا، يا صديقتي.”
“نعم.”
ضحكت سيرينا ساخرةً عند ذِكر جاك لكونها صديقة. إلّا أن إيشيد سحب ذراعها برفقٍ وحثّها على الخروج.
صعدت سيرينا وإيشيد إلى العربة التي كانت تنتظرهم.
قال إيشيد أنه عندما يزور قمّة جوردون فإنه يتنقّل عن طريق عربةٍ مستأجرةٍ أرسلتها القمّة نفسها.
هذا هو الصواب، إذا ركبوا عربةً محفورٌ عليها ختمٌ إمبراطوري، فسيكون ذلك بمثابة إعلانٍ عن كونهم يحملون الإمبراطور.
“جلالتك، هل لي ……”
“هل أعجبتكِ الهدية؟”
تحدّثت سيرينا وإيشيد في نفس الوقت. بالمصادفة، أجابت سيرينا أولاً بعد أن انتهى إيشيد من الحديث.
“نعم. اللون جميل، والأهم من ذلك كلّه، أعتقد أنه جيدٌ لأنني أستطيع ارتداؤه كَـحُلِيّ.”
ابتسمت سيرينا برضًى، متذكّرةً السوار داخل الصندوق.
أفضل جزءٍ هو بالتأكيد قابلية التغيير. هناك سلاسلٌ منفصلةٌ لارتداءه كسوار أو قلادة، لذلك يمكنها ارتداؤها كيفما تريد.
إنه ليس شيئًا يُباع تجاريًا، لذلك بالنسبة للآخرين، سيبدو مجرّد مجوهراتٍ عادية. خدش إيشيد خدّه وهو ينظر إلى سيرينا، التي بدت مُغرمةً بها بشكلٍ ملحوظ.
“اعتقدتُ أنه سيكون من الجيد للمرأة أن تمتلك كلاهما كَـحُلِي.”
“أوه …… هل صنعتَه لي بشكلٍ خاص؟”
“لا، ليس الأمر كذلك. إنه يأتي مع مزيجٍ من الاثنين.”
“شكرًا لكَ على كلاهما. لن أقلق بشأن فقدانه هكذا.”
عندما عبّرت سيرينا مرارًا وتكرارًا عن امتنانها، سعل إيشيد وسأل.
“بالمناسبة، يبدو أن لديكِ شيئًا لتخبريني به.”
“أوه! لقد اقترب موسم الصيد، لذا كنتُ أتساءل إلى أين ستذهب.”
كانت سيرينا تعرف المكان بالفعل، لكنها تظاهرت بعدم المعرفة وتركت اللعب لحظّها. أجاب إيشيد دون أدنى شك.
“لقد ذهبتُ إلى ماركيزية كارتر العام الماضي، لذا ستكون هذه المرّة في دوقية غرينوود.”
“أوه. تشتهر دوقية غرينوود بغاباتها الخصبة، أليس كذلك؟ يقولون إن الهواء نظيفٌ للغاية لدرجة أنكَ تشعر وكأن رئتيكَ ستتطهّر بمجرّد الوقوف هناك.”
“إنها وجهةٌ سياحيةٌ شهيرة. لماذا؟ اتريدين الذهاب؟”
“إذا قلتُ أنني أريد الذهاب، هل ستأخذني معك؟”
“يجب أن أذهب مع أحد أطبّائي المعالجين على أيّ حال.”
“أريد الذهاب، أريد الذهاب!”
انحنت سيرينا للأمام بمجرّد أن انتهى من الحديث وصاحت. ثم انحنى إيشيد للأمام أيضًا وأراح ذقنه على راحة يده.
أصبحت المسافة بينهما أقرب في مساحة العربة الضيّقة. ومع ذلك، واصل كلاهما محادثتهما دون أيّ انزعاج، وتواصلا بالعين.
“أعتقد أنكِ فضوليةٌ بشأن غرينوود. برؤيتكِ تتصرّفين بشكلٍ استباقيٍّ للغاية.”
“هل تعلم أن التغيير في بيئة العمل مفيدٌ للكفاءة؟”
“هذه مجرّد أعذار.”
ضحك إيشيد وكأنه وجد الأمر مسلّيًا. كانت عيناه المنخفضتان منحنيةً برفقٍ دون أيّ حدّة.
بعد فترة، نظر إليها إيشيد وقال بهدوء.
“لقد زلّ لساني في المرّة الأخيرة.”
“هاه؟”
فتحت سيرينا عينيها على اتّساعهما بسبب الاعتراف المفاجئ. لم تحلم قط أن يقول الإمبراطور إنها زلّة لسان.
“لقد فوجئتُ قليلاً بجاك في ذلك الوقت، وكنتُ متوتّرًا في كثيرٍ من النواحي. أنا آسف.”
نظر إيشيد إلى أسفل بحرجٍ ثم نظر مرّةً أخرى إلى سيرينا. لم يبدُ الأمر وكأنه يقول ذلك دون أن يعنيه.
ضحكت سيرينا على اعتذاره الصادق. اعتقدت أنها تعرف سبب طلبه منها الخروج اليوم.
“الآن بعد أن فكّرتُ في الأمر، أتيتَ إلى غرفتي للاعتذار عن ذلك اليوم.”
“بفضل ذلك، أنقذتُكِ.”
“لم أكن أعلم أنني سأدين لكَ بحياتي. أعتقد أنني عشتُ حياةً طويلةً لأرى هذا.”
“لقد عشتِ 19 عامًا فقط، لكنكِ تتحدّثين كعجوزٍ هَرِمة.”
ضحكت سيرينا بصوتٍ عالٍ على كلمات إيشيد. في الواقع، إذا أضافت الوقت الذي عادت فيه، فقد عاشت نفس القدر من الوقت.
“أعتذر لكوني باردةً معك أيضًا. تظاهرتُ بالفصل بين الشؤون العامّة والخاصة، ولكن أعتقد أنني كنتُ أحمل في داخلي القليل من الانتقام الشخصي.”
“لا أعتقد أنه كان قليلاً.”
“على أيّ حال. سأكون حريصةً على عدم القيام بذلك مرّةً أخرى.”
ضغطت سيرينا على قبضتيها وتعهّدت، فضحك إيشيد وعاد إلى مقعده.
“فقط في حالة سوء فهمكِ، جاك لطيفٌ مع الجميع، لذا من الأفضل أن تكوني حذرة.”
“أخبرتُكَ أن هذا لن يحدث.”
“لا تعرفين أبدًا ماذا سيحدث للناس.”
لوّحت سيرينا بيدها لإيشيد، الذي ذكر جاك مجددًا.
“ناه. هذا سخيفٌ كـمواعدتي وجلالتكَ كما تقول الشائعات.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1