انا حامل بالطفل الطاغية - 4
احست بالفخر وهي تنظر للطابق الاول الذي تغيرت الكثير من الاشياء به من أثاث وستائر ليغلب عليه اللون الرمادي شكرت الخدم على مجهودهم واتجهت للمكتبة لتبدأ البحث عن كتب خاصة برعاية الأطفال وما يجب على المرأة الحامل تجنبه اثناء الحمل كانت في أواخر شهرها الثاني مع أن الوقت لا يزال بعيد لحين ولادتها إلا ان الخوف والرهبة الذي تشعر به يزداد يوما بعد يوم، ارتدت ثياب خفيفة لم يعد الطقس باردا كالسابق هم الآن يتجهزون لمسابقة الصيد التي تقام بداية فصل الربيع حتى أن المهام التي تقوم بها أصبحت قليلة بشكل غريب أبعدت هذه الأفكار من رأسها واكملت سيرها للمكتبة لتنبهر من حجمها.
“جميع الكتب من مختلف المجالات لا بد انها مجتمعة هنا”
“إلا الروايات الرومانسية طبعا”
شهقت بفزع ليخرج من بين الرفوف وبيده كتاب استطاعت قراءة عنوانه اعتناء بطفل حديث الولادة، ابتسمت أمام وجهه ليبعد الكتاب جانبا.
“الدوق بشحمه ولحمه يبحث عن طريقة رعاية الأطفال، اذا نشرت هذه الإشاعة كم من مال سأجني يا ترى؟”
احتوى الكتاب على أساسيات العناية بحديثي الولادة، رغم أنه مسؤولية الاعتناء به من حق الام و المربية، لكن بكونه أبا لهذا الطفل فيجب عليه على الأقل معرفة كيفية العناية به والتعامل معه.
“يبدوا أننا أتينا للغرض نفسه، المكتبة فارغة وانا لا انزعج بوجودك لذا ابقى اذا اردت”
كانت تبدوا لطيفة بينما تبعد انظارها عن وجهه لتتجه للرف الذي خرج منه وتبدأ في البحث بين الكتب ليمضي الوقت وهما يتناقشان عن غرفة الطفل التي ستكون بنفس الطابق في آخر الممر التي كانت افضل غرفة من ناحية التهوية والاضائة، ليكون عشاء هذه الليلة في قاعة الطعام، استطاعت الشعور بحماس إدوارد وتقبله لهذا الطفل لتبعد الأفكار السوداء وتتجه لاخد قسط من الراحة.
نمى شعور الأمومة لديها لم يعد لديها اي صبر لانتظار موعد الولادة جهزت رفقة إدوارد غرفة طفلهم لتصبح أكبر غرفة في القصر بسبب دمجها مع غرفتين، طغى اللون الرمادي والأحمر على الغرفة جهزت مكتبة صغيرة بالإضافة لمكان للعب لا يزالان يتعركان عن هوية الجنين هو يريد فتاة بينما هي واثقة من احتمال انجابها لولد، لينتهي بهم الأمر بشراء أطنان من الملابس للجنسين، بقي ثلاث أسابيع وتلتقي بطفلها لاول مرة في احشائها طفل يستطيع ان يسمع الأصوات ويتفاعل معها نهاية كل يوم تبدأ في سرد ما حدث معها سواء كان شيء عادي، ولا تزال توبخه لرفض السماح لها للذهاب لمسابقة الصيد.
تلقت العديد من الرسائل تسأل عن صحتها وصحة الجنين لم يعد يسمح لها بالخروج خارج غرفتها كانت تعاني بمجرد مغادرتها لسريرها،كانت تعرف أن الولادة وخصوصا الولادة الأولى مخيفة وضاغطة لكن بمجرد تخيلها للحظة التي تمسك بها طفلها بين يديها تجعلها تتشوق اكثر لهذا الوقت.
رفعت جسدها العلوي بصعوبة لم يكن الدوق موجودا لمدة أسبوع لكونه في الحدود الشمالية لتغطية نقص الجنود كانت قد طلبت من ميا الذهاب وإحضار بعض المسكنات لتهدئة ألم رأسها، أمسكت بكأس الماء ليقع منكسرا على الأرض.
“ميا….ميا”
هرعت بسرعة نحوها لتمسك بها قبل أن تقع حاولت فيونا ان تتماسك لكن انتهى الأمر بصراخها بصوت عالي، لتدخل الخادمات على عجل، اصبح القصر يعمه الفوضى يسمع فقط صوت صراخها حضرت الطبيبة على عجل كانت ولادة مبكرة وضعت أدواتها على جانب بينما فيونا لم تتوقف عن الشتم والصراخ.
“انا من جلبت لنفسي كل هذا ماذا فعلت في حياتي السابقة ليحصل لي كل هذا، لما يجب علي تحمل اخطائك فيونا”
استمرت الطبيبة بالصراخ هي كذلك، لتتنفس الصعداء وتمسك الطفل بين يديها اخدته لفيونا الشبه واعية لما حولها امسكت به والدموع في عينيها لم تعرف ماذا تسمي هذا الشعور قبلت رأسه بخفة وابتسمت كيف لتلك المرأة ان تعذب هذا الطفل البريئ وجعله طاغية، واعدت نفسها انها ستعتني به لاخر نفس لها،دخل الدوق مسرعا الى الغرفة اقترب من السرير وانحنى وقام بتقبيل جبهتها.
“اسف على تأخري”
“انظر إنه يشبهك”
أشارت لوجهه بينما تحارب دموع الفرحة ليرد عليها بابتسامة.
“ارتاحي الان”
لم تجبه بل غطت في النوم، حملت الطبيبة الطفل الصغير، ووضعته بين يدي إدوارد.
“انك حقا تشبهني”
اخدته الخادمات للاغتسال والباسه فبقي هو بجانب فيونا بعدما غيرت ميا ثيابها ونظفت جسدها،لتستيقظ في مساء اليوم التالي وعرفت أن إدوارد أصر على فحصها مجددا من قبل عدة أطباء.
“هل فكرت في إسم مناسب؟”
سألت بينما ترضع طفلها ليتكلم إدوارد وهو يوجه لها كأسا من العصير.
“فكرت ان نختار نحن الاثنان معا بعد استيقاظك”
شكرته لتضع طفلها على المهد الذي جهزه الخدم قبلا، لم تفكر باسم في الأشهر الماضية لذا قررت ان يكون نفسه الموجود في الرواية.
“ايفان”
“احببته”
“ألن تعترض حتى؟”
“لما؟”
لم تجب بعدها بأي شيء بل جلست على السرير.
“هل تشعرين بالتعب؟”
“للغاية”
“شكرا لك”
نامت وهي لم تفهم اخر شيء قاله، أقامت الدوقية حفل كبير بهذه المناسبة التي استمرت لاسبوع كامل وقد كان تعبير عن حب الدوق لوريثه وصلتهم التهاني من كل بقاع الامبراطورية وخارجها.
“انه هادئ منذ ولادته، ماذا قال الطبيب آخر مرة”
هدوءه كان غريب، لم يكن يبكي او حتى يعترض ينام فقط.
“قال أنه لا يعاني من اي شيء، سمعت أن هناك العديد من الأطفال يكونون هادئين بعد ولادتهم لكن مع مرور الوقت يصبحون أكثر نشاط”
غادر ميا لتترك فيونا لترتاح،ليخرج إدوارد يمسح شعره بمنشفة صغيرة، احاطها من الخلف و إتكأ على كتفها، ليبدأ أيفان بالصراخ وكأنه لم يحب اقترابهم هكذا.
يتبع..