I’m the Dying Emperor’s Doctor - 23
نظرت سيرينا بعصبيةٍ إلى نوكتورن الهادئ. غرزت كلماته القاسية خنجرًا في قلب سيرينا.
“على عكس المانا النقيّة، فإن المانا الموجودة في جسم شخصٍ آخر هي سمٌّ للصحوة، ممّا يسبّب مثل هذا الرفض الشديد. إنه كالماء والزيت لا يمكن أن يختلطا.”
“….ماذا؟”
“مهما بحثتِ عنه، فلن تتمكّني من العثور على ورقةٍ بحثيّةٍ ذات صلة. أولاً وقبل كلّ شيء، من الصعب تنقية المانا في الجسم، وحقن المانا في الجسم يتعارض مع أخلاقيات علم الأحياء، لذلك حتى التجارب محظورة.”
توك!
تهيّأ لسيرينا سماع قطرات دمٍ نازفةٍ من قلبها المطعون بالذنب على الأرض.
كان قلبي يقصف. كان قلبي يخفق بشدّة عندما فكّرتُ أنني عرّضتُ إيشيد للخطر بسبب العلاج الخاطئ.
‘أكنتُ أقتل إيشيد كلّ هذا الوقت؟’
كان رأس سيرينا يعصف بحالة طوارئ. لم يكن السحر مجال خبرتها.
على الرغم من أنها درست بمفردها بعد أن عَلِقَت في هيجانه الثاني، إلّا أنها كانت أقلّ معرفةً بكثيرٍ من نوكتورن، الذي تخصّص في السحر.
هذا هو السبب في أن الدجّالين مخيفون، لكنها فعلت كما فعل الدجّالون. فتحت سيرينا فمها بتوتّر.
“آه …. أن يتمّ حظره يعني أن هناك من جرّبه من قبل ….”
“نعم، لقد حاولوا.”
“ماذا حدث للموضوح البحث؟”
نظرت سيرينا إلى نوكتورن بسؤالٍ دقيق. حدّق نوكتورن في سيرينا، التي كانت مُصرَّةً على الجزء الغريب، ثم أجاب.
“بمجرّد حقنه، تدهور جوهر المانا ومات.”
“أكان هناك أيّ استثناءات؟”
“لا. إذا قاموا بالتجربة على ألف شخصٍ، فإن جميع الأشخاص البالغ عددهم 1000 سيموتون على الفور. وهذا يعني أن موضوع البحث سيموت بفرصة 100٪.”
“فيوه، هذا مريح.”
أطلقت سيرينا الصعداء بمجرّد انتهاء كلمات نوكتون. لا تعرف ما السبب، لكن إيشيد لم يمت حتى بعد حقنه بمانا سيرينا.
يبدو أن الأمر مختلفٌ قليلاً عن الحالة العامّة التي عرفها نوكتورن لأنه تمّ حقنه بالفعل عدّة مرّاتٍ لتسميتها معجزة.
‘ربما يكون للأمر علاقةٌ بهيجان إيشيد الثاني.’
بعد ذلك اليوم، تمكّنت سيرينا من استعمال المانا، وظلّت قدرتها صالحةً حتى بعد عودتها للحياة للمرّة الثالثة.
منذ أن كانت صغيرة، لم تعترف بنفسها أبدًا كمستيقظة لأنها كانت جملةً فارغة.
شعرت بشكلٍ غامضٍ أن لديها القليل من المانا في جسدها لا يخوِّلُها حتى لاستخدام السحر. ومع ذلك، كان هناك مانا في جسدها اعتقدت أنها لا تملكه. والكثير منه أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، كان من السهل نسبيًا عليها تحسين المانا. لا تعرف السبب، لكنها خمّنت بشكلٍ غامضٍ أنه سيكون كذلك منذ ذلك الحين فصاعدًا.
تحدّثت سيرينا إلى نوكتورن لتأكيد اتجاه دراستها التالية.
