I’m the Dying Emperor’s Doctor - 27
في الوقت ذاته، قبل أن يتّصل جاك بإيشيد، كان إيشيد قد وصل بالفعل إلى قلعة فنسنت. كان تحقيقًا سريًّا في ظاهره، وكان الهدف منها البحث عن سيرينا.
ظلّ ليونارد يبتسم في صمت، محاولاً كبت ضحكته، لكنه عاد بوجهٍ بلا تعبير عندما دخلت الفيكونتيسة وابنتها إلى غرفة كبار الشخصيات.
“أحيّي شمس الإمبراطورية. أنا ليديا فنسنت من عائلة فنسنت.”
قالت ليديا، محمرّة الوجه، وهي تقدّم التحيّة لإيشيد. ثم قالت الفيكونتيسة بجانبها بوجهٍ مُشرِق.
“نعتذر لعدم قدرتنا على القدوم مبكّرًا لعدم إبلاغنا مُسبقًا. لقد قمنا باستدعاء الفيكونت، وسيصل قريبًا.”
جلست الفيكونتيسة مع ليديا أمام إيشيد بشكلٍ طبيعي. كان من الطبيعي أن تستقبل الفيكونتيسة الضيف عندما يكون الفيكونت غائبًا، ولكن ما كان واضحًا هو النيّة المتعمّدة في حضور الابنة أيضًا.
كانت الفيكونتيسة متحمّسةً للغاية بسبب زيارة الإمبراطور. بعد مغادرة سيرينا بطريقةٍ غامضةٍ بالأمس، سادت أجواءٌ باردةٌ في قلعة فنسنت.
غضب الفيكونت ورمى كلّ ما وقع في متناول يده، وكانت ليديا تستشيط غضبًا وتصبّ جامها على الخادمات. أما تايلر، فقد غادر القلعة هاربًا، وتُرِكت الفوضى لترتيبها من قِبل الفيكونتيسة.
وفي خضمّ هذا كلّه، تأتي زيارة الإمبراطور.
‘لا بد أن سيرينا هي مَن أرسلته، أليس كذلك؟’
ظنّت الفيكونتيسة أن سيرينا، ذات القلب الهشّ، استجابت في النهاية لطلب الفيكونت.
‘كما هو متوقّع، هذه الطفلة سهلة المنال. تلين وتقع سريعًا إن عاملتَها بلطف.’
كان من المؤسف أن تايلر لم يعد، ولكن وجود ليديا عوّض هذا الغياب. خطّطت الفيكونتيسة لتقديم ليديا أولًا ثم إيجاد فرصةٍ لاحقة لتقديم تايلر.
وقفت الفيكونتيسة مفكّرةً أن تترك الإمبراطور وليديا بمفردهما لتسنح لهما الفرصة.
“سأذهب للتحقّق من وصوله وأعود. ليديا، اعتني بجلالته جيدًا.”
“نعم، أمي.”
ردّت ليديا بخجل، بوجهٍ محمرّ. غادرت الفيكونتيسة المكان بابتسامةٍ راضية.
في الواقع، كانت ليديا مأخوذةً تمامًا برؤية وجه إيشيد.
كانت هذه أوّل مرّةٍ ترى الإمبراطور عن قرب. رغم أنها رأته من قبل في بعض المناسبات الرسمية، لكنها لم تحظَ بفرصة الحديث معه.
‘يبدو أكثر وسامةً عن قرب.’
لم تستطع ليديا أن تُبعِد نظرها عن إيشيد. كان مظهره المتألّق المُرضِي للعينين بعد لقائها مع سيرينا يجذب الأنظار بلا شك.
شعر إيشيد بعدم الارتياح من نظرات ليديا، إلّا أنه صبر لأنه ظنّ أنه من السهل أن يستفسر منها عن مكان سيرينا. تحدّث إيشيد بلطف.
“بما أن الفيكونتيسة غادرت، لديّ بعض الأسئلة أودّ أن أطرحها على الآنسة بشكلٍ منفصل. هل يمكنكِ الإجابة بصدق؟”
“بالطبع! اسألني عن أيّ شيء.”
ابتسمت ليديا بسعادةٍ عندما أبدى إيشيد اهتمامًا بها. لقد سألها سؤالاً بعد مغادرة والدتها مباشرة. اعتقدت أنه قد أُعجِب بها لجمالها الفاتن.
لكن الكلمات التالية لم تكن كما توقّعت.
“سمعتُ أن طبيبتي الشخصيّة كان هنا بالأمس.”
“أوه، سيرينا.”
تحوّلت ملامح ليديا إلى البرود فور سماع موضوع سيرينا، لكنها عادت إلى حالتها الطبيعية بسرعة.
فكّرت أن بدء الحديث بموضوعٍ مشتركٍ قد يكون أكثر طبيعيةً من إظهار الاهتمام المباشر.
