I’m the Dying Emperor’s Doctor - 31
ارتعش إيشيد عند سماعه أن سيرينا ليست بخير. وبعد لحظةٍ قصيرة، ألقى نظرةً خفيّةً على آنا وسأل بهدوء:
“هل هي مريضةٌ جدًا؟ لم تقل شيئًا في الصباح …”
في الواقع، كانت قد أجرت الفحص الطبي ببرودٍ دون أن يجد وقتًا للحديث معها بشكلٍ صحيح وعادت مباشرة. ردّت آنا بخوف.
“حسنًا … سمعتُ أنها، منذ قدومها إلى القصر الإمبراطوري، كانت تعمل حتى الفجر كلّ ليلةٍ تبحث عن طريقةٍ لعلاج مرض جلالتك.”
“…..”
“وفوق ذلك، يبدو أن هناك ما يثقل عليها هذه الأيام، فهي تتنهّد بعمقٍ كثيرًا، وغالبًا ما تعاني من الأرق …”
واصلت آنا كلامها وهي تراقب تعابير إيشيد بحذر.
“من الطبيعي أن تُنهَك صحتها إذا كانت تفعل ذلك يوميًا. في الحقيقة، بدت ملامحها سيئةً اليوم …”
أطلقت آنا تنهيدةً مبالغٌ فيها ووجّهت نظرةً خاطفةً نحو الإمبراطور. استمع إيشيد إلى آنا بصمت، وارتسمت على وجهه تعابير غير مفهومة.
‘لماذا تفعل كلّ هذا من أجلي؟’
لم يستطع إيشيد فهم تهوّر سيرينا. رغم أنه اقترح سنةً واحدة، إلّا أنه ما زال هناك متّسعٌ من الوقت.
كانت تبدو دائمًا هادئةً ومسترخية، لكن اتّضح أنها تعمل بجهدٍ كلّ ليلةٍ في محاولة لعلاج مرضه.
عندها تدخّل ليونارد من الجانب.
“المرؤوس الذي يملك رئيسًا سيئًا يعاني دائمًا.”
“ليونارد.”
حدّق إيشد في ليونارد بغضب، لكن الأخير رفع حاجبيه وأسقطهما بخفّة وكأنه لا يكترث.
عض إيشيد شفته السفلية عندما وجد نفسه محاصرًا بين الخادمة وليونارد.
‘ما السبب الذي يجعلكِ تسهرين من أجلي حتى تصابي بالمرض؟ لهذا السبب هذا مؤلم.’
شعر بالذنب عندما علم بما كانت تفعله حتى الآن.
“مَن تكوني لتقلقي عليّ؟“
لم يكن عليه أن يكون فظًّا جدًا.
تألّم ضميره، وندم على الكلمات الباردة التي قالها لها.
“هل زارت الطبيب؟”
“قالت إنها لا تحتاج إليه لأنها طبيبةٌ بنفسها.”
“تسك!”
نقر إيشيد على لسانه وكأنه كان يتوقّع ذلك، ثم شرب الدواء بسرعةٍ. وقبل أن يقول أحدٌ أيّ شيء، وقف فجأةً وقال.
“لا يتبعني أحد.”
“إلى أين ستذهب؟”
“لا تسأل حتى.”
أجاب بغضبٍ وغادر الغرفة على الفور. لم يكن يريد أن يعترف بأنه قلقٌ بشأن سيرينا وأنه ذاهبٌ إليها.
ولكن، مَن يكون ليونارد؟ إنه مستشار الإمبراطور وصديقه المقرّب.
أدرك ليونارد فورًا نيّة إيشيد وقال لآنا التي بدت مضطربة.
“لا تقلقي واذهبي.”
“لكن، لكن … وجه جلالته كان مرعبًا …”
كانت خائفة.
ألن يتسبّب ذلك في مشكلةٍ أكبر لسيرينا؟
ما كانت تحاول فعله هو التخفيف من التوتر بينهما، لكنها الآن تخشى أنها زادت الطين بِلّة.
لم تستطع آنا قول أيّ شيء وراقبت ذهاب الإمبراطور فقط، قال ليونارد مطمئنًا.
“إنه قلقٌ عليها، ولهذا ذهب.”
“آه.”
“إنه دائمًا هكذا، لا يستطيع تحمّل رؤية من حوله يتألّمون.”
نظر ليونارد بابتسامةٍ راضيةٍ إلى الباب الذي خرج منه إيشيد.
رغم قسوته، إلّا أن الإمبراطور كان عاطفيًا بطبيعته.
شعر بالارتياح لأن سيرينا بدت قادرة على تخفيف حدة قسوته.
لقد تعرّض للضرب والخيانة هنا وهناك، وأصبح حادًّا، لكن شخصيته الأصلية كانت لطيفةً وناعمة.
