انا حامل بالطفل الطاغية - 39
لم تتغير الكثير من الاشياء بمرور ثماني شهور الشخص الوحيد الذي تغير شكله كانت فيونا بمعدتها الاشبه بالبطيخ
كانت تنزعج بتلقيبهم لها بالبطريق، حبست نفسها في الغرفة بملئ إرادتها في بعض الأحيان يخرجها إدوارد لنزهة في الحديقة ويتعين عليه حملها كلما عادوا، أنهى سيسيل الاكاديمية اسرع مما هو متوقع كان بالفعل قد بدأ في الاستعداد لاخد منصب الماركيز
أما اليسيا فكانت سيئة بنصف المواد مع ذلك كانت مبارزة رائعة وساحرة جديرة بالمدح بدأ إدوارد في تدريبها منذ مدة وبالفعل أجاد بكونها تملك مهارة لا مثيل لها كانت سعيدة وتقفز في حضن هذا وذاك
كان ايفان يدرس هو كذلك بجد ومهاراته في المبارزة أفضل من من في مثل سنه، رغم كون شخصيته منعزلة ويفضل البقاء بمفرده إلا أنه يتماشى جيدا مع ولي العهد الذي كان يتنافس معه
لسبب كان ايفان يستمتع بإستفزاز نواه وينتهي بهم الامر داخل شجار آخر لتكون فيونا دائما الطرف الثالث الذي يصلح بينهما، أتت هايلي خمس مرات تزور فيونا لتبقى معها لاكثر من نصف شهر كانت مغناطيس مشاكل أي مكان تذهب له لا ترتاح حتى تدمره لتضحك ضحكتها المعتادة معلنة عن شعورها بالفخر أصبحت الدوقية فندقا في بعض الأحيان كان إدوارد على وشك رميهم جميعا للشارع لم يتركوه يختلي بزوجته او ينام مثل الناس أصبح بالمختصر مجنونا اصبح يردد دائما
“لدي زوجة تصاحب المجانين فقط”
قد وعد نفسه اذا انجبت فيونا فتاة تشبهها فسيكتفي كان متحمسا بشكل خاص لولادة التوأم جهز بالفعل غرفة لكليهما وملابس للجنسين تحسبا فقط
وايفان تقبل موضوع التوأم بعد تفكير عميق ومشاورة عميقة من طرف فاليريا التي أصبحت تنتظر زيارته الليلة كل يوم بصحن مقبلات واليوم ليس بإستثناء جلست على السرير تهز قدميها بحماس انتظرت لفترة طويلة حتى ضجرت لم تعرف سبب تأخره اليوم وبقيت تنظر للشرفة بشرود سمعت من بعض الخادمات عن مهرجان موسمي يقام بإحدى القرى القريبة كانت تعرف جيدا سبب اختبائها هنا وتعرف أن والدها يريد فقط لها أن تكون محمية وبصحة جيدة لكن خوفه زائد عن اللزوم كانت مجرد طفلة تريد عيش حياة طبيعية كباقي الأطفال لن تنكر أنها تشعر بالغيرة قليلا من ايفان حتى لو لم يخبرها باسم عائلته كانت على استطاع لمعرفة لاي عائلة ينتمي فقط من لون شعره الفريد الذي ينتمي فقط لدوقية تشاد كانت طفلة بتفكير بالغ تعرف جيدا أنها ليس لديها وقت لتتذمر كل ما يحدث لها مقدر لربما في يوم من الأيام سيتغير كل هذا وحياتها أيضا ستأخد منعطف آخر
وسط كل هذه الأفكار كان يقف أمامها بهيئته الصغيرة لم تكن تشعر بالأصل بوجوده او حتى متى أتى
“هيه هنا”
رفعت رأسها تلقائيا كانت متفاجئة من وجوده أمامها عرفت مجددا أنها شردت بافكارها مرة أخرى
“متى أتيت؟”
اردفت بنبرة طفولية قبل ان تقفز من على السرير وتمسك بيده كانت صغيرة حجمها لا يدل على أنها طفلة في الرابعة من حين لاخر كان ايفان يطلق عليها بلقب الفأر الصغير
“قبل ثواني،الفأر الصغير”
تشوهت تعبيراتها بإنزعاج واضح ابعدت خصلات شعرها القصيرة عن خدها
“لست بفأر صغير”
غمغمت بعبوس لتترك يده وتتجه للاريكة لتجلس عليها بغضب أرادت منه أن يتأسف لها لكن مع من، فهو أكبر مستفز وجد على الارض
“المكان بارد سأغلق النافدة أيها الفأر الصغير”
حركت يديها في الهواء عشوائيا ركلت قدمها بالخطأ في الطاولة حبست دموعها تتحسس قدمها كان جلدها حساسا لذا فورا تركت علامة حمراء توهج اللون الذهبي لتختفي الكدمة بسرعة ابتسمت لتشير له بسعادة
“انظر أصبحت أمهر”
اومئ بهدوء ليجلس مقابل لها كانت تنظر له بوجه شاحب بدت متوثرة وهذه عادة لها كلما أرادت فعل شيء مجنون شحب وجهها تلقائيا خدشت خدها لتتكلم بتوثر
“صديقي العزيز..يا ايفان الرائع”
“لن أساعدك بالهرب”
“ارجوك ساعدني..هيه لم انهي حتى ما اردت”
“هذا واضح لن تخرجي من هنا”
اطلقت العنان لدموعها المزيفة أصبح وجهها احمر بالكامل من يراها لن يظن انها تمثل راقبها لفترة وجيزة بلا اي ردة فعل انتظرت بفارغ الصبر اي ردة فعل لكنه كان يقف بإستقامة
هل هذا طفل في السادسة حقا؟..
