انا حامل بالطفل الطاغية - 9
كان لديها صداع رهيب اكتسحها إحساس ان عظام جسدها ستتحطم، تذكرت تدريجيا ماذا حدث في الليلة الماضية والمشكلة هنا انها من اتخدت الخطوة الأولى غطت وجهها بالوسادة التي بجانبه،تساءلت عن مكانه قبل أن تشعر بدخول أحدهم.
“اخيرا استيقظتي”
كان شعره مبتلا بينما جذعه العلوي عار، أرادت الكلام لكنها لم تستطع بسبب الخجل، وضع الصينية على المنضدة وجلس بجانبها ليبدأ في استفزازها.
“فات الاوان على الخجل فأنت من بدأ”
“اعرف….اعرف”
لعنت عادات شربها في السر،شعرت بارتفاع درجة حرارتها وما زاد الطين بلة الجو الدافئ في الغرفة.
“تناولي فطورك فيبدو انك جائعة”
“كل شبر من جسدي يؤلمني واشعر بالإرهاق”
“اثار الخمر عزيزتي”
“فقط..”
نظرت له بإستهزاء،شربت كأس من الماء الذي كان أمامها ومع ذلك لا يزال حلقها جافا نظرت له بحيرة قد كان يتجنب النظر لها.
“مابك؟!”
لتتذكر انها لا ترتدي اي شيء، كانت نظراتها كسكاكين لترفع الغطاء وتغطي نفسها بالكامل.
“ماذا فعلت؟”
“فقط أخرج”
“حاضر”
رفع يديه بإستسلام ليهم مغادرا قبل ان توقفه بإسئلتها.
“ماذا حدث وانا نائمة، وكم الساعة الآن”
“ببساطة قطع رأس كل من رئيس الحرس الملكي السابق وملك مملكة اورغان قبل ساعة اذا اردتي رؤيته اذهبي للقصر الملكي فهو موضوع هناك كزينة، أما الساعة حاليا هي الثالثة بعد الظهر”
“أهذا ما تسميه بالبساطة”
نظرت له بسخرية وهو يهم بالمغادرة، دخلت تيا للغرفة بأمر من إدوارد ساعدتها على الإستحمام وأصرت عليها لانهاء كل ما وضع في الصينية من طعام.
“كيف هي احوال أيفان؟”
استيقظ قبل ساعات شرب الحليب الخاص به وعاد للنوم”
“جيد”
“هل جهز كبير الخدم ماطلبت منه؟”
“نعم سأذهب لاحضاره”
غادرت الغرفة وبقيت الاخرى تفكر بماحدث في الإجتماع.
“افضل شيء فعلته هو انني لم اتعمق في الموضوع أكثر، سيشكون بي بزيادة”
عادت ميا بعد دقائق مع ملف كبير قدمته لفيونا التي تصفحته بهدوء واهتمام شديد.
“هذه المعلومات السطحية لن تنفعني”
احتوى الملف على الأماكن التي يذهب إليها ومع من يتعامل وغيرها من الأشياء الواضحة للجميع لم تشكل اي اختلاف في قضيتهم حتى أن ملك اورغان لم يرشوا به.
“هل نضع بجانبه جاسوس؟”
اقترحت ميا بصوت مبحوح،كانت فيونا تعرف أن هذا غير مجدي وسيؤدي بيهم فقط لنقطة البداية.
“لن ينفع هو شديد الحذر لاقصى درجة”
أحداث الرواية تتغير والنتائج كذلك ستصبح مغايرة لمعرفتها القديمة.
“ا…انتظر لحظة نحن هذا العام تبا الجفاف كيف نسيت هذا”
سقطت على الارض، دلكت دقنها بألم مدت ميا يدها لتساعدها على الوقوف.
“اللعنة هذه اخر مرة اشرب ذاك النبيذ”
أصرت على الذهاب لمكتبة الدوقية بدأت تبحث بين الرفوف وتدون الملاحظات.
“يجب علي دراسة المناخ المحيط بالامبراطورية وتفكير في حل، الجفاف يختلف من منطقة الى اخرى ليس لدي معلومات حول الزراعة والتربة في الإمبراطورية لذلك علي البحث،اذا لم اجد حلا مناسب فبناء الاكاديمية سيتوقف في اواخره ولا ننسى قوة الامبراطورية ستتضعف وتنتشر الأمراض خصوصا بين عامة الشعب اذا قل الغذاء ولم يجدوا اي شيء يأكلونه كبشر سيذهبون للحيوانات والأعشاب واي شيء يصد جوعهم وهذا سيسبب الامراض التي قد تنتهي بالموت”
بعد قراءة العديد والعديد من الكتب، توجهت لمكتبها بسبب الملاحظات التي دونتها استنتجت بأن الامبراطورية تتميز بمناخ معتدل إلى جانب تربة خثية التي تمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من المواد العضوية، بالإضافة إلى قدرتها على الاحتفاظ بمعدلات عالية من الرطوبة، يتواجد هذا النوع من التربة كثيراً في الشمال بينما الجنوب تكتسيه التربة الطينية.