لم يفتح قلبه لأحدٍ غيرهم الأربعة، لذلك كان قلقًا في داخله.
ظهرت سيرينا فجأةً في عالمه وهي تمسح أشواك إيشيد الحادّة.
شعر بالارتياح لأنه وجد شريكًا جيدًا. تمنّى ألّا يفقد شخصًا عزيزًا عليه بسبب شيءٍ غير مهم.
‘يبدو أنني لن أحتاج للقيام بدور الوسيط بعد الآن.’
ابتسم ليونارد وغادر الغرفة.
***
“آغه.”
في ذلك الوقت، كانت سيرينا تتنهّد بضعفٍ وهي تلفّ الغطاء حول عنقها.
ظنّت أن حالتها ستتحسّن بعد قليلٍ من الراحة، لكن وضعها ازداد سوءًا.
كانت ترتجف من البرد، وأطرافها باردة.
‘هذا غريب …’
تحسّست سيرينا نبضها وهي متكوّرةٌ على نفسها في الكرسي. كان نبضها غير مستقر. علاوةً على ذلك، كان معدّل ضربات قلبها متقلّبًا.
بطريقة ما، شعرت بوخز في جانبها. استمرّت في الارتجاف كأنها محاصرةٌ داخل ثلاجة، بينما كانت حرارتها تنخفض أكثر فأكثر.
‘هل يمكن أن يكون نزلة برد؟ لا … هذا شيءٌ مختلف …’
حاولت سيرينا النهوض من كرسيها، معتقدةً أنها يجب أن تذهب إلى غرفة الفحص.
لكن …
“آه …”
في تلك اللحظة، شعرت سيرينا بدوارٍ شديد. اختلّ توازنها ولم تستطع حتى الإمساك بأيّ شيءٍ قريب لدعم نفسها.
كانت على وشك السقوط أرضًا عندما توقّفت فجأةً قبل أن تصطدم بالأرض. بدلًا من الشعور ببرودة الأرضية، وجدت وجهها مدفونًا في نسيجٍ حريريٍّ ناعم. انتشر عطرٌ مألوفٌ قرب أنفها، ممّا خفّف من توترها.
‘ما هذا؟ لماذا الإمبراطور هنا؟’
بمجرّد أن رأت صدره العريض، أدركت أن الإمبراطور هو من أمسك بها.
لم يكن لدى سيرينا أيّ قوّةٍ حتى لرفع رأسها. رغم أنها كانت تعلم أنها بحاجةٍ للنهوض، إلّا أن جسدها لم يستجب.
“سير– …! — سكي!”
سمعت صوت إيشيد وهو يصرخ مذعورًا، لكنها كانت تغرق أكثر في فقدان الوعي.
‘هل سأموت بسبب الإجهاد؟ آه، إذا عدتُ من جديد، سأبدأ بانتزاع شعر الإمبراطور أولًا.’
فكّرت في هذا بسخريةٍ قبل أن تبتسم بخفّة. ثم أُغمي عليها تمامًا.
***
قبل بضع دقائق.
وقف إيشد متردّدًا أمام باب غرفة سيرينا.
هل أدخل أم لا؟
ماذا لو رفضتني لأنني أتيتُ بدون سابق إنذار؟
لا، بل أكثر من ذلك، أنا قلقٌ من أنها لن تكون سعيدة. ومع ذلك، سيكون من السخافة أن أعود بعد كلّ هذه المسافة.
‘نعم، أنا إمبراطورٌ عظيم.’
استنشق نفسًا عميقًا وطرق الباب قبل أن يتحدّث بنبرةٍ هادئة.
“هاي، هل أنتِ بالداخل؟”
“…..”
“أعلم أنكِ هناك.”
لم يأتِ أيّ ردّ. حذّر إيشيد سيرينا، عندما فكّر بأنها تتظاهر بعدم سماعه عمدًا.
“إن لم تجيبي، سأفتح الباب وأدخل.”
لكن الغرفة بقيت صامتة. شعر إيشيد بشعورٍ سيئ، ففتح الباب بعنفٍ ودخل. كان قلقًا من أن تكون مريضةً أو فاقدةً للوعي.
وفي تلك اللحظة، كانت سيرينا تحاول الوقوف لكنها فقدت توازنها وبدأت في السقوط.
“سيرينا!”
صُدِم إيشيد وركض نحوها. كان إيشيد، الذي بالكاد وصل إليها وأمسكها قبل أن ترتطم بالأرض، مفزوعًا.
كان جسدها باردًا للغاية. كان جبينها مغطًّى بالعرق البارد، وكانت ترتعش وتتكوّر بسبب البرد، رغم أن الغرفة كانت دافئة بسبب المدفأة.
وضع يده على جبينها لقياس حرارتها، ووجدها باردةً كالجليد.
