انا حامل بالطفل الطاغية - 5
أصبح أيفان ينام في غرفته الخاصة، امسكت فيونا اعمال المنزل في غضون هذه الفترة تستيقظ وتذهب لاطعام ايفان وتتناول الفطور مع الدوق ثم تنتهي بجلوسها على كرسي مكتبها حتى المساء وهذا كان روتينها طيلة الأربع شهور حانت ولادة ولي العهد والذي سيكون بعد يومين من الآن،تجلس تمشط شعرها بعدما طلبت من الخادمات المغادرة قررت ان تذهب وتلقي نظرة على طفلها العزيز كان ينام مثل الملاك قبلت جبينه وارادت المغادرة لكن جسم دافئ عانقها من الخلف.
“من؟!”
“ناديني بإسمي”
“كيف أجرؤ”
صاحت فيونا في يأس لم تناديه باسمه من قبل،نظرت فيونا الى إدوارد بنظرة زلقة تحت شعره الأسود كانت هناك عيون حمراء بالدم تحدق بها،برغم اختلاف الوقت كانت نظرته دائما واضحة مثل الشوكة.
“إ…إدوارد”
“لم اسمعك”
“إدوارد”
نظرت له للحظة لتفر هاربة وتتركه يضحك لسذاجتها، تسطحت على سريرها وبدأت تفكر أليس هذا الوقت المناسب لنجعل اسم فيونا تشاد معروفا وافضل طريقة هي إكمال مشروع الأكاديمية الملكية التي بدأها رئيس الوزراء السابق ولكن بسبب المرض الذي ادى به الى الموت لم تكتمل وبقيت مخططات على الورق وهذا افضل وقت لاكمال المشروع وهي في دوامة افكارها دخل الدوق واستحم وخرج عاري الصدر.
“بما تفكرين؟”
“اتتذكر مشروع الأكاديمية؟”
“الذي فكر به رئيس الوزراء السابق”
“ألا بأس لي في إكماله، أشعر بالاسف حياله”
جلس في الجانب الأيسر من السرير يتفقد بعض الأوراق ليضع المنشفة جانبا أما هي ظلت تحدق فيه حتى نامت.
“سوف اقنعك ان تحبيني كما احبك وسأجعلك تفتنين بي اكثر لن امل بل سأستمر لابعد الحدود”
تردد صدى صوته المنخفض والمتوسط في جميع أنحاء الغرفة بعدما وضع الأوراق جانبا لينام بجانبها، ليس هو الوحيد الذي تغير، بسببها اكتشف مشاعر جديدة لم يكن يدري أنها موجودة أصلا، بدأ يلعب بخصلات شعرها.
استيقظت فيونا قبله على غير العادة قررت الإستحمام وحدها فمنذ ان اصبح كلاهما ينامان معا لا تدخل الخادمات الا بعد خروج الدوق نظرت لملامحه المسترخية لم ترد ايقاظه لذلك ذهبت لتستحم خرجت من الحمام وأرتدت ملابسها لتجده يغير ثيابه ويستعد للمغادرة.
“اين هي مخططات بناء الأكاديمية الملكية؟”
عند سماع هذه الكلمات أدار وجهه لجهتها، أشار لربطة العنق لتقوم بتعديلها.
“سأتكلم مع الإمبراطور”
قبلت خده واتجهت للباب ظهرت شبه ابتسامة على وجهه اتبعها لقاعة الطعام، غادر القصر بعدما أمضى القليل من الوقت برفقة طفله وزوجته، كان له إجتماع رفقة الامبراطور استغل الفرصة ليخبره عن طلب فيونا فوافق الإمبراطور على الفور.
“سأرسل للدوقة دعوة للقدوم للقصر الإمبراطوري لنتفق على كل شيء”
“هذا جيد”
“كيف هي الاحوال بينكما فأنا اخطط تزويج ابني لابنتك لذلك اسرع واستغل الفرصة”
“هل تظنني سأعطي فتاتي الصغيرة لابنك؟”
“انتما تتشاجران مجددا في هذا الوقت من الصباح”
دخل رئيس مجلس الوزراء الحالي وهو يضحك، ليرتشف القليل من الشاي أمامه.
“ماذا اتى بك الى هنا”
“جئت لاخد مكاني واطلب الزواج من ابنتك المستقبلية لابني”
“ابنك عجون طفلي لا يزال في ريعان شبابه ابحث له عن أخرى”
مع ذلك استمروا في التكلم عن هذا وذاك يتناقشون في ما بينهم عن الكثير من الأشياء سواء كانت تخص الإمبراطورية أو غيرها،غادر إدوارد للدوقية فقد كانت له تدريبات مع الفرسان، خطى خطوات كبيرة لغرفته غير ثيابه وأمسك بسيفه اتجه لغرفة فيونا لكن لم تكن موجودة فذهب للغرفة المقابلة كانت تحمل أيفان الذي كان يتشبث بها بشكل متزايد، بمجرد أن تضعه في مهده يبدأ في البكاء بصوت عال.
“كن جيدا ايفان، ماما هنا لا تبكي”
قامت بضرب ظهره واستمرت في مواساته عند سماع هذه الكلمات توقف أيفان تدريجيا عن البكاء لم يصدر سوى شهقات متشنجة حك وجهه بحذر على كتف فيونا أحضرت المربية زجاجة حليب نظرت إلى تلك العيون الزرقاء الواسعة، عندما فتح باب الغرفة الذي كان مغلقا كانت فيونا مندهشة قليلا لرؤيته لم تكن تتوقع ان يعود بهذه السرعة.
“اهلا بعودتك”
كان يرتدي قميص أسود يتماشى مع لون شعره، اتجه ليقبل خد أيفان الممتلئ، لمحت السيف متدلي على خصره لتضع أيفان في مهده.
“اريد حمله”
نظرت له بحماس متزايد لم تجرب من قبل إمساك بسيف حقيقي وكانت هذه افضل فرصة.
“خدي”
لم تمسك به كاملا حتى وقع على الأرض وبدأت تحك يدها بتألم كان ثقيل ومن الصعب حمله بجسدها الضعيف، من حين لاخر تنظر له ثم توجه نظرها للسيف المرمي على الأرض كان إدوارد يحاول تمالك نفسه بينما تهتز كتفيه لتقلد كلامه بسخرية.
” كنت تعرف انه ثقيل وادرت السخرية مني فقط”
عندما قالت هذا لم يحتمل اكثر واطلق العنان لنفسه كان يضحك بلا توقف ومما زاد الطينة بلة هو محاولتها لتقليد كلامه، انحنى ليمسك سيفه واتجه ليراضيها.
“لم أكن احاول السخرية صدقيني”
اكمل حديثه تحت مسامعها لينظر لايفان الذي كان يغط في نوم عميق جاهل لما يحدث داخل غرفته، لتنفجر بالبكاء.
“عزيزي كذلك كان يحب السيف”
“من؟…عزيزك؟”
وهنا بدأ سوء فهم آخر، كانت تتكلم عن شخصية أخرى من روايتها المفضلة لهذا الأسبوع الذي مات وهو يحارب.
“كيف للكاتب ان يضحي به هكذا”
ضاقت عينيه ليخرج مغادرا كثنين ينفث النيران من متى أصبح يغار من شخصية خيالية لا وجود لها حتى لو كان حقيقيا سيسمع خبر موته في الامبراطورية كلها، وغضبه كله سيكون موجها للفرسان بالطبع ليتمنوا غروب الشمس بسرعة لتنتهي هذه التمرينات.
يتبع…