I’m the Dying Emperor’s Doctor - 28
عندما أبدى إيشيد اهتمامًا بالحديقة، ابتسمت الفيكونتيسة بابتسامةٍ راضية، وكأنها قد نسيت للتوّ أن ابنتها قد تلقّت انتقادًا من الإمبراطور قبل لحظات.
كانت الحديقة الزجاجية هي المكان الذي كانت الفيكونتيسة تفخر به أكثر من أيّ شيءٍ آخر، حيث كانت تختار بعنايةٍ الأنواع النادرة والمُكلِفة لتجعلها تبدو رائعةً في نظر الجميع.
سأل إيشيد الفيكونتيسة
“هل هذا هو المكان الذي اعتادت سيرينا أن تعتني به؟”
“ماذا؟ نـ نعم. كان هذا هو الحال. لكن الآن يديره البستاني.”
أجابت الفيكونتيسة بابتسامةٍ متوتّرةٍ وهي تراقب تعابير إيشيد، غير قادرةٍ على فهم سبب حديثه المفاجئ عن سيرينا. كيف عرف أنها كانت تعمل في الحديقة؟
‘لا يمكن … ليديا؟’
نظرت الفيكونتيسة إلى ليديا بنظرةٍ متشكّكة، لكنها لم تصدّق أن ابنتها، مهما كانت طائشة، قد تحدّثت عن سيرينا، الطبيبة الشخصية للإمبراطور، بتهوّرٍ أمامه.
في تلك اللحظة قال إيشيد ببرود.
“الحديقة لا تبدو متناسقة مع القلعة.”
“ماذا؟”
“منظرها سيئ. خاصة أنها تحجب رؤية القصر الإمبراطوري.”
“هاه؟”
“لا أريد أن يكون هذا الشيء مرئيًّا من القصر الإمبراطوري.”
“ماذا؟”
كانت الفيكونتيسة في حالة ذهولٍ ولم تفهم تمامًا ما يقصده. لم يكن من الممكن أن تُرى حديقة قصر فنسنت من القصر الإمبراطوري بسبب المسافة الكبيرة بينهما.
بالإضافة إلى ذلك، كان القصر الإمبراطوري هو الأكبر والأعلى في العاصمة، لذا لم يكن للحديقة الصغيرة أيّ تأثيرٍ على منظره.
ولكن بدا أن إيشيد عازمٌ حقًا على التخلّص من الحديقة.
“أنشِئوا حديقةً جديدةً في مكانٍ آخر.”
ومع تلك الكلمات، نقر إيشيد بأصابعه. فجأة، انبعث ضوءٌ أزرقٌ من أطراف أصابعه، واشتعلت النيران في الحديقة التي كانت الفيكونتيسة تعتزّ بها.
“!!!….”
اتّسعت عينا الفيكونتيسة من الصدمة. أن يقوم شخصٌ بإشعال النار في الحديقة أمام أصحابها مباشرةً هو شيءٌ لا يُصدَّق، ولكن أن يكون الفاعل هو الإمبراطور نفسه كان أمرًا لا يمكنها حتى استيعابه.
“هذا … هذا …”
لم تستطع الفيكونتيسة أن تكمل كلماتها وهي ترتجف. في تلك اللحظة، صرخ أحد الخدم وهو يشاهد الحريق.
“حريق! إنه حريق!”
ثم هرع لإحضار دلاءٍ من الماء. فجأة، أصبح قصر فنسنت في حالةٍ من الفوضى.
ووش، ووش.
هرع الخدم هنا وهناك مُرتبِكين، لكن النيران التي أُشعِلت بالسحر لم يكن من الممكن إخمادها ببضعة دلاءٍ من الماء.
لم يكن لدى إيشيد، الذي أشعل النار، أيّ نيّةٍ لإخمادها، مما جعل الأمر أكثر صعوبة. واستمرّت النيران في الاشتعال بشدّة.
كان الفيكوت وزوجته وليديا ينظرون إلى الحديقة المشتعلة بوجوهٍ مذهولة. وسط كلّ هذا الضجيج، قال إيشيد للفيكونت بهدوء.
“يمكنكَ إرسال فاتورة إصلاح الحديقة إلى القصر الإمبراطوري.”
“مـ مـ ما الذي …..!”
حدّق الفيكونت بإيشيد بوجهٍ شاحب. أن يأتي الإمبراطور فجأةً ويُشعِل النار في حديقته كان أشبه بالإعلان أمام المجتمع الأرستقراطي أنه أصبح غير مرغوبٍ فيه.
