انا حامل بالطفل الطاغية - 6
لم يكن يسعها سوى الإبتسام للمشهد الذي أمامها إدوارد حاول حمل أيفان لكن بدل ذلك تلقى لكمات بيده الصغيرة على وجهه واستمر الشجار بينهما تأكدت ان أيفان لا يحب والده فكلما اقترب إدوارد منها يبدأ في الصراخ لينتهي به الأمر بين أحضان فيونا، كل يوم يجتمعان داخل غرفة أيفان وفي بعض الأحيان يستمر بهما الامر لتناول العشاء والبقاء حتى ينام.
“وصل مرسوم من القصر الامبراطورة وضعت مولودها”
دخل كبير الخدم ليقدم المرسوم لادوارد وغادر بعد قول هذا لتتجه انظار فيونا تدريجيا للورقة التي يحملها وقد كان يبدوا عليه عدم الاكتراث ليضعها جانبا.
“تمنيت لو كانت فتاة فقط”
نظرت له مطولا لم تفهم مقصده لتمسك بها وتبدأ في قراءة محتواها بينما هي لا تعرف ماذا تقول في الرواية انجبت الامبراطورة طفل واحد، تعجب من صمتها ونادى عليها اكثر من مرة.
“فيونا…..فيونا…”
“ااا…اااه نعم”
“مابك شاردة”
“فقط افكر ماذا سأرسل للقصر الإمبراطوري كتهنئة”
“لا تشغلي بالك كثيرا اي شيء يفي بالغرض”
“سأضع أيفان في مهده”
نظر لايفان ليجده يغط في نوم عميق حملته فيونا لتضعه في مكانه، غادر كلاهما الغرفة ليترك المربية لحراسته بينما هي شاردة لم تعد تفهم اي شيء هل تغير محتوى الرواية لهذا الحد اصبح رأسها يؤلمها لذا قررت تجاهل هذا لن تستمر في التفكير بشيء قد حدثت وهي ليست بقادرة على تغييره ليخطر في بالها الحفلة التي أعدها الإمبراطور في بداية فترة حملها هل تدخلها انقد الجنين الآخر كان الاحتمال الوحيد والمنطقي لما جرى نظرت لادوارد الذي يمشي أمامها تمنت القليل من بروده ولو حتى نسبة قليلة، ليشعر إدوارد بتحديقها ليضيف ساخرا.
“هل أنت معجبة بزوجك لهذا الحد”
في هذا الوقت كان الخدم في غرفهم ولا يوجد أحد في الممر لينتهز الفرصة ليحاصرها ضد الجدار.
“لنعطي فرصة لبعضنا البعض فالطلاق لن يكون”
الزواج كان عقد لا يمكن إلغائه او فكه شيء مقدس يربط شخصين للأبد، الزواج له مفهوم آخر هنا هي عملية يتم خلالها جمع قلب إثنين من الأشخاص لجعلهم كيان واحد وبناء أسرة لا يقبل افتراقهم حتى لو كانت العلاقة متدهورة.
“حسنا حسنا فقط ابتعد عني”
من ناحية أن وجهها يشبه حبة طماطم لم يعد لها القوة لتتحرك، ليضعها على كتفه ككيس بطاطا، وهكذا انتهى يوم آخر لم تستطيع النوم كانت تنتظر الوثائق التي سيرسلها القصر الإمبراطوري الخاص بالاكاديمية شكرت السنوات التي قضتها في جامعة الاقتصاد والتسيير جعلت من حياتها اكثر راحة، تنهدت لتحاول سحب نفسها من بين أحضان إدوارد يده كانت متبثة على خصرها أدارت نفسها لناحيته تنفست بصعوبة يجعلها تقع له ببساطة بوجه الوسيم استغل نقطة ضعفها جيدا.
