I’m the Dying Emperor’s Doctor - 26
“!!!!…”
استدار جاك فجأةً بذهولٍ وصوت خشخشةٍ في حركته. في هذه اللحظة، كانت سيرينا قد استيقظت وتنظر إليه. سألت بصوتٍ هادئ.
“مَن قال لكَ أن تنهض؟”
“….عذرًا؟”
ردّ جاك بطريقةٍ مهذّبةٍ دون وعي، ثم عبس على الفور. شعر للحظةٍ وكأنه تحت ضغطٍ كبيرٍ منها.
‘مَن تكون هذه المرأة؟’
كانت أجواؤها مختلفةً تمامًا عن المرّة الأولى التي رآها فيها في الصيدلية. كان يشعر كما لو أنه لا يجب أن يعاندها.
بينما كان جاك مرتبكًا، تقدّمت سيرينا نحوه وأشارت بيدها نحو السرير.
“بعد أن فقدتَ كلّ هذا الدم أمس، إلى أين تعتقد أنكَ ذاهب؟”
“لكن، أنا فقط …”
“راحةٌ تامّة. ألا تعلم كمريضٍ هذا؟”
“……”
“إذا كنتَ لا تريد أن تُفتَح معدتكَ مرّةً أخرى، فعُد إلى السرير واسترِح. إذا تفاقمت جروحك، فستنفجر أعصاب مَن عالجكَ أيضًا.”
أشارت إلى بطنه بعينيها وقالت ذلك بصرامة. كان تعبيرها حازمًا جدًا، على عكس مظهرها الذي رآه في الصيدلية.
دون أن يدري، هزّ جاك رأسه موافقًا وعاد إلى السرير. ومع ذلك، لم أمال رأسه بارتباك. بشكلٍ غريب، كان أمرًا لم يستطع رفضه.
***
بعد أن أعادت سيرينا جاك إلى السرير، شعرت بالرضا. وعندما نظرت إلى الساعة، كان الوقت قد أصبح الواحدة ظهرًا.
‘ايكك! لقد تأخّرتُ كثيرًا …’
كانت تخطّط للذهاب إلى القصر الإمبراطوري صباحًا، ولكنها لم تتمكّن من ذلك لأنها ظلّت ساهرةً بجانب جاك طوال الليل.
“أعذرني، سيد جاك غوردون.”
“نادِني بجاك فقط.”
“حسنًا، جاك.”
غيّرت سيرينا لهجتها على الفور إلى الأسلوب غير الرسمي، مما أثار دهشة جاك.
“لم أقل لكِ أن تتحدّثي معي بغير رسمية.”
“لكنكَ تتحدّث معي بغير رسمية دون إذني، كما فعلتَ الآن.”
“حسنًا.”
وافق جاك مباشرةً ونظر إليها وكأنه يسألها عن غرضها.
“هل لديكَ جهاز اتصال؟ أحتاج إلى الاتصال بشخصٍ ما على الفور.”
“مَن الذي تريدين الاتصال به؟”
“بسببك، لقد بقيتُ في الخارج ليلةً من غير تصريح، وسأتلقّى توبيخًا من مسؤول القصر الإمبراطوري.”
“أوه.”
“إذن، هل لديكَ جهاز اتصالّ أم لا؟”
تحدّثت سيرينا معه بطلاقة، وكأنها تعرفه منذ زمنٍ طويل، مما جعله يضحك. كانت ردود فعلها غريبةً وغير متوقّعةٍ بالنسبة له. أشار إلى جيب معطفه المُعلَّق على الكرسي.
“في الجيب الداخلي.”
تحسّست سيرينا جيب المعطف بسرعةٍ ووجدت جهاز الاتصال.
في القصر الإمبراطوري، لم تشعر قط بالحاجة إلى جهاز اتصالٍ لأنها دائمًا في حالة استعداد. لكن الآن، بعد هذا الموقف، فكّرت أنها ربما كان ينبغي أن تشتري واحدًا على الرغم من سعره.
رنّ صوت الإشارة، وبعد قليل، أجاب مسؤول القصر الإمبراطوري.
– مرحبًا.
“آه، مسؤول القصر الإمبراطوري، أنا سيرينا.”
– سيـ… سيرينا؟! أين أنتِ الآن؟!
صرخ مسؤول القصر الإمبراطوري بمجرّد أن عرف أن المتحدّثة هي سيرينا، ممّا جعل جاك يسمع المحادثة بوضوح.
‘يبدو أنه غاضبٌ جدًا.’
