I’m the Dying Emperor’s Doctor - 25
قدمت سيرينا الإسعافات الأولية في أسرع وقتٍ ممكنٍ ثم أخذت جاك إلى نُزُلٍ قريب.
عندما قامت سيرينا بسحب رجلٍ بالغ، تفاجأ صاحب الفندق لكنه نقله إلى الغرفة مع سيرينا لأنه يعرفها.
وضعت جاك على الفور على السرير وفحصت الجرح مرّةً أخرى في مكانٍ ذي إضاءة.
“لقد فات الأوان لمعالجة عينه.”
كان الجرح عميقًا جدًا. لقد كان متضرّرًا بالفعل، لذلك كان من الصعب عليه أن يرى بعينه تلك مرّةً أخرى.
“على الأقل يجب عليّ إنقاذه. أشعر بالأسف على سيدة هذا النُزُل إذا خرج جثّةً هامدة.”
غسلت سيرينا يديها وأخرجت أدوات خياطة الجروح والأعشاب من حقيبتها الطبيّة المعتادة ووضعتها على الطاولة.
ثم سحقت العشبة ووضعتها على عينه وضمّدتها. كانت عشبةً فعّالة لإلتئام الجروح.
لحسن الحظ، تم تقديم الإسعافات الأولية بالفعل قبل المجيء إلى هنا، لذلك أتمّت عملية العلاج بسرعة.
ثم تم تطهير الجرح وخياطته مرّةً أخرى بعد إزالة الجزء العلوي الملطّخ بالدم بصعوبة.
“آغه-.”
تأوّه جاك من الألم حتى وهو فاقدٌ الوعي. أخرجت سيرينا دواءًا مخدّرًا من حقيبتها ووضعته تحت أنفه.
بعد بضع دقائق، بدا أن تعبير جاك قد ارتخى ولم يعد يئن.
قامت سيرينا بإغلاق الجرح وتضميده بعناية. بعد العلاج، مسحت سيرينا العرق عن جبينها ونظرت إلى الساعة. لقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير.
“أوه لا. ماذا عليّ أن أفعل؟ لقد كسرتُ حظر التجول.”
ولم يُسمَح لأحدٍ بدخول القصر بعد منتصف الليل. لذلك حتى لو ذهبتُ الآن، فلن أتمكّن من دخول القصر.
تنهّدت سيرينا وزفرت. عندما كانت مشغولةً بالمريض الذي أمامها، لم تكن تعلم حتى أن حظر التجوّل قد انقضى. وإذا عَلِم مسؤول القصر فيسغضبُ كثيرًا.
‘لكنني تأخّرتُ في محاولة إنقاذ صديق الإمبراطور ……’
برّرت سيرينا هذا الأمر ونهضت. ثم أحضرت منشفةً ووعاءً من الماء ووضعت منشفةً مبلّلةً على جبين جاك.
كان العلاج جيدًا، لكنه فقد الكثير من الدم وكان الجرح عميقًا، لذلك لم يستطع تجنّب الحمّى.
كانت ستبذل قصارى جهدها للمريض حتى النهاية بما أنها تأخّرت على أيّ حال. تمتمت سيرينا لجاك كما لو كانت تتلو تعويذةً سحرية.
“لقد تماسكتَ جيدًا. إن تحمّلتَ جيدًا لليوم أيضًا، سيكون كلّ شيءٍ على ما يرام.”
على هذا النحو، نامت سيرينا في غمضة عينٍ بعد أن اعتنت بجاك طوال الليل.
لم تكن تعلم حتى أن القصر كان في حالةٍ من الفوضى.
* * *
الصباح التالي.
كان إيشيد في حيرةٍ بشأن سيرينا التي لم تأتي أبدًا مهما انتظر. للمرة الأولى، لم تأتِ سيرينا لإجراء فحصٍ صباحي.
وعندما ذهب متأخّرًا لرؤيتها، متسائلاً عمّا إذا كانت مريضة، جاء مسؤول القصر بدلاً منها وقال شيئًا صادمًا.
“في الواقع، بقيت الآنسة سيرينا بالخارج دون إذنٍ أمس.”
“ماذا؟ سيرينا لم تأتِ الليلة الماضية؟”
فتح إيشيد عينيه على اتساعهما مندهشًا من تقرير مسؤول القصر. ارتجف مسؤول القصر وقال.
“هذا … لم أستطيع الوصول إليها. لم تقل أيّ شيء ….”
ثم نظر إلى وجه الإمبراطور، لكن عيون الإمبراطور كانت شرسةً للغاية لدرجة أنه خفض رأسه سريعًا.
كيف يمكنها البقاء خارجًا دون أن تنطق بكلمةٍ واحدة؟
كان إيشيد مرتبكًا جدًا لأن سيرينا لم تفعل ذلك أبدًا. في الأوقات العادية، كان سيفكّر بحماقة أنها ستأتي إليه بمفرده، ولكن كان ذلك في اليوم التالي لمغادرتها للذهاب إلى قلعة فنسنت.