بدأت ليديا تتخيّل بالفعل حفل زفافها مع إيشيد. ابتسمت ابتسامةً عريضةً وقالت.
“نعم، لكنها غادرت بعد العشاء مباشرة.”
“غادرت؟”
توقّف إيشيد عند سماع أنها غادرت. إذا كان ذلك صحيحًا، فلا داعي لأن يبقى هنا أكثر.
حينها، بدأت ليديا تتحدّث بدون أن تُسأل.
“نعم، أفسدت أجواء العشاء وغادرت.”
“أفسدت الأجواء؟ كيف؟”
تساءل إيشيد بفضولٍ عن ردّ فعل سيرينا قبل مغادرتها. شعرت ليديا بالسعادة لأنه استمرّ في التحدّث معها وبدأت تسرد ما حدث دون تفكير.
“لقد جادلت والدي. أعلم أن الحديث عن مشاكل العائلة أمام جلالتكَ ليس لائقًا، ولكن …”
نظرت ليديا بخجلٍ قبل أن تكمل.
“تعتقد سيرينا دائمًا أنها الشخص الاكثر موهبةً في العالم.”
“حسنًا، أعتقد أنها كذلك.”
“صحيح؟ أظنّ هذا أيضًا … مـ ماذا؟”
نظرت ليديا إلى إيشيد باندهاش.
“موضوعيًا، فإن وصولها إلى القصر الإمبراطوري في هذا العمر دليل على موهبتها، أليس كذلك؟”
“هـ هذا صحيح، لكن سيرينا لديها شخصيةٌ سيئة.”
“سيئة؟”
“إنها لا تحترم كلام الكبار، وقد هربت من المنزل عدّة مرّاتٍ عندما كانت صغيرة، وكان والدي يضربها بشدّة.”
“…..”
“علاوةً على ذلك، لديها عادةٌ سيّئةٌ بأخذ ممتلكات الآخرين، لذا أنصح جلالتكَ أن تكون حذرًا من فقدان شيءٍ ما.”
بدت ليديا وكأنها تقدّم نصيحةً صادقة كما لو كانت قلقة، على أيّ حال، كان تجهّم وجه إيشيد كلّما استمع إليها.
حتى ليونارد، الذي كان يقف بالخلف، بدا غير مرتاحٍ لما سمعه.
لكن ليديا، التي كانت تستمتع بتوجيه الإهانات إلى سيرينا، لم تلاحظ ذلك. لم تكن من النوع الذي يمتلك الحِس اليليم في المقام الأول.
“ذات يوم، لم تعتني بالحديقة بشكلٍ صحيح، وذبُلت كلّ النباتات الغالية. بما أن الشيء الوحيد الذي تجيده هو الدراسة، فهذا كان متوقّعًا.”
“لماذا كانت ابنة الفيكونت تعتني بالحديقة؟ ماذا كان يفعل الخدم؟”
“هـ هذا … لأن سيرينا كانت تحبّ العمل بنفسها.”
أجابت ليديا بشكلٍ غير محدّد، مبتسمةً بشكلٍ مرتبك. في الواقع، كان الأمر أنه تمّ إجبارها على العمل، لكنها لم تكن تريد أن تخبر الإمبراطور بذلك.
عندما لم يقل الإمبراطور شيئًا، نظرت إليه ليديا ببراءة، دون أن تدرك أنها تبدو مزعجة.
لم يعد بإمكان إيشيد تحمّل سماع المزيد من كلام ليديا. خاصةً أن الطريقة التي تظاهرت بها بعدم معرفة أيّ شيءٍ وانتقدت الشخص الآخر خِفيةً مزعجة.
في النهاية، نهض إيشيد ولبس معطفه.
“صاحب الجلالة؟”
عندما وقفت ليديا مرتبكة، قال إيشيد.
“سأذهب الآن.”
“ماذا؟ ولكن …”
“كما قالت الآنسة، من غير اللائق أن يتحدّث المرء عن عيوب العائلة.”
“آه، أنا فقط …”
“قد تكون الكلمات التي تقولينها غير مدروسةٍ بسبب صغر سنّكِ، لكن عليكِ أن تكوني أكثر حذرًا في تصرّفاتكِ وكلماتكِ. في يوم من الأيام، ستقعين في مأزقٍ بسبب لسانكِ.”
تجمدت ليديا في مكانها من برودة ردّ فعل إيشيد، عاجزةً عن الرّد. كانت تشعر بالارتباك لأن الأجواء كانت تبدو جيدةً في البداية، ولكنها تغيّرت فجأة.
كانت نظرة إيشيد باردةً جدًا، نظر بعيدًا كما لو كان يعبّر عن رغبته في عدم التحدّث معها أكثر، متّجهًا نحو الباب.