حرّك جاك شفتيه متهكّمًا، ممّا جعل سيرينا تنظر إليه بحنق قبل أن تبدأ في شرح الموقف.
“كنتُ في الخارج، عثرتُ على مريض في حالةٍ حَرِجة، لذا قمتُ بمعالجته. لكن بعد منتصف الليل، لم أستطع العودة إلى القصر. أعتذر، سيدي. عندما أعود، سأقبل أيّ عقوبة …”
– لا بأس! طالما أنكِ بخير، فهذا هو الأهم!
“ماذا؟”
شعرت سيرينا بالدهشة من ردّة فعله غير المتوقّعة. في حياتها السابقة، عندما تأخّرت عن العودة إلى القصر بعد منتصف الليل، تعرّضت لتوبيخٍ شديد.
‘هل هو في مزاجٍ جيّدٍ اليوم؟’
بما أنه مزاجيٌّ بطبعه، ربما كان في حالةٍ جيّدةٍ لدرجة أنه اعتبر ما حدث شيئًا تافهًا.
لكن ما قاله رئيس القصر بعد ذلك كان أكثر إثارةً للدهشة.
– بالمناسبة، ألم تقابلي جلالته؟
“جلالته؟ كيف يمكنني مقابلة جلالته وأنا خارج القصر؟”
حتى جاك كان مهتمًّا بالكلام وبدأ بالاستماع. بعد لحظة، قال رئيس القصر.
– هـ هذا لأن جلالته غادر القصر ليبحث عنكِ.
ماذا؟ مَن؟
***
بعد إنهاء الاتصال، بقيت سيرينا في حالة ذهول، غير قادرةٍ على استيعاب ما سمعته للتوّ.
“هـ هذا لأن جلالته غادر القصر … ويبدو أنه توجّه إلى قصر فنسنت.”
كان صوت مسؤول القصر الإمبراطوري عبر جهاز الاتصال متوتّرًا للغاية ويبدو مضطربًا.
حتى سيرينا، التي شعرت بالغرابة تجاه الموقف، لم تستطع إلّا أن تفكّر في مدى انزعاجه. بينما كانت تقف جامدةً تحمل جهاز الاتصال، سألها جاك.
“هل لديكِ وقتٌ لتضيّعيه؟ يبدو أنكِ بحاجةٍ إلى الذهاب حالاً.”
“أوه، صحيح، معكَ حق.”
استعادت سيرينا وعيها وبدأت تجمع أغراضها على عجل.
كانت مرتبكةً للغاية لدرجة أنها لم تُدِرك أنها عادت تتحدّث إلى جاك بأسلوبٍ رسمي. كان كلّ ما يدور في ذهنها هو أنها بحاجةٍ إلى إحضار ذلك الإمبراطور المزعج من قصر فنسنت.
‘لقد تظاهرتُ بأنني غير قريبةٍ منه، فلماذا ذهب بنفسه إلى هناك؟!’
كان من السهل تخيّل الفوضى التي قد تحدث هناك، ممّا جعلها تشعر بصداعٍ قادم.
في تلك اللحظة، كان جاك يرتدي معطفه مستعدًّا للخروج خلفها. أوقفت سيرينا خطواتها فجأةً وقالت.
“انتظر لحظة. عليكَ أن ترتاح تمامًا اليوم.”
“هل أترك عرضًا مثيرًا كهذا يضيع أمام عيني؟ لا أعتقد ذلك.”
“عرض؟ …. لا تحاول اللحاق بي!”
حذّرت سيرينا جاك، لكنه اكتفى بهزّ كتفيه بلامبالاة، وكأنه يقول ‘قولي ما تشائين، لن أستمع’.
كانت حيرتها تزداد؛ قبل لحظاتٍ فقط، كان يتبع أوامرها، فما الذي تغيّر الآن؟ وبينما كانت على وشك توبيخه مجدّدًا، قدّم جاك اقتراحًا مثيرًا للاهتمام.
“ماذا لو قمنا باستدعاء الإمبراطور وليونارد إلى هنا بدلاً من أن نذهب نحن إليهم؟”
“استدعاؤهما؟”
“أعرف رمز الاتصال الخاص بليونارد.”
“أوه.”
“لا أريد أن أضيّع فرصة مشاهدة العرض، وأنتِ لا تريدين المخاطرة بحالة المريض. يبدو أننا قد نصل إلى حلٍّ وسطٍ يناسبنا.”