‘هل قام الفيكونت فنسنت بحبسها؟’
لقد ندم على إخبارها بعدم الذهاب. وعندما وصلت أفكاره إلى هذه النقطة، شدّ إيشيد قبضته.
كراك -.
في ذلك الوقت، بدا وكأن القلم الذي كان إيشيد يمسكه قد انكسر إلى نصفين، ثم احترق وتحوّل إلى رماد.
عند رؤية ذلك، لم يتمكّن مسؤول القصر الإمبراطوري من تحمّل خوفه وسقط على الأرض وتوسّل.
“اقتلـ اقتلني!”
إن حقيقة تفضيل الإمبراطور لسيرينا فنسنت قد أصبحت معروفةً علنًا في القصر. بالطبع، الإمبراطور نفسه لا يعترف بذلك، لكن أيّ شخصٍ يتمتّع بحسٍّ سليم سيعرف ذلك.
نتيجةً لذلك، أصبح سيباستيان، مسؤول القصر الإمبراطوري، الآن على مفترق طُرُقٍ بين الحياة والموت. إذا لم تعد سيرينا إلى القصر بأمان، فلن يتمكّن من الهروب من مسؤوليته كمسؤولٍ للقصر.
‘أين أنتِ بحق الجحيم، سيرينا؟ أتوسّل إليكِ عودي!’
بينما كان سيباستيان يعاني ويتعّرق عرقًا باردًا، كان إيشيد يفكّر في شيءٍ آخر.
‘إذا كانت محبوسةً حقًا في قلعة فنسنت، ألا ينبغي عليّ الذهاب للعثور عليها؟’
‘لا، إذا لم تكن مشكلةً كبيرة، فيا له من عار. وحتى إن كانوا قد حبسوها بالفعل، فسينكرون ذلك.’
كان هناك بالفعل الكثير من التكهّنات عن سيرينا انبثقت في رأسه. لقد خرجت بشجاعة، لكنها لم تَعُد، لذلك لم يكن لديه خيار.
‘أأنتظرُ حتى تعود؟ ماذا لو لم تتمكّن من العودة؟’
عندما فكّر بعدم وجود سيرينا في القصر، شعر إيشيد بالفراغ كما لو أنه أكل خبزًا خاليًا من الكريمة.
وعندما اعتقد أنها في خطر، أصبح رأسه باردًا، وكأن الدم يتدفّق رأسًا على عقب.
على أيّ حال، فكّر أنه لن يشعر بالارتياح إلا عندما تعود سيرينا أمام عينيه بسلام. اتّخذ إيشيد قراره.
‘إنه انتهاكٌ للعقد أن تختفي بينما لم أُشفى من مَرَضي بعد.’
نعم. لقد وقّعت سيرينا مع إيشيد عقدًا لمدّة عامٍ بوضوح. لذلك كان من العبث أن تغادر القصر قبل أقلّ من نصف عام.
‘نعم. لأجل هذا أمسِكُ بالطبيبة التي اختفت. إنه ليس من باب القلق على الإطلاق.’
فتح إيشيد فمه، مُفكِّرًا بينه وبين حاله.
“ليونارد.”
“نعم يا صاحب الجلالة.”
“بالتفكير في الأمر، لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن قمتُ برحلة تحقيق.”
“هاه؟ الآن؟”
حدّق ليونارد فجأةً بإيشيد، الذي ذكر فجأةً رحلة التحقيق. ثم قال إيشيد، دارت نظراته في الهواء وكأنه يتجنّب المزاح.
“نعم. أودّ أن أرى سمعة الأرستقراطيين وحياة الشعب الإمبراطوري بأمّ عينيّ.”
أدرك ليونارد نيّة إيشيد متأخّرًا بعد أن رأى موقفه.
‘تحاول العثور على سيرينا بنفسك. أنتَ لستَ صادقًا.’
“هل أنتَ قلقٌ بشأن الآنسة سيرينا؟”
“نعم. أنا قـ … لا. ليونارد، ما الذي تتحدّث عنه؟ أنا فقط أحاول مشاهدة شعبي.”
عندما قفز إيشيد وأنكر، ابتسم ليونارد.
“نعم. أتفهّم بالكامل اهتمامكَ غير المحدود بمشاعر شعبك.”
“……”
“ثم سأستعد.”
“أجل.”
أجاب إيشيد بتنهيدةٍ مرتجفةٍ دون أن يدرك ذلك.
وعندما رأى مسؤول القصر ذلك تأكّد أن سيرينا فنسنت أصبحت فوق الإمبراطور.
* * *
حلّ صباحٌ مشمس.
تم إنقاذ جاك، الذي كان يحتضر الليلة الماضية، بفضل رعاية سيرينا الشديدة.
“آغه.”