“هل يمكن أن تخبرني بورقةٍ أو كتابٍ سهلٍ ومفصّلٍ يتعلق بـهيجان قلب المانا؟”
قبل أن تَعِي ذلك، كانت عيون سيرينا مشرقة.
* * *
بمجرّد أن غادرت سيرينا مكتب نوكتورن، توجّهت مباشرةً إلى قلعة فنسنت.
“مرحبًا سيرينا! لقد كنتُ بانتظاركِ.”
بمجرّد أن رأى كبير الخدم سيرينا، تمّت معاملتها باحترام. لقد كانت معاملةً مختلفةً تمامًا عمّا كانت عليه عندما طُرِدت من القلعة قبل عامين.
يبدو أنه نسي الأوقات التي انتقدها فيها لكونها غير لائقة بالنبلاء كلّما ارتكبت خطأً.
نظرت سيرينا حول القلعة بوجهٍ مبلّلٍ بالعاطفة. لقد اعتقدت أنها ستشعر بالإهانة إذا جاءت إلى هنا مرّةً أخرى لأنها لا تملك سوى ذكرياتٍ مؤلمة.
ومع ذلك، بالحُكم على أن مشاعرها تبلّدت أكثر ممّا كانت تعتقد، يبدو أن السعادة في العامين الماضيين وعودتها للحياة قد عزّزت سيرينا وجلعتها أقوى.
جاءت سيرينا في وقتٍ مبكّرٍ عمدًا. لم تكن تريد أن تختلق عذرًا للنميمة لأنها تأخّرت لمدّة دقيقة.
“لا تزال غرفة المأدبة قيد التجهيز، لذا سآخذكِ إلى غرفة كبار الشخصيات.”
قال كبير الخدم بتواضعٍ وأرشد سيرينا إلى غرفة كبار الشخصيات. كانت غرفة كبار الشخصيات أكبر بثلاث مرّاتٍ من العُليّة التي عاشت فيها سيرينا ذات مرّة.
لوحةٌ جميلةٌ أكملت الأثاث الفاخر والأرائك والزهور النضرة والجدران الخاوية.
أشعرها هذا بالغرابة عندما استذكرت عليّتها حيث كانت عبارةً عن سريرٍ ومكتبٍ فقط.
“إذن، سأقرأ كتابًا.”
“فهمت. سأجهّز الشاي.”
بعد فترةٍ وجيزةٍ من تنحّي كبير الخدم، قُدِّم الشاي الأسود الساخن.
كان ذلك في الوقت الذي كانت فيه سيرينا تقرأ كتابًا دون أن تلمس الشاي الأسود. دخل شخصٌ ما دون سابق إنذار.
“مَن هذا؟”
“ليديا.”
نادت سيرينا بخفّةٍ باسم ليديا، التي دخلت دون أن تطرق الباب. كانت ليديا أكبر سنّاً من سيرينا، ابنة الفيكونت.
عندما جلست مقابل سيرينا، قدّمت لها الخادمة التي تَبِعتها فنجانًا آخر من الشاي. التفتت سيرينا إلى الكتاب، بغض النظر عمّا فعلت
“لا تزالين تحبّين الكتب، لهذا السبب أنتِ طبيبةٌ غير كفؤة.”
“أفضل من أن أكون بغباءكِ العالي لدرجة تم طردكِ من أكاديميّتكِ.”
“ماذا؟”
“أوه، أعتذر. لقد انسحبتِ، على وجه الدقٍة.”
عندما ابتسمت سيرينا وشربت الشاي، نظرت إليها ليديا بعينين حاقدتين.
لم تكن تعتقد أن سيرينا ستردّ هكذت. واصلت ليديا بابتسامة.
“أدخولكِ إلى القصر هو ما جعلكِ متعجرفةً جداً؟”
“إذن لابدّ أنكِ ستعانين من وقتٍ عصيبٍ لتدخلي القصر لأنكِ غبية.”