رفعت حاجبيها بتساؤل لما لم يتأثر بدموعها التي تجعل الخادمات يفعلن اي شيء فقط لتتوقف رمشت ببطء وشعرت بالاحباط هذا الولد ليس مثل البقية ولن يتأثر بهذه الدموع المزيفة
“ارتدي شيئا دافئا وهيا لنذهب”
رفعت نظرها له بصدمة لترفع جسدها بمرح اسقطت جسدها كله عليه تقبلها في خده الأيمن ثم يليه الأيسر لم تفكر بما قد يحدث لاطفال صغار في قرية غير معروفة كل ما يجول برأسها أنها ستكتشف شيئا جديد وترى العالم الخارجي، بحثت في غرفة الملابس عن ثوب دافئ من ناحية اخرى كانت ملابسها كلها مزكرشة ومزينة بالجواهر ارتدت الأبسط فيهم كان ارتدائه بمفردها صعبا بدون الخادمات عندما انتهت ركضت بعجل لايفان الذي كان يقف بمنتصف الغرفة يحمل بيده الكتاب الذي كانت تقرؤه فاليريا سابقا لم يفهم به الكثير كونه يتحدث عن الطب والاعشاب نظر لمظهرها المبعثر بقلة حيلة
“أكنت تظنين أنني سأهرب”
ضمت شفتيها بطفولية لتقف ممسكة بيده بإحكام تشبثت به ولم تترك له الفرصة ليتحرك
“اتركيني فقط لاعدل ثوبك”
“هيا لنذهب”
أخد بيدها لتغمض عيناها تلقائيا أحست بجسدها يسحب للأعلى شددت على يده برهبة تجربة جديدة لها ومن الطبيعي أن تخاف لكن هذا كان مصحوب بمتعة غريبة بقيت على هذا الحال لم تفتح عينيها ولم تتحرك حتى نكزها على خدها
“لقد وصلنا”
بقوله هذا لم تنتظر ثانية أخرى حتى سقط نظرها على متاجر حلويات وبوتيك للملابس كان به لافتة رائعة
“يقولون ان هناك سيرك سيقام في القرية”
“هذه أول مرة منذ سنين أنا متحمسة لرؤيته”
كانت هناك مجموعة من الفتيات يثرثرن في ما بينهم بقرب من مكان وقوف فاليريا وايفان الذي استشعر فراغا غريبا بقربه كانت قد تركت يده ومشت لتصبح بجانبهم نفخت خدها وتكلمت بطفولية
“أيتها العمة أين يقام السيرك؟”
حاولت جعل تعبيراتها لطيفة قدر الإمكان وقد نجحت بذلك انحنت احداهن لتصبح في نفس مستوى فاليريا وقبلت خدها بلطف
“ماذا تفعلين وحدك صغيرتي؟”
“أتيت مع فيفي لهنا”
بنهاية كلامها اشارت لايفان الذي اقترب منهم ووقف بجانب فاليريا ينظر لهم بحذر كان يعرف ان قدومهم لهنا خاطئ
“هل هو اخوك؟”
“لا بل زوجي”
فتحت الفتاة فمها بذهول كانت صديقاتها بالفعل يضحكن ضرب ايفان جبهته بقلة حيلة لم ترد الفتيات تركهم وحدهم وسط الحشد حملت إحداهن فاليريا التي لم تمانع وعانقتها بشدة كان على ايفان اتباعهم من الخلف وعينيه لا تفارقها،اوصلوهم للمكان وقرروا بالفعل الذهاب برفقتهم لكن بسبب إصابة زميلتهم بعصر الهضم لم يكن بمقدورهم سوى تركهم هناك والذهاب مباشرة للطبيب، كانت فاليريا تتسل بين الحشد وجد ايفان صعوبة في اللحاق بها
“ريا انتظري”
“هيا أسرع”
أثناء الاستماع لرد فاليريا المتحمس توقفت بسبب مرور بعض الرجال ذو البنية الضخمة كانوا يتكلمون بصخب وبعضهم يتذمر
“لا توجد اي سلع فريدة بهذه القرية”
“أغلبهم شيوخ ونساء لن نحصل بسببهم حتى لنصف عملة”
سمع ايفان لكلماتهم المتذمرة وفطن أنهم يتحدثون عن التجارة بالعبيد حاول الإمساك بيد فاليريا لكنها ارتدت للوراء وسقطت بقرب من قدم أحد الرجال الذي رفعها من الخلف
“أنظر ما لدينا”