“ستتدنى نسبة الأمطار بحلول أربع اشهر من الآن وهذا سيأثر سلبا على الزراعة ومخزون المياه ستنتشر المجاعة بين العامة تدريجيا حتى تصل إلى النبلاء متوسطي المكانة زيادة الأمراض بسبب سوء التغذية،يجب علي التكلم مع الإمبراطور بشأن هذا”
بعد قول ذلك، حدقت في ميا التي تحمل بيدها الكثير من الأوراق وتصنفها بحسب أهميتها.
“ميا ارسلي رسالة سريعة للقصر الإمبراطوري اخبريهم انني سأذهب غذا لزيارة الإمبراطور في أمر عاجل”
غربت الشمس وأصبحت السماء مزينة بالنجوم لم تأكل شيء منذ الصباح اندمجت مع أبحاثها حتى انها لم تشعر بمرور الوقت غطت في النوم على كرسي مكتبها لم تشعر بذاك القادم الذي حملها واخدها لغرفة نومها.
“انت حقا عنيدة”
يبدأ يوم جديد فور ظهور تلك الخيوط الذهبية،صوت زقزقة الطيور خارج الغرفة بعثر نومها.
“ممماذا افعل هنا؟”
انفضت فور إحساسها بشيء ناعم خلفها نظرت بجانبها ورددت
“انها غرفتي من جلبني إلى هنا،…اتذكر انني كنت اعمل في مكتبي،.. رأسي يؤلمني”
“صباح الخير سيدتي”
“كم الساعة؟”
“انها الثامنة صباحا،جهزت لك الحمام قبلا”
“شكرا”
لم تكن لديها شهية للطعام طلبت من الخدم إعداد عربة لتوصيلها الى القصر الإمبراطوري كان رئيس الوزراء ينتظرها قام بتحيتها وإرشادها لمكتب الإمبراطور.
“كيف كانت مفاجئة البارحة؟”
“صادمة”
كان مكتب الإمبراطور يقع في الجانب الشرقي للقصر الإمبراطوري، قامت بتحيته ووضعت الملف الذي سهرت في إعداده امامه، لتصفحه بتمعن بينما الخدم أعد الشاي لترتشف القليل وتنظر له مجددا ثم يمرره للكونت داير الذي يرأس منصب رئيس الوزراء.
“الجفاف اذن”
“ارجوا اعطائي رخصة لتولي هذا الأمر قبل ان يسوء الوضع”
“ماذا ستفعلين بالضبط؟”
“كما نعرف ان الجفاف هو عجز في الثروة المائية بشكل عام في منطقة معينة، خلال فترة زمنية محددة قد تسبب انخفاض في نسبة المياه والأراضي الصالحة للزراعة وهذا يؤدي الى انتشار المجاعة والنتيجة النهائية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والنظافة إرتفاع في درجة الحرارة وزيادة الحرائق المشتعلة في الغابات،كل هذا سببه الجفاف لم تهتم الامبراطورية بزيادة عدد الأشجار”
“ولكن اذا امرنا بزيادة عدد النباتات قد يسبب نفاد في مخزون المياه”
“ليست كل النباتات تستهلك الكثير من المياه هناك
نبات “الاستفييا” من الزراعات الجديدة خاصة في جنوب شرق البلاد، وله فوائد عديدة للصحة ويتميز بكونه منخفض فى احتياجاته المائية ، فهو نبات عشبي و تكمن أهميته فى احتوائه على الطعم شديد الحلاوة، لا يحتوى على أي سعرات حرارية إضافة إلى ذلك فإن له عدة استخدامات طبية أهمها أنه لا يؤثر على مرضى ضغط الدم بالعكس له تأثير إيجابي إلى جانب انه مناسب لظروف الخاصة بالامبراطورية، وافضل اختيار البارون دافيسون ليتولى هذا المشروع نظرا لخبرته واسعة في الاعشاب بالإضافة للامتلاك عائلته اراضي تصلح لزراعة الاستيفييا”
“حسنا،هل ستكونين بخير؟هل اعين احد لمساعدتك؟”
“احب ان اعمل وحدي”
“وأمر الأكاديمية”
“لا تفكر حتى في استئنافه”
في طريقها للخارج إلتقت بالماركيز ميلر لم تعره إهتمام وأكملت طريقها تعاني إقطاعية البارون دافيسون من مشاكل في التمويل لذلك لن يرفض عرضها،أرادت إخباره وجها لوجه غيرت ملابسها لاخرى اكثر راحة لباس رجالي كان الخيار الأفضل.
“ولكن سيدتي”
“أريد التجول باريحية إرتداء فستان طول الوقت ممل”
“سأذهب معك بالإضافة الى خمس فرسان”
“فارس واحد او إثنين يكفيان”
“سيكون خطر عليك”
“لا داعي لقلقك سنتجول قليلا ونعود”
“كان من الأفضل ارسال رسالة فقط”
تنهدت بقلة حيلة فسيدتها إمرأة عنيدة، ولن تنصت لها حتى لو حاولت إقناعها.
يتبع….