“هل ستستمرّين بنعتي بالغبية؟”
رفعت ليديا صوتها وبرطمت. ردّت سيرينا بخفّةٍ وهي تهزّ كتفيها.
“أنعتُكِ بالغبية لأنكِ كذلك، لكنكِ تغضبين بسرعة. هذا يجعلكِ غير مهذّبة، ليديا.”
“هاه! بصدق، لقد كنتِ تغارين مني منذ أن كنتِ صغيرة. هل تحتاجين إلى أن تعبّري عن غيرتكِ بهذه الطريقة الملتوية؟”
“من ماذا؟ هل سأغار من غبائك؟”
ارتجفت ليديا عندما سألت سيرينا مرّةً أخرى على حين غرة.
“لنكون دقيقين، أنتِ مَن كنتِ تغارين مني، ليديا.”
“ما الذي ينقصني حتى أغار منكِ؟ لقيطةٌ غير شرعيّةٍ من دماء العامّة، لم تتمكّني حتى من الذهاب إلى الأكاديمية.”
قامت ليديا بطعن سيرينا بنقطة ضعفها، ربما لأنها تعرّضت للإهانة. ومع ذلك، كان الأمر مثيرًا للحكّة بالنسبة لسيرينا، التي كانت تتمتّع بخبرة ثلاث سنواتٍ في عهد الإمبراطور.
“سأتحدّث بصراحة. لم أُرِد الذهاب إلى الأكاديمية.”
“كاذبة. لقد أردتِ حقًا الذهاب إلى الأكاديمية. ألا تتذكّرين بكاءكِ عندما كنتُ الوحيدة التي تمّ قبولها؟”
ضحكت سيرينا على كلمات ليديا. كان هناك وقتٌ أرادت فيه الذهاب.
ولكن عندما تم إخطارها بالرفض لأنها طفلةٌ غير شرعيّةٍ رغم أنها الطالبة المتفوّقة في امتحان القبول.
وفي اليوم التالي، عندما تم قبول ليديا إثر االتبرّع بمبلغٍ كبيرٍ من المال للأكاديمية قرّرت سيرينا أنه لا يوجد شيءٌ يمكن تعلّمه في أكاديميّةٍ حيث كان التمييز منتشرًا على أيّ حال.
بعد أن أصبح إيشيد إمبراطورًا، تم تغيير القانون بحيث لا يتم التمييز ضد الأطفال غير الشرعيين، ولكن لم يكن هذا هو الحال عندما كانت سيرينا صغيرة.
ومع ذلك، حزنت سيرينا ليومٍ واحدٍ فقط، ثم بحثت عن طريقةٍ أخرى بعد ذلك. سألت سيرينا بوجهٍ هادئ.
“إذاً، ليديا، هل تعرّضت للطرد بعد فصلٍ دراسيٍّ واحدٍ فقط بعد دخولكِ الأكاديمية؟”
“لم أُطرَد! لقد انسحبت!”
صرخت ليديا. كانت سيرينا قد غطّت أذنيها بيديها بالفعل، وهي تعلم أنها ستفعل ذلك.
في المقام الأول، أصرّت على الذهاب إلى الأكاديمية لكسر معنويات سيرينا. أرادت أن تدوس عليها لأنه لم يبدُ عليها الإحباط على الإطلاق بشأن أنها طفلةٌ غير الشرعية.
ومع ذلك، تغيّرت الأمور تمامًا الآن. لم تكن سيرينا من اللقيطة المزعجة التي كانت عليها من قبل.
بالنظر إلى أنها تتبع الإمبراطور، وهو شيءٌ غريب لتخيّله إلى حدٍّ ما، لكن وضعها الحالي كطبيبةٍ إمبراطورية لم يكن أقلّ من العودة إلى المنزل بالمَجد.
لابد وأن تشعر ليديا بالصدمة لأنها حتى الفيكونتيسة وموظّفي المنزل ليس بيدهم حيلة أمام سيرينا.