في تلك اللحظة، رنّ جهاز الاتصال السحري، ورفع ليونارد، الذي كان قد غادر قليلاً، رأسه عند سماع الضوضاء. عندما اكتشف الحديقة المشتعلة، صاح.
“ جاك، آسف، لا يمكنني الحديث الآن. أنا مشغولٌ للغاية، لذا سأعاود الاتصال لاحقًا …”
وقبل أن يُنهِي المكالمة ويبدأ في تهدئة الفوضى التي تسبّب بها الإمبراطور، جاء صوتٌ من الجهة الأخرى:
– لا تُغلِق الخط، سير ليونارد!
كان الصوت يعود إلى الشخصية التي كانوا يبحثون عنها منذ فترةٍ طويلة.
“آنسة سيرينا؟”
تمتم ليونارد بدهشة، بينما أبدى إيشيد ردّ فعلٍ فور سماع اسمها.
“سيرينا؟”
ثم تجاهل الفيكونت تمامًا وأخذ جهاز الاتصال.
“أين أنتِ؟”
هل تعرفين كم كنتُ قلقًا عليكِ؟
ابتلع إيشيد الكلمات التي كانت على طرف لسانه، اعتقد أن التأكّد من أنها بخير كان كلّ ما كان يحتاجه.
لكن كلمات سيرينا التالية جعلته يفقد هدوءه.
– أنا؟ أنا في نُزُلٍ الآن.
سمع صوتها الهادئ من الجهاز، تمتم إيشيد، معتقدًا أنه سمع بشكلٍ خاطئ.
“نُزُل؟ لماذا في نُزُل؟”
نظر إيشيد إلى الجهاز بوجهٍ مرتبك. ثم تساءل فجأةً كيف عرفت سيرينا رمز الاتصال الخاص بليونارد؟
علاوةً على ذلك، كانت تتواصل بجهاز اتصالٍ كان ذلك مشتركًا فقط بينهم الخمسة.
لكن شكوكه تبدّدت عندما تحدّث شخصٌ آخر.
– مرحبًا، جلالتك. أنا جاك. كيف حالك؟
“!!!..”
لم يستطع إيشيد فهم الموقف حيث كانت سيرينا مع جاك، خاصةً بعد أن ذكرت أنها في نُزُل. شعر بأن مزاجه قد ساء تمامًا.
حتى لحظاتٍ مضت، كان يشعر بنوعٍ من الارتياح عندما رأى الحديقة تشتعل، وكأنه ينتقم لسيرينا الصغيرة بشكلٍ ما.
ولكن عندما عَلِم بوجودها مع جاك في نُزُل، شعر وكأن دلوًا من الماء البارد قد سُكِب عليه.
“ماذا؟ ما الذي تفعله مع طبيبتي؟“
ارتفع صوته تلقائيًا ليصبح حادًّا، لكن جاك لم يلاحظ ذلك وأجاب بلا مبالاة.
– أوه، كنا معًا طوال الليل.
“….ماذا؟”
معًا طوال الليل؟
مَن؟ سيرينا، مع ذلك العابث؟
توقّف عقل إيشيد عن العمل للحظة، ولم يستطع استيعاب الموقف. شعر وكأنه أُغرِق بماءٍ مثلّجٍ مجددًا. خاصّةً وأنه يعرف جاك جيدًا، أزعجته حقًا فكرة أن سيرينا كانت معه.
‘لماذا؟ لماذا كانا معًا في نُزُل؟ لماذا؟’
بدأ وجه إيشيد يزداد قتامة. رجلٌ وامرأةٌ يقضيان الليل في نُزُلٍ معًا …
المرأة هي طبيبته الشخصية التي كان يبحث عنها بلا كلل، والرجل هو أكثر أصدقائه خطورة.
فيما كان إيشيد في حالة ذهول، جاء صوت جاك الهادئ ليزيد الطين بلّة
– كنتَ تبحث عن طبيبتك، أليس كذلك؟ سأرسل لكَ موقعنا. تعال إلى هنا، فنحن لا نستطيع التحرّك.
“لا تستطيعان التحرّك …؟”
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
شعر إيشيد أن أعصابه قد بلغت حدَّها. كان على وشك أن ينفجر ويطلب من سيرينا أن تخرج هناك على الفور، لكن جاك سبقه أولاً.
– ستفهم عندما تصل. أسرِع وتعال.
“أنت …!”
بيييييب.