“هاي، سيرينا! تماسكي!”
نادى عليها، لكنها لم ترد، فقط دفنت وجهها في صدره.
رفع إيشيد رأسها وفحص عينيها. كانت عينيها الذهبيتين غير مركّزتين. شعر إيشيد بقلبه يغرق مع تدهور وعيها.
بعد لحظات قليلة.
“سيرينا!”
احتضن إيشيد سيرينا بقوّة عندما غابت عن الوعي. كانت بشرتها شاحبةً للغاية، أكثر ممّا كانت عليه عادةً.
تذكّر فجأةً ما قالته الخادمة، لم تنم سيرينا لياليها لعلاج مرضه. مؤخّرًا، كانت تتنهّد بشدّةٍ وتعاني من الأرق بعد شجارهما.
“كم دفعتِ طاقتكِ حتى أصبحتِ هكذا!”
صرخ بغضب، ثم مرّر يده في شعره بحركةٍ عصبية.
بغرابة، أغضبه كيف أهملت صحّتها بتهوّر.
‘لم تستطيعي العناية بجسدكِ حتى، كيف تتوقّعين إنقاذ الآخرين؟’
وضع يديه حول خصر سيرينا وركبتيها وعانقها. حملها بين ذراعيه لأوّل مرّة، حيث بدت خفيفةً للغاية وضعيفةً بشكلٍ مذهل. بعدما وضعها بلطفٍ على السرير، كان على وشك شدّ الحبل لاستدعاء الطبيب.
“آغه.”
تأوّهت سيرينا وأمسكت بجانبها، وبطبيعة الحال، تحوّل نظر إيشيد إلى جانبها الأيمن.
“!!!”
لاحظ ضوءًا أرجوانيًا ينبعث من تحت ملابسها الرقيقة.
‘هذا …’
كان ينبض بطاقة المانا. لك يستطع إيشيد أن يرفع عينيه عن المانا الأرجوانية التي تتدفّق من جانبها.
لقد كانت أعراضًا مألوفة، كانت تبدو تمامًا كخاصّته عنظما ظهر جوهر مانا الخاص به لأوّل مرّة.
‘قالت إنها لا تتذكّر لحظة ظهور نواة المانا لديها …’
عادةً ما يكون ظهور نواة المانا مصحوبًا بألمٍ شديدٍ يترك أثرًا قويًّا في ذاكرة الشخص. لذا، إذا لم تتذكّر، فهذا يعني إمّا أنها لم تكتمل أو حدثت مشكلةٌ أثناء صحوتها.
اعتقد إيشيد أن السبب في ذلك هو أنها لم تصحُ بالكامل بعد. وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن تدخّل الطبيب لا يمكن أن يحلّ هذه المشكلة.
توقّف إيشيد عن سحب الحبل ومسح على خدّها.
تذكّر ما قالته ذات مرّة عندما شرحت له أثناء شجارهما.
“سأتوقّف عن استخدام المانا في العلاج لفترة.”
“لماذا فجأة؟”
“لأنها خطرةٌ للغاية. قد يكون لها آثارٌ جانبيةٌ خطيرة.”
“مثل ماذا؟”
“حسنًا، لستُ متأكدة، لكن إن لم نكن حذرين، قد يكون مميتًا أو يتسبّب في نقص المانا الداخلية.”
“…..”
“لحسن الحظ، أنا وجلالتكَ لدينا توافقٌ جيّدٌ مع بعضنا البعض، لذلك لم تكن هناك أيّ آثارٍ جانبية حتى الآن، ولكن في حالة حدوث ذلك، علينا الحذر.”
“توافقٌ جيد؟”
“هممم. قبلّ كلّ شيء، يرجى إبقاء التشخيص من خلال المانا سرّاً. وخاصة من اللورد نوكتورن.”
“هل قابلتِ نوكتورن بشكلٍ منفصل؟”
“في الواقع، خرجتُ لطلب النصيحة من اللورد نوكتورن.”
أدرك إيشيد حينها فقط أن خروجها كان لمقابلة نوكتورن. أراد أن يسأل المزيد، لكن بما أنهما كانا في حربٍ باردة، فقد ترك ذلك.
‘الآثار الجانبية ضربتها الآن.’
نظر إيشيد إلى سيرينا باهتمام. انطلاقًا انخفاض درجة حرارة جسدها،.قد يكون هذا علامةٌ واضحةٌ على نقص المانا بشكلٍ خطير، ناهيك عن الصحوة.
“يجب أن أفعل شيئًا ما بسرعة.”
عضّ إيشيد شفته السفلى وهمس لنفسه، واضعًا يده برفقٍ على خدها.
“أُخبِرُكِ مسبقًا في حالة حدث شيءٌ ما، هذا من أجل العلاج فقط.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1