‘على الرغم من أنها عرفت أنني أتيتُ لأن والديها توسّلوا إليّ، كيف يمكنها أن تتصرّف بهذه الطريقة؟’
بما أنني أخطرتُهم بوضوحٍ أنني قادمة، فلا بد أن الفيكونتيسة حذّرتها بشدّة.
ومع ذلك، كانت شخصية ليديا من النوع الذي لا تستطيع أن تأخذه على محمل الجد. كانت ليديا هي آنسة الفيكونت الصغيرة.
تنهّدت سيرينا بعمقٍ في الداخل. أرادت ليديا دائمًا أن تكون لها ميّزة على سيرينا.
لقد دعمتها الفيكونتيسة كثيرًا حتى أصبحت أعلى منها شأنًا، ولكن ليديا لم تستطع مواكبة ذلك.
لهذا السبب لابد أن سيرينا، التي صعدت فجأةً إلى القمّة، تُثير أعصابها. إن وضعنا الخلفية العائلية جانبًا، لم تكن ليديا نِدًّا لسيرينا.
ربما تعرف ليديا ذلك جيدًا، لذا فهي تتشاجر معها باستمرار. تحدّثت سيرينا بهدوءٍ بمجرّد أن هدأت ليديا.
“اهدأي، ليديا.”
“……”
“إن لم تكوني ذكياً، فيجب على الأقل أن تتمتّعي بشخصيةٍ جيّدةٍ ليكون كلّ شيءٍ مثالي.”
“أنتِ حقًا ….!”
أثارت تصريحاتها غضب ليديا. نظرًا لأنهم كانوا سيلتقون ببعضهم البعض اليوم فقط ولن يروا بعضهم البعض مرّةً أخرى أبدًا، فقد كان ذلك استفزازًا محتملًا.
لم تحتمل ليديا الأمر وأخذت نَفَسًا، ثم التقطت فنجان الشاي. غطّت سيرينا وجهها على عجلٍ بالكتاب في حال سكبته عليها على الفور.
ووش!
ولأنها سكبت الشاي بقوّة، فقد سقط على الكتاب وارتدّ عنه، فانسكب على ليديا. ولحسن الحظ، كان غلاف الكتاب لامعًا ومقوّى، لذا لم تتأذّى سيرينا على الإطلاق.
“أوه، ساخن ….”
صرخت ليديا وأغلقت عينيها بإحكام. لكن ماء الشاي كان باردًا بالفعل، لذلك لم يكن من الممكن أن تحترق. نقرت سيرينا بلسانها وقالت.
“لا تمزحي حتى. الشاي بارد.”
“……”
“بما أنكِ لا تزالين تحبّين رش الماء، يبدو أنكِ بستانية بطبيعتك.”
“هل تعتقدين أنني سأفعل شيئًا من هذا القبيل؟”
“أو، كما يتمنّى الفيكونت، قابلي رجلاً ثريًّا وصالحًا في العائلة وازرعي حديقةً صغيرةً حسب رغبتك.”
نظرت سيرينا إلى ساعتها أثناء كلامها. لقد حان الوقت لبدء العشاء قريبًا.
‘يجب أن أتجوّل في الحديقة مرّةً واحدةً على الأقل بدلاً من البقاء هنا.’
صرخت ليديا عندما نهضت سيرينا من مقعدها.
“إلى أين تذهبين؟! لم ننتهي من الحديث بعد.”
“إنه وقت العشاء قريبًا. ليديا، أنتِ مبتلّة، لذا خذي وقتكِ لتغيير ملابسك.”
غادرت سيرينا الغرفة مبتسمة.
“أرغه!”
خلف ظهرها، أمكنها سماع ليديا وهي تصرخ لأنها لم تستطع مقاومة أعصابها.
‘على أيّ حال، شخصيتها تبدو تمامًا كالفيكونت.’
نقرت سيرينا طرف لسانها، وسارت عبر الرّدهة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1