انقطع الاتصال. كان إيشيد يمسك بجهاز الاتصال بإحكامٍ شديدٍ وكأنه على وشك تحطيمه. كانت الهالة المحيطة حادّة مالسكين.
ساد الصمت المكان مع سكوت إيشيد. كان تعبير الفيكونت يتغير في كل لحظة بينما كان إيشيد يتحدّث مع سيرينا.
أولاً، وشعر بصدمةٍ من الطريقة غير الرسمية التي تحدّثت بها معه، بل وصُدم أكثر من ردّ فعل إيشيد الذي بدا وكأنه معتادٌ على ذلك.
بعد تحليل الوضع، أدرك الفيكونت أن الإمبراطور يولي اهتمامًا خاصًّا بسيرينا.
‘إذًا، كانت الشائعات صحيحة.’
مرّر الفيكونت يده على وجهه بتوتّر. كانت الابنة المنبوذة تكتسب الآن مكانةً مميّزةً لدى الإمبراطور.
كان هذا بمثابة فرصةٍ وأزمةٍ كبيرةٍ معًا.
مصير عائلة فنسنت قد يتوقّف على كيفية تعاملهم مع سيرينا. كما اشتعلت حديقتهم قبل لحظات التي كانت جميلةً حتى الأمس، فقد تشتعل عائلتهم بأكملها بنفس الطريقة إذا أساؤوا التصرّف.
“جـ جلالتك …”
حاول الفيكونت كسر الصمت، لكن إيشيد قاطعه ببرود.
“ليونارد، لنذهب الآن.”
تجاهل إيشيد الفيكونت تمامًا ودخل العربة الإمبراطورية. لم يجرؤ الفيكونت على إيقافه وهو يغادر.
ومع مغادرة الإمبراطور قلعة فنسنت، استمرّت نيران الإمبراطور في حرق الحديقة.
خمدت النيران تلقائيًا بعد أن احترقت الحديقة بالكامل وحدها.
كان التحكّم في السحر بهذه الدقّة يتطلّب مهارةً فائقة، لكن استخدامه بهذه الطريقة كان أمرًا لا يُصدَّق.
“آه، آه ….”
أُغمي على الفيكونتيسة على الأرض وهي في حالة صدمة.
“أ-أمي!”
بكت ليديا وركضت لمساعدتها، انفجرت الفيكونتيسة بالبكاء على الحديقة المحروقة، وصرّت ليديا أسنانها.
‘سيرينا، تلك الفتاة الوقحة … كيف تجرؤ على إذلال عائلتنا بهذه الطريقة؟’
على الرغم من أن سيرينا لم تفعل شيئًا، ألقت ليديا اللوم عليها وافترضت أنها تحدّثت عن عائلة فنسن بسوءٍ أمام الإمبراطور.
نظر الفيكونت بصمتٍ إلى الحديقة المحترقة وعائلته المنهارة، دون أن ينبس ببنت شفّة.
***
توجّه إيشيد مباشرةً إلى النُزُل. كان ليونارد يسير بجانبه ويحاول تهدئته.
“جلالتك، أرجوك حاوِل أن تهدأ …”
ألقى إيشيد نظرةً باردةً نحو ليونارد، ممّا جعله يتوقّف عن الكلام فورًا. بدا أن إيشيد على وشك الانفجار واحتقنت عيناه بالدماء.
إذا جعل ثلاثتهم يلتقون في مثل هذا الوضع، ستعمّ الفوضى.
في الحقيقة لم يكن ليونارد يعلم لماذا جاك وسيرينا كانا معًا. سيرينا المفقودة طوال الوقت تم العثور عليها مع جاك. كان ليونارد، الذي يعرف جاك جيدًا، قلقًا على سيرينا.
بمشاعر متشابكة، وصلوا أخيرًا إلى غرفة النُزُل التي كان جاك وسيرينا فيها. أدار إيشيد مقبض الباب ودخل مباشرةً دون أن يطرق. فُتِح الباب بسهولة، كما لو لم يكن مقفلاً. حالما دخل الغرفة، نظر إيشيد إلى جاك.
“جاك جوردن!”
كانت سيرينا جالسةً على الأريكة. رمشت بدهشةٍ عندما رأت إيشيد.
انتقلت نظرة إيشيد إليها، كانت تبدو تمامًا كما كانت عندما غادرت أمس بعدما فحصته صباحًا.
“هل وصلت؟”
حيّت سيرينا الإمبراطور بابتسامةٍ هادئة، وهو ما زاد من استفزاز إيشيد.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1