“أشكر جينات أمي وأبي في القانون”
نظرت له لاخر مرة قبل ان تغمض عينيها لتنام، لتظهر شبه إبتسامة على وجهه،كانت فيونا تتحرك كثيرا اثناء نومها في كل مرة يحاول أن ينام بهدوء تأتيه ركلة لبطنه أو قدمه وفي بعض الأحيان يستيقظ ليجدها ممددة على الأرض، بينما و هو يفكر أتته ركلة لبطنه وكأنها تنتقم منه في كل مرة يغيضها واستمر على هذا الحال حتى تسللت أشعة الشمس من النافذة استحم سريعا وغير ملابسه ليتجع للساحة من أجل تدريبات الصباح، بمغادرته فقط بنصف ساعة فتحت جفنيها تحسست المكان بجانبها لتجده فارغ ظهرت على ملامحها الانزعاج فكل مرة تجده قد غادر، سمعت صوت طرق على الباب.
“ادخل”
ارتدت فستان خفيف واتجهت لغرفة أيفان على امل ان يكون مستيقظا لحين انتهاء إدوارد من تدريباته وجدت المربية تحاول اسكاته ليسمع فقط صوت صراخه لتحمله وترسل المربية لإحضار زجاجة من الحليب استمرت في مداعبته لتهم بتغيير ملابسه.
“ستقضي اليوم برفقة ماما”
كانت الثياب التي ارتداها لطيفة وتناسبه بشدة، تجعلك لا تمل من النظر له وقرس خدوده.
“كم انت لطيييف، تعالي لماما”
رفع يديه لها وبدأ يضحك، حملته وهي تضع يدها اسفل رأسه طلبت منهم قبلا إحضار مهد صغير الحجم ووضعه في مكتبها،اطعمته جيدا وبدأت تتحرك داخل الغرفة وهو بيده لينام مجددا،دخل هينري وبيده مجموعة من الوثائق كانت قد طلبتها سابقا،فكرت اولا في اختيار هدية لتتكلم قبل ان يغادر.
” أرسل احدهم لاكبر متجر أسلحة واطلب منهم إعداد افضل واجمل سيف مع إضافة رمز العائلة الحاكمة”
“وللاميرة”
“لا اعرف ماذا احضر لها”
كانت في حيرة من أمرها لم ترد إرسال فساتين او جواهر لانها اعتبرتها هدية غير لائقة وبسيطة.
“مارأيك بمجوهرات وفساتين؟”
“سيكون هذا كأننا نعتبرها اميرة بلا فائدة او اننا نقلل من شأنها لذلك”
بدأت في تساؤل ماذا ستهدي لاميرة غير متوقع ولادتها حتى.
“ارسل في بحث عن جواهر سحرية واحدة لسيف الامير والثانية في قوس متوسط الحجر وأصر عليهم أن يكون ذو وزن خفيف”
“حاضر سعادة الدوقة”
انحنى ليغادر بينما هي عادت لإكمال عملها بعد مدة بدأ ايفان بصراخ لتأتي ميا معلنة أن الدوق ينتظرها في قاعة الطعام،كان يترأس الطاولة كالعادة ليمد يديه لحمل أيفان ليبعد أيفان وجهه ويدفنه في كتف فيونا بدأ باللعب بشعر فيونا متجاهلا إدوارد
“تأكدت أنه يكرهني”
من حقه قول هذا في كل مرة حاول الاقتراب منه إما ان يصرخ أو يتجاهله، لكن مع ذلك أحب اغاضته، جلست على الجانب الأيمن من الطاولة وايفان بين يديها كانت تأكل وتطعمه كذلك.
“استذهب للقصر الإمبراطوري؟”
“لا سأمضي هذا الاسبوع في المنزل فلدي أعمال يجب الاعتناء بها”
“هكذا”
غادر قبل ان ينهي فطوره حتى اتخدت الطريق المؤدي لغرفتها وضعته على السرير وبجانبه العديد من الألعاب تمسك بحاشية ثوبها ونظر لها بعيون حزينة وكأنه يطلب منها حمله، اتجهت به للشرفة لتشير على الأماكن المجاورة للقصر.