نظرت لهم برهبة لم تعرف كيف تتصرف في هذا الموقف لمحت ايفان الذي كان على مقربة منها لتشير له بالهرب فكرت للحظة أنها في ورطة كبيرة أرادت الصراخ لكن يده منعتها حاولت خدشه باظافرها سببت له بضع جروح في رقبته ووجهه لكن يبدو أنه لم يتأثر، كآخر خطوة عضت يده بأقصى ما لديها كردة فعل افلتها لتسقط على الأرض استغلت الفرصة لتهرب أمسك ايفان بيدها كانت ارجلهم صغيرة وخطواتهم أصغر استغلوا وجود العديد من الأشخاص وهذا ما سهل عليهم الهرب اختبئوا بزقاق مظلم بجانب أحد الصناديق كان لايفان خطة للانتقام اولا ثم سيستعمل سحره للعودة أو الخروج من تلك المنطقة تحديدا بالفعل اتبعوهم حوالي اربعة رجال بأشكال مخيفة الذي امسك فاليريا سابقا من الواضح أنه في اقصى درجات غضبه
اتسعت ابتسامة ايفان اشار لفاليريا بالصمت اغلقت فمها بكف يدها وانتظرت ما سيحدث بصبر، فرقع ايفان اصابعه لتظهر سحابة سوداء فوق رؤوسهم لم ينتبه لها أي أحد كانوا مركزين فقط على العثور عليهم نكزته فاليريا من الخلف ليلتفت لها
“أريد الذهاب للحمام”
همست بخفوت ليشير بيده لتختفي السحابة تدريجيا كان يريد التكفل بهم لكن ذلك سيأخد وقتا طويلا لذا قرر تركهم هنا قبل ان يختفوا رمت فاليريا كيس صغير سرعان ما انتشر دخان اسود خانق في المكان بدأ الرجال بالسعال أصبحت اعينهم حمراء كانوا يحاولون التنفس سقطوا واحدا تلو الآخر وهذا كله حدث بلا علم ايفان بوصولهم لغرفة فاليريا كانت شاردة
“ليا”
“نعم”
“ألم تقولي أنك تريدين الذهاب للحمام”
كان صوته متوسطا ومنخفضا تحولت عيناه اللتان كانتا زرقاء مثل البحر إلى ضيقية منحنية
“لقد ذهبت”
استلقت بلا حول ولا قوة على السرير بدت منزعجة وغاضبة
“اولئك الرجال سيئون بسببهم دمرت جولتنا”
اكتفى ايفان بالجلوس على الكرسي المقابل للسرير، كانت الغرفة ذات الاضاءة الخافتة مضاءة بمصباح زيت بالنظر
“سأذهب”
“بهذه السرعة”
“تأخر الوقت يجب أن تنامي”
غمغمت بإنزعاج لم تكن تشعر بالنعاس وأرادت الحديث معه أكثر ومرة اخرى اختف كأنه لم يكن أبدا في الغرفة سحر الانتقال المعروف فقط لذا دوقية تشاد
“اشعر بالملل”
قبيل عودته للدوقية توقف في المكان الذي كانوا يختبئون فيه وجد الرجال مرميين على الارض نظر لهم للحظات قبل ان يتحرك ويقترب منهم اكثر كانت وجوههم شاحبة ولون شفاههم مائلة للازرق عروق بشرتهم بارزة بشكل غير طبيعي فحص تنفسهم كانوا بالفعل ميتين
“ماذا فعلتي بالضبط فاليريا”
سمع صوت خطوات تقترب للزقاق انعكس شعار ابيض في المكان قبل ان يختفي اقترب بعض العاملين الذين لمحوا وجود اشخاص مرميين على الأرض
“تحقق من تنفسهم”
“إنهم ميتين”
غرفة فسيحة وفاخرة تم تزيين الغرفة بزخارف فاخرة خلقت الخلفية الرمادية والاثاث ذا المنظر العتيق جوا أكثر رقي هذه هي غرفته أبعد الكتب المرمية على سريره ووضعها فوق المنضدة الصغيرة قرر ان يستريح قليلا قبل ان يبدأ موعد التدريبات الصباحية لكن سماع صوت صراخ في الرواق شتت انتباهه فتح باب غرفته ولم يكلف نفسه اغلاقه كان هذا الصوت صوت فيونا اجتمع بعض الخدم أمام باب الغرفة وبعضهم ركض للخارج للاستدعاء الطبيب الذي لم يأخد وقتا طويلا حتى وصل
“ماذا يحدث؟”
نطقت اليسيا التي ركضت طول الطريق للطابق العلوي رفقة سيسيل بملابس نومها
“لا اعرف”
وقفوا بمحاذاة الباب يستمعون لصوت صراخها ولم يغفل عليهم الجو المشحون بالمكان
يتبع…