وفي تلك اللحظة، دخلت الفيكونتيسة وصادفت إيشيد.
“صاحب الجلالة؟”
“لقد استمتعتُ بالشاي. حان وقت رحيلي الآن.”
“آه، ولكن … لقد وصلت عربة الفيكونت للتوّ عند بوابة القلعة …”
نظرت الفيكونتيسة بين ليديا وإيشيد بوجهٍ متفاجئ، كان وجه ليديا شاحبًا بالفعل.
‘ما الذي حدث؟ ماذا قلتُ خطأً؟’
لم تستطع ليديا فهم أين أخطأت، وكان الأمر طبيعيًا بالنسبة لها. كانت سيرينا دائمًا هدفًا للنقد في نظر ليديا.
وعندما كانت تهاجم سيرينا، كان الجميع عادةً يقف بجانب ليديا ويدعمونها في شتم سيرينا. أمّا الآن، كان ردّ فعل إيشيد مختلفًا تمامًا، ممّا جعلها في مضطربة.
لم يستجب إيشيد لكلام الفيكونتيسة، بل واصل السير نحو الخارج. حاولت ليديا والفيكونتيسة إيقافه، لكنه لم يتوقّف.
وبينما كان يمرّ عبر الرّدهة في طريقه إلى العربة، جاء الفيكونت بشكلٍ مفاجئ.
“أ-أحيّي شمس الإمبراطورية! أنا آسفٌ على التأخير!”
ركض الفيكونت بسرعةٍ بعد أن نزل من عربته، وأوقف إيشيد أمامه.
“كنتُ أُسرِع لأصل في أقرب وقتٍ ممكن، لكن أعتذر لتأخّري، جلالتك.”
كان الفيكونت يلهث، لكنه كان يشعر بالارتياح لأنه وصل في الوقت المناسب قبل مغادرة إيشيد. نظر إيشيد إلى الفيكونت بغضب وقال له بوجهٍ قاسٍ جدًا
“لقد قمتَ بمجهودٍ غير مُجدٍ. سأرحل الآن.”
“ماذا؟ لا، لا تفعل! ابقَ أكثر قليلاً …”
“آه.”
توقّف إيشيد وكأنه تذكّر شيئًا فجأة واستدار، وعندما أشرق تعبير الفيكونت بالتوقّعات، وجّه له إيشيد تحذيرًا حادًّا.
“يجب أن تعتني بتربية ابنتكَ بشكلٍ أفضل.”
“مـ ماذا؟ ماذا تعني؟”
نظر الفيكونت إلى إيشيد بارتباك. بدأت ليديا التي كانت خلفه، بالبكاء.
لكزت الفيكونتيسة ليديا من جانبها متسائلةً عمَّ فعلته.
لكن ليديا كانت متضايقةً جدًا، ولم تردّ، فصمتت.
قال إيشيد بنبرةٍ حازمة.
“إذا لم تتمكّني من معرفة أي وماذا تقولين، فالأفضل لكِ أن تبقي صامتة.”
“آه!”
فزعت ليديا ووضعت يدها على فمها، بدا وكأن إيشيد سيقطع لسانها حقًا. كان هذا مقعولاً أكثر مع العلم أن الإمبراطور معروفٌ بتصرّفاته العشوائية.
نقر إيشيد بلسانه على منظرها. كان الفيكونت قد وصل للتوّ لذا لم يكن يعرف ما الذي يحدث، على أيّ حال، تحدّث أولاً ظانًّا أنه يمكنه الإمساك بالإمبراطور أولاً.
“أعتذر عن عدم نضوج ابنتي حتى سبّبت الإزعاج جلالتك.”
“…….”
“هكذا تكون الفتيات في سنّها عادةً، لذا من فضلكَ تفهّم ذلك بعقلٍ كريم.”
“حقًا؟ أتعتقد ذلك؟”
“عذرًا؟”
“من العار أن وجهة نظركَ محدودةٌ للغاية.”
“……!”
كان الكونت مرتبكًا ولم يستطع قول أيّ شيء. تساءل إيشيد عن سبب غضبه. كان الأمر غريبًا. لم يكن يعرف سبب استمرار شعوره بالإحباط.
ثم التفت أجايد عشوائيًا ليكتشف حديقة الزجاج الجميلة.
عند النظر إليها، بدا أن شيئًا ما بداخله أصبح يغلي أكثر. كانت الحديقة كبيرةً إلى حدٍّ ما ليعتني بها طفل، لم يكن من السهل زراعة أنواع النباتات المزروعة فيها.
بينما كان إيشيد يحدّق بالحديقة بشراسة، تحدّثت الفيكونتيسة.
“الحديقة جميلة، أليس كذلك؟ هل ترغب في التجوّل قليلًا؟”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1