“هذه هي دوقية تشاد وانت هو الوريث الوحيد اريدك ان تكون شخصا صالحا ليس كالطاغية في الرواية استعمل سيفك لمساعدة الناس لا لقتلهم اجعلهم سعداء بقراراتك ليعيشوا طويلا”
كان منتبه لما تقوله وكأنه يفهم كل كلماتها ابتسمت له بحنان وقبلت خده للمرة الألف لا تعرف ولكنها انجذبت له بطريقة غريبة لا تستطيع البقاء ثانية واحدة وهي لا تفكر به هل هو الان نائم او يجلس بهدوء كعادته افصح العديد من الخدم انه سيصبح نابغة فقط منذ ولادته لم يجعلهم يعانون بعكس العديد من الاطفال الذين كانو لا يتوقفون عن الصراخ والبكاء لترد عليهم بإبتسامة لطيفة كعادتها وهي تقول في داخلها “هذا المتوقع من الطاغية”، أحست بالضجر لتتجه للرفوف الموضوعة بالقرب من غرفة الملابس أو كما تسميه الكنز الثمين به أكثر من مئة رواية وأغلبها تصنيف رومانسي، استمر ايفان بتشبث بها لذلك اجلسته بين أحضانها لتستمر في القراءة، اتى كبير الخدم بعد مرور ساعتين ليعلمها ان الهدية ستجهز بعد مرور ست ايام قبل يوم واحد من الحفلة.
“نسيت ان اخبرك اشتري مجموعة من النبيذ من مملكة ارمينيا”
“لماذا بالضبط من هذه المملكة بالتحديد؟”
“مع انها مملكة صغيرة لكنها تشتهر بنبيذها ذا الرائحة العطرة، ولا ننسى ارسل احدهم لمتجر الجواهر والاكسسوارات الذي اتعامل معه لشراء هدية للامبراطورة”
“حاضر سعادتك”
السر وراء تجهيز سلاح للاميرة اخبار النبلاء الآخرين أن بوسع المرآة حماية نفسها، كان واضح للعين ان العائلات الأخرى ستشري لها فساتين وجواهر او لن تهتم لها فهمهم الان هو ذاك الوريث الذي سيحكم الامبراطورية،قد أمر الإمبراطور ببدء عملية البناء، وجهزت كذلك المجالات التي ستضمها الأكاديمية من
المسايفة، السياسة، الاقتصاد، الهندسة، الفن والقانون ظنت من الجيد إضافة اللغات الأجنبية كذلك، بينما وهي تقرء بتركيز استغل أيفان الفرصة ليلعب بثوبها ويرمي الألعاب هنا وهناك.
“ايفان لا تضع ثوبي في فمك توقف”
طرف من ثوبها كان مبلول بسبب لعابه نزعت يده الصغيرة المتشبتة بملابسها، استغل إدوارد الفرصة ليحمل أيفان ويبدأ شجارهم المعتاد.
“متى أتيت؟”
“عندما بدأ في رمي دماه على الأرض”
“احمله لحين انتهائي من هذا الجزء”
انهت الصفحات الأخيرة بسرعة لترمي الكتاب جانبا تغيرت تعابير وجهها لتصبح اكثر قتامة بلع لعابه ليسأل بسرعة.
“ماذا حدث؟”
“تزوج من صديقتها وباعها، اقسم لو كنت مكانها لجعلته يعرف معنى الألم وقطعت جسده لقطع”
في كل مرة تبدأ قصة جديدة تندمج لدرجة هوسها بشخصية لا علاقة لها بالواقع وتبدأ في قرائتها من جديد بلا ملل، أراد تغيير الموضوع الذي كانوا يتحدثون بشأنه ليضع أيفان على السرير ويجمع الالعاب المرمية على الأرض.
“سمعت انك اخترتي الهدية،ذوقك مميز”
“انه اختياري بالطبع”
يتبع.