ابتسم جاك بمكرٍ وهو يلوّح بجهاز الاتصال. بينما كانت سيرينا في صراعٍ داخلي، أدركت أن التوجّه إلى قصر فنسيت سيزيد من تعقيد الأمور. لم تكن ترغب في أن يظهر الإمبراطور في موقفٍ مُحرِج أمام الفيكونت فنسنت.
‘لا. كيف يمكنه أن يلاحقني بسبب يومٍ واحدٍ خارج القصر؟! أنا لست مجرمة!’
كانت سيرينا تعضّ شفتيها السفلى وهي تحاول كبح غضبها. لماذا شخصٌ عادةً ما يكره الخروج من سريره، نهض اليوم بسرعةٍ غير عادية؟
“حسنًا. لنقم باستدعائهم إلى هنا.”
بمجرّد أن وافقت، ابتسم جاك ابتسامةٍ واثقةٍ وأمسك بجهاز الاتصال. بعد بضع نغمات، تمّ الرّد على الاتصال.
“ليونارد، أين أنت؟”
-دانغ، دانغ، دانغ، دانغ.
قبل أن يتمكن جاك من إنهاء جملته، سُمع صوت ضجيجٍ شديدٍ من الطرف الآخر. بدا المكان في حالةٍ من الفوضى العارمة. بعد لحظات، جاء صوت ليونارد عبر الجهاز.
– جاك، آسف، لا يمكنني الحديث الآن. أنا مشغولٌ للغاية، لذا سأ- …
كان صوته يبدو مشوّشًا ومرتبكًا. وبينما كان على وشك إنهاء الاتصال، صرخت سيرينا فجأة.
“لا تُغلِق الخط، سير ليونارد!”
– آنسة سيرينا؟
تفاجأ ليونارد عند سماع صوتها، وذكر اسمها بدهشة. على الفور، توقّفت الفوضى التي كانت تدور في الخلفية.
– سيرينا؟
جاء صوت الإمبراطور إيشيد من الطرف الآخر. وبعد لحظة، سأل بصوتٍ غاضب، ولكن مع لمسةٍ من القلق.
– أين أنتِ الآن؟
كان صوته يحمل قلقًا واضحًا. حسنًا، فبعد أن اختفت فجأةً من القصر، كان طبيعيًا أن يشعر المرء بالارتباك.
“أنا؟ أنا في نُزُلٍ الآن.”
– نُزُل؟ لماذا في نُزُل …؟
“مرحبًا، جلالتك. أنا جاك. كيف حالك؟”
قاطع جاك الحديث بجرأةٍ وأخذ جهاز الاتصال من سيرينا. نظرت إليه بغضب، بينما ردّ الإمبراطور بصوتٍ بارد، يقطر غضبًا.
– ماذا؟ ما الذي تفعله مع طبيبتي؟
تغيّر صوت الإمبراطور ليصبح أكثر حدّةً وبرودة. حتى مجرّد سماعه جعل الهواء من حولهم يبدو أثقل.
ولكن جاك، غير مكترث، أجاب بمزاح.
“أوه، كنا معًا طوال الليل.”
– ماذا؟!
“كنتَ تبحث عن طبيبتك، أليس كذلك؟ سأرسل لكَ موقعنا. تعال إلى هنا، فنحن لا نستطيع التحرّك.”
– لا تستطيعان التحرّك؟!
“ستفهم عندما تصل. أسرِع وتعال.”
أنهى جاك المكالمة دون انتظار ردّ الإمبراطور. بفضل ذلك، لم تتمكّن من سماع ما قاله إيشيد بعد ذلك.
صرخت سيرينا بصدمة.
“هل من المناسب إنهاء المكالمة بهذه الطريقة؟! جلالته كان لا يزال يتحدّث عن شيءٍ ما …!”
“لا تقلقي. لن يقطع رأس صديقه فقط لأنني أنهيتُ مكالمة.”
ضحك جاك بهدوءٍ وهو يجلس على السرير، بينما لا يزال قميصه مفتوحًا.
“لا تقلقي. عندما نلتقي بشكلٍ شخصي، نتحدّث دائمًا بهذه الطريقة.”
“ولكن هل تعتقد أن صاحب الجلالة سيأتي بعد أن أغلقتَ المكالمة هكذا؟”
“بالطبع سيأتي.”
“ماذا؟”
“شاهدي بنفسكِ. سيركض إلى هنا بأقصى سرعة.”
ابتسم جاك بثقة. وكما قال تمامًا، لم يمرّ وقتٌ طويلٌ حتى ظهر الإمبراطور إيشيد. بوجهٍ يقطر شررًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1