بمجرّد أن استيقظت عاد يراوده الألم الذي كان قد زال إثر المخدّر. وعلى وجه الخصوص، كانت عينه اليسرى المصابة مؤلمةً للغاية. بينما كان يحاول لمس عينيه، توقّف عندما شعر بملمس الضمادة.
‘مَن عالجني؟’
في الحقيقة، لم يتمكّن من تذكّر ما حدث بالأمس. أثناء التحقيق في تهريب الأحجار السحرية، داهمه أحد المغتالين.
كان عليه أن يقاتل بخنجرٍ قصيرٍ لأنه لم يكن لديه حتى سيف، وقد عانى من وقتٍ عصيبٍ بسبب كثرتهم.
أتذكّر أنني بالكاد استطعتُ الهروب، لكنني لا أتذكّر ما حدث بعد ذلك.
‘من هاجمني؟ هناك الكثير من الناس الذين كانوا في طريقي.’
صرّ جاك أسنانه، مفكّرًا أنه لن يترك أبدًا الإذلال الذي تعرّض له. عندما رفع الغطاء واستقام بسرعةٍ بجزئه العلوي من جسده، وصل الألم إلى بطنه.
“آآه. إنه يؤلم كاللعنة.”
شتم جاء بصوتٍ خافتٍ واتّكأ على رأس السرير، ثم وجد امرأةً نائمةً متكوّرةً على الأريكة.
نظر جاك بحذرٍ إلى المرأة الغريبة. كانت إحدى عينيه مسدودة، غير واضحةٍ تقريبًا.
‘تلك المرأة ……’
بدت المرأة، بشعرها الأرجواني الداكن المتدلّي، مألوفةً الآن.
‘هل قالت سيرينا فنسنت؟’
تذكّر جاك سيرينا التي التقى بها في صيدلية أمس. بالتفكير في الأمر، أعتقد أنني رأيتُ شعرًا أرجوانيًا قبل أن يُغمى عليّ.
‘هل عالجتني؟’
نظر جاك حوله وعينه مفتوحةٌ على مصراعيها. وكانت هناك أقمشةٌ ملطّخةٌ بالدماء وزجاجاتٌ أدويةٍ على الطاولة.
ومن الضمادات الموجودة على بطنه وعينيه، بدا من المؤكد أنها مَن عالجته.
‘بالتفكير في الأمر، أعتقد أنها قالت إنها طبيبة إيشيد.’
جلس جاك على السرير وراقب سيرينا. في الواقع، كان يحقّق في تهريب الأحجار السحرية بأمرٍ سريٍّ من إيشيد.
ظاهرياً، كان صديقه ومسؤولاً رفيع المستوى، لكنه في الواقع لعب دور جاسوسٍ مدنيٍّ في نفس الوقت.
لذا فإن السبب وراء كونه مسؤولاً رفيع المستوى وحافظ على حضورٍ منخفض هو صاحبه السير.
عندما أتى سابقًا إلى العاصمة لتقديم تقرير، سمع فقط أن إيشيد لديه طبيبٌ جديد.
وواصل وقتها التحقيق دون اهتمام، ظانًّا أنه لن يستمرّ طويلاًا
ومع ذلك، تغيّرت الشائعات تمامًا عندما أتى إلى العاصمة هذه المرّة. كانت في الغالب فضيحةٌ بين الطبيبة والإمبراطور، لكنها لم تُلِفت انتباه جاك.
“في كلّ صباح، يبدأ الإمبراطور يومه بتحيّة طبيبته.
يجب أن تأتي لإيقاظه، لكن في بعض الأحيان يستيقظ مقدّمًا وينتظرها.”
‘ماذا؟ إيشيد يستيقظ في الصباح؟’
عرف جاك كم كان إيشيد كسولاً يحبّ النوم. لا، لقد كان يعلم جيدًا أنه، على وجه الدقّة، لم يكن شخصًا شغوفًا بالحياة.
لكني لا أصدّق أنه يستيقظ في الصباح، وأحيانًا يستيقظ أولاً وينتظرها.
‘هل هذا منطقي؟’
اعتقد جاك أن الأمر كان مجرّد إشاعةٍ مبالغٍ فيها، وتضخّمت بحيث يمكن الاستمتاع بسماعها.
وفي الوقت نفسه، التقى بها في إحدى الصيدليات بينما كان يتساءل عن أيّ نوعٍ من النساء هي.
على عكس ما اعتقد، كانت سيرينا عادية. كانت جميلةً بعض الشيء، لكنها لم تبدُ استثنائيّةً للغاية. لم تبدُ شرسةً بالنسبة للمرأة التي قامت بترويض الإمبراطور.
‘أدينُ لكِ بواحدة.’
نهض جاك من مقعده معتقدًا أن هذا ليس الوقت المناسب. ارتدى ملابسه سريعًا وحاول التسلّل، لكنه سمع صوتًا باردًا من خلف ظهره.
“انتظر.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1